استقبل الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وفدًا علميًّا رفيع المستوى من علماء الجمعية المحمدية بإندونيسيا، صباح اليوم الأحد، في مقر دار الإفتاء المصرية.

دار اللقاء حول تعزيز أواصر التعاون بين المؤسستين، واستكشاف آفاق جديدة للعمل المشترك في المجال الديني والإفتائي، حيث أكَّد المفتي عمقَ العَلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وإندونيسيا، خاصةً في المجال الديني، مشيدًا بدَور الجامعة المحمدية في نشر الإسلام الوسطي والاعتدال.

كما استعرض المفتي تاريخَ دار الإفتاء المصرية ودَورها المحوريَّ في خدمة الإسلام والمسلمين، مشيرًا إلى أن الدار تعمل على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، والحفاظ على ثوابت الدين مع مواجهة التحديات المعاصرة، لأن الشريعة الإسلامية تجمع ما بين الصلاحية لكل زمان ومكان فضلًا عن مرونتها.

الأدوار التي تلزمها بها المسؤولية الوطنية والشرعية

وأضاف أن دار الإفتاء رغم كونها تقوم بالفتوى، فإنَّها تنهض بمجموعة من الأدوار التي تلزمها بها المسؤولية الوطنية والشرعية والمجتمعية، فقد أنشأت عددًا من الإدارات والوحدات المتخصصة لهذا الغرض، مثل مركز سَلَام لدراسات التطرف، وهو إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية لمواجهة التحديات التي يفرضها التطرف والإرهاب على العالم الإسلامي، وكذلك مواجهة التطرف بشقَّيْه الديني واللا ديني، كما يهدُف المركز إلى دراسة أسباب انتشار التطرف وأيديولوجياته، وتطوير استراتيجيات فعَّالة لمكافحته، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال.

كما تحدَّث عن إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية التي تُعَدُّ إحدى أهم الأذرع التي تساهم في الحفاظ على مستوى علمي رفيع لأئمة وعلماء الدين في مصر والعالم الإسلامي، حيث تقوم الإدارة بتدريب وتأهيل المفتين من مختلف دول العالم وَفْقَ برامج علمية يستمر بعضها إلى ثلاث سنوات، مبديًا استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لتدريب المفتين من إندونيسيا.

كذلك استعرض جهود «وحدة حوار» و«إدارة نبض الشارع»، مؤكدًا أن هذه الإدارات من أهم الأدوات التي تستخدمها الدار للتواصل مع المجتمع وتلبية احتياجاته الفكرية والدينية المعاصرة وتقديم رؤية إسلامية متوازنة وشاملة للقضايا المعاصرة.

وتطرق المفتي خلال اللقاء إلى الحديث عن الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، موضحًا أنها منظمة عالمية تهدُف إلى توحيد الجهود بين مختلف دُور وهيئات الإفتاء حول العالم، وتقديم رؤية إسلامية موحدة ومتوازنة للقضايا المعاصرة، مع الحفاظ على خصوصية كل دولة، وتجمع تحت مظلتها 111 عضوًا من 108 دول.

وأعرب الوفد الزائر عن تقديره العميق لدار الإفتاء المصرية والمفتي، مؤكدًا أهمية دَور دار الإفتاء في العالم الإسلامي، كما أبدى الوفدُ رغبتَه في الاستفادة من خبرات دار الإفتاء في مجال التدريب الإفتائي وتأهيل الدعاة، وتعزيز التعاون العلمي بين المؤسستين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء مفتي الجمهورية المفتي نظير عياد دار الإفتاء المصریة الإفتاء فی

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء المصرية تؤكد: المشاركة في ترويج الشائعات حرامٌ شرعًا

حذَّرت دار الإفتاء المصرية من المشاركة في ترويج الشائعات من دون تحقق أو تثبُّت، وقالت: إن نصوص الشرع الشريف تؤكد على حرمة ذلك؛ لما فيه من المعاونة على نشر الكذب، وبث الفزع بين الناس، والتأثير السلبي بما يؤثر سلبًا على المجتمع.

دار الإفتاء توضح وقت إجابة الدعاء يوم الجمعة دار الإفتاء توضح حكم صلاة الفريضة على كرسي

وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى ضرورة تجفيف منابع الشائعات بعدم تناقلها بمجرد سماعها أو رؤيتها؛ حيث حذَّر رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من أن يتحدث المرء بكلِّ ما سمع؛ فقال عليه الصلاة والسلام: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»، كما أن القرآن الكريم قد دعا إلى التحقق والتثبُّت من الأخبار والأقوال؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6].

ونبهَّت دار الإفتاء المصرية إلى أن ترويج الشائعات يندرج تحت "القيل والقال"، وقد حذَّر منهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث قال: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ».

وحذَّرت دار الإفتاء المصرية من خطورة ترويج الشائعات بغرض إحداث البلبلة في الوطن، ونشر الاضطراب والتأثير السلبي على السلم المجتمعي؛ لأنه يُعدُّ من "الإرجاف" وهو من كبائر الذنوب؛ حيث لعن الله تعالى أهل الإرجاف وتوعدهم بالعقاب أينما كانوا، فقال تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾ [الأحزاب: 60-61].

وقالت دار الإفتاء المصرية إن التثبُّت من الأخبار يكون بالرجوع إلى أولي الأمر وأهل العلم والخبرة، وهذا ما أرشدنا الله تعالى بقوله: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 83]، فأمرنا الله عزَّ وجلَّ برد الأمور في السراء والضراء إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإلى أولي الأمر والتخصص الذين أقامهم الله تعالى في معرفة خباياها وسبر خفاياها قبل إذاعتها والتكلم فيها، حتى يكون الكلام عن حقيقة، والإذاعة عن بينة، والنقل عن تثبُّت وتحقق.

وتُهيب دار الإفتاء المصرية بالناس جميعًا التحققَ من الأخبار قبل نشرها وإذاعتها، وضرورة الوعي بما يقصده مروجو الشائعات حتى لا يقع الإنسان في محظور شرعي.

 

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يشهد افتتاح البرنامج التدريبي لأمناء الفتوى
  • مفتي الجمهورية ينعى شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق
  • مفتي الجمهورية ينعى شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا رفيع المستوى من علماء الجمعية المحمدية بإندونيسيا
  • رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفداً من الكلية الملكية البريطانية للجراحيين بأدنبرة لبحث سبل التعاون بينهما
  • اتحاد القبائل والعائلات المصرية يستقبل وفدا شعبيا من محافظة بورسعيد
  • مفتي الجمهورية السابق: سرقة الكهرباء ووصلات المياه حرام شرعا
  • مفتي الديار المصرية: الحديث عن السيرة النبوية أصبح فريضة
  • دار الإفتاء المصرية تؤكد: المشاركة في ترويج الشائعات حرامٌ شرعًا