تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كنت عائدا إلى منزلى فى حوالى الساعة الخامسة والنصف مساء يوم الجمعة الموافق ‫ ‏١٤ أكتوبر ١٩٩٤ وفوجئت بسيارة قسم شرطة الدقى تقف أمام العمارة التى أقيم فيها وعند نزولى من السيارة فوجئت بضابط  يبلغنى بالعودة فورًا إلى وزارة الداخلية لمقابلة اللواء أحمد العادلى مساعد أول وزير الداخليه لمباحث أمن الدولة (كان هذا المسمى قبل تغييره إلى الأمن الوطنى بعد ثورة يناير) وقال بأدب شديد أرجو من سيادتك أن تتوجه فورًا إلى مكتب سيادته حسب تعليماته.

فى هذا التوقيت لم تكن التليفونات المحمولة قد ظهرت بعد وأيضا كنت طوال اليوم فى مكتبى كمدير للإعلام الأمنى بالإدارة العامة للإعلام والعلاقات وضابطا نوبتجيا  نظرا لان يوم الجمعة يوم اجازة  لجميع العاملين بالإدارة العامة للإعلام والعلاقات.

 كان مديرى اللواء رؤوف المناوي مساعد الوزير للإعلام والعلاقات مسافرا للخارج ولذا تم اسْتِدْعائيّ  مباشرة من السيد اللواء مساعد أول الوزير لمباحث أمن الدولة.

 أدركت على الفور ان استدعائى عن طريق سيارة نجدة يؤكد ان حدثا هاما قد وقع بعد مغادرتى المكتب فلقد انتهيت من عملى فى الخامسة مساءً وبالقطع هذا الاستدعاء يؤكد وقوع حادث يتطلب إعداد بيان أمنى  لإرساله لوسائل الإعلام المختلفة.

عدت فورا إلى وزارة الداخلية وصعدت إلى مكتب اللواء احمد  العادلى مساعد اول الوزير فعرفت بمحاولة اغتيال أديب نوبل نجيب محفوظ وكانت المعلومات قد تجمعت كلها أمام  اللواء أحمد العادلى  وهو للحق من أفضل القيادات الأمنية النى تولت جهاز مباحث أمن الدولة واستطاع بالفعل أن يحدث تغييرات جوهرية فى المكافحة الأمنية للجماعات الإرهابية مما أدى إلى انحسار ظاهرة الإرهاب بصورة واضحة بعد ان استطاع ان يوقف الحوادث الإرهابية التى كانت فى بداية التسعينات قد استفحلت وسببت خسائر بشرية فادحة وسياسية وأمنية وقد استطاع بمهارة وتميز أن يحدث انهيارًا لكل خطط الجماعات الإرهابية والقبض على رؤوسها. وقد تم اختيار اللواء أحمد العادلى رئيسًا لجهاز مباحث أمن الدولة بعد تعيين السيد  حسن الألفى وزيرا للداخلية.

عرفت بعض المعلومات من سيادته لكى اعد البيان الأمنى وهى باختصار أن أديب نوبل نجيب محفوظ  تعرض لمحاولة اغتيال عندما كان يستعد للذهاب  إلى ندوته الأسبوعية  التى يلتقى فيها أصدقاءه  في كازينو على النيل وقد وقع الحادث أمام منزله بحى العجوزة حيث كان أحد أصدقائه "الدكتور فتحى هاشم" يقف في انتظاره لينقله إلى الكازينو، بسيارته وبعد أن جلس  في المقعد الأمامى للسيارة، واستدار الدكتور صديقه ناحية الباب الآخر للسيارة اقترب أحد الأشخاص   وظن أديب نوبل نجيب محفوظ أن هذا الشاب واحد من القراء يتوجه لمصافحته كما اعتاد خاصة بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب ولكنه  طعنه بمطواة في رقبته ولاذ بالفرار وقد تم نقل الأديب الكبير نجيب محفوظ بمعرفة صديقه إلى مستشفي الشرطة بالعجوزة والتى تقع أمام منزله وعلى بعد أقل من دقيقة واحدة من مكان الحادث وكان هذا أحسن تصرف قام به صديقه وأيضا كان استقبال مستشفي الشرطة  من ارقى التصرفات التى تحسب له حيث اتخذ مستشفى الشرطة  الإسعافات الطبية العاجلة وأدخل  على الفور إلى غرفة العمليات وهو ينزف، وتم استدعاء عدد كبير من أهم الأطباء المصريين لمتابعة حالته.

عرضت البيان بعد كتابته على السيد اللواء أحمد العادلى مساعد أول الوزير لمباحث أمن الدولة فوافق سيادته عليه وطلب إرساله لكافة وسائل الإعلام وطلب أن انتقل فورًا إلى مستشفي الشرطة كمسئول عن الإعلام الأمنى وحلقة وصل بين وسائل الإعلام المختلفة ووزارة  الداخلية.

ارسلت البيان إلى كافة وسائل الإعلام وذهبت إلى المستشفى حيث تم تخصيص حجرة لى فى مدخل المستشفى كمركز إعلام أمنى مؤقت.

وصل إلى مستشفى الشرطة السيد حسن الألفى وزير الداخليه لمتابعة  الإجراءات وتوالى وصول الوزراء  والمسئولين والكتاب والمفكرين..

الأسبوع القادم بإذن الله أكمل تفاصيل ماحدث.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أديب نوبل نجيب محفوظ نجیب محفوظ أمن الدولة أدیب نوبل

إقرأ أيضاً:

ضياع بلاد السودان ما بين طموحات وَدْ الحَلمَان وأطماع أولاد حمدان

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و تشآء الظروف و الملابسات أن يتصدر الساحة السياسية السودانية: فاقدو البصيرة و من هم ليسوا جديرين بالقيادة و كل من عجز فكره و قَصُرَ نظره من المهوسين بحب السلطة و اللاهثين ورآء النفوذ و المال من العسكر و المرتزقة و أمرآء الحروب و السياسيين ، الذين لا يرون غير القتل و الإرهاب و الكذب و النفاق و الخداع وسآئل لبلوغ الأهداف و حسم الخلافات...
و في بورتسودان إجتمعت: قيادات ”جيش السودان“ و المليشيات و الكتآئب الكيزانية بمختلف مسمياتها و القوات المشتركة (المليشيات المتمردة سابقاً) ، و قد إصطفت من خلفهم/تحولقت من حولهم أرتال من جماعات: الأرزقية و السواقط الحزبية/السياسية و الفواقد التربوية و الطفيليات: المجتمعية و القبلية و الجهوية و الإقتصادية و أعلامي زمن الغفلة و المنشدين و ما يسمى بالقُونَات...
و في نيروبي إجتمعت قيادات و ممثلي أعدآء الأمس و رفاق اليوم من: مليشيات الجَنجَوِيد (قوات الدعم السريع) المتمردة القاتلة و حركات الهامش ”التحررية“ المسلحة (المتمردة) ذات المسميات المتشابهة و المربكة و الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني و تحالفات القوى المدنية ، ذات المسميات المختصرة الجذابة ، و العضوية الفردية بالإضافة إلى نفر من: الثوار و المهنيين و ناشطي الوسآئط الإجتماعية ، و كما الحال في تجمع بورتسودان كانت هنالك أيضاً في نيروبي أرتال من الحَكَّامَات و الطَّنبَارَة و الأرزقية و السواقط الحزبية/السياسية و الفواقد التربوية و الطفيليات: المجتمعية و القبلية و الجهوية و الإقتصادية...
و قد تواجد في الفريقين و ما بينهما من تلوثت سمعتهم و كتبهم بما لا يسر من الحكايات و الروايات و الأقاويل و السير ، و من غرفت ذممهم و عَبَّت من الفساد و أكل أموال الناس بالباطل ، و من تلطخت أياديهم بالدمآء و زهق الأنفس ، و من قادت: أحلامهم و طموحاتهم الغير سوية و أطماعهم اللامحدودة و دعواتهم/دعاويهم المريبة و أفكارهم/مشاريعهم الوهمية و بصآئرهم العميآء و سياساتهم و إداراتهم الغير رشيدة إلى الفشل و الحروب و الفوضى و الدمار و التخلف الذي أصاب بلاد السودان مما سبب عظيم الرهق و المعاناة للشعوب السودانية ، لكن الملفت للنظر و الغريب أن إجتماع نيروبي قد جذب/ضم أيضاً شخصيات وطنية يظن/يعتقد أنها جآدة و صادقة و تمتلك رؤى و أفكار نيرة و تؤمن بالنضال السلمي كوسيلة لنيل المطالب و إحداث التغيير و الحرية و السلام و العدالة و الحكم المدني الرشيد!!!...
و الشاهد هو أن هدف المجتمعين في بورتسودان الذين إلتفوا حول/إصطفوا خلف الفريق البرهان (وَدْ الحَلمَان) و فريقه الحاكم هو إفشال ثورة التغيير و البقآء على سدة الحكم و الحفاظ على مؤسسات و تنظيمات دولة الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و ما يلي/يصاحب ذلك من المصالح و الإمتيازات مهما كلف الأمر ، و هذا ما يفسر مواصلة قادة كتآئب و مليشيات الجماعة إستخدام العنف و الإرهاب و خطاب الكراهية و التهديد و الوعيد ضد المعارضين و كل من ينادي بالثورة و التغيير و الحرية و السلام و العدالة و مدنية الدولة...
و الشاهد هو أن جماعة بورتسودان ، الكيزان و حلفآءهم قد وضعوا أياديهم ، و لو ظاهرياً ، على أغلب أراضي ولايات: الخرطوم ، الجزيرة ، سنار ، الشرق ، كسلا ، القضارف ، نهر النيل و الشمالية و بعض النواحي مما تبقى من ولايات السودان الأخرى...
أما الذين إجتمعوا في نيروبي و في مقدمتهم عبدالرحيم حمدان دَقَلُو (أَبْ كِيعَان) فقد أعلنوا عن مولد تحالف جديد أسموه تحالف تأسيس السودان الجديد و مختصره (تأسيس) ، و أعلنوا عزمهم على: تفكيك دولة ستة و خمسين (٥٦) و إنشآء دولة جديدة و التوافق على ميثاق و دستور جديد للدولة السودانية الجديدة ينظم و يوزع السلطات ، و أنهم يسعون إلى وضع القوانين و تأسيس مؤسسات/أجهزة/أنظمة الحكم في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الجَنجَوِيد و الحركات المسلحة في ولايات دارفور و كردفان و أجزآء من ولايات السودان الأخرى التي يتقاسمون فيها المواقع مع مجموعة بورتسودان...
و معلوم أن القادة و النافذين في الفريقين قد تسارعوا لاهثين إلى عقد التحالفات و الصفقات المشبوهة/المريبة مع دول أجنبية ، في القارة و الإقليم و العالم ، و هي جهات لا تخفي مطامعها في بلاد السودان ، و لا يضيرها أبداً أن تتشظى بلاد السودان إلى جمهوريات موز طالما أن خدمة مصالحها مستمرة و لن تضار...
و يعتقد كثيرون أن هذه التحزبات و التحالفات و هذا الوضع العسكري/السياسي العجيب و اللامعقول هو الذي يكرس الإنحياز/التعصب/التشدد على خطوط المعتقد و الجهة و القبيلة و العرق ، و هو الذي حتماً سوف يقود بلاد السودان إلى الفوضى و الهاوية ، و لو إستمر التمايز على ذات المنوال الحادث الآن فإن من المتوقع/الغالب أن ينتهي أمر جمهورية السودان ، دولة ستة و خمسين (٥٦) ، إلى عدة دول/دويلات هي:
- دولة تضم ولايات: الخرطوم ، الجزيرة ، نهر النيل و جزء من ولايتي النيل الأبيض و كردفان و ما لم تحتله جمهورية مصر العربية من أراضي ولايات: الشمالية و الشرق
- دولة شرق السودان و تضم أغلب أجزآء الولاية الشرقية و ما تبقى من أراضي ولايات: كسلا و القضارف
- دولة غرب السودان و تضم ولايات دارفور و بعض الأجزآء من ولايات كردفان
- دولة جبال النوبة و تضم مناطق جبال النوبة و أجزآء من ولايات: كردفان و النيل الأبيض
- دولة الإنقسنا: و تتكون من ولاية النيل الأزرق و أجزآء من ولاية سنار
- و سوف تكون هنالك نزاعات و قتال حول تبعية أراضي في ولايات: سنار و النيل الأبيض و كردفان
- و سوف تؤول/تُضَم بعض/كثير من أراضي جمهورية السودان القديم ، دولة ستة و خمسين (٥٦) ، إلى دول: مصر و ليبيا و تشاد و أفريقيا الوسطى و جنوب السودان و أثيوبيا و أرتريا
- و سوف لن يكون هنالك سلام حتى بعد التشظي و ذلك لأن مناوشات و حروب سوف تنشأ حول ملكية/تبعية الأراضي بين الدول/الدويلات الجديدة فيما بينها و بين دول الجوار الأفريقي القديمة...
الختام:
و الحال هكذا و قد تَسَيَّدَت الأراذل الساحات و قَدَلَت الأورال في الميادين و في غياب البصآئر و شح الإرادات الوطنية الصادقة و مع إحجام/عجز القادرين على التمام ، يبدو أنه لم يتبقى للشعوب السودانية ، المقيمة و النازحة و اللاجئة و المغتربة و المهاجرة ، سوى: مواصلة الصمود و إستخدام سلاح الدعآء و إنتظار الفرج الإلهي و حدوث المعجزات!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • والتز: ترامب سيحصل على "نوبل للسلام"
  • شراكة بين "أدنيك" ووزارة الدفاع لتنظيم مؤتمر دبي الدولي لقادة القوات الجوية
  • الإعلام الحكومي في غزة: أكثر من 612 شهيدًا فلسطينيًا محتجزين لدى الاحتلال
  • مناقشة رواية «ورق الذكريات» في «بحر الثقافة»
  • ضياع بلاد السودان ما بين طموحات وَدْ الحَلمَان وأطماع أولاد حمدان
  • إسرائيل تحقق في تورط جهات أجنبية في إثارة التوتر مع مصر
  • رئيس أرامكو: نجحنا في استقطاب أكثر من 60 مستثمرا محليا وعالميا ..فيديو
  • ترشيح رواية عراقية للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية
  • ماجدة خير الله: الدراما المصرية جرس إنذار للأزمات والمرض النفسي 
  • ‎همسون وهتلر.. لماذا أهدى الأديب النرويجي ميدالية نوبل للنازيين؟