جنازة حسن نصر الله.. الغموض والخوف يخيّمان على الحدث
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
أفادت مصادر لبنانية، الأحد، بانتشال جثة أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، بعد يومين من مقتله بقصف إسرائيلي، أثناء وجوده في اجتماع داخل مقر للجماعة في ضاحية بيروت الجنوبية.
واكتفت المصادر بالإعلان عن انتشال جثة نصرالله، دون أن تشير إلى تفاصيل أخرى تتعلق بتشييع جثمانه.وتترقب العاصمة اللبنانية تشييع جثمان نصرالله، وقدرة الحزب على التعامل مع الضربة غير المسبوقة التي تعرض لها، بعد مقتل رأس الهرم فيه، وأبرز قيادات الصف الأول والثاني أيضاً.
وتسود مخاوف من أن تستهدف إسرائيل موكب تشييع نصرالله في بيروت، على اعتبار أنه قد يشهد حضور قيادات أخرى من الحزب.
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه الحزب ملفاً آخر يتعلق بالشخصية، التي ستخلف نصرالله على رأس الجماعة المدعومة إيرانياً، وسط تقارير عن أن رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين هو الأقرب لتولي المنصب.
إسرائيل تكشف حصيلة القتلى في عملية اغتيال #حسن_نصر_الله#لبنان #حسن_نصر_اللهhttps://t.co/JT25qTxQdr
— 24.ae (@20fourMedia) September 29, 2024 وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن أكثر من 20 عنصراً في حزب الله قتلوا في الضربة العنيفة التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب، وأودت بحسن نصرالله.وأفاد البيان بأن إبراهيم حسين جزيني وسمير توفيق ديب اللذين كانا "من المقربين من نصرالله"، بين القتلى.
وأضاف "نظراً إلى قربهما منه، كان لهما دور مهم في العمليات اليومية لحزب الله ولنصرالله خصوصاً".
بشار الأسد ينعى حسن نصر الله - موقع 24اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، أن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، "لن يضعف"، الجماعة اللبنانية.
وأكد حزب الله، السبت، مقتل نصرالله، فيما أعلن مقتل علي كركي، قائد جبهة الجنوب في الحزب، في هجوم الجمعة.
وظهر في فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة انتشال جثمان الأمين العام لحزب الله اللبناني، من موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله حسن نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
رسائل ود من حزب الله للحكّام الجدد في دمشق
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": مع موقف لافت أطلقه أخيراً أحد وزيري "حزب الله" مصطفى بيرم وقال فيه "إننا نحترم خيار الشعب السوري، ونحن منفتحون ومرتاحون إلى تصريحاتهم"، بدا جليّاً أن الحزب اتخذ قراره النهائي في شأن التعامل مع التحوّل السياسي الكبير في سوريا الذي تكرّس بسقوط نظام بشار الأسد، وحلول حاكمين جدد محله هم بالأساس على طرف نقيض مع الحزب.
والواضح أن هذا القرار قائم على إبداء الاستعداد لفتح صفحة جديدة مستقبلاً مع الحكام الجدد في عاصمة الأمويين.
لم يكن كلام الوزير بيرم الرسالة الإيجابية الأولى من جانب الحزب إلى السلطة الوليدة في سوريا، إذ ثمة من يعتبر أن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أصدر مقدمات انفتاحية عندما صدر عنه في إطلالته الإعلامية الأخيرة كلام ليّن بدا فيه وكأنه يقول: لقد أخذنا علماً بأمرين:
الأول أننا خسرنا بهذا التحوّل طريق الإمداد الأساسي لنا.
والثاني أننا ننتظر مآلات المخاض السوري لنبني على الشيء مقتضاه.
وبهذا المعنى كان واضحاً أن الحزب يقر أمام جمهوره المفجوع والعالم الخارجي بفقدان حليف تاريخي ثابت دافع عنه ودفع أثماناً باهظة للحيلولة دون سقوطه سابقاً، وهو نظام بشار الأسد، وخسرنا استطراداً جغرافيا أساسية كانت إضافة إلى أنها خط إمداد أساسي، قاعدة ارتكاز خلفي مكين.
فضلاً عن ذلك كان الحزب بهذا الكلام يأخذ لنفسه مهلة لتقليب الأمر المستجد، في العاصمة السورية على وجوهه كافة. وللأهمية شكل الحزب خلية من ذوي الاختصاص والمعرفة أوكل إليها مهمة إصدار الحكم النهائي على أداء الحكام الجدد الذين نجحوا في تحقيق غلبة وحسموا صراعات ممتدة منذ عام 2011 وبالتالي نجحوا في قلب كل المعادلات القديمة، وقضى القرار النهائي بـ:
- طيّ صفحة معاداة الحكام الجدد خصوصاً وقد أطلقوا منذ دخولهم دمشق خطاباً رصيناً ينمّ عن وعي وإحاطة.
- أن الحزب تلقى عبر قنوات عدة خفية معطيات تشفّ عن رغبة الحكام الجدد في المضيّ قدماً في نهج تعامل جديد يقوم على التصالح سعياً منهم إلى نيل الاعتراف بشرعية حكمهم.
وبناءً على ذلك بدا الحزب كأنه يقرّ بالأمر الواقع المستجد وبالمعادلات الآتية معه، وأقر أيضاً بضرورة الأخذ بسياسة تقنين الخسائر وتضييق دائرة المعادين والاستعداد لمرحلة انفتاح مستقبلية على دمشق الجديدة يجب العمل لفتحها بهدوء وتدرّج.
وإن كان أمراً ثقيل الوطأة على الحزب أن يعترف دفعة واحدة بأنه بات لزاماً عليه الإذعان للأمر الواقع الفارض نفسه بعناد في سوريا وأنه بات عليه استطراداً بعث رسائل إيجابية للحاكمين الجدد في دمشق وصفها البعض بأنها "رسائل غزل"، فإن الأمر كان قليل الوطأة وخفيف الحمل عند الطرف الآخر من الثنائي الشيعي أي حركة "أمل"، إذ لم يكن صعباً على رموز الحركة أن يتجاهلوا الحدث السوري رغم حماوته وأن يعتصموا بحبل الصمت حيال التحوّل الذي هزّ المنطقة. الذين اعتادوا التعبير عن موقف الحركة قالوا صراحة إنهم يلتزمون بتوجيهات أتتهم من رئيس الحركة الرئيس نبيه بري، ومع ذلك كان واضحاً للراصدين أن الحركة لم تعد منذ زمن المعتمد الأول للنظام في دمشق ما يوجب عليها التحرك، وتحديداً مع تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم خلفاً لوالده إذ من يومها ساد فتور أقرب إلى البرودة بين الطرفين، وانحدر الأمر إلى قطيعة في الآونة الأخيرة بفعل تطورات كثيرة.
ولكن هذا الصمت من جهة عين التينة لا ينفي أن في أوساطها كلاماً مكتوماً ينطوي على انتقادات توجّه لأداء عنوانه "سوء تقدير" حمّل كلّ الساحة الشيعية أوزاراً وأثقالاً وخسائر كارثية.