تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الياس عوده متروبليت بيروت للروم الأرثوذكس على أن الوقت الحالي هو وقت التفاف اللبنانيين حول دولتهم، وتسليمها أمر الدفاع عن لبنان، ووقت تحمل الجميع مسؤوليتهم، ووقت اجتماع النواب، دون قيد أو شرط، لانتخاب رئيس للبلاد يتسلم زمام الأمور ويرفع الصوت عاليا دفاعا عن لبنان، وجاء ذلك خلال اللقاء عظته في صلوات القداس الإلهس كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

وقال عودة خلال عظته: “يظهر لنا الإنجيلي لوقا، في إنجيل اليوم، القاعدة الذهبية التي على الإنسان أن يبني على أساسها علاقته بأخيه، على مثال العلاقة التي رسمها الله في تعاطيه معنا نحن خليقته. تتضمن تلك القاعدة كل فضيلة ووصية، وكل عمل أو رأي صالح. إنها المحبة تجاه الجميع من دون التماس مقابل، والتي من سماتها الرحمة. من يحب أخاه يرحمه ويغفر له كما فعل ربنا يسوع المسيح عندما أحبنا باذلا نفسه من أجل خلاصنا. بمحبته رحمنا الله وغفر ذنوبنا، وهو بحسب الإنجيلي يوحنا والرسول «كفارة عن خطايانا وليس عن خطايانا فقط بل عن خطايا العالم كله أيضا» (1يو 2: 2). كيف يمكن للإنسان أن يكون رحيما في ظل الأوضاع القائمة التي يضج بها بلدنا والعالم أجمع؟ قدم ربنا يسوع جوابا عن هذا التساؤل في إنجيل اليوم بقوله: «أحبوا أعداءكم، وأحسنوا وأقرضوا غير مؤملين شيئا”.

وتابع: "لا تدينوا فلا تدانوا، لا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم، اغفروا يغفر لكم، أعطوا تعطوا... لأنه بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم» (لو 6: 37-38)".

أضاف: "الرحمة تتجلى في المغفرة. لم يقصد الرب أن يقلب موازين العدالة البشرية، إنما يذكر التلاميذ أن عليهم التوقف عن الإدانة وإصدار الأحكام لكي يحصلوا على علاقات أخوية سليمة. المغفرة هي ركيزة حياة الجماعة المسيحية، فيها تتجلى مجانية المحبة التي بها أحبنا الله أولا. على المسيحي أن يغفر لأنه قد غفر له. ما من أحد منا لم يكن بحاجة إلى مغفرة الله في حياته. ولأن الله غفر لنا، ولا يزال يغفر، علينا أن نقوم بالمثل كما أوصانا الرب يسوع في الصلاة التي علمنا إياها: «واترك (أغفر) لنا ما علينا كما نترك (نغفر) نحن لمن لنا عليه». هذا يعني أن نغفر الإساءة وغيرها الكثير من الأمور، لأن الله قد غفر لنا الإساءات والخطايا التي لا تحصى. ركيزة الغفران هذه تبين لنا مجانية محبة الله الذي أحبنا أولا. إن الحكم على الأخ الذي يخطئ وإدانته هما أمر خاطئ، ليس لأننا لا نريد الإقرار بالخطيئة، بل لأن إدانة الخاطئ تقطع رباط الأخوة وتزدري برحمة الله الذي لا يتخلى عن أحد من أبنائه. لا سلطان لنا كي ندين أخانا، ولسنا في مرتبة أعلى منه، بل علينا بالحري واجب استعادته لكرامة بنوته للآب، وواجب اصطحابه في مسيرة توبته، مع إدانتنا لخطيئته".

وتابع: "إن كانت المغفرة هي الركيزة الأولى، فالعطاء هو الركيزة الثانية. قال المسيح أعطوا تعطوا... لأنه بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم» (لو 6: 38). الله يعطينا أكثر بكثير مما نستحق، لكنه أكثر سخاء مع الأسخياء هنا على الأرض. 

 

لم يتكلم يسوع على ما سيحدث مع الذين لا يعطون لكن تشبيه الكيل يمثل تحذيرا. فبمقدار المحبة التي نمنحها نكون نحن أنفسنا من يقرر مقياس الكيل الذي سيكال به لنا. هذا ما قصده بقوله: «كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا أنتم بهم» (لو 6: 31). إذا انتبهنا جيدا نجد منطقا متناسقا: بالمقدار الذي يمنحنا إياه الله علينا أن نمنح الأخ، وبالمقدار نفسه الذي به نمنح الآخر يمنحنا الله! إذا، المحبة الرحيمة هي الدرب الوحيد الذي علينا سلوكه. لذا علينا أن نكون أرحم، فلا نتكلم بالسوء على الآخرين، ولا ندين أو نحسد ونظلم ونقتل. علينا أن نغفر ونكون رحماء ونعيش المحبة التي تسمح للمسيحي أن يحافظ على هويته وأن يدرك أنه ابن للآب. وفي المحبة تتجلى الرحمة والعطاء والمغفرة. هكذا يتسع القلب ويكبر بالمحبة فيما تجعله الأنانية والغضب والحقد والحسد يتقلص ويتصلب ويتحجر".

وقال: "إن لم يظهر المسيحي مسيحيته المتجلية في المحبة والعطاء والمغفرة في مثل هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها بلدنا الحبيب، فمتى يظهرها؟ لقد تأكد اللبناني ألا أحد إلى جانبه سوى أخيه اللبناني. أطفال بعمر الورود وأبرياء ذبلت أجسادهم وتقطعت أوصالهم ولم يحرك المشهد الضمائر لإنهاء المجزرة. اللامبالاة أمام وحشية ولا إنسانية ما يجري يدل على أن العالم اختار الإبتعاد عن الله، لكننا نحن متشبثون بخالقنا الذي نؤمن بأنه لن يتركنا يتامى، مهما تخلى عنا القريب والبعيد لأن مصلحتهم تقتضي ذلك".

أضاف: "هنا لا بد من التأكيد أن الوقت الآن هو وقت التفاف اللبنانيين حول دولتهم، وتسليمها أمر الدفاع عن لبنان، ووقت تحمل الجميع مسؤوليتهم، ووقت اجتماع النواب، دون قيد أو شرط، لانتخاب رئيس للبلاد يتسلم زمام الأمور ويرفع الصوت عاليا دفاعا عن لبنان، متوسلا الطرق الدبلوماسية لإيجاد الحل، ويطالب بوقف النار فورا. وهذا ما على الجميع السعي من أجل تحقيقه، دون تباطؤ".

وسأل: "هل يجوز أن يبقى البلد بلا رأس في هذا الوقت؟ هل يجوز عدم انتخاب رئيس لأسباب كيدية أو مصلحية والبلد يمر في أحرج الظروف، وهو بحاجة إلى من يصونه ويمثله ويدافع عن مصالحه ويحمي حقوقه وأبناءه وأرضه ومستقبله؟ مرة جديدة نخاطب ضمائر من في يدهم القرار كي يقوموا بواجبهم الوطني، متخلين عن كل أنانية ومصلحة وضغينة، عاملين فقط من أجل مصلحة لبنان وإنقاذه. إرحموا الأبرياء الذين يقتلون ويخسرون أحباءهم وأرزاقهم ويهجرون بالآلاف. بلدنا لا يحتمل الحرب في الظروف الصعبة التي يمر فيها فلا تتلكأوا ولا تربطوا مصيره بمصير أية جماعة أو دولة. إنه وقت تحمل المسؤولية بجدية واتخاذ القرارات الشجاعة التي تنقذ لبنان وشعبه".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نصلي ونعمل من أجل خلاص بلدنا وسلامة أبنائه وأرضه، وأن نحب الجميع، ونغفر لكل من أساء إلينا، وأن نحمله في صلاتنا، عل قلبه الحجري يعود ينبض بالرحمة والمحبة التي نأمل أن تسود المسكونة أجمع، فتلغي الحروب وتحل السلام".

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الارثوذكس ارثوذكس كاتدرائية صلوات القداس المحبة التی عن لبنان علینا أن من أجل

إقرأ أيضاً:

رئيس قطاع القنوات الإخبارية يطمئن الجميع على سلامة طاقم القاهرة الإخبارية في لبنان

طمأن رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة، أحمد الطاهري، الجميع على سلامة طاقم القاهرة الإخبارية في لبنان.

 

"القاهرة الإخبارية": كلمة بايدن بالجمعية العامة للأمم المتحدة مخيبة لآمال المجموعة العربية القاهرة الإخبارية: إسرائيل لم تخبر أمريكا مسبقًا بشأن عمليتها في لبنان

وتابع رئيس القطاع:"نحن الآن في فوضى إخبارية كبيرة عقب استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت".

وأضاف :"حين علت الأكاذيب بخصوص مطار بيروت كانت كاميرا القاهرة الإخبارية هي الوحيدة بالمطار لنقل حقيقة ما يجري".

وواصل رئيس القطاع:"طاقم القاهرة الإخبارية في بيروت يعمل على نقل الحقيقة مجردة".

الجيش الإسرائيلي: المقر الرئيسي المستهدف لحزب الله كان أسفل مبانٍ سكنية


 

ومن جانبه، قالالجيش الإسرائيلي، اليوم، أن الغارات الجوية التي نفذها في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت المقر الرئيسي لحزب الله، والذي كان يقع أسفل مبانٍ سكنية في المنطقة ، وأكد الجيش أن العملية جاءت ضمن حملة مستمرة لاستهداف البنية التحتية للحزب في معقله الرئيسي بالعاصمة اللبنانية.

وتابع أن "المقر المركزي لحزب الله كان مموهًا بشكل جيد، حيث تم بناؤه أسفل مجمع سكني، مما يجعله أكثر تعقيدًا وصعوبة في استهدافه". وأضاف أن هذه المواقع تُستخدم من قبل حزب الله لتنسيق عملياته العسكرية، وتُعد جزءاً من شبكة تحت الأرض تضم مراكز قيادة وتحكم.

وأكد الجيش أن الغارات نُفذت بدقة عالية لتقليل الأضرار الجانبية على المدنيين، إلا أن تواجد هذه المنشآت العسكرية في مناطق مأهولة بالسكان يزيد من خطورة أي عملية عسكرية. وقد أثارت الضربات ردود فعل غاضبة في لبنان، حيث تعرضت عدة مبانٍ للدمار الكامل جراء القصف.

وقالت  تقارير ميدانية بأن الضاحية الجنوبية شهدت حالة من الفوضى والهلع بعد الغارات، مع استمرار عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين تحت الأنقاض. وتُعد هذه الضربة واحدة من أعنف الهجمات التي نفذتها إسرائيل على معاقل حزب الله في بيروت منذ بداية التصعيد الأخير.

تأتي هذه الغارات في إطار الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله، والذي تصاعد خلال الأسابيع الماضية مع تبادل القصف عبر الحدود. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن استهداف البنية التحتية لحزب الله يأتي في إطار الجهود الرامية لإضعاف قدراته العسكرية ووقف تهديداته المتزايدة على إسرائيل

مقالات مشابهة

  • متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس: نحتاج انتخاب رئيس بشكل عاجل
  • المطران عودة: الوقت الحالي هو التلاحم بين اللبنانيين حول دولتهم
  • ‏ميقاتي: النزوح الحالي هو الأكبر في تاريخ لبنان
  • وزير الإعلام اللبناني يؤكد على ضرورة وحدة اللبنانيين في هذه اللحظات التي يمر بها البلاد
  • السفارة الكندية: لا نقوم بإجلاء الكنديين في لبنان في الوقت الحالي
  • خامئني: لبنان سيجعل إسرائيل تندم على أفعالها وعلى الجميع مواجهتها
  • سر إشارة النوم التي احتفل بها لاعبوا الأهلي المصري أمام الزمالك
  • عاجل - ما المناطق التي استهدفتها إسرائيل في ضاحية بيروت اليوم؟
  • رئيس قطاع القنوات الإخبارية يطمئن الجميع على سلامة طاقم القاهرة الإخبارية في لبنان