علي مهدي: لولا العمر لكنت أُحارب الآن بجوار الجيش
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
(نجـــــــوم في الحــــرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمــد جمــال قنـــدول
الممثل والمسرحي د. علي مهدي لـ(الكرامة):
.. أفراد داخل أُسرتي ماتوا ب (…..)
لولا العمر لكنت أُحارب الآن بجوار الجيش..
(…..) هذا ما حدث عندما اقتربنا من الشمالية
فقدتُ جهود 30 عامًا وأفلامًا ووثائق لا تقدر بثمن..
نعد لمهرجان (البقعة) بثلاث ولايات ووفود دولية ستزور السودان
حاولنا لأشهر تقريب وجهات النظر لكن (….
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الممثل والمسرحي د. علي مهدي، الذي خرج من منزله بحي الرياض إلى الحاج يوسف ثم الولاية الشمالية متحسرًا، فماذا شاهد خلال رحلته تلك:
أول يوم الحرب، أين كنت؟
لبيتُ مساء ليلة الحرب (الجمعة) دعوة الفريق ركن شمس الدين كباشي في الإفطار بالنادي العالمي، ولاحظتُ أنّ كل أهل السودان كانوا في ذلك الإفطار ما عدا المتمردين، لم يكن هنالك أي وجود لهم، وتحدثت مع بعض الأحباب عن ملاحظتي واتفقوا معي، ثم بعد الإفطار جلسنا خارج الإفطار وكان لدينا جهودًا مع مجموعة من الرموز لتهدئة الأوضاع، ولكن لم تكلل بالنجاح، وكان من المفروض (صباح السبت الساعة 8 نمشي على القيادة العامة)، وكالعادة بعد أن استعدادي للخروج سمعت دوي رصاص ولكني لم أتخيل أن تكون هذه بداية التمرد.
كيف مر اليوم الأول لك؟
لم أخرج من المنزل طيلة اليوم الأول.
بعد أن اندلعت الحرب، من أول شخص هاتفته؟
عددٌ كبيرٌ من القيادات هاتفتهم.
اليوم الثاني للحرب؟
ظللتُ في المنزل لأيامٍ.
ثم ماذا؟
ما حدث أنّ بعض المنازل بالقرب جوار منزلي تم قصفها، وبالتالي هذه الأُسر التي تضررت استقبلتهم بمنزلي ومعهم عددٌ كبيرٌ من الأطفال، وظللنا في المنزل لأيامٍ، ثم وبعد ضغطٍ شديد من الأهل والأصدقاء خرجنا للحاج يوسف.
كيف كانت الرحلة من الرياض للحاج يوسف؟
خرجنا ب(شارع الستين) حتى بري، ثم اتجهنا شرقًا لكبري المنشية، وحينما عبرنا الكبري كان هنالك تمركزا للمتمردين ولم يعترضونا، وكنا ثلاث عربات فيها سيداتٍ وأطفالًا، يمكن وجود السيدات والأطفال لطفٌ بنا من رحمة الله.
كم مكثت في الحاج؟
5 أيامٍ.
ثم أين كانت الوجهة؟
استأجرنا بصًا نحو الشمالية وتحديدًا مدينة دنقلا، واضطررنا نعبر كبري الحلفايا ثم نذهب بأمدرمان ومنها اتجاه الشمال، واللافتُ للنظر، أول ما اقتربنا من الشمالية كان المواطنون يصرون ويوقفون البصات لإطعامنا بإصرارٍ شديدٍ.
خلال الرحلة من الحاج يوسف بأمدرمان؟
كانت مشاهدًا عجيبة ومؤلمة، آثار الحرب كانت بائنة.
حسرةٌ شديدة؟
أنا تحديدًا أُصبت بخيبة أملٍ كبيرة وصدمة لأنني جلست لأشهر أحاول وأحاول لتقريب وجهات النظر، ولكن وضح أنّها خطة مؤامرة على الوطن مستخدمٌ فيها التمرد بصورة ممنهجة ومرتبة.
هذه الحرب مختلفة؟
طبعًا، ويكفي أننا بعد هذا العمر نكون خارج الوطن.
مأساة عايشتها أيام الحرب؟
فقدان الأهل والأصدقاء بسبب الحرب، وأسبابًا أخرى الجوع والمرض والحسرة، أنا أعرف ناسًا حتى داخل أسرتي ماتوا بالحسرة.
عادة فقدتها أيام الحرب؟
الزيارات الاجتماعية والتجوال في شوارع الخرطوم والعمل الاجتماعي والثقافي، وفقدت (مهرجان البقعة) جهدي لثلاثين عامًا ووثائق لا تقدر بثمن والأفلام توثيقي لتجربتي.
بعد عامٍ وأشهر من الحرب؟
لم يسعدنا بعد هذا إلّا انتصارات القوات المسلحة أمس وأول أمس، ونثق في أنّ الأيام المقبلة ستشهد انتصاراتٍ كبيرة للجيش.
هل توقعت بأن يتمرد ويقود للحرب؟
نحن لآخر لحظة (كنا شغالين قبل الحرب بساعات)، كنا نأمل في حل الأزمة، ولكن وضح أنّها لم تكن قدر خيالنا، وواضحٌ بأنّ التمرد و”حميدتي” كان لديهم رغبة في التمرد وهم أدواتٌ لمشروعٍ إقليميٍ ودولي.
ما هي فوائد هذه التجربة للسودانيين؟
هذه التجربة كشفت بأننا نحتاج لتفهم بعض ونقدر ونحترم بعضنا البعض ونقدر ونتأكد بأنّ القوات المسلحة هي الحصن الحصين، وفي الوقت الراهن هي الحل، وبالتالي على المواطن والشعب الوقوف مع القوات المسلحة، ونحن لولا العمر لكنا نحارب الآن بجوار الجيش.
ما دوركم كفنانين في هذه الأزمة؟
أن نسعى بالقدر المستطاع لمساعدة الشعب السوداني لينتصر على الحق، ثم أن نعمل لإعادة التعمير وبناء الإنسان السوداني بالفنون والثقافة والفكر والإعلام، وإعادة بناء مؤسساتنا على نسق يستوعب الجميع بلا استثناء.
غياب الثقافة التي أحدثت حالةً من الفراغ طوال السنوات الماضية، جعلت المواطن قريبًا من السياسة، لا دراما نشطة ولا مسرحٌ جاذب؟
لا أتفق معك، أنا زرت السودان خلال الحرب مرتين، ورغم هذه المحنة الفنانين السودانيين شغالين خاصةً عددٌ كبيرٌ من أهلنا تم تهجيرهم بسبب الحرب ووسط الملاجئ وأماكن النزوح، كان الفنانون يقدمون المسرح والفنون والرسم، بل تم تنظيم مهرجان للمسرح الحر في النيل الأبيض ونجح، وتقديم عروض مسرحية في كسلا، وتنظيم أعمال فنية بالولايات الآمنة، إسهام المبدعين على مدار كل السنوات لا يقل عن إسهام السياسيين، ولكن يبدو أنّ أصوات السياسيين كانت أعلى.
كلمة أخيرة؟
نحن نعمل على إعداد دورة لمهرجان البقعة في بورتسودان، وفي كسلا، وفي أم درمان، ودعونا وفودًا عربيةً ودولية ستزور السودان في ديسمبر.إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
البرهان يرفض التدخل الخارجي لحل النزاع في السودان ويضع شروطه لوقف إطلاق النار
أشار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى أنه لم يكن موافقاً على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن السودان الذي استخدمت روسيا الفيتو ضده، مشيراً إلى أنه فشل في معالجة المشاكل الأساسية للبلاد.
اعلانوانتقد البرهان، خلال كلمة له في المؤتمر الاقتصادي في بورتسودان، مشروع القرار لعدم اعترافه بدور الجهات الأجنبية في إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة. وشدد على أن علاقات السودان ما بعد الحرب مع الجهات الدولية الفاعلة ستحددها مواقفها أثناء النزاع.
واتهم قوات الدعم السريع باستغلال اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة التي تم التفاوض عليها في جدة لإعادة رص صفوفها وتكثيف حصارها للمدن.
وجدد قائد الجيش التزامه بإيجاد حل داخلي ورفض التدخل الخارجي، معلناً أن هزيمة قوات الدعم السريع بات وشيكًا، وأن الحرب تتجه لصالح القوات المسلحة السودانية.
لاجئون سودانيون يتجمعون خارج مستشفى ميداني في تشاد، 15 أغسطس 2023. APوحدد البرهان شروطًا لقبول وقف إطلاق النار، مشدداً على وجوب الانسحاب الكامل لقوات الدعم السريع من جميع المناطق وتجمعها في مواقع محددة. وذكر أن هذا الانسحاب ضروري لرفع الحصار عن الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وضمان حرية حركة المدنيين والمساعدات.
ويأتي تصريح البرهان في أعقاب استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يهدف إلى حماية المدنيين وضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان في السودان. ورفضت روسيا القرار الذي صاغته بريطانيا بحجة أنه لا يعالج تعقيدات النزاع بشكل كافٍ.
Relatedحمدوك يُعرب عن خشيته من اندلاع حرب أهلية في السودان ويُحذر: على أوروبا الاستعداد لاستقبال الملايينالأمم المتحدة: فيضانات جنوب السودان تُشرّد 379 ألف شخص وتؤثر على 1.4 مليونقوات الدعم السريع في السودان متهمة بالاعتداء الجنسي على ضحايا تتراوح أعمارهن بين 8 و75 سنةودخل السودان في صراع دموي منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، عندما اندلعت التوترات التي طال أمدها بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، وامتدت إلى مناطق أخرى، بما في ذلك دارفور.
وأعلنت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 14,000 شخص وإصابة 33,000 آخرين، وحذرت مؤخرًا من أن البلاد قد دُفعت إلى حافة المجاعة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع وقف إطلاق نار فوري في السودان منظمة العفو الدولية تتهم الإمارات وفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة في السودان السودان بين المطرقة والسندان: هل تُنهي العقوبات دوامة الدمار؟ قوات الدعم السريع - السودانعبد الفتاح البرهان أسلحةمجلس الأمن الدوليجمهورية السودانروسيااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. أزمة غزة تتفاقم مع حلول الشتاء وفشل محاولة التهدئة في لبنان ووقوع جنود إسرائيليين في كمين مجددًا يعرض الآن Next عاجل. أسلحة أمريكية تصل للعمق الروسي.. كييف تستهدف مستودعًا على بُعد أكثر من 100 كيلومتر يعرض الآن Next رئيس بولندا يهاجم شولتس: الاتصال ببوتين كان محاولة لوقف الحرب في أوكرانيا قبل تولي ترامب الرئاسة يعرض الآن Next بوتين يوقع مرسوماً يوسع إمكانية اللجوء إلى السلاح النووي يعرض الآن Next أسعار زيت الزيتون ستنخفض إلى النصف في الأسواق العالمية اعلانالاكثر قراءة مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع وقف إطلاق نار فوري في السودان غانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟ حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان "يجب استعمال المصحف كورق مرحاض".. غضب عارم بسبب صورة جندي إسرائيلي وهو يتبوّل على القرآن اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29روسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامباحتجاجاتتغير المناخغزةجمالمنظمة السوق المشتركة لدول الجنوبحركة حماسفلاديمير بوتينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024