سودانايل:
2025-02-16@14:08:03 GMT

لماذا يظهر الناس ابتهاجا باخبار انتصارات الجيش؟

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

ربما لاحظ الكثيرون مثلي ان معظم أفراد الشعب خاصة في ا لوسط والشمال النيلي قد ابتهج بخير انتصارات الجيش " المبالغ فيها طبعا " لأن الوضع علي الارض لم يتغير كثيرا .
لكن دعنا نتحدث عن فرح الناس مع تسليمنا بحقيقة ان انتصارات الجيش حتي الان " متخيلة" بضم الميم . هذا الابتهاج في تقديري له عدة أسباب يمكن ان اجملها - حسب وجهة نظري - في العوامل التالية:
أولا تجاوزات وسرقات وقتل كان قد حدث من قبل أفراد قوات الدعم السريع سمعنا بها وتابعناها، ولكن ذلك لا ينقي حقيقة أن ضحايا الجيش من المدنيين لا تقل عن ضحايا تفلتات أفراد الدعم السريع في النهب و" الشفشفة " وقتل المدنيين الابرياء والذي غالبا ما يحدث بسبب سلاح الطيران واستهدافه لمناطق مكتظة بالمدنيين.


ثانيا اعلام الكيزان وتأثيره علي الناس وخوف كثير من هؤلاء النفر التصريح بارائهم خوفا من التخوين وهذا طبعا قاد إلي إضعاف المعسكر المناهض للحرب بشكل كبير. بالاضافة إلي الاحساس بالعجز والضعف الذي يتسبب فيه مناخ الحرب اللئيمة.
ثالثا وهو الاهم ، العامل الاثني، حيث اعادت الحرب بين الدعم السريع من جهة والجيش، إضافة إلي المشتركة وكتائب الاسلاميين من جهة ثانية ، اعادت إلي الاذهان ذكريات ما حدث علي أيام الخليفة ع الله التعايشي من كراهية وقتل بين ابناء الغرب وابناء البحر.
هذا جعل الرأي العام في وسط وشمال السودان يميل إلي تاييد الجيش خوفا من الاخر " الغرابي" وحتي " الأجنبي النيجيري أو التشادي حسب توصيف اعلام الفلول.
ونحن نعلم ان الانسان حينما تنتابه المخاوف من المحهول يفقد القدرة علي التفكير المنطقي ويتخذ مواقف خاطئة.
رابعا استطاع اعلام الكيزان حتي الان ان يبيع فكرة مفادها أن النصر الحاسم قد أصبح وشيك وهذا الوهم جعل بعض الناس ياملون في ان يساهم ذلك الحسم العسكري السريع والمتوقع في وقف الحرب، وقد جاء ذلك خصما علي المعسكر المناهض للحرب والذي تم تجريمه واتهامه بالانحياز لقوات الدعم السريع.
فعلي سبيل المثال أنا شخصيا اتي باخبار من طرف اعلام الدعامة ليس بهدف تأييدهم، ولكن بسبب الرغبة في فضح مزاعم البلابسة والفلول بنصر ساحق وسريع، ومساعدة الناس بالتالي علي متابعة واقع الحرب علي الارض دون تزييف ، ولكن للأسف لسبب ما ، ظل الناس يصدقون اكذوبة النصر الحاسم للجيش وكتائب الاسلاميين والمشتركة منذ اندلاع الحرب وحتي الان ، أي لأكثر من سنة ونصف علي القتل والنهب وتدمير البني التحتية المتآكلة أصلا.
خامسا فقد معسكر الحرب لليسار، أو مأ يعرف بالجذريين في معركة يلعب فيها الاعلام دورا كبيرا، لأنهم وعلي قلتهم، فما زالوا يشكلون دعما لاعلام الفلول لاغني للاخيرين عنه لانه يشكك في مواقف القوي الوطنية الاخري . وتأثير هؤلاء ياتي بسبب استقرارهم في الغرب وتمكنهم من السوشيال ميديا وكل اشكال الحراك لتوفر حرية التظيم والتعبير ، وقد ساعدوا اعلام الفلول علي نفي الشبهة عنهم بأعطاء الانطباع بأن الرأي العام المؤيد للجيش هو " رأي محايد". في ذات الوقت حقق هذا التأييد للجيش، حقق لهم احساسا نفسيا مريحا يمكن ان نصفه بالاحساس بالانتماء إلي المجتمع والاستمتاع بدفء العشيرة، خاصة وإن عبارة " شيوعية" ظلت دائما ما تؤرقهم وتسبب لهم احساسا بالإغتراب عن المجتمع وهو إحساس مؤلم مافي ذلك شك.
هذا ما خطر بذهني من عوامل يمكن ان تساعدنا علي فهم أسباب ذلك الابتهاج ولكني متأكد من أن التاييد الذي يجده الجيش لا علاقة له بمعادلة "القبول"او أي شرعية مرتبطة به لأن الناس في اغلبها مطلعة علي فساد قيادات الجيش وتمكين الاسلاميين فيه، وكل مواقف الجيش المناهضة لثورة ديسمبر ودورها في قتل شباب الثورة العزل .

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني ينجح في استعادة مقرات المخابرات العامة من أيدي ميليشيا الدعم السريع

أعلن قائد متحرك، كافوري عوض الكريم، اليوم الأحد، عن سيطرة القوات المسلحة السودانية، على كلية موسيقى ودراما جامعة السودان، ومقرات جهاز المخابرات العامة في منطقة الخرطوم بحري.

وأكد الجيش السوداني في بيان له، اليوم، الأحد، أن قواته تتقدم في محور الحاج يوسف وتطهر منازل المواطنين والأعيان المدنية من مليشيا الدعم السريع.

وبث الجيش مقاطع مصورة تُظهر جنوده داخل منطقة الحاج يوسف بشرق النيل وهم يعلنون تحرير أحياء المنطقة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قد دعا المجتمع الدولي إلى أن يتحد لوقف تدفق الأسلحة وتمويل إراقة الدماء في السودان.

وأضاف جوتيريش في حسابه على «إكس»: «السودان يتمزق أمام أعيننا، وهو الآن موطن لأكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم»، وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: «حان الوقت لوقف الأعمال العدائية في السودان على الفور».

وفي وقت سابق، توقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يصل عدد اللاجئين السودانيين الفارين إلى الدول المجاورة إلى مليون شخص بنهاية العام الحالي، مع توقعات بتدفق مليون آخر بحلول عام 2025.

وأوضح التقرير أن خطة الاستجابة الإقليمية، التي تهدف إلى توفير المساعدة لـ5 ملايين شخص «بما في ذلك 880 ألفًا من مجتمعات الدول المضيفة» تتطلب تمويلًا قدره 1.8 مليار دولار، كما لفت إلى أن دول الجوار كانت تستضيف نحو 800 ألف لاجئ سوداني قبل تصاعد الأزمة الحالية.

اقرأ أيضاًالجيش السوداني يعلن السيطرة على مقر ميليشيا الدعم السريع شرق الخرطوم

البرهان: القوات المسلحة السودانية لن تتخل عن كل من قاتل بجانبها

اقترب من القصر الجمهوري.. الجيش السوداني يتأهب لحسم معركة الخرطوم

وزير خارجية السودان: الجيش يحقق انتصارات كبيرة على الأرض بدعم شعبي واسع

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحبط هجوما للدعم السريع على محطة كهرباء
  • الجيش يتهم الإمارات .. «مسيّرة» لـ «الدعم السريع» تلحق أضراراً كبيرة بمحطة كهرباء في السودان
  • الجيش السوداني ينجح في استعادة مقرات المخابرات العامة من أيدي ميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على مقر ميليشيا الدعم السريع شرق الخرطوم
  • الجيش السوداني يصل اهم مناطق سكن واستقرار قوات الدعم السريع بالخرطوم
  • الجيش السوداني يوسع هجومه على قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم
  • تجدد معارك عنيفة بين الجيش و الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم
  • سيوثق التاريخ بأن الدعم السريع( شر أهل الأرض)
  • الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع بالفاشر
  • هل استخدمت قوات الدعم السريع سلاح المخدرات في الحرب؟