أصدر "بينالي متاحف قطر للتميز والابتكار" في مجتمع التصميم في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "دوحة التصميم" -الذي يقام كل عامين- كتاب "التصميم العربي الآن"، وهو دراسة للمواهب المحلية والإقليمية في مختلف تخصصات مجال التصميم، من الإبداعات المعمارية والمادية إلى الحرف المعاصرة والأثاث والأزياء.

وحررت كتاب "التصميم العربي الآن" رنا بيروتي، وشارك فيه كل من نورا السايح-هولتروب وهوزان زنكنة وهالة كيكسو وحسين الأزعت، ومجموعة "نقش"، وديما سروج، وإ"يه إيه يو أناستاس"، وأركيتكس (ستون)، وإستوديو موبيوس للتصميم، وإستوديو ندى دبس، وفاطمة السهلاوي وأمينة قجزناي.

ونشر بالشراكة بين "متاحف قطر إن كيو" ودار نشر "سيلفانا إديتوريال".

ويتضمن الكتاب توطئة بقلم رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، ومقدمة كتبها المدير الفني لبينالي دوحة التصميم، غلين أدامسون، كما يتضمن مقالات بقلم كل من رنا بيروتي والقيّم الفني نورا السايح-هولتروب، تفصِلان فيها الممارسات والفلسفات المتنوعة التي تميز التصميم المعاصر في المنطقة، ويحتوي ملفات حول أكثر من 70 مصمما في مجالات العمارة وتصميم الأثاث والحرف.

الكاتبة رنا بيروتي أثناء توقيع الكتابة (الجزيرة)

يعتمد تصميم الكتاب على نمط زخرفة نجمي، يستلهم أهميته من رمزية النجوم في الثقافة العربية. ويتناول الكتاب كل فنان وجماعة فنية كنقطة رئيسية في شبكة أو سماء ليلية تربطهم بكوكبة من الرؤى الإبداعية.

وقال نائب مدير بينالي دوحة التصميم‏ للبرامج والشراكات، فهد العبيدلي إن هذا الإصدار الرائد يعد دراسة مسحية طال انتظارها حول التصميم العربي النابض وغوصا عميقا في العمليات الإبداعية للمصممين المذهلين الذين تناولهم كتاب "التصميم العربي الآن". وأضاف أن هذه المطبوعة تمثل لحظة مهمة في تاريخ بينالي دوحة التصميم، بينما نستعد لإطلاق النسخة الثانية في عام 2026.

يذكر أن متاحف قطر لبينالي "دوحة التصميم"، وهو معرض يقام كل عامين للتميز والابتكار في مجتمع التصميم في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هو بمثابة منصة جديدة يعرض من خلالها المصممون العرب أعمالهم وتخصصاتهم، ويحددون فيها مساراتهم المهنية المستقبلية، ويتفاعلون مع أشهر المصممين المتمرسين من جميع أنحاء العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التصمیم العربی متاحف قطر

إقرأ أيضاً:

المسرح الملكي بالرباط.. أكبر مسرح في أفريقيا والعالم العربي

يطل المسرح الملكي بالرباط على نهر أبي رقراق، ويقابله على الضفة الأخرى صومعة حسان الموحدية التي تجاوز عمرها 8 قرون، في تناغم بين الجانب التاريخي والحديث للعاصمة المغربية.

وينضاف هذا المسرح -الذي يعد أكبر مسرح في العالم العربي وأفريقيا- إلى العديد من البنيات الثقافية التي أُنشئت في الـ20 سنة الماضية ضمن برنامج الرباط مدينة الأنوار وعاصمة المغرب الثقافية.

ودشنت شقيقة العاهل المغربي الأميرة للا حسناء وزوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء المسرح، الذي بدأت أشغال بنائه رسميا عام 2014 واكتمل بناؤه في عام 2021 إلا أن التداعيات التي تلت جائحة كورونا حالت دون افتتاحه.

الأميرة للا حسناء وزوجة الرئيس الفرنسي خلال تدشين المسرح (مواقع التواصل)

وكانت هذه المعلمة الثقافية آخر أعمال المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد التي توفيت عام 2016، وعرفت بتصميماتها العالمية المبهرة مثل دار الأوبرا في غوانغجو بالصين وفي كارديف عاصمة ويلز، والمتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما ومركز حيدر علييف في باكو، وأيضا ملعب الوكرة في قطر الذي احتضن مباريات كأس العالم عام 2022.

المسرح الملكي خلال فترة بنائه (الجزيرة) تحفة معمارية

بُني المسرح الملكي أو المسرح الكبير على قطعة أرضية تمتد على مساحة تقدر بنحو 7 هكتارات، منها 25 ألفا و400 متر مربع مبنية، وكلف بناؤه حوالي 1677 مليون درهم.

وأضفى التصميم الفريد والمبتكر للمبنى ومختلف مرافقه مظهرا عصريا للعاصمة، إذ يشكل تحفة معمارية انضافت إلى تحف أخرى تزخر بها الرباط مثل برج محمد السادس و متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر والمحطة الطرقية ومحطة القطارات أكدال.

ويتكون المبنى من قاعة عروض كبيرة تتسع لأزيد من 1800 مقعد، مجهزة بأحدث التقنيات السينوغرافية والتقنيات العازلة للصوت، وبسقف متحرك يأخذ شكلَ عاكس صوتيّ.

واستمد تصميم هذه القاعة روحه من العمارة الإسلامية للقرون الوسطى، وهي مخصصة لاحتضان تظاهرات فنية وثقافية متنوعة مثل المسرح والباليه والأوبرا والمسرحيات الموسيقية والحفلات السيمفونية بالإضافة إلى أنواع أخرى من العروض الحية.

ويضم المسرح الملكي قاعة عروض أخرى تتسع لـ250 مقعدا، مفتوحة لعرض مختلف التعبيرات الثقافية، وقاعة للفنانين وأخرى مخصصة للنجوم، كما يتوفر على مطعم بانورامي يطل من جهة على برج محمد السادس ومن جهة ثانية على صومعة حسان التاريخية وضريح محمد الخامس.

أما الفضاء الخارجي للمسرح، فيضم مدرجا يتسع لحوالي 7 آلاف شخص، مخصصا لاحتضان المهرجانات والفعاليات الكبرى.

نقلة في المشهد الثقافي

ينظر فاعلون مسرحيون إلى هذا الحدث الفني والثقافي بفخر، إذ سيعزز البنيات الثقافية في البلاد ويشكل نقلة كبرى في المشهد الثقافي والفني.

ويرى المخرج المسرحي أمين ناسور أن المسرح الملكي بالرباط سيسهم في الرفع من قيمة المنتوج الإبداعي المغربي، خصوصا وأن المملكة تراهن على الثقافة والفنون باعتبارها واجهة حضارية للمجتمع ورافعة للتنمية.

وقال ناسور للجزيرة نت إن هذه المعلمة سيكون لها تأثير قوي على الساحة الفنية الوطنية لأنها ستتيح للمهنيين والفنانين المغاربة مشاهدة عروض عالمية حية واللقاء بفنانين عالميين، كما ستتيح لهم إنتاج عروض من مستوى عالمي كبير.

القاعة الرئيسية للمسرح (وكالة تهيئة أبي رقراق)

وأضاف "تدشين هذا المسرح سيرفع سقف طموحنا، ونتوقع أن تضع الآلة الإنتاجية في حسبانها أن هذه الفضاءات الضخمة تحتاج إلى إمكانيات كبيرة وإبداع عال يتناسب مع قيمة مثل هذه المعلمة الفنية".

بالنسبة للمخرج المسرحي ورئيس النقابة المغربية لمهنيّي الفنون الدرامية مسعود بوحسين، فإن هذا المسرح سيجعل الرباط عاصمة الفن المسرحي، وإحدى المرجعيات الثقافية في العالم العربي وأفريقيا والعالم.

ولفت في حديثه مع الجزيرة نت إلى الاهتمام الكبير الذي أعطاه الملك محمد السادس لمؤسسات العروض الفنية وهو ما يظهر في بناء مسارح كبيرة في عدد من المدن مثل المسرح الكبير في الدار البيضاء وطنجة والمسرح الكبير في أكادير وغيرها من المدن.

ودعا لأن تواكب الحكومة هذا التوجه بتشجيع المسرح والاهتمام بالجانب البشري ليستفيد المواطنون من هذه الفضاءات ويتابعوا عروضا فرجوية في مستوى عال حتى لا تظل مجرد بنايات دون أن أدنى استغلال فني حقيقي لها.

المسرح الملكي بالرباط من الخارج (الجزيرة)

ومقابل هذا المجهود المبذول على مستوى توفير الفضاءات الفنية من مستوى احترافي، أكد بوحسين على ضرورة بذل مجهود من أجل تطوير السياسات الثقافية في مجال المسرح والفنون الحية.

بدروه، أكد أمين ناسور على ضرورة الرفع من الاستثمار في الثقافة والفن، وأوضح أن مشروع الصناعة الثقافية والإبداعية الذي جاءت به وزارة الثقافة والعقلية الاستثمارية في المسرح التي نهجتها في الآونة الأخيرة من شأنها أن تدفع الفاعل الفني والثقافي لأن يقدم أعمالا بجودة عالية سيكون لها وقع وتأثير كبير على الجمهور خصوصا إذا تم عرضها في مسارح بإمكانات عالمية.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تنشر مدمرات إضافية بالشرق الأوسط وإسرائيل تواصل مجازرها بالقطاع المحاصر
  • رغم احتدام الصراعات.. إقبال دولي على الاستثمارات في المنطقة العربية
  • البنتاغون ينشر قدرات عسكرية جديدة بالشرق الأوسط “دفاعا عن إسرائيل”
  • الكرملين: روسيا تحافظ على اتصالاتها مع جميع الأطراف بالشرق الأوسط
  • هاتفيًا.. أوستن وغالانت يناقشان خفض التصعيد بالشرق الأوسط
  • أستاذ اقتصاد: مركز البحوث الزراعية في مصر أكبر صرح علمي بالشرق الأوسط
  • من دبي.. جوجل تطلق أكبر مبادراتها للذكاء الاصطناعي في المنطقة
  • غوغل تطلق من دبي أكبر مبادراتها للذكاء الاصطناعي في المنطقة
  • المسرح الملكي بالرباط.. أكبر مسرح في أفريقيا والعالم العربي
  • استعراض التجارب الناجحة ضمن "مؤتمر ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" بجامعة نزوى