عربي21:
2024-09-29@12:35:44 GMT

الحرب سجال.. والقتل والتدمير لن يزيلا أثر الطوفان

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

اغتيال إسرائيل لأمين حزب الله السيد حسن نصر الله، ومعه وقبله عدد من قيادات الحزب، وقبله أيضا عدد من قادة حماس على رأسهم رئيس الحركة إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري، هو جولة في معركة طويلة وممتدة، يكسب العدو فيها جولات، وتكسب المقاومة أيضا جولات، وحتى إذا كانت جولات العدو هي الأكثر نظرا لما يتمتع به من تفوق تسليحي ينهال عليه من كل صوب وحدب، ونظرا لأنه جزء من تحالف دولي واسع، فإن المقاومة -قليلة الإمكانيات والتحالفات- يحسب لها أنها لا تزال صامدة، متماسكة، ومتمسكة بحق شعبها في الحرية والاستقلال.



الاغتيالات لا تحسم معارك، وكثيرا ما نفذت المقاومة الفلسطينية عبر مسيرتها الطويلة اغتيالات لقادة صهاينة داخل الكيان وخارجه، النصر الحقيقي للعدو حين يحقق أهدافه المعلنة، وهي القضاء بشكل تام على المقاومة فلا يُسمع لها صوت، ولا حركة، وإخراس كل صوت يتحدث عن قضية فلسطينية، وعن دولة فلسطينية.

وفي المعركة الأخيرة بالذات، حدد العدو لنفسه في غزة هدفين أساسيين؛ وهما تحرير أسراه أحياء عبر المعارك، والإجهاز التام على حماس وكل فصائل المقاومة، فلا هو حقق الهدف الأول ولا الثاني حتى الآن، ولذلك فإنه هرب إلى الأمام بنقل المعركة إلى حدوده الشمالية مع لبنان، مستحدثا لنفسه هدفا جديدا وهو إعادة مستوطني الجليل الأعلى الذين هربوا من مستوطناتهم إلى الداخل الإسرائيلي عقب طوفان الأقصى، نحن إذن أمام اختبار إرادات بين نتنياهو الذي تعهد بإعادة المستوطنين، وتحقيق الآمان الكامل لهم، وبين تعهد حزب الله بعدم السماح بذلك، وهذا يعني أننا أمام المزيد من المواجهات على الجبهة اللبنانية خلال الأيام المقبلة رغم الجهود الدولية المتسارعة لوقف الحربويخشون العودة حتى الآن. وحين يتمكن الكيان من توفير الآمان الكامل لهم بما يقنعهم بالعودة الطوعية فإنه يكون قد حقق نصرا جزئيا، لكننا نتذكر هنا أن آخر وعود نصر الله في آخر ظهور له كانت عدم السماح لهؤلاء المستوطنين بالعودة، وهو الوعد الذي يمثل اختبارا جديدا لخليفته في قيادة الحزب..

نحن إذن أمام اختبار إرادات بين نتنياهو الذي تعهد بإعادة المستوطنين، وتحقيق الآمان الكامل لهم، وبين تعهد حزب الله بعدم السماح بذلك، وهذا يعني أننا أمام المزيد من المواجهات على الجبهة اللبنانية خلال الأيام المقبلة رغم الجهود الدولية المتسارعة لوقف الحرب، وعقد هدنة على تلك الجبهة تستثني غزة.

منذ نكبة 1948 التي انتهت بقيام الكيان الصهيوني، شهدت الساحة الفلسطينية العديد من المحطات النضالية التي أبقت على القضية حية، وحالت دون دفنها. نشير هنا إلى سلسلة العمليات الفدائية في الداخل والخارج في السبعينات والثمانينات، والانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وما تلاها من إقامة حكم ذاتي منقوص، والثانية عام 2000، وما تلاها من انسحاب إسرائيلي أحادي من غزة عام 2005، ثم مواجهة اجتياحات جيش الاحتلال لغزة أعوام 2008، و2012، و2014، وصولا إلى معركة سيف القدس 2021 والتي شهدت ظهور أسلحة جديدة للمقاومة وصواريخ وصلت إلى تل أبيب، ثم المعركة الحالية؛ طوفان الأقصى.

وعلى مستوى الحروب النظامية المرتبطة بالقضية الأصلية فإننا نتذكر حرب السادس من أكتوبر 1973، والتي كانت هجوما مصريا سوريا مفاجئا ضد العدو في جبهتي سيناء والجولان، وقد تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وتحرير مساحة معتبرة من أرض سيناء، كما تمكنت القوات السورية من تحرير بعض الأراضي في منطقة القنيطرة. وقد حاول العدو تحويل النصر إلى هزيمة من خلال ثغرة الدفرسوار، إلا أن ما تحقق بالفعل من عبور مصري للقناة، وتحرير بعض الأراضي ظل عنوانا للحقيقة.

وحين احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان في العام1978، ثم عزز ووسع احتلاله في العام 1982، فإن المقاومة اللبنانية تمكنت في العام 2000 من هزيمته وإجباره على الانسحاب، ثم خاضت المقاومة مواجهة أخرى في العام 2006 ضد الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني مجددا، وأجبرته على الانسحاب، وهكذا هي جولات يوم لك ويوم عليك.

صدمة لا يزال المجتمع الإسرائيلي يعاني منها، ولم، ولن يفلح اجتياح غزة، وتدمير معظم مبانيها، وقتل حوالي 50 ألف من أبنائها، في محو عار تلك الليلة، أو إعادة الطمأنينة لسكان مستوطنات غلاف غزة، كما لم ولن تفلح الغارات الإسرائيلية المكثفة، ولا قتل زعيم حزب الله وكبار قادته، وتدمير الضاحية الجنوبية في بيروت في إعادة الطمأنينة لسكان مستوطنات الجليل الأعلى
"طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 كانت مفاجئة مثل نظيرتها المصرية قبل خمسين عاما، وكانت صادمة للعدو بدرجة أكبر، لأنها حطمت نظريات أمنية وعسكرية تغنى بها العدو كثيرا. ومبعث الصدمة أن من حطم السور الواقي، وتمكن من اقتحام المستوطنات، ومقر القيادة العسكرية، وأسر ذاك العدد الكبير من العسكريين والمدنيين، هم مجموعة من الشباب ذوي السلاح الخفيف.

هي صدمة لا يزال المجتمع الإسرائيلي يعاني منها، ولم، ولن يفلح اجتياح غزة، وتدمير معظم مبانيها، وقتل حوالي 50 ألف من أبنائها، في محو عار تلك الليلة، أو إعادة الطمأنينة لسكان مستوطنات غلاف غزة، كما لم ولن تفلح الغارات الإسرائيلية المكثفة، ولا قتل زعيم حزب الله وكبار قادته، وتدمير الضاحية الجنوبية في بيروت في إعادة الطمأنينة لسكان مستوطنات الجليل الأعلى. وحتى لو تمكن العدو من فرض اتفاقية استسلام على لبنان الرسمي، وفرض مناطق آمنة أسوة باتفاقية السلام المصرية التي قسمت سيناء إلى مناطق (أ- ب- ج)، فإن المقاومة لن تعترف بها، وستواصل تهديدها لتلك المستوطنات.

تتمتع المقاومة الإسلامية سواء كانت سنية أو شيعية بروح إيمانية عالية، تجعلها قادرة على امتصاص الصدمات، والثبات والصمود في مواجهة أعتى الجيوش بأقل الإمكانيات، وهي تفضل الموت (الشهادة) على الاستسلام، وهي قادرة على إحلال قادة جدد محل الراحلين من قادتها، والأمر نفسه على مستوى الجنود، وهذا ما يجعل مهمة العدو في هزيمتها صعبة إن لم تكن مستحيلة.

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله المقاومة غزة الاحتلال غزة حزب الله الاحتلال المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

فصائل تعقب على قصف الضاحية الجنوبية

عقبت فصائل فلسطينية ، مساء اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024 ، على قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منطقة الضاحية الجنوبية ، في وقت تحدث الإسرائيليون عن محاولة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

تغطية مباشرة ومتواصلة عبر قناة وكالة سوا على تطبيق تليجرام- تابعونا هنا

وفيما يلي نص بيانات الفصائل الفلسطينية

حركة حماس تدين العدوان الصهيوني الإرهابي على الضاحية الجنوبية لبيروت

• ندين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأشد العبارات العدوان والتصعيد الصهيوني الوحشي المتواصل ضدَّ الشعب اللبناني الشقيق، عبر الغارات الهمجية، التي كان آخرها غارة صهيونية استهدفت مبانيَ سكنية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، وادعاء الاحتلال استهداف سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

• الإرهاب الصهيوني المتصاعد ضدَّ الشعب اللبناني الشقيق بسبب إسناده للشعب الفلسطيني ووقوفه ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، والدماء التي تسيل بفعل هذا الإجرام الصهيوني في كلّ من فلسطين ولبنان، يتطلّب من أمتنا العربية والإسلامية مغادرة مربع الصمت، والتحرّك بكل الوسائل وفي كل المحافل الدولية، رفضاً للانحياز والدعم الأمريكي لهذا العدوان الغاشم، وانتصاراً لقيم النخوة والشهامة في الوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد مخططات الاحتلال الصهيوني العدوانية.

• نجدّد تضامننا المطلق مع الشعب اللبناني الشقيق والإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، نشاركهم الألم والأمل بالنصر على هذا العدو الصيهونازي، ونثمّن ونشيد بتضحياتهم و صمودهم في ملحمة الحساب المفتوح إسناداً لشعبنا ومقاومتنا، ورداً ودفاعاً عن الشعب اللبناني الشقيق. 

• إنَّ الاحتلالَ وقادتَه النازيين يتوهَّمون حالمين؛ أنَّهم بممارستهم أبشع المجازر ضدَّ الشعبين الفلسطيني واللبناني، أو باستهدافهم قادة المقاومة ورجالاتها، سيحقّقون أهدافهم الخبيثة، أو سيحرزون نصراً موهوماً يقضي على جذوة المقاومة وقوّتها واستمرارها، وعلى الحاضنة الشعبية الداعمة والمؤيّدة لها.


تصريح صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

إن ما أقدم عليه العدو الصهيوني، مساء اليوم الجمعة، من قصف للضاحية الجنوبية لبيروت وتدمير عدد من المباني هو إجرام همجي ونازي.
إن تعمد قصف المناطق السكنية والمدنية لا تبرره كل أكاذيب العدو، وهو جريمة حرب يتحمل مسؤوليتها كل أولئك الذين صفقوا لأكاذيب مجرم الحرب بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة.
إننا على ثقة تامة بأن الحساب المفتوح مع العدو سيجعله يدفع ثمن جرائمه قريبا.
نسأل الله أن يتغمد الشهداء برحمته، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.

تصريح صحفي صادر عن المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين.

العدوان الصهيوني الهمجي و القصف البربري للضاحية الجنوبية لبيروت وتدمير عدد من كبير المباني السكنية والايغال بدم الشعب اللبناني يؤكد نازية وفاشية واجرام الكيان الصهيوني وقادته المجرمين .

القصف الهمجي للمباني السكنية في الضاحية الجنوبية هو إستمرار لحرب الإبادة الجماعية المستمرة والمتواصلة في قطاع غزة منذ عام .

الجرائم الصهيونية التي ينفذها الكيان الصهيوني على مسمع ومرأى كل العالم وبتنسيق وسلاح وصواريخ أمريكية تؤكد أنه لا مجال وطريق لردع هذا العدو المجرم وحلفائه الا بتصعيد المقاومة بكافة اشكالها  .

حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية:

العدوان الإسرائيلي على بيروت إجرام وحشي و تصعيد خطير يرمي الى جر المنطقة بأسرها إلى أتون حرب مدمرة و لولا الدعم الأميركي لما تجرأت حكومة نتنياهو الفاشية على ارتكاب كل هذه الجرائم.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • حزب الله: استهدفنا تحركات لجنود العدوّ الإسرائيليّ في مستعمرة المنارة
  • عاجل.. الجيش الإسرائيلي يعلن فرض حصار عسكري على لبنان
  • «لن تنجحوا في إعادة السكان إلى الشمال».. ماذا قال حسن نصر الله في ظهوره الأخير قبل اغتياله؟
  • حركة الجهاد الإسلامي تنعى السيد حسن نصرالله
  • حماس تنعى حسن نصر الله وتدين جريمة الاحتلال.. شهيد في معركة الطوفان
  • الجيش الإسرائيلي: غارتنا على بيروت كانت دقيقة للغاية.. ونعمل على تقييم نتائجها
  • فصائل تعقب على قصف الضاحية الجنوبية
  • 72 مسيرة في مدن محافظة إب دعما لغزة ولبنان
  • الجيش الإسرائيلي: هاجمنا مخازن أسلحة لحزب الله