شبكة انباء العراق:
2025-01-23@04:06:32 GMT

وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

بقلم : تيمور الشرهاني ..

يتجلى التخاذل العربي بشكل واضح في الأزمات التاريخية المعقدة، فبات واضحاً لكل مراقب ديدن زعماء الدول العربية أمثال السيسي وابن سلمان وحكام الإمارات وقطر ودول أخرى، بل حتى نال هذا التخاذل الفرس كونهم يتجاهلون قيم الشجاعة التي أظهرها زعيم المقاومة السيد الشهيد حسن نصر الله، حيث يمثل هذا التحدي التاريخي قلقاً عميقاً لعالمنا العربي الحديث، إذ يظل هؤلاء الحكام بعيدين عن التغيير الإيجابي.

ولو نعرج على واقعة الطف فهي خير دليل على الشجاعة والإيثار ومقاومة الاضطهاد، ولها تأثير ينعكس على مجتمعنا الإسلامي إلى يومنا هذا، بقيت تُدرّس، فضلاً عن الأزمات والإخفاقات التي واجهتها في تلك الحقبة المظلمة لتكون عبرة للمجتمع. ثم إن إحياء ذكرى كربلاء يعكس التزام الشيعة والسنة بتعزيز قيم الوحدة والعدالة والتصدي للظلم، ولا شك أن التوقعات المستقبلية التي سوف تصيب مصير الأنظمة المتخاذلة بالتوازي مع أحداث التاريخ، لأنها تدل على أن الأنظمة المتخاذلة لن تدوم طويلاً، لذا سيواجه الحاكم الظالم ذات المصير كما حدث على مر العصور في واقعة الطف، فحكام تلك الحقبة إلى مزبلة التاريخ.
من المهم مراقبة تطورات الوضع في العالم العربي وتأمل الإرث التاريخي الذي يظل قائماً كدلالة على المقاومة والتغيير. هذا اليوم أُعيدت واقعة الطف بذات الأسلوب وذات النهج على أيدي سفاحين مجرمين قتلة استشهاد زعيم المقاومة حسن نصر الله وهو يحتضن ابنته الشهيدة زينب (رحمهم الله) بمكان خارج معركة الطف بكربلاء، ألا وهو الضاحية الجنوبية من لبنان، فالمشهد ذات المشهد والأسلوب ذاته مطابق تماماً لواقعة الطف التاريخية، غير أنها تكررت بأسلوب آخر بمقتل الشهيد السعيد نصر الله. فهنالك من ابتهج من الأعراب الأنجاس بمقتل هذا الفارس الهمام، أبا هادي، النقطة البيضاء الوحيدة في جسد هذه الأمة المخصية.
يُظهر هذا المعنى كيف أن الصمود أمام التحديات لا يقتصر فقط على القوة الجسدية بل يتطلب أيضاً الإرادة والعزيمة؛ في يوم عاشوراء قبل ألف وأربعمائة سنة، شهد العالم الإسلامي واقعة لا مثيل لها التي استشهد فيها الحسين وأصحابه، مما أدى إلى تحولات عميقة في الفكر والسياسة الإسلامية.
حيث استُشهد الحسين بن علي (عليهما السلام)، فكان لهذا الحدث تأثير عميق على العالم الإسلامي، إذ أظهرت المبادئ النبيلة التي ينطلق منها الحسين في دعوته للعدالة، إذ يعد هذا التاريخ رمزاً للمقاومة ضد الظلم والطغيان، وهو ما يجسد أهمية هذه الذكرى في ترسيخ الهوية الإسلامية.
كما أن مقاومة سيد المقاومة السيد الشهيد حسن نصر الله لسنوات طويلة أوضحت إرثها في مواجهة الظلم، بيد أنه استمد هذا الثبات من جده الإمام الحسين (عليه السلام)، فبقي صامداً محارباً كيانا غاصباً ليكن إرثه بمثابة مثال يُقتدى به في مقاومة الظلم على مر العصور، حتى تظل قيم الشجاعة والثبات حاضرة في عقول وقلوب الأجيال المتعاقبة، فالأساليب التي اتبعها نصر الله في تحدي الظالمين تظل خالدة مما يلهم الحركة نحو العدالة والنصر في جميع بقاع الأرض.

تيمور الشرهاني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات واقعة الطف نصر الله

إقرأ أيضاً:

تحيا المقاومة الفلسطينية

 

 

آلاء سالم الغزالي

 

نعم بعد هذا النصر العظيم الذي تشهده الأمة الإسلامية اليوم لا يُمكن إلا أن نُسدي الفضل إلى أهله، بعد شكر الله على كرمه وفضله وتثبيته ونصره، نرفع أسمى آيات الشكر والاعتزاز والفخر لأبطالنا المجاهدين على أرض غزة، أولئك الذين سطّروا بطولات خالدة ونسجوا بأبطالهم وشهدائهم وصمودهم، أثواب عزة وفخر للأمة بأسرها، الشكر لا يمكن أن يكتمل إلا بالثناء المبجل على قادة هذه المعركة، وفي المقدمة كتائب عز الدين القسام، الذين قادوا المعركة ببراعة مبهرة وببسالة مُبهجة أبهرت القاصي والداني.

في معركة لا يوجد حتى وجه للمقارنة بين مقدرات أطرافها، حركة مقاومة قليلة العدة والعتاد تُقاتل وحدها ضد أكبر قوى العالم مدعومة بمصفوفة دول عظمى، ورغم ذلك تقلب هذه المرة موازين القوى رأسًا على عقب، في أحداث غير مسبوقة، سيفرد لها التاريخ فصولًا خاصة.

نستيقظ اليوم لنرى منظر العِزة في صفقة تبادل الأسرى؛ حيث خرج مقاتلو القسام شامخين رافعين رؤوسهم وكأنهم أسود خرجت من عرينها؛ ليُسلِّموا الأسرى ويستلموا أسراهم، بعد أن أركعوا العدو للاستجابة إلى بنودهم في تنفيذ هذه الصفقة.

بالأمس القريب كان سبت السابع من أكتوبر؛ حيث انطلقت عملية طوفان الأقصى المباركة، والكثيرون آنذاك شككوا في مقدرة الحركة على الصمود بعد هذه العملية، وحتى المحبين لهم والمؤيدين لعملية الطوفان ذاتها، كانوا يشككون في مقدرة الحركة وشعب غزة على تحمل عواقب تلك العملية؛ حبًا وخوفًا عليهم وقياسًا بمقاييس الواقع. الجميع لم يكن يدرك أبدًا أن كتائب القسام وغزة بأسرها على جاهزية تامة لتُري العالم عجائب الصمود ولتعيد القضية الفلسطينية إلى المشهد، لكن هذه المرة لتضعها في برواز العزة والشموخ الذي لا يليق إلّا بها.

كتائب القسام منذ انطلاقها كانت واضحة الهدف ولم تضع الهزيمة كخيار أبدًا؛ فإما النصر وإما الشهادة.

لا شك أنَّ المجازر والمآسي التي مرت بها غزة طوال الخمسة عشر شهرا الماضية، لم تكن بالهينة؛ فالجميع يدرك أن ثمن التحرير على مدار التاريخ باهظًا جدًا. ولكن مكاسب معركة الطوفان هذه لا تقدر بثمن؛ فالعالم لن يعود بعدها كما كان قبل.

فمن كان يظن أن بعد سبت السابع من أكتوبر سيشرق هذا الأحد بهذه العزة والشموخ؟!

ومن مكاسب طوفان الأقصى أيضًا أنه حطمت المعتقد الراسخ في أذهان الكثيرين أن جيش إسرائيل لا يُهزم، وأن من تقف وراءه أمريكا والدول العظمى لا بُد أن ينتصر، وهي أكذوبة تحطمت تمامًا.

الطوفان أيضًا عزز اليقين بالله أكثر في نفوس المسلمين، بعد أن رأى الجميع تثبيت الله وعونه لفئة قليلة أمام اتحاد قوى العالم العظمى.

كل تلك الأسباب وغيرها أحيت الأمل في نفوس الأمة بأنَّ تحرير فلسطين قادم لا محالة، وأن أقصانا سيعود إلينا، وموعد صلاتنا في الأقصى الشريف يقترب بإذن الله.

ختامًا.. لا يُمكن إلّا أن نختم بالعبارة الخالدة فينا "وإنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".

مقالات مشابهة

  • غزة.. أسرار الصمود والثبات
  • 3 من أبواب الخير فضلها عظيم في شهر رجب.. احرص عليها
  • غدًا.. انعقاد مجلس الحديث الـ٢٩ لقراءة «صحيح البخاري» من مسجد الإمام الحسين
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • عرس قانا الجليل.. المعجزة الأولى التي غيرت مسار التاريخ الروحي
  • «ابن صفية».. رواية تجمع بين التاريخ والمجتمع في معرض القاهرة للكتاب
  • تحيا المقاومة الفلسطينية
  • دعاء زيارة المريض .. احصل على أجر عظيم
  • حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير