الأزمة المتفاقمة: اللاجئون السودانيون في تشاد يواجهون نقص الغذاء وتدهور الرعاية الصحية
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
تقرير: حسن إسحق
مع استمرار تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان، ترسم محنة آلاف اللاجئين السودانيين في تشاد، صورة قاتمة وسط تدهور الأوضاع. يواجه اللاجئون نقصا غير مسبوق في الغذاء وانهيارا في القطاع الصحي. وقد أصدر قادة المخيمات المحلية نداءات عاجلة للحصول على المساعدة من المنظمات الدولية، ولكن صرخاتهم لم تلق آذانا صاغية.
في تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أواخر شهر يونيو 2024، بعنوان ’’ في مواجهة الحزن والجوع، يأمل السودانيون في تشاد الا ينساهم العالم ‘‘، أكدت المفوضية أكثر من 600,000 لاجئ سوداني جديد في تشاد، مع استمرار تدفق اللاجئين كل يوم، مشيرة إلى أن الوكالات الإنسانية التي تعاني من نقص التمويل تكافح من أجل تقديم المساعدة الكافية.
وتعتبر مخيمات اللاجئين تذكير مأساوي بتأثير الصراع المستمر في السودان، وقد أدى غياب المساعدة من المنظمات الدولية إلى تفاقم حالة سكان المخيم مع تزايد سوء التغذية والمرض، وقد أدت طبيعة الأزمة الإنسانية إلى تساؤلات حول التزام المجتمع الدولي بمعالجة هذه الحالة الطارئة والآثار الأوسع نطاقا على العدالة الجنائية الدولية وإمكانية محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والصراع الذي أدى إلى تشريد هؤلاء الناس.
في مخيم تولوم بشرق تشاد، يواجه أكثر من 8,000 لاجئ سوداني ظروفًا إنسانية قاسية، مع زيادة قدرها 3,000 لاجئ عن العام الماضي.
يعاني اللاجئون من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية، ورغم المناشدات المستمرة من قادة المخيم، لم تصل أي مساعدات دولية منذ فبراير الماضي. هذا الوضع يعكس التحديات المتزايدة التي يواجهها اللاجئون، حيث لم تقدم المنظمات الإنسانية أي دعم ملموس رغم الحاجة الملحة، بحسب تصريحات ممثلي اللاجئين.
كما يأوي المخيم 18 ألف لاجئ جديد فروا بسبب الحرب الأخيرة في أبريل، بالإضافة إلى لاجئين قدامى منذ عام 2003 نتيجة النزاع في دارفور. يعاني اللاجئون أيضًا من نقص المياه الصالحة للشرب وسوء المعاملة من مشرفي المخيم، مطالبين بتوزيع الغذاء وتوفير المأوى.
تصريحات قادة اللاجئين وطلب الدعم النفسي
أكد أدم أحمد محمد، ممثل اللاجئين الجدد، في مخيم تولوم، أن غياب المساعدات الدولية أدى إلى تفاقم الأزمة اليومية، حيث ازدادت حالات سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال، وتدهورت الحالة الصحية بسبب نقص الأدوية.
من جانبها، ناشدت خديجة يعقوب (إسم مستعار) لاجئة من معسكر تولوم، الجهات الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين، خاصة للنساء اللواتي عانين من تجارب قاسية نتيجة الحرب. أكدت خديجة على ضرورة تقديم العلاج النفسي في هذه المرحلة الحرجة، مشيرة إلى أن الفظائع التي ارتكبتها المليشيات في دارفور خلّفت جروحًا نفسية عميقة تحتاج إلى معالجة.
الأوضاع الصحية والخدمات المحدودة
الأوضاع الصحية في المخيم آخذة في التدهور، حيث يعاني اللاجئون من نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية، مع انتشار الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وسوء التغذية. ووفق تقارير، يتم استخدام عربة بدائية تُعرف بـ"الكارو" لنقل النساء الحوامل والمرضى إلى مستشفى يبعد كيلومترين، ولكن هذا الحل المؤقت يفتقر لمعايير السلامة ويعرض حياة النساء الحوامل للخطر. بالإضافة إلى ذلك، تزداد الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي مع استمرار تدهور الوضع.
المقارنة بين مخيم تولوم والمخيمات الأخرى
مخيم تولوم يعاني من ظروف إنسانية متدهورة مقارنة بالمخيمات الأخرى في تشاد، حيث لم تتلقَ أي مساعدات دولية منذ فبراير، في حين أن بعض المخيمات الأخرى قد تلقت مساعدات محدودة. ومع ذلك، يشترك الجميع في مواجهة تحديات نقص التمويل والتدهور الصحي.
زيارة منظمة الصحة العالمية
في سبتمبر 2024، زار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تشاد، حيث التقى بالرئيس محمد إدريس ديبي لمناقشة التعاون الصحي ودعم اللاجئين. خلال الزيارة، تم الإعلان عن تبرع بقيمة 1.87 مليون دولار من الأدوية لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
وعلى الرغم من ذلك، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن استمرار الحرب في السودان يهدد بإحداث أزمة جوع عالمية كبرى، حيث نزح أكثر من نصف مليون لاجئ إلى تشاد.
ومن جانبه، شدد الرئيس ديبي على أهمية هذه الزيارة، مؤكدًا أنها تأتي في وقت حرج للاطلاع على الأوضاع الصعبة التي يمر بها اللاجئون السودانيون، خصوصًا من الناحية الطبية والإنسانية، في ظل التحديات التي تواجههم في شرق تشاد.
وفي وقت سابق من هذا العام، أوضحت الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في السودان تحتاج إلى تمويل يصل إلى 4.1 مليار دولار، بما في ذلك 1.4 مليار دولار لدعم اللاجئين في تشاد ودول الجوار. إلا أن نقص التمويل يعوق الجهود الإنسانية، مما يزيد من تفاقم الوضع في مخيمات مثل تولوم. كما انخفضت أيضًا المساعدات المقدمة لآلاف الأسر في معسكرات أخرى مثل حجر جديد، مما أدى إلى زيادة الاحتياجات الأساسية.
الوضع الأمني المتدهور
إلى جانب التحديات الصحية، يعاني اللاجئون في مخيم تولوم من انعدام الأمن. حيث تعرض قادة المجتمع المحلي للتهديدات والاعتداءات المسلحة، مما زاد من حدة الضغوط على اللاجئين وجعل الوضع أكثر خطورة.
أثارت هذه الأزمة تساؤلات حول مدى التزام المجتمع الدولي بحماية حقوق اللاجئين وتقديم الدعم اللازم لهم. يطالب اللاجئون في مخيم تولوم بمحاسبة الأطراف المسؤولة عن الحرب في السودان، والعمل على إيجاد حلول عاجلة لتخفيف معاناتهم الإنسانية.
ishaghassan13@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان فی تشاد من نقص
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. صندوق الرعاية الصحية بالمهندسين يحقق 1.357مليون جنيه عجزا
كشف الدكتور معتز طلبة، أمين صندوق نقابة المهندسين، خلال الجمعية العمومية العادية للنقابة عن تحقيق فائض لصندوق المعاشات بحوالي 670 مليون جنيه.
وخلال استعراضه لميزانية صناديق النقابة لعام 2024، أشار"طلبة" إلى أن صندوق المعاشات والإعانات حقَّق إيرادات بلغت 3 مليار و602 مليون جنيه تقريبًا، بزيادة 142 مليون جنيه عن عام 2023، فيما بلغت مصروفاته 2 مليار و933 مليون جنيه، بزيادة قدرها حوالى 485 مليون جنيه عن عام 2023.
وفيما يخص ميزانية الصندوق، أوضح "طلبة"، أن إجمالي الأصول غير المتداولة للصندوق بلغت مليارًا و537 مليون جنيه تقريبًا، فيما بلغ إجمالي الأصول المتداولة 4 مليار و870 مليون جنيه، فيما بلغ إجمالي الالتزامات المتداولة للصندوق 789 مليون جنيه تقريبًا.
وعن صندوق النقابة، أوضح أمين الصندوق، أنه حقق خلال عام 2024 فائضًا حوالي 20 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن إيراداتـه بلغت 191 مليونًا و603 ألف جنيه تقريبًا، فيما بلغت مصروفاته حوالي 171 مليونًا و423 ألف جنيه.
صندوق الرعاية الصحية للمهندسينوأوضح "طلبة" أن صندوق مشروع الرعاية الصحية حقَّق عجزًا، مقداره حوالي مليون و357 ألف جنيه في عام 2024، حيث بلغت إيراداته 333 مليونًا و495 ألف جنيه، فيما بلغت مصروفاته 334 مليونًا و852 ألف جنيه، وأنه تم زيادة مصروفاته عن عام 2023 بمبلغ قدره 55 مليون جنيه تقريبًا.
وفيما يخص صندوق الرعاية الاجتماعية، أشار أمين الصندوق، أنه تم إنشاؤه عام 2015 لصرف إعانات الإعاقة النفسية والعضوية، ويقوم على التبرعات المالية من المؤسسات والأشخاص، موضحًا أنه تم صرف إعانات بمبلغ 902 ألف جنيه.
وفي استعراضه للموازنة التقديرية لعام 2025، أوضح بأنه من المتوقع أن يحقق صندوق المعاشات والإعانات حوالي 3 مليار و843 مليون جنيه إيرادات، فيما أنه من المتوقع أن يحقق مصروفات بحوالي 3 مليار و632 مليون جنيه تقريبًا، ليحقق فائضًا متوقَّعًا 211 مليونًا و404 ألف جنيه تقريبًا، على الرغم من زيادة المعاشات 25%.
وفيما يخص الإيرادات المتوقَّعة لصندوق النقابة، أشار "طلبة" أنه من المتوقَّع تحقيق إيرادات للصندوق بحوالي 227 مليونًا و202 ألف جنيه، ومصروفات متوقعة بحوالي 201 مليون و753 ألف جنيه، ليحقق فائضًا متوقَّعًا 25 مليونًا و450 ألف جنيه تقريبًا.
وأشار أمين الصندوق، أنه من المتوقع أن يحقق صندوق مشروع الرعاية الصحية إيرادات تُقدَّر بحوالي 389 مليونًا و330 ألف جنيه، على أن يحقق مصروفات تُقدَّر بحوالي 380 مليونًا و475 ألف جنيه ليحقق فائضًا متوقعًا حوالي 8 ملايين و855 ألف جنيه تقريبًا.