جثمانه بلا إصابات ظاهرة.. كيف مات حسن نصر الله بعد الضربة الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
كتب - أحمد جمعة:
في الوقت الذي جرى انتشال جثمان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله من موقع الضربة الإسرائيلية التي استهدفته في الضاحية الجنوبية، أكدت مصادر لبنانية لرويترز وسي إن إن، أن جثته "لم يكن بها جروح مباشرة".
أثار هذا الإعلان ثمّة تساؤلات عن السبب المباشر وراء وفاة "نصر الله".
ونقلت رويترز عن مصدر طبي وآخر أمني قولهما إنه "يبدو أن سبب وفاة نصر الله، صدمة حادة من قوة الانفجار"، في الوقت الذي أفاد مصدر أمني لبناني لشبكة CNN، أن "جثة نصر الله كانت سليمة".
وقُتل حسن نصر الله الزعيم التاريخي لحزب الله لأكثر من ثلاثة عقود، جراء ضربة جوية واسعة النطاق على المقر العسكري الرئيسي للحزب في الضاحية الجنوبية، استخدمت فيها إسرائيل ما يزيد عن 80 قنبلة خارقة للتحصينات تزن طنا من المتفجرات، لاختراق مقره العسكري "المُحصّن" الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني.
وأحدثت تلك الضربة دمارًا هائلًا إذ سوت 6 بنايات شاهقة بالأرض، فضلًا عن تسببها بحفر ضخمة يصل قطرها إلى 5 أمتار.
كيف مات نصر الله؟بدورها، قالت الدكتورة إيمان الزاهد، أستاذ الطب الشرعي والسموم بكلية طب الزقازيق، إن عملية من هذا النوع قد تؤدي لعدد من احتمالات الوفاة، وليس توصيفًا مباشرًا لها.
وأضافت في تصريحات لمصراوي، أن "الصدمة الحادة جراء هذه الموجة الانفجارية الكبيرة قد تؤدي بالفعل للوفاة، لأن الانفجارات لها طريقة مختلفة في إحداث الوفاة"، ضاربة المثل على ذلك بالقول: "قد تكون في مكان حدث به انفجار، ولم تشاهد أي شخص به إصابات مباشرة، ولكن قد يُحدث الانفجار ارتجاجا في المخ، أو نزيف بالمخ، أو توقف بالقلب".
وأوضحت أن الانفجارات تسبب نوعا من الموجات الحادة تكون أشبه بـ"طلقات النار دون أي إصابات خارجية"، وبالتالي فتلك الموجات قادرة على القتل دون إحداث جروح.
ومع ذلك، فلا يكون الأمر هكذا بسيطًا، إذ أن "الانفجار قد يكون مصحوبا بغازات سامة، قد تسبب في اختناقات داخل المقر الذي كان يتواجدون به"، حسبما ترى "الزاهد".
ومضت قائلة: "القنابل المستخدمة في الضربة يكون لها دور، إذ قد ينتج عنها غازات خانقة، أو يكون لها تردد للموجة الانفجارية واسع للغاية، المألوف في تلك الانفجارات أنها تُسبب تهتكًا بالقلب تؤدي لتوقفه أو إصابات بالمخ".
وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، يحتفظ جيش الاحتلال في ترسانته بقنابل موجهة أميركية الصنع تزن 2000 رطل ومصممة خصيصاً لضرب الأهداف تحت الأرض.
كما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه يمكن لقنابل "بي إل يو - 109"، التي تندرج تحت الذخائر المعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات"، أن تخترق تحت الأرض قبل أن تنفجر.
متى تحدث الوفاة؟وعن التوقيت المتوقع لحدوث الوفاة بعد الضربة الإسرائيلية، أوضحت أستاذ الطب الشرعي أن هذا الأمر يتوقف على عوامل منها "التأثير المباشر على الجسم، وحجم القوة الانفجارية، هل أثرت على القلب، أو تسببت في ضيق التنفس أو خلل بضربات القلب الذي يؤدي للوفاة في الحال، أو حدث له نزيف بالمخ".
وأوضحت أن تلك الموجة الانفجارية قد تؤدي لـ"إصابة في أعصاب المخ المباشرة، ما يسبب خللًا في فسيولوجيا المخ، وقد لا يكون له علامات ظاهرة في تشريح المخ".
لكن في كل الأحوال فمن المرجح أن الوفاة قد وقعت "خلال دقائق"، وما سيؤكد ذلك بشكل دقيق "عمليات التشريح للجثمان حال حدوثها".
اقرأ أيضًا:
سيناريوهات الخيانة.. كيف وصلت المعلومة الذهبية عن نصر الله لإسرائيل؟
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حسن نصر الله السوبر الأفريقي النزلات المعوية في أسوان سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي حسن نصر الله الضربة الإسرائيلية إسرائيل لبنان نصر الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يحاذر الرد على الخروقات الإسرائيلية وانتشال جثث الشهداء متواصل
بحث وزير الخارجيّة والمغتربين عبد الله بو حبيب مع عدد من المسؤولين الأوروبيين التطورات على صعيد تطبيق اتفاق وقف النار، وشدد على أنّ «استمرار الخروقات الإسرائيليّة لا يساعد على خفض التّصعيد، وإنّما يقوّض الجهود الجارية لتثبيت وقف إطلاق النّار، وإرساء التّهدئة على الحدود»، داعياً الدّول الغربيّة إلى «المساهمة السّريعة في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب».
من جهته، أشار عضو كتلة «حزب الله» النيابية علي فياض إلى أن «المقاومة لا تنجر إلى مواجهة الخروقات والتعديات الإسرائيلية عسكرياً؛ لأن أولويتها الانسحاب الإسرائيلي من أرضنا دون إعطائه أي ذرائع لتجاوز مهلة الستين يوماً، ولأننا نراعي وضع أهلنا الذين يحتاجون إلى إيواء وإعادة إعمار ولملمة آثار الحرب، ولأننا نريد أن تأخذ الحكومة والجيش اللبناني دورهما في حماية الأرض وصون السيادة، بالاستناد إلى ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، قائلاً: «نحن فعلاً نريد لهما أن ينجحا في ذلك، وهذه تجربة جديرة بالاختبار وطنياً كي نقيِّم نتائجها، كما كان يطالب كثير من القوى السياسية؛ لأن ما يهمنا هو حماية السيادة الوطنية براً وبحراً وجواً، لأننا ما زلنا نؤمن بأن أدوات حماية السيادة هي الشعب والجيش والمقاومة، وما يهمنا هو النتيجة، وهذا ما ستظهره الفترة المقبلة، لأن لبنان ليس لقمة سائغة ولا أرضاً سائبة، وإن كل عدوان يتعرض له يجب أن يواجَه بكل الوسائل الكفيلة بحمايته من دولته وكل مكوناته». وأضاف فياض: «هذه المرحلة تستدعي الترقب، وإنا لمترقبون»، لافتاً إلى أن «جوهر القرار 1701 هو حماية السيادة اللبنانية وبسط سلطة الدولة، وإن جوهر ورقة الإجراءات التنفيذية هو الانسحاب الإسرائيلي، واحترام سيادة الدولة اللبنانية، وفي المرحلة الماضية لم يلتزم العدو القرار 1701، ولغاية اللحظة لم يلتزم العدو ورقة الإجراءات التنفيذية، وهذا الأمر يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وهي مسؤوليات جسيمة لا تحتمل التهاون».
وكتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": رغم مرور أكثر من 3 أسابيع على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل حيز التنفيذ، فإن عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض لا تزال مستمرة سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو في الجنوب اللبناني، بحيث أفيد، يوم الجمعة، بانتشال 3 جثامين من الضاحية وجثمان مواطنة سورية من الخيام الجنوبية.
وواصلت إسرائيل خروقاتها للاتفاق بإطلاق النار وتفجير المنازل في القرى الحدودية.
ويرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما» رياض قهوجي أن ما يجعل «حزب الله» يتجنب راهناً الرد على الخروقات الإسرائيلية هو أنه «يدرك العواقب وأنه يعطي بذلك الحجة لإسرائيل للقيام بعمليات أوسع»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحزب يأمل بعد مرور الـ60 يوماً أن يكون الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تولى مهامه، وأن يكون الجيش الإسرائيلي باتت لديه اهتمامات أخرى، فيكرس بقاء سلاحه في شمال الليطاني أمراً واقعاً، فيبقي له ما يملكه من سلاح بعض فائض القوة لاستثماره سياسياً على الساحة اللبنانية، ويواصل تصوير نفسه قوة عسكرية لم تُهزم». ويضيف قهوجي: «كل رهان (حزب الله) هو على عامل الوقت. ولا أتوقع أن يسلم حتى سلاحه جنوب الليطاني للجيش اللبناني؛ لأنه يفضل أن يعود الجيش الإسرائيلي لتدميره على أساس أنه إذا سلم هذا السلاح طوعاً جنوب النهر فلن يكون لديه مبرر لعدم تسليمه شمال النهر».