مهرجان ظفار الدولي للمسرح يبدأ الأربعاء القادم بمشاركة 50 دولة في دورته الأولى
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
أعلنت إدارة مهرجان ظفار الدولي للمسرح في دورته الأولى خلال المؤتمر الصحفي الذي نظّمته مساء اليوم في قاعة المؤتمرات بمنتجع أنانتارا في صلالة، أن المهرجان سينطلق خلال الفترة من 2 إلى 9 أكتوبر القادم، بتنظيم من بلدية ظفار بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العُمانية للمسرح.
وقال سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني، رئيس بلدية ظفار ورئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان ظفار الدولي للمسرح، في كلمة ألقاها، إن المهرجان يأتي متزامنًا مع موسم الصرب بمحافظة ظفار، ليجمع بين الجمال الطبيعي للمحافظة وتنوع الفنون المسرحية والثقافية.
وأشار خلال كلمته إلى أن مهرجان ظفار الدولي للمسرح هو تجمع فني دولي تنافسي، يهدف إلى جمع أهم العروض المسرحية الدولية في ربوع محافظة ظفار وتعزيز المواهب المسرحية لتكوين أجيال جديدة تواصل مسيرة كبار المسرحيين العُمانيين الذين أثروا الحركة المسرحية في سلطنة عُمان وخارجها.
وأكّد رئيس اللجنة التنفيذية أن المهرجان سوف يحتضن هواة المسرح ومحترفيه على مستوى العالم في كرنفال مسرحي ثقافي وحضاري يعكس أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة والفنون في تطوير المجال المسرحي والسياحي والاقتصادي نحو تنمية اجتماعية راسخة ومستدامة.
حلقات تدريبية
من جانبه، قال موسى بن عبدالله القصابي، مدير عام المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان ظفار الدولي للمسرح: «تشارك في المهرجان 35 فرقة مسرحية تتنافس في ستة مسارات، هي العروض الكبرى، والمسرح الجماهيري، ومسرح الطفل والنشء، وعروض المونودراما، والمسرح الثنائي، وذلك على مدار 8 أيام تتخللها حلقات عمل تدريبية يقدمها عدد من المختصين في الفن المسرحي».
وأضاف: «من بين هؤلاء المختصين الدكتور خالد جلال والدكتورة إنجي البستاوي من مصر، والفاضل الجعايبي من تونس»، موضحًا أن الأعمال المشاركة في المهرجان ستُقيَّم من قبل 6 لجان تحكيم، كل لجنة مختصة بمسار محدد، وتضّم عددًا من الفنانين والمسرحيين من مختلف الدول العربية والأجنبية، ولفت القصابي إلى أن مهرجان ظفار الدولي للمسرح يهدف إلى تنشيط الحركة المسرحية على مستوى سلطنة عُمان وتكاملها مع الثقافات المسرحية العالمية، وكذلك دعم وتعزيز السياحة المتخصصة من خلال استضافة الفرق المسرحية من مختلف أنحاء العالم، وتشجيع جذب المزيد من الاستثمارات الثقافية إلى المحافظة بشكل خاص، وإلى سلطنة عُمان بشكل عام.
الهوية الثقافية
وأكّد عمار بن عوبد غواص، مدير دائرة الفعاليات والتوعية ببلدية ظفار والمنسق العام لمهرجان ظفار الدولي للمسرح، أن المهرجان يمثل فرصة ذهبية للاحتفاء بـ«أبو الفنون» المسرح في دورته الأولى، الذي يُعد ركيزة أساسية في إثراء الثقافة والفنون، وأشار إلى أن المهرجان يسعى إلى تسلّيط الضوء على المسرح المحلي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات مع الفنانين المسرحيين من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في إرساء أسس جديدة للمسرح العُماني وتطويره بشكل يواكب المسرح العالمي.
وأضاف غواص إن المهرجان لا يقتصر فقط على تقديم العروض المسرحية، بل يهدف إلى خلق بيئة حاضنة وداعمة للأعمال الفنية المستقبلية في سلطنة عُمان، من خلال إتاحة الفرصة للمواهب المحلية للظهور والتألق، وأكّد أن هذا المهرجان سيسهم في تعزيز مكانة المسرح في عُمان، وجعلها وجهة للفن المسرحي على المستويين الإقليمي والدولي.
دعم المواهب
وتطرّق المنسق العام للمهرجان إلى جوائز المهرجان قائلًا: «تم تخصيص 45 جائزة لمهرجان ظفار الدولي للمسرح، حيث تبلغ جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل خمسين ألف دولار». وأضاف إن هذا المهرجان يُعَدّ خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة محافظة ظفار كحاضنة للفنون والثقافة على المستويين المحلي والدولي، مُعربًا عن تطلعاته بأن يكون المهرجان نقطة انطلاق لسلسلة من النجاحات المستقبلية التي تسهم في دفع الحركة الثقافية والفنية في المحافظة إلى الأمام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أن المهرجان
إقرأ أيضاً:
“إمبراطورية منخوليا” و”هذيان” تخطفان الأضواء في مهرجان الرياض للمسرح وسط إشادة نقدية واسعة
شهد مهرجان الرياض للمسرح، الذي يتواصل بفعالياته الثقافية المميزة لليوم الثالث، ليلة استثنائية حملت الجمهور إلى عوالم من الدراما والتشويق، من خلال عرض مسرحيتي “إمبراطورية منخوليا” و”هذيان”.
وفي مسرحية “إمبراطورية منخوليا”، يتصدر غانم المشهد، الحاكم الحالم الذي يطمح لتأسيس إمبراطورية خالدة ترتكز على قيم العدل والمساواة حيث يسير غانم بخطى واثقة لتحقيق رؤيته المثالية، إلا أن طموحاته الجريئة تصطدم بعقبات جمة، تتجسد في أعداء يتربصون به وبأحلامه التي لا تنتهي.
ورغم سيطرته على العالم، تبقى روحه قلقة متعطشة للمزيد، ليصبح التساؤل الأبرز: هل يمكن له أن يحقق أحلامه في عالم يغلفه الكمال؟
كما سلطت المسرحية الضوء على الوهم الذي يسكن الإنسان، حينما يركض خلف أحلامٍ مثالية، فتُغرقه في متاهة من التعاسة، بينما يكمن الخلاص في مواجهة الحقيقة، مهما بدت مؤلمة ولكن من خلال إبداع بصري ساحر وسينوغرافيا تحاكي العوالم الخيالية، استطاع العرض أن يجسد الصراع الأبدي بين الحلم والواقع.
فيما أخذت مسرحية “هذيان”، الجمهور في رحلة نفسية عميقة عبر شخصية نحات يعيش صراعًا داخليًا مع ذاته لتبدأ المسرحية بظهور زوجته من إحدى لوحاته، حيث يبدأ بالتفاعل معها في مشاهد تفيض بالعاطفة والتوتر، لينتهي الأمر بمأساة قتلها ليدخل المحقق إلى المشهد، مجسدًا ضمير النحات، محاولًا فك ألغاز حياته المتشابكة وربط الأحداث المليئة بالأسئلة والندم.
وفي خضم الصراع، يرسم النحات صورة حبيبته المثالية، التي تتجسد أمامه لكنها ترفض البقاء بسبب ماضيها وذروة العرض تأتي مع ظهور روحه، تلك المرآة الصادقة التي تعيده إلى كل أخطائه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وحملت المسرحية طابعًا فلسفيًا مؤثرًا، مزجت بين الواقع والهذيان، وطرحت تساؤلات عميقة عن الحياة، الخيال، والحقيقة.
كما شهد مهرجان الرياض للمسرح حراكًا فكريًا مميزًا من خلال تنظيم ندوتين نقديتين سلطتا الضوء على العملين المسرحيين “إمبراطورية منخوليا” و”هذيان” وجاءت هذه الندوات لتعكس عمق التفاعل الثقافي مع الأعمال المقدمة ضمن المهرجان، حيث ناقش نخبة من النقاد والمختصين أبرز الجوانب الإبداعية والرسائل الفنية في هذين العرضين.
وحظيت مسرحية “إمبراطورية منخوليا”، التي قدمتها فرقة “المشخصاتي”، بإشادة واسعة خلال الندوة النقدية التي أدارتها الدكتورة أميرة بخاري، وشاركت فيها الناقدة اللبنانية رشا الدبيسي حيث أشادت الدبيسي بالنص المسرحي الذي وصفته بأنه مليء بالإسقاطات الفكرية العميقة، مع توظيف السينوغرافيا، خاصة المرايا، بشكل إبداعي يعكس الفلسفة العبثية في إطار واقعي.
اقرأ أيضاًالمنوعاتارتفاع أسعار النفط مع ترقب “الفائدة الأمريكية”.. واستقرار الذهب
وأكدت أن الإخراج أضاف الكثير للشخصيات، خاصة شخصية الجندي، ما أضفى على العمل زخمًا دراميًا، كما أثنت على الأداء التمثيلي المتميز لجميع الممثلين، مع إشادة خاصة بالفنان محمد لادان، الذي تألق بثقة رغم كونه فاقد البصر، مما أضفى بُعدًا إنسانيًا ملهمًا على العمل.
فيما شهدت الندوة النقدية لمسرحية “هذيان”، إشادة واسعة من الكاتب المسرحي والناقد الأدبي العماني علي المعمري، الذي قدم قراءة نقدية عميقة أبرزت الجوانب الإبداعية للعمل.
أشاد المعمري بأداء بطل المسرحية، واصفًا إياه بالمتميز والقادر على إيصال المشاعر بصدق، كما أثنى على الجمل الحوارية التي تميزت بالترابط والتماسك، إلى جانب العلاقات المتقنة بين الشخصيات والانتقالات السلسة التي أضفت عمقًا على النص والعرض المسرحي.
واعتبر أن الاستهلالية كانت من أبرز مميزات العمل، حيث قدمت استعراضًا بصريًا مميزًا من خلال الإضاءة والتعبير الحركي المتقن للممثلين، مما جذب انتباه الجمهور منذ اللحظات الأولى كما أثنى على أداة التعبير لشخصية النحات صالح، التي قدمت أداءً دراميًا لافتًا عكس معاناته بصدق وإبداع.
يذكر أن مهرجان الرياض للمسرح الذي انطلق في الأحد الماضي يستمر حتى 26 من ديسمبر الجاري يعد واحدًا من أبرز التظاهرات الثقافية التي تحتفي بالمسرح في المملكة العربية السعودية.