لماذا يظهر الناس ابتهاجا باخبار انتصارات الجيش؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
ربما لاحظ الكثيرون مثلي ان معظم أفراد الشعب خاصة في ا لوسط والشمال النيلي قد ابتهج بخير انتصارات الجيش " المبالغ فيها طبعا " لأن الوضع علي الارض لم يتغير كثيرا .
لكن دعنا نتحدث عن فرح الناس مع تسليمنا بحقيقة ان انتصارات الجيش حتي الان " متخيلة" بضم الميم . هذا الابتهاج في تقديري له عدة أسباب يمكن ان اجملها - حسب وجهة نظري - في العوامل التالية:
أولا تجاوزات وسرقات وقتل كان قد حدث من قبل أفراد قوات الدعم السريع سمعنا بها وتابعناها، ولكن ذلك لا ينقي حقيقة أن ضحايا الجيش من المدنيين لا تقل عن ضحايا تفلتات أفراد الدعم السريع في النهب و" الشفشفة " وقتل المدنيين الابرياء والذي غالبا ما يحدث بسبب سلاح الطيران واستهدافه لمناطق مكتظة بالمدنيين.
ثانيا اعلام الكيزان وتأثيره علي الناس وخوف كثير من هؤلاء النفر التصريح بارائهم خوفا من التخوين وهذا طبعا قاد إلي إضعاف المعسكر المناهض للحرب بشكل كبير. بالاضافة إلي الاحساس بالعجز والضعف الذي يتسبب فيه مناخ الحرب اللئيمة.
ثالثا وهو الاهم ، العامل الاثني، حيث اعادت الحرب بين الدعم السريع من جهة والجيش، إضافة إلي المشتركة وكتائب الاسلاميين من جهة ثانية ، اعادت إلي الاذهان ذكريات ما حدث علي أيام الخليفة ع الله التعايشي من كراهية وقتل بين ابناء الغرب وابناء البحر.
هذا جعل الرأي العام في وسط وشمال السودان يميل إلي تاييد الجيش خوفا من الاخر " الغرابي" وحتي " الأجنبي النيجيري أو التشادي حسب توصيف اعلام الفلول.
ونحن نعلم ان الانسان حينما تنتابه المخاوف من المحهول يفقد القدرة علي التفكير المنطقي ويتخذ مواقف خاطئة.
رابعا استطاع اعلام الكيزان حتي الان ان يبيع فكرة مفادها أن النصر الحاسم قد أصبح وشيك وهذا الوهم جعل بعض الناس ياملون في ان يساهم ذلك الحسم العسكري السريع والمتوقع في وقف الحرب، وقد جاء ذلك خصما علي المعسكر المناهض للحرب والذي تم تجريمه واتهامه بالانحياز لقوات الدعم السريع.
فعلي سبيل المثال أنا شخصيا اتي باخبار من طرف اعلام الدعامة ليس بهدف تأييدهم، ولكن بسبب الرغبة في فضح مزاعم البلابسة والفلول بنصر ساحق وسريع، ومساعدة الناس بالتالي علي متابعة واقع الحرب علي الارض دون تزييف ، ولكن للأسف لسبب ما ، ظل الناس يصدقون اكذوبة النصر الحاسم للجيش وكتائب الاسلاميين والمشتركة منذ اندلاع الحرب وحتي الان ، أي لأكثر من سنة ونصف علي القتل والنهب وتدمير البني التحتية المتآكلة أصلا.
خامسا فقد معسكر الحرب لليسار، أو مأ يعرف بالجذريين في معركة يلعب فيها الاعلام دورا كبيرا، لأنهم وعلي قلتهم، فما زالوا يشكلون دعما لاعلام الفلول لاغني للاخيرين عنه لانه يشكك في مواقف القوي الوطنية الاخري . وتأثير هؤلاء ياتي بسبب استقرارهم في الغرب وتمكنهم من السوشيال ميديا وكل اشكال الحراك لتوفر حرية التظيم والتعبير ، وقد ساعدوا اعلام الفلول علي نفي الشبهة عنهم بأعطاء الانطباع بأن الرأي العام المؤيد للجيش هو " رأي محايد". في ذات الوقت حقق هذا التأييد للجيش، حقق لهم احساسا نفسيا مريحا يمكن ان نصفه بالاحساس بالانتماء إلي المجتمع والاستمتاع بدفء العشيرة، خاصة وإن عبارة " شيوعية" ظلت دائما ما تؤرقهم وتسبب لهم احساسا بالإغتراب عن المجتمع وهو إحساس مؤلم مافي ذلك شك.
هذا ما خطر بذهني من عوامل يمكن ان تساعدنا علي فهم أسباب ذلك الابتهاج ولكني متأكد من أن التاييد الذي يجده الجيش لا علاقة له بمعادلة "القبول"او أي شرعية مرتبطة به لأن الناس في اغلبها مطلعة علي فساد قيادات الجيش وتمكين الاسلاميين فيه، وكل مواقف الجيش المناهضة لثورة ديسمبر ودورها في قتل شباب الثورة العزل .
طلعت محمد الطيب
talaat1706@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان
ويعتبر الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على سوق صابرين هو الأحدث في سلسلة من الهجمات الدموية في الحرب الأهلية المتصاعدة التي دمرت ثاني بلد إفريقي من حيث المساحة.
اعلانقالت السلطات الصحية يوم السبت إن هجومًا على سوق مفتوح في مدينة أم درمان السودانية شنته مجموعة شبه عسكرية أسفر عن مقتل نحو 60 شخصًا وإصابة 158 على الأقل.
كان الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على سوق صابرين هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المميتة في الحرب الأهلية المتصاعدة التي دمرت ثاني بلد إفريقي من حيث المساحة.
ولم يصدر أي تعليق فوري من قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023.
وأدان خالد العسير، وزير الثقافة والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، الهجوم، قائلاً إن من بين الضحايا العديد من النساء والأطفال. وقال إن الهجوم تسبب في دمار واسع النطاق.
"وقال في بيان: "هذا العمل الإجرامي يضاف إلى السجل الدموي لهذه الميليشيا. ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي".
وقالت نقابة الأطباء السودانيين إن إحدى قذائف الهاون سقطت على بعد أمتار من مستشفى الناو الذي استقبل معظم ضحايا الهحوم على السوق. وقالت النقابة إن معظم الجثث كانت لنساء وأطفال، مضيفة أن المستشفى يعاني من نقص كبير في الطواقم الطبية خاصة الجراحين والممرضين.
Relatedجنوب السودان: الفيضانات السنوية تفاقم الأزمة الإنسانية وتدفع المجتمعات إلى العيش على حافة المياهالصحة العالمية تدعو لوقف الهجمات على المنشآت الصحية في السودان بعد مقتل 70 شخصاً "كلهم اغتصبوني.. كانوا ستة"! شهادات مروعة عن جرائم قوات الدعم السريع في السودانالسودان: فرّوا من ويلات الحرب ليلاحقهم شبح الجوع أينما ولّوا وجوههموأظهر مقطع فيديو نشره مراسل قناة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من أكياس الجثث المرقمة والموضوعة بجانب بعضها البعض خارج المستشفى. وكان من بين الجرحى الذين يتلقون العلاج، وبعضهم على أرضية المستشفى، رجل مصاب بجراح في الصدر، وآخر في الرأس وثالث مصاب في ساقه.
وكان حوالي 70 شخصًا قد لقوا مصرعهم الأسبوع الماضي في هجوم لقوات الدعم السريع على المستشفى الوحيد الذي كان يعمل في مدينة الفاشر المحاصرة في المنطقة الغربية من دارفور.
أدى الاقتتال الدامي بين الإخوة الأعداء إلى مقتل أكثر من 28,000 شخص وأجبر الملايين على النزوح عن بيوتهم وترك بعض العائلات تأكل العشب في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة في الوقت الذي تجتاح فيه المجاعة أجزاء من البلاد.
وقد اتسم الصراع بارتكاب فظائع جسيمة، بما في ذلك القتل والاغتصاب بدوافع عرقية، وفقًا للأمم المتحدة والجماعات الحقوقية.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية إنها تحقق في جرائم حرب مزعومة وجرائم ضد الإنسانية. وقد اتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع ووكلائها بارتكاب إبادة جماعية في السودان وفرضت عقوبات على قائدها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
Relatedالحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازححميدتي: قصة "تاجر إبل" أراد أن يكون "ملك" السودانحرب الظل بين حلفاء حميدتي والبرهان.. من له مصلحة في السودان؟الولايات المتحدة تفرض عقوبات على 7 شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع في السودانأبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟دول أخرى تدخل على خط الصراع بين الإخوة الأعداءفدولة الإمارات هي واحدة من أكبر مستوردي الذهب في العالم، وقد أسست تجارة مربحة بعشرات المليارات من الدولارات سنوياً من المعدن النفيس المستخرج من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان.
في الأشهر الأخيرة، تعرضت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي لضربات متعددة في ساحة المعركة، ما منح الجيش اليد العليا في الحرب. فقد فقدت سيطرتها على العديد من المناطق في الخرطوم، ومدينة أم درمان، والأقاليم الشرقية والوسطى.
كما استعاد الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، حيث توجد أكبر مصفاة نفط في البلاد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تطهير عرقي وانتهاكات جسيمة.. الجنائية الدولية تتجه لإصدار مذكرات اعتقال بحق متهمين بجرائم في دارفور الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح يونيسف: الأطفال في السودان تحت تهديد المجاعة والأوبئة في ظل الصراع المستمر عبد الفتاح البرهان عسكريةقوات الدعم السريع - السودانمحمد حمدان دقلو (حميدتي)الإمارات العربية المتحدةهجوماعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية يعرض الآنNext ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيطاليا نزولا عند حكم قضائي يعرض الآنNext شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالديرون بعد الإفراج عنه يعرض الآنNext النرويج تفرج عن سفينة يقودها طاقم روسي بعد الاشتباه بدورها في تعطيل كابل بحري يعرض الآنNext دراسة تُثير القلق: ثغرات أمنية خطيرة في "ديب سيك" وترويج لمحتوى ضار وتحريضي اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية انتشار عدوى مقاطعة المتاجر الكبرى في دول البلقان احتجاجاً على ارتفاع الأسعار إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة سوريا إسبانيا: القبض على "عصابة إجرامية" سرقت 10 ملايين يورو من منازل فاخرة "نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك".. ترامب أكيد من قبول عمان والقاهرة لخطة تهجير الفلسطينيين اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسقطاع غزةدونالد ترامبإطلاق سراحالذكاء الاصطناعيمحادثات - مفاوضاتإسبانيارفح - معبر رفحروسياالضفة الغربيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025