في إطار التزام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بتعزيز ثقافة الابتكار في قطاع الرعاية الصحية وسعيها المتواصل لتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحقيق أهداف تصفير البيروقراطية الحكومية، استعرض مستشفى الكويت بالشارقة، التابع للمؤسسة، عدداً من المشاريع المبتكرة في معرض الابتكار 2024، الذي أُقيم تحت شعار “ابتكر للصحة”، بحضور عدد من مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام والعاملين في المؤسسة، وذلك في خطوةٍ تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية دعم وتحفيز الابتكار بصفته جزءاً لا يتجزأ من العمل المؤسسي وعنصراً جوهرياً لتحقيق رؤية الإمارات المستقبلية.


وأشارت عفراء سالم، مدير مستشفى الكويت بالشارقة، الى أهمية تقديم حلول مبتكرة تعكس الاحتياجات الواقعية وتترجم التحول الإبداعي في العمل المؤسسي من أجل دفع عجلة تطوير القطاع الصحي، مشددةً على أن تعزيز الأداء وتحفيز الكوادر على الإبداع يشكلان عاملين رئيسيين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية، وما تتيحه التقنيات الحديثة من فرص لإحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات الطبية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة في الارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة توظف حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي خلال تقديم الخدمات للمتعاملين، بما يتزامن مع مستهدفات تحقيق تصفير البيروقراطية الحكومية، وتماشياً مع أهداف رؤية “نحن الإمارات” 2031 ومئوية الإمارات 2071.
” تشخيص فحوصات التصوير الإشعاعي باستخدام الذكاء الاصطناعي “.. تقليص المدة إلى أقل من يوم وخلال زيارة واحدة

ومن جهتها أوضحت الدكتورة أمينة الجسمي، مدير إدارة الأشعـة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن الذكاء الاصطناعي يعد أحد ركائز الابتكار في مجالات التكنولوجيا المتقدمة ولا سيما في مجال الرعاية الصحية، حيث يساهم توظيف الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات تحليل صور فحوصات التصوير التشخيصي الطبي والحصول على تشخيص ذو دقة عالية، مما يسهم في تسريع عمليات التشخيص وتحسين دقة النتائج، الأمر الذي يترجم مستهدفات برنامج “تصفير البيروقراطية الحكومية”، والذي يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في تجربة المتعاملين عبر تطوير منظومة عمل تتحلى بالجودة والمرونة الحكومية، منوهة أن تصفير خدمة “تصوير الثدي الإشعاعي التشخيصي باستخدام الذكاء الاصطناعي” تم عن طريق تقليص مدة الحصول على التشخيص النهائي إلى أقل من يوم واحد، وتخفيض عدد الزيارات إلى المنشآت الصحية إلى زيارة واحدة فقط، والذي كان له الأثر الواضح في تحسين جودة حياة الأفراد عن طريق الاكتشاف المبكر عن الأمراض، وتخفيض المدة الزمنية لرحلة العلاج وتقليل التكاليف العلاجية.
تقييم أداء الجراحين بالذكاء الاصطناعي
من جانبها استعرضت الدكتورة سارة الشايع مدير إدارة البيانات والإحصاء في مؤسسة الامارات للخدمات الصحية خلال هذه الفعالية مشروع “نموذج الذكاء الاصطناعي لتقييم الأداء الجراحي للجراحيين” والذي يتماشى بشكل وثيق مع استراتيجية المؤسسة، واستراتيجية الابتكار المتقدم، وأهداف مئوية الإمارات 2071، وتحديداً في مجال جودة الحياة، وتعزيز الرعاية المتمحورة حول المريض، وتحسين نتائج الرعاية الصحية، وذلك من خلال إنشاء إطار شامل لتقييم أداء الجراحين حيث يتضمن 14 معيارًا قابلاً للتنفيذ لتقييم الممارسة السريرية والتقنيات الجراحية ونتائج المرضى.
ونوهت الدكتورة سارة الشايع الى مساهمة المشروع في تحقيق ضمان تقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة لجميع المواطنين والمقيمين في الدولة من خلال التكنولوجيا المتقدمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتطوير إطار تقييم أداء شامل وقابل للتوسع يعزز الشفافية، ويحسن نتائج الجراحة، ويمكّن من اتخاذ قرارات مدروسة، كما أشارت الى أن المؤسسة حققت الريادة باستخدام هذا الإطار المبتكر لإحداث ثورة في إدارة الأداء الجراحي، مما يضع معايير جديدة لتقييم الجودة في مجال الصحة، وتوظيف الموارد بالشكل الأمثل وتمكين القيادة من اتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ بشكل استباقي.
هذا وشهد المعرض عرض ابتكارات الكادر الطبي والتمريضي، بما في ذلكفكرة تطوير نظام مبتكر لاستقبال الحالات الطارئة وعلاجها، وفكرة مبادرة “وياكم” التي تهدف إلى رفع مستويات الرضا عند المتعاملين من خلال التركيز على رحلة المريض للحصول على الرعاية وإيصال المعلومات لأهل المريض عن طريق الرسائل الإلكترونية.
واختتم المعرض فعالياته بتسليط الضوء على مجموعة من الأجهزة والمعدات الحديثة والمبتكرة التي اعتمدها المستشفى بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، حيث أشار الحضور إلى الدور المحوري للابتكار في تطوير الخدمات الصحية ودفع عجلة التميز المستدام، مؤكدين على أهمية الشراكات الاستراتيجية في دعم مسيرة الابتكار وتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية لأفراد المجتمع.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تصفیر البیروقراطیة الذکاء الاصطناعی الرعایة الصحیة

إقرأ أيضاً:

موقف محرج .. مساعد برمجة بالذكاء الاصطناعي يرفض مساعدة مبرمج

في خطوة غريبة من نوعها، يبدو أن روبوت البرمجة "Cursor" قرر منح نفسه صلاحية إلقاء النصائح بدلًا من تنفيذ الأوامر، إذ فوجئ أحد المستخدمين برفض الروبوت كتابة الكود له، مطالبًا إياه بتعلم البرمجة بنفسه.

القصة بدأت عندما كان مستخدم يُدعى "janswist" يعمل على مشروع برمجي باستخدام المساعد "Cursor"، وعند طلبه للمساعدة في كتابة جزء من الكود، تلقى ردًا غير متوقع من الروبوت يقول فيه: "لا يمكنني إنشاء الكود لك، لأن ذلك سيكون بمثابة إنجاز عملك بدلًا منك... من الأفضل أن تطور المنطق بنفسك لضمان فهمك للنظام وصيانته بالشكل المناسب."

 لم يتردد المستخدم، الذي قضى ساعة كاملة فيما وصفه بـ"البرمجة على المزاج"، في رفع تقرير عن المشكلة على منتدى المنتج، تحت عنوان: "Cursor أخبرني أنني يجب أن أتعلم البرمجة بدلًا من طلبه لإنشاء الكود"، مرفقًا صورة للشاشة تُظهر الرد الغريب من الروبوت.

وسرعان ما انتشر التقرير كالنار في الهشيم على موقع "Hacker News"، ما دفع وسائل إعلام تقنية مثل "Ars Technica" لتغطية القصة.

مش هتصدق.. روبوت جوجل بيطبخ ويغلف الاكل

هل هناك حد خفي؟
أثار الحادث فضول المستخدمين الذين تكهنوا بوجود حد معين لحجم الكود الذي يمكن للروبوت إنشاؤه دفعة واحدة، يُقدر بنحو 750 إلى 800 سطر، في حين أكد آخرون أن "Cursor" كتب لهم أكثر من ذلك دون مشاكل.

في المقابل، رجح بعضهم أن الخطأ قد يكون في عدم استخدام "تكامل الوكلاء" (Agent Integration) الخاص بالروبوت، والمخصص للمشروعات البرمجية الكبيرة.

هل تعلم Cursor «الغرور» من البشر؟
الطريف في الأمر أن رد الروبوت ذكّر الكثيرين بنبرة الإجابات التي يتلقاها المبتدئون على منتديات البرمجة الشهيرة مثل "Stack Overflow"، حيث يُعرف عن بعض المبرمجين هناك أسلوبهم اللاذع عند الرد على الأسئلة.

البعض ذهب أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن "Cursor" ربما تم تدريبه على تلك المنتديات، فاكتسب مهارات البرمجة وقليلًا من الغرور أيضًا!

مقالات مشابهة

  • «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق مبادرة لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي بـ«الرعاية الصحية»
  • الصين تضع لوائح تنظم المحتوى المُنشَأ بالذكاء الاصطناعي
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • مجموعة stc تنفرد بتوظيف حلول الذكاء الاصطناعي وتقنيات 5G في أداء شبكاتها بالحرمين الشريفين
  • موقف محرج .. مساعد برمجة بالذكاء الاصطناعي يرفض مساعدة مبرمج
  • الذكاء الاصطناعي في يد الهاكرز.. ديب سيك R1 يمكنه تطوير برامج الفدية الخبيثة
  • بالذكاء الاصطناعي.. أول أحمر شفاه يُطبق ذاتياً دون استخدام اليدين
  • لماذا تراهن الشركات التقنية على وكلاء الذكاء الاصطناعي؟
  • تشخيص الذكاء الاصطناعي يلقى قبولاً.. شرط عدم إخبار المرضى
  • الاتحاد النسائي يستعرض نموذج الإمارات في التمكين التكنولوجي