أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
قالوا إنه خرج من مذهب قومه فأمروا له بحفر الخندق ليلقى به الجسد فكانت سلاماً بلا إحتراق!!
وحرى بالشعب السوداني أن يحتفل بإنتصارات القوات المسلحة ويهلل، وتحقيق النصر في أي بقعة من بقاع السودان يعتبر إنجازا للجيش سيما أن قياداته ظلت تطلق وعودها لزمن طويل، دون أن تتحقق هذه الإنتصارات التي لاتأتي إلا بعد مخاضٍ عسير،
وفي الوقت عينه يجب أن لاتجرك منطقة الحياد لتتحول الي شخص آخر لا يعرف ماذا يريد او ينحرف عن مساره ، ليكره سماع هذه الإنتصارات ويرى أن هزيمة الدعم السريع هي هزيمة لمشروعه فالذين ينشدون الديمقراطية ويحلمون بوطن حر ديمقراطي هم الذين لايدعموا العسكريون في هذه الحرب لأنها جريمة
فالعسكريون هم الذين وأدوا المشروع الديمقراطي وقتلوا الشباب وحلمهم وسرقوا امنياتهم وأوطانهم ، واخيرا جعلوهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء
ومعلوم ان مابين الحياد والإنحياز شعرة قد تجعل غير المتعقل يرى أن إنتقادك لسياسة الجيش وقياداته يعني أنك تقف ضد بلدك وتعدم وطنيتك في ميدان عام ، وهذا مفهوم خاطيء يخدم خطه جّهلة السوشيال ميديا وغيرهم من الانصرافيين
ورفع شعار لا للحرب يحتم عليك الوقوف بعيدا عن مسارح الفرح لأن الإحتفال في حد ذاته هو قرع لطبول الحرب ودعوة لإطالة أمدها سيما إن تحولت الي مظاهر للكيد والنيل السياسي على مواقع التواصل الإجتماعي، واصبحت حالة لإفراغ اسوأ مافي الدواخل من كراهية وعنصرية وجهل وحقد يكشف أننا شعب موغل في التخلف ، يتصارع فيما بينه يقتل بعضه البعض في الميدان ويخوض حربا مخجلة على منصات السوشيال ميديا تجعلك تستحي أنك اصبحت محلا للسخرية بين شعوب العالم التي تراقب حركة ( الدواس الإسفيري) الأمر الذي يجعلها تهمس سرا إن كان هؤلاء هم شباب السودان فإن هذا البلد يستحق مايجري فيه الآن
ولو أن احد الأطراف سينتصر ليقوم بحملة إلغاء وجود الآخر فكيف نستطيع يوما نحقق سلاما ونبني وطنا!!
وأبشع مافي هذه الحرب هو السلاح القاتل الذي يفتك بالطرفين وبالشعب "سلاح الشائعة" الذي يطلقه شخص متعلم وواع ومثقف يكذب الكذبة ويصدقها ويصدرها ويحاول ان يفرضها عليك وإن خالفته الرأي او طالبته فقط بالدليل ورفضت عملية بيع الوهم والأكاذيب
هنا يترك شائعته ويتصدى لكي يعدمك في ميدان عام يجردك من وطنيتك يسيء لك ولقبيلتك وتربيتك ويصل اهل بيتك وهذا ليس بجندي مرتزقة جاهل غير متعلم في الميدان هذا، قد يكون طبيبا او مهندسا او صحافيا إذن ماقيمة العلم إن جعلك تمشي بين الناس جهلا!!
وإن كنت عنصريا بغيضا فماذا تفيدني مستقبلا إن انتصرت وحكمت هذه البلاد ماذا ستنتج لي غير عنصرية اخرى وجهل مركب كيف لي ان اصفق لك وانت توعدني بأنك ستعدم وجودي فقط علي بقليل من الصبر!!
فمن حق أي سوداني أن يطرح سؤالا مباشرا هل فعلا قامت القوات المسلحة بإسترداد مصافاة الجيلي؟!
ولك أن تفرح كما شئت بما تصدق ولكن ليس من حقك أن تجبره على ان يشاطرك الفرح دون علم ودراية!!
فتصوير الواقع بكاميرا الخديعة هو إنتاج لكذبة تنتج كذبات فوق بعضها ولكل واحدة وقع اسوأ على النفس مما كانت عليه بمعنى انه اهون على المواطن ان تكون مصافاة الجيلي على حالها القديم من ٱن تخبره بتحريرها والسيطرة عليها ويحتفل ويهلل وبعدها يكتشف أن الدعم السريع مازال هناك هذه إنتكاسة سيئة لمعنوياته قد تصل حد الكفر بمصداقيتك، وتزلزل عامل الثقة الذي قد لاتتم إستعادته إلا بعد عام ونصف من الآن وقد لاتعود أبدا
لذلك يجب أن يكون المواطن على علم ودراية إن مايحتفل به هو حقيقة ولاشي غيرها ، فالإنقياد والصعود على القمم الوهمية خطر كبير عليه ، فإن تكون عاقلا من بين إثنين ، خير لك من أن تكون جاهلا من بين الملايين
هذا قطعا اسوأ من الحرب نفسها ومما خلفته من كوارث وويلات فعندما يتحقق انتصار في منطقة ما ، لماذا لاتتبنى القوات المسلحة إعلانه عبر بيان رسمي لتقطع الشك باليقين !! وبمثلما إعلانه واجب عليها إن كان حقيقة فنفيه ايضا واجب عليها إن كان خطأ.
فمايحدث على السوشيال ميديا الآن اخطر بكثير مما يحدث في الميدان!!
اتركوا المعارك لهم وحولوا طاقاتكم الي بناء جسور من التسامح والمحبة انشروا ثقافة السلام، وأطلقوا مبادرات التعايش السلمي قوموا بوضع رؤي وخطط ودراسات، لكيف يكون سودان مابعد الحرب ، كيف لنا أن نبني الوطن يجب أن لانشارك العسكريون هذه الجريمة النكراء من دمار للوطن وقتل وتشريد ، ساهموا في دحض خطاب الكراهية فالحرب هذه لم تقم إلا لهزيمة الوعي الذي اتت به الثورة لتجعل الناس سواسية ، ارادوا أن يعيدوا بالإنقلاب عليها التاريخ الأسود للعنصرية ونشر خطاب الكراهية الناتج عن الفجور السياسي، لذلك لاتنسى أن مشروعك لم يقم يوما إلا لتصحيح هذه الأخطاء، ليس لكي ليأتي يوما و تكون جزءاً منها!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
احب مكان وطني السودان
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
متى تكون حرقة المعدة خطرة؟؟
يمانيون – منوعات
تُعد حرقة المعدة شعورًا شائعًا قد يمر به الجميع بين الحين والآخر، إلا أنها قد تحمل إشارات خطيرة إذا كانت مزمنة أو متكررة.
بحسب الدكتور ألكسندر مياسنيكوف، فإن ارتجاع الأحماض من المعدة إلى المريء ليس مجرد شعور مزعج، بل قد يكون مؤشرًا على أمراض خطيرة، قد تصل في بعض الحالات النادرة إلى السرطان.
يشير مياسنيكوف إلى أن التعرض المتكرر للمواد الحمضية قد يؤدي إلى تغيرات في خلايا المريء، وهي حالة تُعرف بـ”مريء باريت” (Barrett Metaplasia)، والتي قد تتطور إلى سرطان المريء. ومع أن احتمالية حدوث ذلك لا تتجاوز 2% من الحالات، إلا أن هذا الخطر يجعل من الضروري الانتباه لحرقة المعدة المتكررة.
ينصح الخبراء كل من يعاني من حرقة المعدة المزمنة أو المتكررة بالخضوع لفحص تنظيري للمريء والمعدة لتحديد السبب وعلاجه مبكرًا. الوقاية والكشف المبكر قد يساهمان في تفادي مضاعفات خطيرة قد تهدد الصحة.