أفادت وكالة "رويترز" نقلًا عن مصدرين طبي وأمني أن الأمين العام لجماعة حزب الله، حسن نصر الله، قد تم انتشال جثته من موقع الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. 

ووفقًا للتقارير، فإن جثة نصر الله كانت سليمة نسبيًا ولم تكن بها جروح مباشرة، حيث يُرجح أن سبب الوفاة هو صدمة حادة ناجمة عن قوة الانفجار.

تعتبر هذه الغارة من بين أكبر العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله منذ عام 2006، حيث أسفرت عن مقتل نصر الله وعدد من كبار قادة الجماعة.

الغارات الإسرائيلية واستهداف نصر الله

الهجوم الإسرائيلي الذي وقع الجمعة الماضية على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تعد المعقل الرئيسي لحزب الله، كان بمثابة ضربة غير مسبوقة على الصعيد العسكري والسياسي في المنطقة. 

ورغم التكتم الإسرائيلي حول الأسلحة المستخدمة في الهجوم، تشير عدة مصادر إلى أن القنابل المستخدمة تزن أكثر من 2000 رطل، وهو ما يعكس قوة الغارة التي حولت الأبراج السكنية في المنطقة إلى أنقاض.

شبكة "سي أن أن" أفادت بأن الانفجارات القوية التي وقعت بحلول غروب الشمس قد هزت العاصمة بيروت ورفعت أعمدة من الدخان الأسود والبرتقالي من المناطق الجنوبية للمدينة. 

وتحولت ستة أبراج سكنية في حارة حريك إلى أنقاض، وهي منطقة مكتظة بالسكان ذات أغلبية شيعية، ما يوضح مدى الدمار الهائل الذي خلفته الغارة.

تداعيات الاغتيال والمشهد الإقليمي

مقتل حسن نصر الله يشكل نقطة تحول كبرى في النزاع الإقليمي بين حزب الله وإسرائيل. وتأتي هذه العملية بعد سنوات من التحصينات التي اتخذها نصر الله منذ عام 2006 في المربعات الأمنية السرية لحزب الله، حيث كان يتفادى الظهور العلني والاختباء في مواقع سرية خوفًا من الاغتيال.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر اغتيال نصر الله تغييرًا جوهريًا في موازين القوى بالمنطقة، وأشار إلى أن العملية كانت ضرورية للحفاظ على أمن إسرائيل ومنع تصاعد تهديدات حزب الله.

 وقال نتنياهو إن مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات قادمة في الشرق الأوسط، حيث يمثل اغتياله ضربة قاسية لإيران التي تُعتبر الداعم الرئيسي لحزب الله.

دور المعلومات الاستخباراتية في العملية

وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، كشفت مصادر إسرائيلية أن العملية تمت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة حصلت عليها إسرائيل من داخل لبنان، حيث تم تحديد موقع نصر الله بدقة. وذكرت التقارير أن أكثر من 80 قنبلة ألقيت خلال عدة دقائق لاستهداف زعيم حزب الله، مع تكتم حول نوع ووزن القنابل المستخدمة.

كما أكدت المصادر أن جثة نصر الله تم تحديد هويتها في وقت مبكر من يوم السبت، وذلك بمساعدة عناصر حزب الله الذين كانوا أول من عثر على جثته، بالإضافة إلى جثة علي كركي، أحد كبار القادة العسكريين في الجماعة. 

العملية تمت بتنسيق كبير بين الوحدات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، والتي كانت تسعى منذ سنوات لتصفية نصر الله نظرًا لدوره البارز في قيادة الحزب وتوجيه هجماته ضد إسرائيل.

تداعيات الاغتيال على حزب الله

موت حسن نصر الله سيترك فراغًا كبيرًا في القيادة العسكرية والسياسية لحزب الله. فمنذ توليه منصب الأمين العام للحزب في التسعينيات، كان نصر الله يمثل رمزًا للمقاومة ضد إسرائيل، وكان له تأثير كبير في توجيه سياسات الحزب وتحالفاته الإقليمية، خاصة مع إيران وسوريا.

التساؤلات بدأت تظهر حول من سيخلف نصر الله في قيادة الحزب، وما إذا كانت الجماعة قادرة على الحفاظ على تماسكها وسط هذه الضربة الكبرى.

 بعض المحللين يرون أن حزب الله قد يواجه تحديات داخلية في إعادة تنظيم هيكليته القيادية، بينما يتوقع آخرون أن يكون الرد العسكري وشيكًا ضد إسرائيل في محاولة لاستعادة هيبة الحزب والرد على اغتيال قائده.

استهداف حزب الله وتوترات متزايدة

هذه الغارة الإسرائيلية غير المسبوقة تأتي في سياق توترات متزايدة بين إسرائيل وحزب الله.

 فالحزب الذي يعتبر إحدى أقوى الجماعات المسلحة في لبنان والمنطقة، لديه ترسانة صاروخية كبيرة يمكن أن تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل. 

وفي ظل هذا التصعيد، يتوقع العديد من المراقبين أن تشهد المنطقة مزيدًا من العنف، حيث قد يسعى حزب الله للانتقام لمقتل نصر الله، ما قد يؤدي إلى تصعيد خطير على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

في هذا السياق، تستمر التحليلات حول إمكانية تدخل دولي لاحتواء التصعيد. لكن في ظل غياب زعيم بحجم نصر الله، قد تجد إيران وحزب الله نفسيهما في موقف دفاعي، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي لإيقاف أنشطتهما العسكرية في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عاجل حزب الله اغتيال حسن نصر الله غارة اسرائيلية الضاحية الجنوبية بيروت الصراع الإسرائيلي اللبناني بنيامين نتنياهو علي كركي حسن نصر الله لحزب الله حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

أ ف ب: الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بخير بعد الغارات الإسرائيلية

سرايا - نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من حزب الله الجمعة، أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله "بخير" بعدما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه المستهدف في الضربات على ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال المصدر بدون الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس، إن "السيد نصرالله بخير". وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن قبل وقت قصير أنه "نفذ ضربة دقيقة على المقر المركزي" للحزب أحدثت دمارا هائلا وتردد دوي الانفجارات الناجمة عنها في أرجاء بيروت ومحيطها.

أوردت قنوات تلفزيونية إسرائيلية عدة مساء الجمعة أن نصر الله كان هدف الغارات التي قالت إسرائيل إنها شنتها على مقر حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقالت القناة 12 إن "هدف الضربة: نصر الله. (الجيش الإسرائيلي) يتحقق مما إذا كان الأمين العام لحزب الله موجودا في المبنى الواقع في قلب الضاحية" الذي تم ضربه.

كذلك قالت القناة 11 إن "هدف الضربة في الضاحية: نصر الله". من جهته قال جيش الاحتلال الإسرائيلي "لا تعليق لنا على هذا الموضوع".


مقالات مشابهة

  • انتشال جثمان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
  • كانت سليمة.. مصدر أمني لبناني لـCNN: انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
  • انتشال جثمان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله / فيديو
  • رويترز: انتشال جثمان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
  • مصادر: انتشال جثمان «حسن نصر الله» من موقع الضربة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية
  • انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
  • «القاهرة الإخبارية»: انتشال جثمان حسن نصر الله من موقع الضربة الإسرائيلية
  • رويترز: انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من موقع الضربة
  • أ ف ب: الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بخير بعد الغارات الإسرائيلية