ضربت إسرائيل يوم الأحد عدة أهداف في لبنان في مواصلة للضغط على حزب الله بمزيد من الهجمات بعد أن وجهت له ضربة ضخمة بقتل الأمين العام حسن نصرالله.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر صباح يوم الأحد إن القوات الجوية “ضربت عشرات المواقع التابعة لحزب الله في لبنان بما شمل منصات إطلاق مصوبة نحو إسرائيل ومنشآت تخزين للأسلحة إضافة إلى بنية تحتية إرهابية لحزب الله”.

 

وأضاف أن القوات البحرية اعترضت مقذوفا لدى اقترابه من إسرائيل من منطقة في البحر الأحمر وأن ثمانية مقذوفات أخرى قادمة من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة.

الجيش الإسرائيلي، واصل اعتداءه على أكثر من 140 هدفا لحزب الله في لبنان « منذ الليلة الماضية ».

وأعلن في بيان « منذ الليلة الماضية، ضرب الجيش الإسرائيلي أكثر من 140 هدفا إرهابيا عائدا إلى حزب الله، بما فيها منصات إطلاق تستهدف المدنيين الإسرائيليين، ومبان خ ز نت أسلحة فيها وأسلحة استراتيجية ومنشآت لإنتاج الأسلحة ومواقع بنى تحتية إرهابية بعضها يقع تحت مبان سكنية في منطقة بيروت ».

وتم اغتيال نصرالله في غارة جوية إسرائيلية ضخمة استهدفت مقر القيادة المركزي للجماعة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.

وأعلنت إسرائيل قتله أمس السبت وأكد حزب الله في وقت لاحق النبأ.

وفي بيانه، قال حزب الله إنه سيواصل قتال إسرائيل واستمر في إطلاق الصواريخ صوبها بما شمل زخة صاروخية أطلقها صباح اليوم الأحد.

وجاء مقتل نصرالله في ذروة أسبوعين عصيبين لحزب الله بدآ بتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤه. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي من نفذت تلك التفجيرات لكنها لم تنف ضلوعها فيها أو تؤكده.

وزاد التصعيد من مخاوف توسع نطاق الصراع بما يخرج عن السيطرة باحتمال اجتذاب إيران الداعم الرئيسي لحزب الله وكذلك الولايات المتحدة.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، التي بدأت بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 33 قتلوا في ضربات إسرائيلية على لبنان يوم السبت مما رفع عدد قتلى الأعمال القتالية التي نشبت في الثامن من أكتوبر تشرين الأول إلى أكثر من 1670 من بينهم 104 أطفال.

وفي بيروت، قضت أسر نازحة الليل على مقاعد في منطقة خليج زيتونة الذي يضم عددا من المطاعم والمقاهي الراقية تطل على البحر في العاصمة بيروت وهو مكان عادة ما يقوم أفراد شركات أمن خاصة بإبعاد المتسكعين عنه لكن الأمر لم يكن على هذا النحو صباح يوم الأحد.

وفردت أسر ليس لديها سوى حقائب بالية من الملابس بعض الحاشيات للنوم وصبوا لأنفسهم بعض الشاي.

وقالت فرانسواز عازوري وهي من سكان بيروت “لن تتمكنوا من تدميرنا مهما فعلتم ومهما قصفتم ومهما دفعتم الناس للنزوح. سنظل هنا ولن نرحل.. هذه بلادنا وسنبقى فيها”.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان يوم الأحد إنه أطلق عملية طارئة لتقديم الطعام لما يصل إلى مليون متضرر من الصراع في لبنان.

(وكالات)

 

كلمات دلالية اسرائيل اعتداء اغتيال حزب الله حماس لبنان نصر الله هجوم

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: اسرائيل اعتداء اغتيال حزب الله حماس لبنان نصر الله هجوم یوم الأحد لحزب الله فی لبنان حزب الله الله فی

إقرأ أيضاً:

إنا على العهد.. معادلة لا مجرد شعار

اكتسبت المقاومة الإسلامية في لبنان قوتها وخصوصيتها وتميزها التاريخي من دعائم رئيسية استندت إليها، ولعل أهمها وفي صدارتها تأتي دعامتان لا تقتصران على القيم الأخلاقية والإنسانية فقط، ولكن تتمتعان بانعكاسات إستراتيجية وترجمة عملية في ميادين الجهاد والسياسة، أولهما المصداقية، والتي تترجم عمليًا لجدية وجهوزية وصرامة لا يستهين بها العدو، وثانيهما البلاغة في اختيار العناوين والشعارات المعبرة عن المرحلة واللحظة الإستراتيجية بدقة، وترجمتها العملية هو إعلان الموقف والتوجه، وتضافر الدعامتين بإعلان الموقف المستند إلى المصداقية هو ما يوصل الرسائل للعدو والصديق وبيئة المقاومة، ويكسب المقاومة شرفها وهيبتها وإنجازاتها الكبرى.

ولعل اختيار شعار “إنا على العهد” عنوانًا للتشييع التاريخي المهيب للشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وأخيه ورفيقه الشهيد هاشم صفي الدين، يشكل مصداقًا لهذه الدعائم، وهذا التوفيق في اختيار الشعارات، بما يتخطى نطاق الشعار الرمزي إلى نطاق تشكيل المعادلات، وهي مدرسة الشهيد نصر الله التي تعتمد على البصيرة والقراءة وتشكيل المسارات التصاعدية وعدم السماح بالتراجع وعودة المعادلات إلى الوراء.

وعندما أطلقت المقاومة شعار “إنا على العهد”، كانت تبدو واثقة تمام الثقة في جمهور المقاومة الوفي وفي تشكيله لمشهد تاريخي غير مسبوق في لبنان، بل وفي العالم بلحاظ الفوارق الديموغرافية المتعلقة بتعداد السكان، وقد رسمت المقاومة مسبقًا لوحات للتشييع قبل حدوثه تصور مشهدًا جماهيريًا مهيبًا، وهو ما تحقق بالفعل، وكانت الجماهير عند ظن وثقة القادة والكوادر والمجاهدين في الحزب، وهو ما يعكس وعيًا جماهيريًا بأهمية هذا المشهد وبكونه ليس مجرد وفاء لقائد تاريخي استثنائي، بل هو مشهد إستراتيجي مفصلي لا يقل عن مشاهد الجهاد بميادين وجبهات القتال، وهو ما أتاح للجماهير أن تشارك في ميدانه كتفًا إلى كتف مع جحافل المجاهدين والمرابطين على الثغور.

وهنا لا بد من التوقف قليلاً للتأمل في دلالات الشعار، ولماذا نقول إنه يشكل معادلة ولا يقتصر على كونه شعارًا للوفاء، وذلك عبر الإيضاحات تاليًا:

1- أول ما يجب أن يتبادر للأذهان في شعار “إنا على العهد” هو السؤال عن أمرين، الأول من نحن؟ والثاني ما هو هذا العهد؟ والإجابتان تحملان أبعاداً إستراتيجية مهمة.

والسؤال الأول أجابت عليه الحشود الغفيرة من بيئة المقاومة من كل الطوائف المنحازة للمقاومة، بل ورفع الشعار بالتزامن مع التشييع حشود خارج لبنان وعبروا عن تضامنهم وأمانيهم في الوفادة والحضور، وهو ما يعني تماسك بيئة المقاومة وفشل العدو في إرهابها وتفكيكها وثَنيها عن خيار المقاومة وتحول تهديد العدو إلى فرصة لإعلان التماسك والوحدة والاستنفار والجهوزية.

والسؤال الثاني ربما هو الأهم، لأنه يوضح المعادلة التي التفت حولها الجماهير وأعلنت صمودها وتجديدها للبيعة للوفاء به، وهو باختصار عهد التحرر الوطني ورفض الذلة وبذل التضحيات للحفاظ على السيادة والكرامة وإسناد المستضعفين وعدم التخلي عن الثوابت ورفض العودة بالزمن إلى الوراء.

2- يجب مراجعة التاريخ للوقوف عند اللحظة التي تشكل بها حزب الله وريثًا لحركة الجهاد اللبنانية التي اذاقت العدو وراعيه الأمريكي الويلات، هما ومن تحالف معهما من الغرب ومن عملاء الداخل، فقد كانت لحظة مفصلية، أراد العدو بها تفريغ لبنان من المقاومة بطرد منظمة التحرير الفلسطينية، واحتلال الجنوب وتقاسمه مع ميليشيات عميلة تنتسب زورًا للجيش اللبناني، وكان لبنان على وشك التطبيع والاعتراف بالعدو تحت مسميات مثل معاهدة عدم الحرب وتشكيل هيئات دبلوماسية في بيروت وفي داخل الكيان، وهو ما أفسدته المقاومة عبر ملئها لفراغ المنظمات الفلسطينية وتصديها للدفاع عن الجنوب والحفاظ على الوجه العربي للبنان، وصولاً إلى تحرير الجنوب، ثم وصولاً لإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد في العام 2006 عقب محاولة العدو إعادة الكرة وتصفية المقاومة.

واليوم، نحن أمام مشهد شبيه، يقوم العدو بالعودة لكرته محاولًا تصفية المقاومة وخلق مناطق عازلة وتشكيل حلفاء من العملاء بالداخل، وهو ما أعلنت المقاومة وجمهورها عبر شعار “إنا على العهد” عن تصديها له وعدم السماح بتحقيق هذه الأوهام مهما كانت التضحيات.

3- يجب أيضاً تأمل أساليب العدو وراعيه الأمريكي عند الفشل في هزيمة المقاومة بالقوة المسلحة، والاحتيال على ذلك بخلق الفتن وانتزاع المكاسب بالسياسة والمؤامرات، عبر الوقيعة بين المقاومة والجيش والدفع نحو الحرب الأهلية، وهو ما أفشلته المقاومة وجمهورها عبر بصيرتها وصبرها على التجاوزات وأعلنت عبر تجديدها للعهد بالتزامها بمدرسة الشهيد القائد بأن غضبها وسلاحها موجه للعدو الصهيوني حصرًا وليس موجهًا للداخل.

4- هناك رسالة كبرى أيضاً لا بد أن يعيها العدو وكذلك أعداء المقاومة في الداخل والخارج، وهي قدسية سلاح المقاومة وهو عهد السيد القائد الشهيد الذي أكد مرارًا في أحاديثه أن سلاح المقاومة جزء من عقيدة وثقافة بيئة المقاومة وله أبعاد أكبر بكثير مما يظنه بعض الواهمين، وأن من سيجبرنا على نزعه بالتخويف أو الحصار، فإننا سنقتله ويبقى سلاحنا معنا.

وهذا العهد قد جددته المقاومة وجمهورها بأنه لا مساس بالسلاح ولا الكرامة ولا الثوابت وأن هذا السلاح هو درع للبنان كله وليس موجهًا إلا للعدو ورعاته.

لا شك أن شعار “إنا على العهد” هو معادلة تثبتها المقاومة وجمهورها، مفادها الثبات على الخيار المقاوم للاحتلال والحصار والمناصر لقضايا الأمة والمحافظ على قدسية السلاح وامتلاك القوة والجهوزية والحرص على السلم الأهلي وعدم إهدار الجهود والدماء في غير مواضعها والاحتفاظ بها لمقارعة العدو والاستكبار، وهو تأكيد للنصر الإستراتيجي للمقاومة التي أفشلت أهداف العدو بحصارها وانزوائها وعودة الوضع لما قبل تشكيل المقاومة وتصديها لتدجين لبنان في حظائر التطبيع والمهادنة.

 

مقالات مشابهة

  • حمدان: الاحتلال سعى لإفشال اتفاق غزة والعودة للعدوان
  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • تقرير صيني يحذر من عودة اعمال انتقامية كبيرة لـ”الحوثيين” اذا استأنفت “إسرائيل” عدوانها على غزة
  • أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة
  • السعودية: وقف “إسرائيل” إدخال المساعدات لغزة انتهاكًا صارخاً للقانون الدولي
  • مصر تعلق على قرار إسرائيل بوقف دخول المساعدات إلى غزة
  • إنا على العهد.. معادلة لا مجرد شعار
  • قوات العدو تواصل عدوانها على طولكرم وجنين شمال الضفة الغربية
  • الحاج حسن للذين يتحدثون عن السيادة: ألا تعتبرون أن إسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابًا لبنانيين؟
  • إسرائيل تهدّد مجدداً... وسلام في الجنوب: ملتزمون اعادة الاعمار وتأمين العودة