حزب الله ينعى رسميا زعيمه حسن نصر الله
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
أصدر حزب الله بيانًا رسميًا ينعي فيه استشهاد أمينه العام حسن نصرالله، إثر غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية.
وفي بيانه، أكد الحزب على أن حسن نصرالله قد التحق بركب الشهداء الأبرار الذين قاد مسيرتهم على مدى ثلاثة عقود، منذ استلامه قيادة المقاومة الإسلامية عام 1992 وحتى تحقيق الانتصارات الكبرى التي توّجت بتحرير لبنان عام 2000، مرورًا بالنصر الإلهي في حرب 2006، ووصولًا إلى دعمه المستمر للمقاومة الفلسطينية، وفق نص البيان.
في ما يلي بيان حزب الله:
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾
صدق الله العلي العظيم
سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء.
لقد التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم.
إنّنا نعزي صاحب العصر والزمان (عج) وولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية جمعاء وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة، ونبارك لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقًا أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيدًا على طريق القدس وفلسطين، ونعزي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية.
إنّ قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف.
وإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: حسن نصرالله حزب الله
إقرأ أيضاً:
من (وعي وقيم ومشروع) كلمة السيد القائد بمناسبة يوم القدس العالمي 1446هـ ..
في كلمته السنوية بمناسبة يوم القدس العالمي، أكد السيد القائد ان دعوة الإمام الخميني لإحياء يوم القدس العالمي هي من أجل أن تبقى قضية فلسطين حية في قلوب المسلمين وأن يبقى الجهاد وسيلة المسلمين لتحرير القدس، وتتزامن المناسبة هذا العام بعدد من التطورات أهمها، أولا: مع أحداث كثيرة ومنها إجرام العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومنع الغذاء والدواء والقتل الشامل للشعب الفلسطيني بهدف كسر الإرادة للشعب الفلسطيني، ثانيا: انكشاف عمل وتوجه العدو الإسرائيلي والأمريكي معا بهدف تهجير الشعب الفلسطيني وتوسيع الاحتلال للبلدان المجاورة لفلسطين، وحديث الأمريكي عن التهجير يكشفه ويفضحه، والسعي لتصفية القضية الفلسطينية، وهذا الانكشاف من التطورات المهمة، ثالثا :حجم الثبات والصمود الفلسطيني وهو تطور غير مسبوق وتجلى ضعف العدو الإسرائيلي والتجاؤه للعدو الأمريكي مع الدعم الغربي، وإلا كان العدو الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى مهزوماً بشكل غير مسبوق..
اتجه الإسرائيلي والأمريكي لاستخدام الإبادة والتدمير الشامل لكل مقومات الحياة، بدلا من المواجهة العسكرية، للضغط على الجانب الجهادي في فلسطيني، رابعا: ثبات الحاضنة الشعبية في قطاع غزة مقابل ذلك الإجرام الإسرائيلي والأمريكي والغربي البشع، خامسا: تطور جبهات الإسناد وما قدمته من تضحيات بداية بلبنان الذي قدم إسهاما مهما ومتميزا ومؤثرا، وكذلك اليمن وتحركه بكل المستويات العسكرية والإعلامية والشعبية، وكذلك في العراق، وكذلك الدور الأساسي المهم لجمهورية إيران الإسلامية في محور المقاومة، سادسا: الكشف والفرز والغربلة للأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، وكان التخاذل غير مسبوق، والتواطؤ المكشوف، وهذا الفرز يأتي في إطار سنه الله تعالى للمجاهدين والمؤمنين عن المتخاذلين، سابعا: انكشاف المؤسسات الدولية وفضيحة الغرب وشعاراتهم المزيفة عن حقوق الإنسان، والأمم المتحدة ووزرها الكبير بالاعتراف بإسرائيل، واقل ما كان ان تخفف عن نفسها هو طرد إسرائيل من الأمم المتحدة لتخفف عن نفسها هذا العار، وكذلك مجلس الأمن الدولي وكل المنظمات الأخرى، ثامنا : الموقف الحر لأحرار العالم في فنزويلا وكولومبيا وجنوب أفريقيا والتي قطعت علاقاتها السياسية والاقتصادية بالعدو الإسرائيلي، ومحاكمة أي جندي إسرائيلي يتجه لبلدانهم أكثر من الأنظمة العربية والإسلامية، وكذلك الصوت الإنساني الذي تحرك من الجامعات والساحات بالمظاهرات في أوروبا وأمريكا والعالم، والذي تعاملت معهم الأجهزة البوليسية بطريقة وحشية وظالمة ومذلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا وأستراليا، وكل هذا النقد والقمع والقتل والإجرام ومواجهتها يكشف زيف شعارات أوروبا وأمريكا..
فيما يتعلق بالوضع الراهن ونكث العدو الإسرائيلي والأمريكي بالاتفاق وتنكرهم لتلك الالتزامات، وهناك عدة تطورات منها فشل العدو الإسرائيلي في إعادة أسراه وتركيع المقاومة في غزة بعد إجرامه البشع، وفيما يتعلق بالفلسطينيين فإنها حقوق إنسانية مشروعة وليست شروطاً تعجزيية وهي إدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية وهذا شيء مكفول في كل العالم ووقف العدوان الظالم والوحشي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي ومن الحقوق المعترف بها عالميا، فكل البنود هي التزامات واستحقاقات معترف بها عالميا كحق ثابت، وقد قدمت المقاومة تنازلات بالسقف الممكن لها، وكانت حريصة على إنجاح الاتفاق وأوفت بكل التزاماتها، ولم تتنصل عن أي بند من بنود الاتفاق، وفي المقابل لم يلتزم العدو الإسرائيلي بأي اتفاق ومنع الكثير من المواد الغذائية ومنع الخيام والكرفانات ومنع خروج الجرحى والمرضى، ولم يكمل انسحاباته، ولم يلتزم بالوقف التام لإطلاق النار، وهكذا كان العدو الإسرائيلي هو من تهرب وتنصل ونكث الاتفاق والالتزامات وساعده وشجعه وتبناه العدو الأمريكي على ذلك بشكل علني رسمي واضح وهو الضامن على العدو الإسرائيلي، وهذه جريمة ووصمة عار على الجبين العالمي كله، وهكذا هي الهمجية والعدوان والطغيان، وليس فيهم أي مستمسك يتنكرون لكل شيء..
الإسرائيلي عاد لإجرامه استنادا بالصوت والقرار والقنابل الأمريكية لإبادة الشعب الفلسطيني، وكذلك في لبنان يستمر العدو الإسرائيلي بالاختراقات الجسيمة والتصعيد واحتلال مراكز وهو يخالف الاتفاق، وفيما يتعلق بسوريا يستمر العدو الإسرائيلي في توسيع احتلاله لثلاث محافظات سوريه وغاراته على سوريا مستمرة واستباحة كاملة، ومع هذه الممارسات العدوانية المكشوفة يسعى العدو الإسرائيلي والأمريكي لحل القضية الفلسطينية والاستباحة والاحتلال للمنطقة كلها، والتخاذل العربي من العوامل المشجعة للأعداء ووصل بهم الحال إلى أن ينتظروا الأذن الإسرائيلي والأمريكي لن يقدموا الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني، والعرب لم يراجعوا سياستهم الخاطئة تجاه العدو الإسرائيلي، ويعتمدون سياسة الاسترضاء للأمريكي ويكررون المكرر الذي ثبت أن لا أهمية له ولا أي قيمة أو فائدة، وهو أشبه بخيارات عبثية، الجماعات التكفيرية في سوريا تعادي أعداء إسرائيل ولو كان هذا خيارا مفيدا لكان الإسرائيلي تعامل معهم بود واحترام، لكنه قابل سكوتهم وتعاونهم باحتلال أراضيهم وقصفهم..
وأضاف قائد الثورة: ينبغي أن تتحمل الأمة مسؤوليتها ونحن في هذا الشهر المبارك شهر القرآن ان يكون هناك منسوب زائد في التقوى والمسؤولية الدينية اليوم تجاه الخطر الإسرائيلي هي إلتزام إيماني وأخلاقي وإنساني، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة ان المسئولية دينية كامله، فالعدو الإسرائيلي عدو مجرم ووحشي ودموي ويقتل النساء والأطفال بالقنابل والتجويع، وعدو بهذا المستوى من الإجرام والطمع والجشع يجب ان تترسخ لدينا عنه هذه النظرة، عدو يسعى لنهب ثرواتكم ومياهكم وممتلكاتكم، يسعى للتحكم في المنطقة، ويتحدث عن التغيير لوجه الشرق الأوسط ولا يتحدث عن جزر واق الواق، فالمشروع الصهيوني الكبير والذي يهدف ان تكون إسرائيل أكبر دولة جغرافية في الشرق الأوسط، وان تكون باقي الدول العربية مقسمة على أساس مناطقي وعرقي ومذهبي ولا تمتلك أي عناصر قوة أمام العدو الإسرائيلي، لكي ينهب منها كل ثرواتها ولا يعترض عليه أحد، وان يتحول واقع أمتنا إلى منطقة مستباحة في دمها، يقتل العدو الصهيوني من يشاء وكم ما يشاء بدون ان يعترض أو يتكلم احد ودول مستباحه في العرض للنساء والرجال وان تكون خاضعه لأمره، فالمشروع الصهيوني يسعى الاستيلاء على المقدسات من القدس والمسجد الأقصى ومكة والمدينة وتدجين الإسلام ولا يبقي للإسلام أي أثر في النفوس والحياة، وتجريد العرب من إنسانيتهم فلا يبقي حرا ولا عزيزا ولا كريما، فيصبح الإنسان العربي ضائعاً وضالاً وخانعاً وذليلاً ومستسلماً وعبداً لهم، وهذا هو المشروع هو هكذا بهذه الصورة، وهذا هو مشروع حقيقي وليس دعاية ضد اليهود، لذلك يجب أن تتحرك الأمة بمشروع عملي وصحيح وجاد، ولو رضيت هذه الأمة ان تكون أمة مستباحة للإسرائيلي وقبلت بهذا السوء الإسرائيلي فإنها تجلب على نفسها غضب الله ولعنه الله وجهنم بالآخرة..
ليس لدى الأمة أي مبرر لقبول المشروع الصهيوني الأمريكي والإسرائيلي، هذه أمة لديها كل المقومات لإفشال هذا المخطط الصهيوني، الذي هو خطر على الإنسانية كلها، الأمة أمة كبيرة وعظيمة فلماذا تقبل بهذا المشروع الشيطاني، ولديها الهدى والنور والبصائر والوعي والخيارات الصحيحة تصلها بالله تفيدها على أرض الواقع، والخيارات الأقوم التي يستقيم بها حال الأمة، لذلك فإن تحركنا في مسيرتنا القرآنية هو منطلق من هويتنا الإيمانية بوعي وبصيرة كشفها لنا الله في القرآن الكريم ضد هذا الخطر الكبير، الذي يقدم لنا كل صفاتهم وعملهم والواقع يكشف لنا كل مخططاتهم وحرم الموالاة لهم أشد التحريم، والموالاة لهم هو تخلٍ عن مبدأ مهم من مبادئ ديننا الذي يوجهنا لموالاة الله وبحبله والاعتصام بالله والالتزام الإيماني بكل مجالات التقوى والجهاد، والأمة بهذه المرحلة بحاجه لله وللقيم والأخلاق لمواجهة هذا العدو الشيطاني المجرم، والإسلام هو العائق أمام هذا العدو الذي يريد فصلنا عن الالتزامات الدينية والأخلاقية وهذا بسبب المنافقين، ومن المهم لإنسانيتنا ولشرفنا ولعزتنا الإيمانية ولرشدنا أن نكون ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي، والتضحية بهذا السبيل أقل بكثير من الخيانة والاستسلام، والخيار الإيماني هو الخيار الصحيح وله أفق حقيقي وفيه ضمانة من الله سبحانه وتعالى ونحن نثق به وبوعده، ومهما كان علو العدو الإسرائيلي والأمريكي فإن زوالهما هو المحتوم بوعد الله، العدو الإسرائيلي كيان مفسد وواقعه بعد طوفان الأقصى انه هش وزائل، وبقاؤه معتمد على تخاذل الأمة والدعم الأمريكي..
فيما يتعلق بالعدوان الأمريكي على بلدنا فإنه واضح وهو من بدأ العدوان علينا ونحن نرد عليه ونتصدى لعدوانه، وعدوانه إسناد للعدو الإسرائيلي، وهدفه للتأثير على موقفنا وموقف شعبنا العزيز بالوقوف مع غزه، وسيسهم بتطوير قدراتنا وهناك بشارات بذلك، وإعلانه عن استقدام حاملة طائرات أخرى فإنه يعلن فشله، وبالنسبة ليوم الصمود فإنه توافق مع يوم القدس، ونصيحتنا للقوى الإقليمية ان لا تتورط مع الأمريكي، وفي الختام نؤكد إلى الوقوف مع غزة، وندعو شعبنا للخروج المليوني يوم الجمعة في يوم الصمود يوم القدس وهو غيظ وقهر للأمريكان والصهاينة”.