نتنياهو بين أصداء البلطجة العسكرية وحق مقاومة الاحتلال
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل وجود بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء في إسرائيل، شهدت منطقة الشرق الأوسط تحولات متسارعة في السياسات العسكرية الإسرائيلية، حيث تحولت الأزمات إلى حروب مفتوحة، وأصبح الصراع ليس مجرد مسألة حدود بل حرب وجود في إطار واسع، يُعرف نتنياهو بأسلوبه القاسي والمباشر، الذي يضع القوة في مركز السياسات، ومع كل غارة جوية، وكل عملية اغتيال، تتزايد تبعات هذه السياسات على الأمن والاستقرار في المنطقة.
على مدى سنوات حكمه، نفذ نتنياهو سلسلة من العمليات العسكرية التي أدت إلى مآسي إنسانية لا تُحصى، كعملية "الرصاص المصبوب" عام 2008، و"عمود السحاب" عام 2012، و"الجرف الصامد" عام 2014، ومسيرات العودة 2018، وحرب غزة 2021، و7 أكتوبر 2023 حتى الآن، وكلها عمليات أسفرت عن مقتل الآلاف من الفلسطينيين وتدمير هائل للبنية التحتية.
وانتهج نتنياهو في سياسته أسلوب عمليات الاغتيال المؤثرة، والتي تستهدف قيادات حركات المقاومة مثل اغتيال نزار ريان القيادي في حماس، ومحمود المبحوح، وأحمد الجعبري، وأبو العطا من حركة الجهاد الإسلامي، وتيسير الجعبري القيادي في الجهاد الإسلامي، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وآخرهم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
لقد تعايش العالم مع هذه الفظائع كجزء من المشهد السياسي، ولكن السؤال المحوري يبقى: ماذا تحقق إسرائيل من هذه الحروب؟
تسعى إسرائيل من خلال هذه العمليات إلى إضعاف حركات المقاومة، لكن هذه الحركات لم تنكسر بل على العكس، ازدادت قوة وتماسكًا، وأسفرت هذه الحروب عن نتائج عكسية، حيث زادت من تكوين تحالفات جديدة تضع الأمن الإسرائيلي في مهب الريح.. وبذلك، أصبحت سياسات نتنياهو تسهم في بناء جبهات جديدة من العداء، وتعزز من قدرة المقاومة المسلحة على تنفيذ عملياتها.
إن حق المقاومة هو حق مشروع تعترف به القوانين الدولية، ويُعتبر وسيلة أساسية للشعوب المظلومة للرد على الاحتلال، فقوات الاحتلال الإسرائيلي، بممارساتها المستمرة والممنهجة، أسست لبيئة تبرر مقاومة شعوب المنطقة، وفي ظل الانتهاكات المتكررة، يبقى الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين هو مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، سواء كانت سياسية أو عسكرية، هذا الحق لا ينفصل عن طبيعة الصراع المستمر بين الطرفين، ويمثل تمسكًا بحياة كريمة وحرية واستقلال.
خصوصا لأن هذه الممارسات ساهمت في تدهور الوضع الإنساني في غزة والضفة الغربية، حيث يعاني المواطنون من فقدان الأمل وتفشي الفقر والبطالة، فالأطفال في غزة، الذين ولدوا في ظل الحصار، هم جيل عاش الحرب منذ نعومة أظفارهم، مما يخلق شعورا باليأس ويجعلهم أكثر عرضة للتطرف، ويزداد الوضع تعقيدا مع استمرارية القصف والتهجير، مما يجعل الحياة اليومية عبارة عن كابوس دائم.
وفي ضوء هذه المعاناة، نجد أن حركات المقاومة تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتجسيد إرادته في مواجهة الاحتلال، وتأتي عملياتها العسكرية كردود فعل على الاعتداءات الإسرائيلية، مما يعكس حقا مشروعا في الدفاع عن النفس، وهذا الحق يتجاوز المسألة الفلسطينية ليعكس حق الشعوب كافة في مقاومة الاحتلال والتأكيد على هويتها ووجودها.
إن الفشل في إيجاد حل سياسي للصراع يتطلب من المجتمع الدولي إعادة النظر في طريقة تعامله مع "نتنياهو"، ولا يمكن أن تستمر السياسات العسكرية في فرض نفسها كخيار وحيد لحل النزاع، بل يجب أن يُدفع نحو الحوار والاعتراف بحقوق جميع الأطراف، فعدم وجود استراتيجية سياسية واضحة، يهدد بتأجيج الصراع وخلق دوامات جديدة من العنف.
وإذا كان نتنياهو يعتبر نفسه "إله الشرق الأوسط"، فإن العالم بأسره عليه أن يتحمل مسؤولية التوجه نحو الصراع المسلح، بل يجب أن يدرك أن سياسات نتنياهو العسكرية لن تؤدي إلا لمزيد من العنف والمعاناة، لذا يتوجب على المجتمع الدولي إيجاد أرضية مشتركة تضمن الأمان والاستقرار للجميع، والأمل في إيجاد سلام دائم يتطلب تفهمًا عميقًا لحقوق الشعب الفلسطيني ولتاريخ الصراع، ويستلزم تفعيل دور المنظمات الدولية للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها والتوصل إلى حل عادل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نتنياهو العمليات العسكرية المقاومة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
رئيس دفاع النواب.. قطع المعونة العسكرية الأمريكية لا يمس اتفاقية السلام مع إسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب ونائب رئيس حزب حماة الوطن، أن قطع المعونة العسكرية الأمريكية لا يمس اتفاقية السلام مع إسرائيل، موضحًا أنه كان مطروح منذ اكثر من ١٥ عاما أى منذ فترة إدارة المشير طنطاوى للقوات المسلحة، وهذا وارد لاختلاف وجهات النظر والرؤى السياسية للدولة المصرية، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية، ولذلك كان الجيش المصري ولا يزال متحسبا لهذا الأمر.
وأوضح نائب رئيس حزب حماة الوطن في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن الجيش المصري كان يعتمد على نفسه، ولديه الإمكانيات والقدرات لمواجهة أى تهديد بقطع المعونات العسكرية الأمريكية عن مصر، مشيرًا إلى أن أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي" منذ توليه المسئولية كوزير للدفاع، وهو يسعى إلى تنويع مصادر السلاح، من فرنسا وألمانيا وروسيا، لتوفير الاحتياجات اللازمة لتجهيز قوات مسلحة، قادرة على الحفاظ على الأمن القومى المصري وتأمين الحدود المصرية.
وأضاف العوضي، أنه نظرًا لأن من يمنح لديه الحق فى ماذا يمنح، أى نوعية الأسلحة، فإن المعونة الأمريكية الحالية ليست فى صالح القطاع العسكري، وليست فى صورة أسلحة جديدة، كما يظن البعض. ولكنها عبارة عن عقود صيانة، وانتداب خبراء أجانب، لتطوير معدات الجيش، موضحًا أنه حتى السلاح الذى كان يتم إرساله إلينا كان يتم إرساله أكثر تطورا لإسرائيل، وبفروق تكنولوجيا كبيرة.
وأكد رئيس دفاع النوابإلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان حريصًا على أن يكون لدينا إرادة سياسية، وقدرة على تنويع مصادر الأسلحة.
مشيرا إلى اتفاقية السلام مع اسرائيل؛ فنحن حريصون كل الحرص على الحفاظ عليها وكما قال الرئيس السيسى ان السلام يعنى مصر.