من هو المرشح الأبرز لقيادة حزب الله بعد اغتيال حسن نصر الله؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال هجوم استهدف مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكد حزب الله الخبر، بعد فترة من الصمت، معلنًا مقتل قائده الذي قاد الحزب لمدة 32 عامًا. مع هذا التطور الكبير، يبرز سؤال محوري حول خليفة نصر الله في قيادة الحزب، في ظل التغيرات والتحديات التي يواجهها.
هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله والشخصية الثانية في التنظيم، يعتبر المرشح الأقوى لتولي القيادة.
من هو هاشم صفي الدين؟هاشم صفي الدين، المولود عام 1964 في بلدة دير قانون النهر جنوب لبنان، يُعد من القيادات التاريخية للحزب ومن أقرباء نصر الله، حيث تربطهما علاقة عائلية. درس صفي الدين في الحوزات العلمية في النجف وقم، مثل نصر الله، وكان من أوائل المشاركين في تأسيس حزب الله عام 1982.
في عام 1994، تولى صفي الدين رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله خلفًا لنصر الله، الذي أصبح أمينًا عامًا بعد اغتيال عباس الموسوي. وخلال هذه الفترة، تم إعداد صفي الدين ليكون خليفة محتملًا لنصر الله، حيث أصبح المسؤول عن الإشراف على الأنشطة السياسية والاجتماعية والعسكرية للحزب، مما منحه نفوذًا كبيرًا داخل التنظيم.
الروابط مع إيرانصفي الدين مرتبط بشكل وثيق بإيران، وهو صهر القائد الإيراني البارز الراحل قاسم سليماني، حيث تزوج ابنه من ابنة سليماني في 2020. هذه العلاقات القوية مع القيادة الإيرانية تعزز موقعه كمرشح بارز لخلافة نصر الله، خاصة وأن حزب الله يُعتبر أحد أبرز أذرع إيران في المنطقة.
مسيرته وخبراتهصفي الدين ليس مجرد شخصية سياسية داخل حزب الله، بل له تأثير كبير على القرارات العسكرية. يُعتقد أنه يشرف على العمليات الأمنية للحزب ولديه دور محوري في إدارة جناحه العسكري. كما أنه يعتبر من المدافعين عن نظرية ولاية الفقيه التي أسسها الخميني، ويرى في هذه النظرية حلًا للأزمات التي تواجه الحركات الإسلامية.
صعوده كقائدبرز اسم صفي الدين بشكل لافت في السنوات الأخيرة، خاصة مع تشديد الإجراءات الأمنية حول نصر الله، مما دفعه إلى الظهور في مناسبات عديدة والتحدث باسم الحزب. في الوقت الذي كان فيه نصر الله محاصرًا بالتهديدات الأمنية، ظهر صفي الدين في جنازات قادة الحزب وفي فعاليات سياسية، مما جعله واجهة بارزة لحزب الله.
قيادة حزب الله في مرحلة جديدةيرى الخبراء أن صفي الدين يمتلك المؤهلات والخبرة لقيادة الحزب في هذه المرحلة الحساسة. فبالإضافة إلى نفوذه الداخلي، يتمتع بعلاقات دولية قوية مع إيران وسوريا، وله دور في التنسيق مع الحلفاء الإقليميين، مما يجعله مرشحًا طبيعيًا لتولي قيادة حزب الله بعد نصر الله.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلى نصر الله حزب الله هاشم صفي الدين عباس الموسوي ايران صفی الدین لحزب الله نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
كتب طوني مراد في" نداء الوطن": تلتقي الأوساط الدبلوماسية الأوروبية والعربية على الإشارة إلى أن الضربة العسكرية لإيران باتت شبه حتمية وقد اتخذ القرار فيها أخيراً، وستكون على الأرجح قبل نهاية آذار المقبل، وقد تواكبها تطورات داخلية، إلا إذا أبدت طهران استعداداً جديّاً وفعليّاً ملموساً لتقديم تنازلات على صعد عدة سواء في ما خص برنامجها النووي أو أجندتها التوسعية وخريطة نفوذها في المنطقة، وهو احتمال طوعي وارد بنسبة محدودة تحت وطأة الضغوط، لأن البديل هو التخلّي قسراً عن تلك الرهانات. وترى الأوساط أن الضربات التي تلقتها إيران في لبنان وغزة وسوريا غير كافية، طالما أن رأس الحربة ما زال يراهن على تعويم أذرعه.يبدو أن "حزب الله" يدرك جيّداً دقائق اللعبة، ويسعى إلى الحفاظ ما أمكن على مواقعه ونفوذه في صلب الدولة اللبنانية، على رغم بعض التباينات في صفوف قيادته بين متماهين كليّاً مع إيران وبين من يسعى إلى نوع من التمايز، إذ من الواضح أن الجانبين يلتقيان على هذه المسألة. من هنا يُفهم استشراس "الحزب" من خلال تركيبة الثنائي، على التمسك بحقيبة المال وحقائب أخرى معينة، وعلى استنفار الموالين له في الإدارات الرسمية والمؤسسات على قضم ما أمكن من مواقع، أو على فرض أمر واقع، تحسّباً للتحوّلات المتوقعة، باعتبار أن ما يمكن أن يحصِّله "الحزب" اليوم قد لا يمكنه تحصيله بعد حين.
يقول عارفون في المعادلة الشيعية إنّ الرئيس نبيه بري يحاول التملّص من الحالة الضاغطة بخلفية دولية على "حزب الله" حكوميّاً، والحالة الضاغطة الموازية التي يمثلها "الحزب"، علماً أن ثمّة تململاً متنامياً وأكثر تجلياً في المناخ المحيط بحركة "أمل" لجهة الانزعاج من رهانات "حزب الله" وما استتبعته من خسائر ونكبات، وتالياً "لم يعد في الإمكان تحمّل المزيد".
من هنا يمكن فهم تمايز "الحركة" في الموقف حيال عراضات الدراجات النارية الأخيرة، على أن هذه العراضات شكّلت "نقزة" كبيرة محليّاً وخارجيّاً، وقد تجلّى ذلك في تقارير دبلوماسية لعدد من السفارات المهمة لعواصمها تلفت إلى محاذيرها وانعكاسها على انطلاقة العهد الجديد وما تعنيه من خطر صدامات داخلية.
يبقى أنه مع تأليف الحكومة العتيدة فإن استحقاقات مهمة تنتظرها، إذا ما كانت التشكيلة على قدر الآمال وتلبّي التطلعات الدولية والعربية إلى إرساء مرحلة مختلفة عما سبق تحت عنواني استعادة السيادة وإطلاق عملية الإصلاح. وفي هذا المجال، تمّ العمل الدؤوب ويتمّ حاليّاً على استكمال مشاريع اتفاقات تعاون مع عدد من الدول العربية والصديقة، ومن بينها اتفاقات مهمّة مع المملكة العربية السعودية، ويبلغ عددها اثنين وعشرين اتفاقاً وينكبّ عليها موظفون في وزارة الخارجية والوزارات والإدارات المعنية، وهي مشاريع اتفاقات لا يمكن أن تبصر معظمها النور إذا لم تكن الحكومة الجديدة أهلاً للثقة.