أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إثر غارات جوية استهدفت مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. الغارات التي جرت مساء الجمعة، خلفت حالة من الغموض والقلق، بعدما التزم حزب الله الصمت لساعات طويلة قبل أن يصدر بيانًا رسميًا يؤكد مقتل زعيمه، الذي ظل يتربع على عرش الحزب لأكثر من ثلاثة عقود.

 

نصر الله: حقبة من القيادة انتهت

حسن نصر الله، الذي قاد حزب الله منذ اغتيال سلفه عباس الموسوي عام 1992، يُعتبر أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في المنطقة، إذ عرف بقدرته على إدارة الصراعات والمناورات السياسية والعسكرية مع إسرائيل. ورغم أن اغتياله لم يكن مفاجئًا في ظل التوترات المستمرة، إلا أنه يفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة حول من سيخلفه في قيادة الحزب.

هاشم صفي الدين: الوريث المحتمل

الاسم الأبرز في قائمة المرشحين لخلافة نصر الله هو هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، الذي يُعد الرجل الثاني في الحزب. صفي الدين ليس فقط ابن خالة نصر الله، بل هو أيضًا متزوج من عائلة القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني. وُلد في عام 1964 في بلدة دير قانون النهر بجنوب لبنان، وتلقى تعليمه الديني في النجف وقم، مثل نصر الله. وقد كان جزءًا من النواة المؤسسة لحزب الله في عام 1982.

صفي الدين يتمتع بسمعة قوية داخل الحزب، وقد تولى العديد من الملفات الحساسة على مدار ثلاثة عقود، بما في ذلك الإشراف على العمل العسكري الذي كان يقوده عماد مغنية قبل اغتياله في دمشق عام 2008. ويُعتبر صفي الدين "رجل الظل" في الحزب، إلا أن الضغوط الأمنية المتزايدة على نصر الله دفعته إلى الواجهة خلال السنوات الأخيرة.

نعيم قاسم: مرشح آخر

من بين الأسماء الأخرى التي قد تكون مرشحة لخلافة نصر الله، يبرز نعيم قاسم، الذي يشغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1992. قاسم، المولود في بيروت عام 1953، يُعد من الأعضاء القدامى في الحزب، وله تاريخ طويل في العمل مع نصر الله، مما يجعله خيارًا آخر محتملاً لقيادة الحزب.

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

عسكرياً.. أين حزب الله من أحداث الساحل السوري؟

متوقع كان البيان الذي أصدره "حزب الله"، أمس السبت، وأعلن فيه عدم علاقته بالأحداث التي يشهدها الساحل السوري خلال الآونة الأخيرة.   بشكل حاسم، نفى "حزب الله" ارتباطه بما يجري هناك، معتمداً مبدأ "النأي بالنفس" عن الأحداث وعدم الغوص في تفاصيلها.     فعلياً، لا يمكن لأحداث الساحل السوري القائمة بين فلول نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وقوات الإدارة السورية الجديدة إلا أنَّ تفتح الباب أمام تأثيرات قد تطالُ لبنان وبيئة "حزب الله" بشكل خاص.   في الواقع، فإن الأحداث الدائرة هناك ترافقت مع "خطاب طائفي" تمَّ اعتماده خلال اليومين الماضيين وحمل رسائل مفادها إنَّ الضحايا الذين سقطوا إثر عمليات الإدارة السورية الجديدة في الساحل السوري هم من العلويين ومن الطائفة الشيعية.   ما يجري هناك بدأ يستنفر بيئة "حزب الله" التي تعتبرُ أن الهجمة الحالية في سوريا جرى التحذير منها سابقاً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو التالي: كيف سيتصرف "حزب الله" إزاء كل ما يجري في سوريا؟ وهل يعنيه الأمر حالياً مقارنة بالمراحل السابقة؟ وهل بإمكانه الدفاع عن العلويين والشيعة في سوريا؟   لا يُخفي لبنانيون مخاوفهم من الحملة التي تحصل في سوريا، إذ صنفوا ما يجري هناك ضمن خانة "التطهير العرقي" الذي يطال العلويين والشيعة، وهو الأمر الذي يتبنى ترويجه جمهور "حزب الله".   "حزب الله" انكفأ نحو لبنان   حالياً، فإن التطورات الحالية في سوريا لا تعني "حزب الله" من الناحية الإستراتيجية والعسكرية، وفق ما تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24"، مشيرة إلى أنَّ الحزب "انكفأ نحو الداخل اللبناني وخطته الأساسية اليوم السعي لترميم جبهته الداخلية".   تلفت المصادر إلى أن الحديث عن "تدخل لحزب الله في سوريا لدعم فلول النظام لا يعتبر منطقياً على الإطلاق حتى وإن كانت لديه القدرة على ذلك"، وقالت: "من سيدعم الحزب وعلى ماذا يُراهن إن فعل ذلك؟ لا نعتقد أن هذا السيناريو سيتكرر لأسباب عديدة أساسها أن الإسناد الذي قدّمه الحزب لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل سقوطه، كان مبرراً من ناحية الحفاظ على النظام المرتبط بمحور المقاومة. أما الآن، فعمن سيدافع الحزب؟ عن أفراد وجماعات شعبية؟ أين تكمن مصلحته في ذلك؟ من هم حلفاؤه في الميدان هناك؟.. لهذا السبب، كان حزب الله دقيقاً في بيانه الأخير ونأى بنفسه عن الأحداث بشكلٍ واضح".   تعتبر المصادر أنَّ "حزب الله سيرى ويسمع كل التطورات من دون أن يتفاعل عسكرياً مع الأحداث"، موضحة أنَّ "الخسائر التي مُني بها والضربات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت مخازن أسلحة في جنوب لبنان، كلها عوامل ضغط على الحزب لعدم الإنجرار نحو سوريا على الإطلاق من أجل إعادة إحياء فلول النظام، ذلك باعتبار أن المعركة في هذا الإطار خاسرة تماماً".   على الصعيد الآخر، فإن التوتر الذي تشهده منطقة الساحل السوري قد لا يخدمُ "حزب الله" على الإطلاق أيضاً، فالحملة التي تطالُ "فلول النظام" تعني أنها تشملُ من كان يؤيد الحزب أو من كان يعمل معه وإلى جانبه في عهد الأسد.     هنا، تلفت المصادر السورية إلى أنَّ كبار التجار الذين تعاطوا مع "حزب الله" في جبلة والساحل السوري، ما زالوا هناك وكانت لديهم أنشطة مختلفة، لافتة إلى أنّ "جماعات فلول النظام يمكن أن تفيد حزب الله بعمليات التهريب أو حتى بتشكيل فصيل مؤيد للحزب داخل سوريا يكون مناوئاً للنظام الجديد وبالتالي إحداث توترات مستمرة في ظل عدم ضبط الحدود بين لبنان وسوريا ووجود إمكانية لتكريس التهريب المُنظّم".   أمام كل ذلك، فإنَّ "حزب الله" يقف اليوم أمام مشهدٍ جديد يطال شيعة سوريا.. فكيف سيتصرف إن لم يتحرك عسكرياً؟ هل سيكون الشارع والتظاهرات هي "آخر خرطوشة" تضامنية بعدما كانت الدفة تميل إلى السلاح؟ فلننتظر... المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عسكرياً.. أين حزب الله من أحداث الساحل السوري؟
  • الحزب لن يتدخل
  • لماذا لا يُقرّ حزب الله بالهزيمة؟
  • قوة لـحزب الله تُرعب إسرائيليين.. معهد في تل أبيب يكشف مكانها
  • إسرائيل تغتال عنصرا لحزب الله في جنوب لبنان
  • فيديو منسوب لـحزب الله يحمل تهديدات.. انتشرَ بكثافة وهذه حقيقته
  • مقتل عنصر في حزب الله جرّاء قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن استهداف مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان
  • إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟
  • الأولى منذ تعيينه أمينًا عامًا لحزب الله.. إليكم موعد مقابلة نعيم قاسم