بعد خسارته 4 من مجلسه الجهادي.. كيف سيعيد حزب الله ترتيب صفوفه؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إنه لا يمكن التقليل من أثر فقدان 4 من قادة المجلس الجهادي لحزب الله، من بينهم الأمين العام حسن نصر الله ، في عمليات الاغتيالات الأخيرة التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تحليل للمشهد العسكري، أوضح جوني أن هذه الاغتيالات تفرض على الحزب إعادة هيكلة شاملة، حيث يرى أن القيادة في الحزب الآن شبه مشلولة، وتحتاج إلى إعادة بناء بشكل كامل.
وأكد أن هذا الوضع سيترك آثارا سلبية على جاهزية الحزب العملياتية والميدانية، كما أن هذه الاغتيالات أضعفت سلسلة القيادة التي كانت تتولى تنسيق العمليات والمواجهة مع إسرائيل.
وأشار في هذا السياق إلى أن الأركان الذين كانوا يحملون في رؤوسهم الخطط ويعرفون كيفية إدارة المعركة ربما كانت لديهم طرق سرية لتوثيق تلك الخطط، لكن من الصعب تحديد كيف يتم التعامل فيما بينهم كقيادة لحركة مقاومة تعمل بأساليب سرية.
ورغم أن حزب الله ليس جيشا تقليديا يعتمد على أوامر عمليات موثقة بشكل رسمي، فإن الغياب المفاجئ لهؤلاء القادة سيؤثر بشكل كبير على الجاهزية الميدانية للحزب، بحسب جوني، الذي أكد أن "حزب الله بحاجة إلى تقييم دقيق للموقف واتخاذ قرارات سريعة لإعادة بناء القيادة".
ومع ذلك، يشير الخبير العسكري إلى أن جاهزية القوات البرية لحزب الله قد لا تتأثر بشكل كبير بغياب القادة، نظرا لبساطة الخطط الميدانية نسبيا، التي تعتمد على التصدي وتكبيد العدو الخسائر الممكنة.
وبشأن الشخصية المطروحة خلفا لنصر الله، وهو هاشم صفي الدين، يقول العميد جوني إنه يتمتع بشخصية قوية وحضور بارز داخل حزب الله
ويرى العميد جوني أن عقيدة الحزب الروحية قد تسهم في تسريع إعادة ترميم جسم الحزب وتوحيد صفوفه، مشيرا إلى أن صفي الدين كان له دور كبير حتى قبل استشهاد نصر الله، مما يجعله الخيار الأقوى لخلافته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية لموقف حزب الله بعد تجدد العدوان على غزة.. اختبار استراتيجي لقيادته
نشر موقع "ويللا" العبري، مقالا، للباحث في شؤون إيران وحزب الله بمعهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، يوسي مانشروف، ذكر أنّ: "محافل الاحتلال ترصد ما يواجهه حزب الله من الاعتبارات، بخصوص إمكانية انضمامه للحرب مجدّدا، مع استئناف العدوان ضد غزة".
وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "قيادة حزب الله الجديدة، تواجد ضغوطاً مختلفة، يجعلها تحتاج للنظر بعناية فيها، ما يدفع الاحتلال للاستعداد وفقًا لها، وبينما يجدّد الحرب في غزة، يجدر به دراسة كيفية تصرّف الحزب في مثل هذا السيناريو".
وأكّد أنّ: "الحزب في عهد حسن نصر الله مختلف جوهريًا عن مرحلة ما بعده، ويمكن ملاحظة أنه في ظل القيادة الجديدة برئاسة نعيم قاسم؛ لا يزال يتلمّس طريقه نحو إعادة تصميم نفسه، ويعيد بناء علاقات شخصية مع إيران، لأن هذه العلاقات كانت تُدار من قبل نصر الله وإبراهيم عقيل وعلي كركي".
وأضاف بأنّ: "الوضع الجديد للحزب يستدعي جملة من التوصيات السياسية لدولة الاحتلال، بهدف تقليل خطر فتح جبهة أخرى مع لبنان في أعقاب استئناف العدوان على غزة، خاصة أن الموازين تبدوا أنها تميل أكثر لصالح حصول الحزب على صفة مراقب، في مواجهة الحرب المتجددة في غزة، دون استبعاد إمكانية أن تقرر قيادته بنهاية المطاف الانضمام للمجهود الحربي".
وأشار إلى أنه: "في مثل هذه الحالة من الأفضل للاحتلال اتّخاذ جملة من الخطوات الاستباقية: أولها توجيه تهديد قوي للدولة اللبنانية بأنه لن يتسامح مع انضمام الحزب للحرب، وبالتالي سيضطر لإخطار سكان جنوب لبنان حتى منطقة الليطاني، بالإخلاء حتى لا تعرض حياتهم للخطر، بما من شأنه إرباك الحكومة اللبنانية، التي سيتعين عليها التعامل مع معاناتهم، وصولا للتهديد بمهاجمة الجسور والطرق الرئيسية، والبنية التحتية للكهرباء".
وأردف بأنّ: "الخطوة الاستباقية الثانية تستدعي تهديد الحزب مُسبقًا بأنه في حال انضمامه للقتال، فسيتم تدمير كامل منافذ سيطرته المتبقية، بجانب هجمات واسعة النطاق على ما تبقى من أصوله وبنيته التحتية، عقب امتلاك الاحتلال لاختراق استخباراتي وقاعدة بيانات واسعة، وبالتالي سيكون قادرا على تنفيذ هذا التهديد إذا تجدّدت الحرب في لبنان".
وأشار إلى أنّ: "الخطوة الاستباقية الثالثة تتمثل باستخدام إدارة ترامب كأداة ضغط فعّالة ضد الحزب ولبنان، من حيث تزويده بالأسلحة التي تسمح له بالقتال على نطاق واسع في كلا ساحتي غزة ولبنان، أو ممارسة الضغط على الحكومة في بيروت، في ضوء قرار إدارة ترامب تقديم مساعدات لجيشها بقيمة 95 مليون دولار".
"بالتالي فقد تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ كبير إذا هدّدت بتجميد هذه المساعدات إن شارك الحزب في الحرب" استرسل المقال، مؤكدا أنه: "كدرس مستفاد من إخفاقات السابع من أكتوبر، يحتاج جيش الاحتلال لزيادة اليقظة الاستخباراتية".
واستدرك بالقول أنّ: "قيادة الحزب الجديدة تُفضّل التركيز الآن على المهام المُلحّة المُلقاة على عاتقها: إعادة بناء هيكلية الحزب، وإعادة تنظيم صفوفه بعد الضربة التي تلقّاها، وإصلاح أضرار الحرب التي لحقت بقاعدته الاجتماعية التي يعتمد عليها، وكل ذلك يدفع إلى أنه لن يُسارع للانضمام للحرب في غزة، إذ تشير سياسة الاحتواء وضبط النفس التي اتبعها حتى الآن في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المتتالية عليه منذ وقف إطلاق النار، وأسفرت عن سقوط ضحايا في صفوفه، إلى خط العمل الذي تفضله القيادة الجديدة".
وختم بأنه: "بجانب هذه الاعتبارات التي تُملي تجنّب الدخول في الحرب، على الاحتلال أن يأخذ بالاعتبار دوافع إضافية قد تدفع قيادة الحزب لاتخاذ قرار مختلف، بحيث تشعر بضغط من ثلاثة عوامل تدفعها لاستنزاف الاحتلال، ومساعدة حماس".
واستطرد بأنّ: "أولها: الانضمام المتوقع للحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق للحرب، وثانيها عدم الرغبة بأن تخيب آمال راعيها الإيراني، وثالثها أن الحزب ما زال في حالة صدمة عميقة عقب اغتيال قائده الأعلى، وبالتالي فإن قرارات قيادته الحالية لا تحظى بالإجماع، وبالتالي قد ينضم للقتال".