بلومبيرغ: هكذا تنزلق إسرائيل وحزب الله شيئا فشيئا نحو حرب شاملة
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
حلل تقرير لبلومبيرغ بؤر الصراع بين حزب الله وإسرائيل منذ هجمات "البيجر" الإسرائيلية على لبنان في 17 سبتمبر/أيلول، ووجد أن القوات الإسرائيلية كثفت هجماتها العسكرية في ما يعد أكبر تصعيد بين الطرفين منذ 2006 والهجوم الأعنف على العاصمة اللبنانية ويشير إلى قرب اندلاع حرب شاملة.
واعتمد التحليل على بيانات من نموذج "فيرمز" التابع لوكالة ناسا والقادر على رصد الحرائق النشطة بالأقمار الصناعية ومن ثم رصد بؤر الصراع، وخلص التقرير إلى أن معظم الضربات الإسرائيلية تركزت في الجنوب اللبناني، وأدت إلى مقتل أكثر من 700 لبناني ونزوح أكثر من 250 ألف شخص، وهرب أكثر من 31 ألفا إلى سوريا.
كذلك استند التقرير، الذي أعدّه للصحيفة كل من توم فيفرييه وعمر الشموري وجيسون كاو وكايل كيم وجوليا جانيكي، إلى قاعدة بيانات "مواقع وأحداث النزاعات المسلحة" (ACLED) التي أظهرت زيادة وتيرة الاشتباكات، ونوعية الأسلحة المستخدمة، وتبين أن إسرائيل تعتمد على القصف الصاروخي المكثف والطائرات لضرب أهدافها في لبنان، بينما يلجأ حزب الله غالبا إلى إطلاق الصواريخ.
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، قوله إن من المرجح أن إسرائيل استطاعت في الأسبوع الماضي تدمير حوالي نصف صواريخ حزب الله القصيرة المدى (45 كيلومترا) ومثيلاتها المتوسطة المدى (125 كيلومترا).
ويشير التقرير إلى التباين الكبير في معدل الضربات بين الطرفين، إذ هاجمت إسرائيل حزب الله بمعدل أعلى بكثير لا يكاد يقارن بضربات الحزب منذ بداية حرب إسرائيل على غزة.
وبينما تعترض القبة الحديدية الإسرائيلية معظم صواريخ حزب الله، فإن إسرائيل تصيب أهدافها، وقد نتج عن ذلك خسائر كبيرة في صفوف الحزب وقيادته وأبرزها اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وقالت إسرائيل الخميس إنها غير معنية بمقترح لوقف إطلاق النار يدوم 3 أسابيع وذلك على الرغم من الدعم الدولي له، إذ حثت عليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية، وهدد وزير الأمن القومي اليميني إيتمار بن غفير بتفكيك ائتلاف الحكومة الحالية والاستقالة إذا تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ويشير التقرير إلى أن إسرائيل تستعد لغزو بري محتمل لدفع حزب الله على الأقل 5 كيلومترات بعيدا عن الحدود بين إسرائيل ولبنان. ويرى التقرير أن إسرائيل تسعى لتحقيق مكاسب عسكرية قبل أي وقف محتمل لإطلاق النار، وذلك يشير إلى أن هناك مخاطر كبيرة لتصعيد الصراع إذا ما مضت إسرائيل في خططها للغزو البري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أن إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
أوجه الشبه والاختلاف بين غزة ولبنان في نظر إسرائيل
اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن وقف إطلاق النار في الشمال مع تنظيم "حزب الله" اللبناني، وفي الجنوب مع حركة حماس، ينطوي على تحد واحد، يتمثل في إبعاد المسلحين عن حدود إسرائيل، لكن ثمة اختلاف يتعلق بصاحب السيطرة في اليوم التالي.
وقالت"جيروزاليم بوست"، أنه كما ستفعل إسرائيل مع حزب الله وتمنعه من إعادة التمركز وتعزيز نفسه على طول الحدود الشمالية، فإنها لن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها، التي وصفتها بالقاتلة، على طول الحدود في الجنوب الإسرائيلي.
المظاهر العسكرية لحماس في غزة تشكل تحدياً لإسرائيلhttps://t.co/qfN2QVkvQw pic.twitter.com/0qw2NsLvN2
— 24.ae (@20fourMedia) January 21, 2025 وقف إطلاق النار في غزة ولبنانوأشارت إلى أنه من المقرر أن ينتهي وقف إطلاق النار في لبنان، الذي بدأ في السابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني)، في السادس والعشرين من يناير (كانون الثاني)، وسوف يدخل مرحلة حرجة في غضون أسبوعين، عندما تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وهي العملية التي تهدف إلى تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
وتقول إن الافتراض السائد بشأن لبنان، هو أن وقف إطلاق النار سوف يتم تمديده لمدة شهر آخر على الأقل للسماح بتنفيذ شروطه، التي تتمثل في تحرك مقاتلي حزب الله نحو شمال نهر الليطاني، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان للسيطرة على مواقع حزب الله وتفكيك البنية التحتية المُحصنة هناك.
وأضافت، أن المنطق وراء هذا الترتيب واضح، فلم يعد بوسع إسرائيل أن تتسامح مع تنظيم مسلح مُلتزم علناً بتدميرها، كما يتواجد مباشرة على حدودها، مشيرة إلى أن تفكيك قدرات حزب الله يُنظر له باعتباره خطوة ضرورية لمنع التهديدات المستقبلية.
ما ينطبق على لبنان ينطبق على غزةوتقول الصحيفة، إن إسرائيل لن تسمح لحزب الله بإلعودة إلى طول الحدود الشمالية، فإنها لن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها القاتلة على طول الحدود في الجنوب الإسرائيلي، ولكن كل من شاهد إطلاق سراح الرهائن الثلاث يوم الأحد شهد حقيقة مؤلمة للإسرائيليين، وهي أن حماس لا تزال تشكل حضوراً كبيراً في قطاع غزة، حيث شوهد عناصرها وهم يرتدون أقنعة الوجه والنظارات الشمسية الداكنة وعصابات الرأس الخضراء والزي العسكري، وينتقلون في الشوارع بشاحنات صغيرة بيضاء.
اليوم التالي في غزة.. جثث في كل مكان وفظائع مرعبةhttps://t.co/Zj9l5sgodQ pic.twitter.com/8NOJjgL2Km
— 24.ae (@20fourMedia) January 21, 2025 نزع السلاح والإبعاد عن الحدودوذكرت الصحيفة أن حماس لا تزال موجودة، ولكن الشروط التي ستطرحها إسرائيل لوقف إطلاق النار الدائم سوف تعكس نفس المبادئ التي تطبقها في لبنان، وهي نزع السلاح من التنظيمات، وإبعادها عن الحدود الإسرائيلية، مستطردة: "كما أن إسرائيل لا تهدف إلى القضاء على كل مسلح من حزب الله في لبنان، فإنها لن تتمكن أيضاً من قتل كل مسلح من حماس في غزة، والهدف من وقف إطلاق النار في لبنان هو تفكيك البنية الأساسية لحزب الله ومنعه من إعادة تسليح نفسه على نطاق واسع، وهذا ـ إلى جانب إبعاد حماس عن السلطة ـ سوف يكون الهدف من وقف إطلاق النار الدائم في غزة".
أوجه الاختلاف بين غزة ولبنانأما عن وجه الاختلاف بين لبنان وغزة، فتقول الصحيفة، إن هناك في لبنان حكومة تطمح إلى استعادة السيادة، وهذه الحكومة لديها جيش يدعمه الغرب، وإذا أرادت، لديها القدرة على استعادة السيطرة على جنوب لبنان من حزب الله، ولكن في غزة لا وجود لحكومة من هذا القبيل، وهنا يكمن التحدي، لأنه بعد 15 شهراً من القتال، لن تتخلى حماس عن السلطة طواعية، فقد أبدت حماس استعدادها لتقاسم الحكم مع السلطة الفلسطينية، وهو السيناريو الذي لم تؤيده إسرائيل، لأنها لا تثق في السلطة الفلسطينية.
واعتبرت الصحيفة أن وقف إطلاق النار يقدم فرصة، ولكن لا يقدم أي ضمانات، والتحدي الذي يواجه إسرائيل الآن واضح، وهو منع غزة من العودة مرة أخرى إلى أرض خصبة للمسلحين، ويعتمد ذلك أيضاً على العزم الدولي، وعلى ما إذا كانت الدول المانحة سوف تربط المساعدات بنزع سلاح حماس أم لا، مؤكدة أنه إذا لم يحدث ذلك، فإن الهدوء الذي سيحدث قصير الأجل، وسوف تضطر إسرائيل إلى التحرك مرة أخرى.