نيويورك – حذرت السعودية، امس الأحد، من تداعيات التصعيد الإسرائيلي في لبنان، مؤكدة انضمامها لجهود دولية تهدف إلى ترسيخ وقف فوري لإطلاق النار.

جاء ذلك خلال كلمة المملكة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك، ألقاها وزير الخارجية فيصل بن فرحان.

وأكد الوزير السعودي على “ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان، واحترام سيادته، بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.

وشدد على أن “غياب المساءلة والعقاب رغم استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يشجعها على التصعيد”.

ابن فرحان اعتبر أن “هذا التصعيد لن يحقق الأمن والاستقرار لأي طرف، وينذر بعواقب خطيرة، وتوسيع رقعة العنف والحروب، والمزيد من التهديد لأمن المنطقة واستقرارها”.

وأوضح أن المملكة “تنضم إلى الجهود الدولية الهادفة إلى ترسيخ وقف فوري لإطلاق النار (في لبنان)، بما يتيح المجال للتوصل إلى تسوية دبلوماسية مستدامة”.

ودعا بيان مشترك صدر فجر الخميس عن 12 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، وذلك لإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، ما أسفر عن 816 قتيلا بينهم أطفال ونساء، و2507 جرحى، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق الفصائل اللبنانية مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر “الموساد” بتل أبيب، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

هوكشتاين في لبنان مجددا وحديث عن الانسحاب الإسرائيلي والاستحقاق الرئاسي

بيروت- في زيارة وصفت بأنها ذات طابع مزدوج، وصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، أمس الاثنين، في إطار مهمته التي شملت عقد سلسلة من اللقاءات مع لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، فضلا عن المسؤولين اللبنانيين، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وفي تصريح له بعد لقائه مع بري، أكد هوكشتاين أن "الانسحابات ستستمر حتى تكون جميع القوات الإسرائيلية خارج الأراضي اللبنانية بشكل تام، مع استمرار انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وصولا الى الخط الأزرق"، مشيرا إلى صعوبة تنفيذ الاتفاق في جنوب لبنان.

من جانبه، طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقب لقائه المبعوث الأميركي بتحديد "جدول زمني واضح" لإتمام الانسحاب الإسرائيلي قبل انتهاء المهلة المحددة بـ60 يوما، كما جدد التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، محذرا من أن "استمرار هذه الانتهاكات والحديث عن نية إسرائيل تمديد مهلة وقف إطلاق النار يعد أمرا مرفوضا بشكل قاطع".

وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، بحث هوكشتاين مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، آلية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، وذلك بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون والجنرال الأميركي جاسبر غيفرز، حيث تناول اللقاء سبل تطبيق الاتفاق في المنطقة، وفق بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني.

إعلان

وفي سياق متصل، التقى هوكشتاين اليوم الثلاثاء مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كما عقد اجتماعا مع مجموعة من نواب المعارضة والمستقلين في لبنان بحضور السفيرة الأميركية.

كما تزامن وصول هوكشتاين إلى بيروت مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلدة الناقورة التي كانت إسرائيل قد احتلتها خلال توغلها البري، وهو ما سمح للجيش اللبناني باستعادة نقاط تمركزه في المنطقة.

استحقاقان مهمان

ويعتبر الباحث والمحلل السياسي حسن شقير أن زيارة آموس هوكشتاين إلى لبنان تأتي في مرحلة حساسة جدا، حيث يواجه لبنان استحقاقين مهمين للغاية، يتمثل أولهما بمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي ينتهي في 26 من الشهر الحالي، بينما يتعلق الاستحقاق الثاني بانتخاب رئيس الجمهورية.

ويوضح شقير للجزيرة نت أن هذه الزيارة كانت ضرورية فيما يتعلق بالاستحقاق الأول لعدة أسباب:

أولا: لأن الولايات المتحدة تترأس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا يمنحها دورا رئيسا في هذا السياق. ثانيا: بسبب الرسائل الإسرائيلية التي تم التعبير عنها من خلال تصريحات مسؤولين ووسائل إعلام إسرائيلية، والتي تضمنت إشارات إلى نية إسرائيل عدم الانسحاب من بعض المناطق، إضافة إلى رغبتها بتمديد المهلة الممنوحة، بدعوى عدم جاهزية الجيش اللبناني.

وأشار المحلل السياسي إلى أن زيارة هوكشتاين تأتي في ظل الموقف الرسمي للبنان والمقاومة، التي عبّرت بوضوح عن رفضها للخروقات الإسرائيلية، معتبرة إياها انتهاكا للاتفاق، كما لفت المحلل إلى أن تمديد المهلة يمثل تهديدا خطيرا، خاصة في ظل العمليات الإسرائيلية من تدمير وتجريف والتي يرفضها لبنان.

وأضاف شقير أن الأميركيين لم يقدموا أي تطمينات بأن إسرائيل ستتوقف عن خروقاتها بعد اليوم الستين من تنفيذ الاتفاق، واكتفوا بالإشارة إلى أن إسرائيل ستلتزم بالانسحاب إلى الخط الأزرق.

إعلان

أما فيما يخص استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، فيرى شقير أن زيارة هوكشتاين تأتي في سياق الجهود الدولية، حيث تعد الولايات المتحدة جزءا من اللجنة الخماسية التي تعمل على تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة المقبلة، ورغم الحديث عن تبني اللجنة ترشيح قائد الجيش جوزيف عون، يشير شقير إلى أن هذا الخيار يتطلب تعديلا دستوريا بموافقة 86 نائبا، وهو أمر غير متوفر حاليا.

وأوضح شقير أن الأمور قد تتغير بشكل جذري في أي لحظة، ورغم أن الثنائي الشيعي –حزب الله وحركة أمل– يدعمان ترشيح سليمان فرنجية، فإنهما قد يتجهان إلى الإجماع اللبناني إذا تحقق توافق وطني على شخصية أخرى مثل قائد الجيش، وفي حال عدم التوافق في الجولة الأولى من التصويت، ستأخذ "اللعبة الديمقراطية" مجراها في الدورة الثانية، حيث يمكن انتخاب الرئيس بأغلبية 65 صوتا.

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (يمين) التقى الوفد الأميركي وعلى رأسه المبعوث هوكشتاين (رويترز) التملص الإسرائيلي

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد منير شحادة أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد لا يلتزم بالمهلة المحددة بـ60 يوما للانسحاب، ويستند في ذلك إلى عدة عوامل، من بينها كثرة الخروقات الميدانية، بالإضافة إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين أكدوا أن السيطرة على حرية الحركة ستظل بيدهم.

كما أشار العميد شحادة للجزيرة نت، إلى أن "ما جرى في سوريا من سقوط نظام بشار الأسد، وتقدم الجيش الإسرائيلي شمالا حتى أصبح على بُعد كيلومترات من دمشق ومعبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، قد يدفع إسرائيل إلى محاولة التملص من الاتفاق".

وبخصوص اجتماع هوكشتاين في الناقورة، أوضح شحادة أن تصريحات المبعوث الأميركي تؤكد أن إسرائيل قد سحبت قواتها من القطاع الغربي، وأن الانسحاب سيستمر في القطاعين الأوسط والشرقي لتكون جميع القوات الإسرائيلية خارج الخط الأزرق بنهاية المهلة، رغم ذلك عبّر شحادة عن شكوكه في محاولة إسرائيل التملص من الاتفاق بهدف استمرار احتلال بعض الأراضي اللبنانية في جنوب لبنان.

إعلان

وأشار الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن الجديد في زيارة هوكشتاين هو جدية الإدارة الأميركية في متابعة اتفاقية وقف إطلاق النار، حيث كانت هي الراعية لهذه المفاوضات، وأضاف أن الزيارة تتزامن مع الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وأن هوكشتاين أشار بوضوح إلى أن العماد جوزيف عون هو المرشح الأساسي للرئاسة.

وشدد شحادة على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بالمهلة المتبقية، التي تفصلها عنها حوالي 20 يوما، وأوضح أنه "في حال استمر الانسحاب كما هو مخطط له حتى نهاية المهلة، وأكملت إسرائيل انسحابها بشكل كامل من الأراضي اللبنانية، فسيكون ذلك نتيجة ضغوط أميركية، أما إذا حاولت إسرائيل التملص أو تقديم أعذار غير مقنعة، مثل بطء انتشار الجيش اللبناني، فإن هذا الادعاء غير صحيح".

وأكد شحادة أن الجيش اللبناني لا يستطيع دخول أي منطقة جنوب نهر الليطاني يوجد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بل يتعين على الأخير أن ينسحب أولا، ليتمكن الجيش اللبناني من دخول هذه المناطق.

مقالات مشابهة

  • استمرار المعاناة وجهود دولية لوقف التصعيد.. آخر تطورات الوضع في غزة
  • مسؤولون: الجيش الإسرائيلي سيبقى في مناطق بلبنان لأشهر أو سنوات
  • مصر واليونان تؤكدان ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ومنع التصعيد بالمنطقة
  • وزير خارجية الإمارات يؤكد دعم بلاده لجهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بغزة
  • عبد الله بن زايد يستقبل نظيره الإسرائيلي في أبو ظبي.. هذا ما بحثاه
  • عبدالله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الإسرائيلي جهود التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار
  • هوكشتاين في لبنان مجددا وحديث عن الانسحاب الإسرائيلي والاستحقاق الرئاسي
  • "ميقاتي": حذرنا من استمرار الاحتلال في خرق اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان
  • هوكشتاين: انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان سيتواصل حتى الخط الأزرق
  • إعلام إسرائيلي: القيادة السياسية أعلنت رغبتها في البقاء بلبنان