في بيان أصدره: احمد حضره: أعلن تجميد نفسي في هياكل التجمع الاتحادي لحين انعقاد المؤتمر الاستثنائي وقد اخطرت الهياكل القيادية في التجمع بذلك
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
بسم الله الرحمن ارحيم
الله الوطن الديمقراطية
التجمع الاتحادي
خطاب الى قيادات الهياكل الانتقالية
المكتب القيادي
المكتب التنفيذي
اللجنة العليا للمؤتمر العام
عضوية التجمع الاتحادي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انطلاقاً من الأمانة الوطنية والحزبية والتي تعاهدنا عليها بموجب ميثاق التأسيس وتم تفصيلها في نظام أساسي ليعبد الطريق نحو المؤتمر العام (الحلم الوطني الكبير ) بعد إجازة الدليل التنظيمي للمؤتمرات وبذلك يكون تحقق حلم كل الاتحاديين في بناء حزب الوسط العريض ليشمل ليس المؤسسين فقط بل كل الاتحاديين الوطنيين المخلصين ويستوعب تيار الوسط العريض وليصبح الحزب محور تماسك الفترة الانتقالية ويشارك مع رصفاءه في ثورة ديسمبر المجيدة في ترجمة شعارات الثورة الى واقع حقيقي بين أبناء الشعب السوداني الا ان مجريات الاحداث السياسية والتنظيمية الداخلية في التجمع الاتحادي سارت في كثير من الأحوال عكس ما تمنينا و تم التوافق عليه ،
تاريخيا قامت حركات كثيرة للإصلاح في الحزب الاتحادي الديمقراطي منذ زمن طويل وعبر تاريخه الممتد ولكن تحديدا بعد انتفاضة وثورة ابريل قامت بسبب الاحتجاج علي غياب المؤسسية والهيمنة علي اتخاذ القرارات ولاحقا مشاركة الأنظمة العسكرية والانقلابية نظام الثلاثين من يونيو ،
ويمكن تلخيص ذلك فيما يخص التجمع الاتحادي على النحو التالي:
1/ الاعتراف بأن الإشكاليات التنظيمية في التجمع الاتحادي منذ قيامه برزت مصاحبة للتأسيس في الاحتجاج علي الهيكل نفسة ووجود مكتب سياسي معين بالكامل وثانيا علي ملء الهيكل وهيئاته القيادية المؤقتة التي كان أغلبها من فصيل واحد هو فصيل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل _ العهد الثاني 80% من عضوية للمكتب السياسي ورئاسة للهيئات الداخلية في التجمع كان ذلك من اسباب الرفض من بقية مكونات التجمع وتم بموجبه الالغاء لقيام المكتب السياسي فهيكل التجمع مؤقت وليس هيكل نهائي مجاز من مؤتمر وبأنه كما ذكرت لا يمكن تعين مكتب سياسي بالكامل هذا الرفض تم بواسطة كل الفصائل المؤسسة وفرعيات الخارج وتم بموجبه الالغاء ، و روعيه في تشكيل الهيئه القيادية التي تشكلت من خمسة عشر شقيقا تمثيل كل الفصائل بالتساوي، وايضا اللجنة العليا للمؤتمر العام وتم رفض أي مقترحات تعديلات جوهرية في المكتب التنفيذي تحديدا من قبل فصيل العهد الثاني الا في نواب رؤساء الهيئات ونواب رئيس المكتب التنفيذي وحلا للمشكلة حينها تم تجاوز ذلك وتم الاتفاق علي الاستعاضة عن المكتب السياسي بالاجتماع أو الهيئة المشتركة من الأجسام القيادية المكتب التنفيذي والهيئة القيادية واللجنة العليا للمؤتمر العام وقرر ان المكاتب الثلاثة تعمل كجسم تشريعي يحل مكان المكتب السياسي مؤقتا وكصيغة للمشاركة الجماعية في الهيكل القيادي للتجمع لحين قيام المؤتمر العام ،
هذه التوصية جاءت بعد مجهودات اصلاحية من لجنتي اصلاح كنت عضوا
بهما لم يتم التوافق علي الاليه التي يتم بها إجازة ماتقدمت به هذه اللجان من مقترحات ،
وبعد نجاح الثورة ومشاركة التجمع في هياكل الحكومة الانتقالية برزت العديد من الخلافات ايضا مما دعي مكونات الهيكل القيادي الانتقالي لتكوين لجنة تقييم وتوصلت لاثنتي عشر توصية تم اعتمادها بالإجماع وكان من بين توصياتها تعديل مسمي الهيئة القيادية للمكتب القيادي وإضافة ثلاثة شقيقات للمكتب القيادي تم اضافة شقيقتان فقط أيضا بسبب اختلاف الشقيقات وعدم التوافق بينهن في اختيار الشقيقة الثالثة ، وتم اضافه شقيقتان للجنة العليا للمؤتمر العام وشقيقتان للمكتب التنفيذي ،
مسمي للمكتب القيادي الذي اعتمد لفترة تم رفضة لاحقا من المكتب التنفيذي وعدم الاعتراف بأن هناك مسمي لمكتب قيادي في هياكل التجمع اصلا كما صدرت بذلك التصريحات والمخاطبات من المكتب التنفيذي باسم الهيئة القيادية وليس المكتب القيادي .
2/ هياكل التجمع الاتحادي يفترض ان تقوم على الاسس الديمقراطية والمشاركة الفعلية وهذا يعني ان اتخاذ القرارات يتم بالتوافق قبل التصويت ولكن لم يتم ذلك ولم يلتزم المكتب التنفيذي بشراكة حقيقية بل تمت السيطرة بالكامل علي جميع القرارات السياسية و التنظيمية و حتى مخرجات و قرارات اي انتخابات داخلية تجري وظهر ذلك جليا في المؤتمرات الولائية التي عقدت والتي كانت مصممة بالكامل من خلال السيطرة على لجانها التحضيرية ومن ثم التحكم في نوع وعدد الحضور المشارك فيها وبالتالي السيطرة علي مخرجات المؤتمر ولجانه المنتخبة ورئاسة لجانه الولائية ويقود ذلك كمحصله نهائية لتجهيز الكلية الانتخابية من لجان مؤتمرات الولايات التي ستصعد لاحقا للمؤتمر العام ، هذا التجهيز بهذا الشكل يتم من خلاله السيطرة التامة حتي علي المستقبل الآتي اذا قدر قيام المؤتمر العام للحزب لن يأتي أو ينتخب الا من يراد انتخابه في ممارسة وديمقراطية شكلية مخرجة بإتقان ومتحكم فيها بالكامل .
3/ هذا المنهج ظهر ايضا في اخر ورشة تنظيمية أقامها التجمع كان شكل الحضور من الولايات والمخرجات معد لها بنفس منهج السيطرة التامة لتمرير قرارات تنظيمية لصالح أفراد دون اعتبار أو احترام لحرية عضوية التنظيم نفس المنهج الذي تم السيطرة فيه علي المؤتمرات الولايات ولتمرير عوده المكتب السياسي الذي الغي باتفاق مكونات التجمع عندما تم الاختلاف علية والاعتراض علي مكتب سياسي بالتعيين وغير متوافق علية بكل تفاصيله ، و عودة المكتب السياسي هنا كانت ستكون اداه لمذيد من الهيمنة ولا تعني تحقيقا للممارسة الديمقراطية والعمل المؤسسي السليم الذي تشارك فيه قطاعت أوسع من عضوية الحزب بمختلف مكوناتها مع قياداتها في الاجتماعات الدورية و نقاش وتشريع وإجازة اي قرارت ومواقف تمثل خط الحزب واستراتيجية .
4/ عدم وجود اللوائح المتفق عليها والمجازة بالتوافق من المكونات التي شكلت التجمع ليتم الاستناد عليها تنظيميا وحتي في قرارات الفصل الأخير الذي تم لقيادات في المكتب القيادي وعضو في المكتب التنفيذي وعضو في اللجنة العليا للمؤتمر العام بغض النظر عن أسباب الفصل .
5/ استمرار الهياكل القيادية المؤقتة في التجمع دون شرعية لفترة طويلة وتعددت التمديدات التي تمت لاطاله عمر هذه الهياكل ايضا تم بصورة لا تمنح شرعية ابدية لها للإستمرار وان كانت هناك أسباب حالت مره او اثنين دون الانعقاد ، حتي ظروف الحرب الحالية التي لا يعلم اي منا متي ستقف هي بالتالي ليست مسوغ لاستمرار الأوضاع غير الشريعة الي ما لا نهاية ولازال هذا الخلل الكبير مستفيدة منه مجموعة محددة في المكتب التنفيذي وليس لها مصلحة في أي تعديلات إصلاحية وليس لها نيه أو رغبه في إشراك آخرين معها و المشكلة مستمرة حتي الان ولا أفق لإصلاحها .
6/ الدعوة لقيام مؤتمر استثنائي الذي دعت له اللجنة العليا للمؤتمر العام في الشهور السابقة تم الهجوم علية ورفضة من المكتب التنفيذي وتم التعبئة ضدة بشكل استنفار كبير داخل التجمع وكأنها دعوة لاستهداف أشخاص وليس دعوة لجهود اصلاح مؤسسة حزبية بها خلل كبير لن ينفع اي من أساليب الترقيع في إصلاح أو معالجة الإشكاليات المستمرة فيه دون حلول واستمرار فرض سياسة الأمر الواقع ,
كما أسلفت ليست هناك شرعية لهياكل التجمع المؤقته رغم التمديدات غير الشرعية لعمرها منذ زمن طويل لا أفق لحلول لأن الظروف التي أجلت قيام المؤتمر في السابق ماضية للاسواء باندلاع الحرب واستمرار الوضع التنظيمي وعدم التوافق علي المهام والصلاحيات هو استمرار للاوضاع المختلف عليها و المنفره والمستفيد من هذا الوضع من يملك اتخاذ القرار في التجمع من عضوية المكتب التنفيذي أو بعضهم ، لقد وصلت لقناعة أن القبول باستمرار هذا الوضع بالنسبة لي بعد طول صبر شديد وفشل جميع المساعي للإصلاح و للتوافق الاستمرار لم يعد ممكنا فقد كنت جزء من جهود الإصلاح منذ بدايتها مشاركا في أول لجنتين شكلتا لإجراء تعديلات والتوافق علي إصلاحات ترضي الجميع وللحق أن الوضع والامل في جهود الإصلاح في بدايات المساعي كان افضل بكثير وكثير جدا من الوضع الآن أي أننا ذاهبون في الاتجاه المعاكس لإيجاد حلول بل لتكريس واقع مفروض علي الجميع القبول به أو الذهاب اختياريا أو اجباريا ،
من المؤسف أن نصل الي ما وصلنا إليه الان ،
فتبعات المسئولية الكبيرة التي يفترض أن نتحملها بأن ندافع عن أي قرارات تتخذ في التجمع الاتحادي وان لم نشارك فيها ونحن حقيقة لا نشارك فيها
كمكتب قيادي او اللجنة العليا للمؤتمر العام كاجهزة قيادية بجانب المكتب التنفيذي ،
للاسف حتي اختيار من يمثل التجمع في أي موقع او مهام المكتب التنفيذي احتكر ذلك ، ومعرفه ما يدور في التجمع والتطورات السياسية أصبح يتم عبر اللقاءات التنويرية كصيغة جديدة أصبحت هي الآلية للتواصل بين الأجهزة القيادية وعضوية التجمع في اللقاءات التي تتم لذلك التنوير كما أصبح متعارفا عليه ، و علينا القبول بذلك والدفاع عنه مهما كانت القرارات التي تتخذ باسمنا وتحمل مسؤوليتها. .
أنني علي قناعة الان أن افق الإصلاح في التجمع لن يتم إلا بقيام مؤتمر استثنائي يتم الاعداد فيه بصورة مختلفة عن ما دار في السابق في تجربة الاعداد للمؤتمرات الولائة ويتم دعوة كل من أسهم في بناء التجمع وسماع صوته ومحاولة اعادته لبناء التاسيس الاول وبشكل جديد يستوعب كل التطورات التي حدثت منذ ذلك التاريخ يجب محاوله اعاده جميع المكونات التي كانت يوما جزاء من مراحل التأسيس الاول الا من يابي أن كنا نرغب حقيقة في مشروع إصلاحي حقيقي وحزب مستقبلي يضع التحول الديموقراطي إمامة ونصب عينية وان يكون جاهزا لذلك التحول بتواصل حقيقي مع جميع القواعد الاتحادية في جميع أنحاء الوطن ويبشر بمشروعة الإصلاحي وينظم هذه القواعد ويشركها مشاركه حقيقية في هياكل تستوعب حزب الحركة الوطنية وقواعده وتعيد دور قياداته التاريخية وما أسهمت به من أجل وطن كبير يضيع الان ونحن كحزب وسط يمكن أن نكون محور واس الحل والحلول لكل مشاكل البلد ومستقبله الواعد وان دمرت الحرب كل شي فيه ، وواجب علينا أن نفكر في بناء يبداء من اللبنات الأولي في مؤسستنا الحزبية التجمع لنسهم بشكل أكبر في الوطن القادم بعد وقف الحرب اللعينة ،
# أنني أعلن تجميد نفسي في المكتب القيادي وكمقرر له وفي هياكل التجمع لحين انعقاد المؤتمر الاستثنائي اخر امل لوحدة التجمع الاتحادي واويد وادعم قرار اللجنة العليا للمؤتمر في مقترحها السابق بالدعوة لانعقاد المؤتمر الاستثنائي فلا سبيل للإصلاح إلا بقيام مؤتمر لايقصي فيه احد ويشارك فيه جميع الاشقاء سواسية دون إقصاء اوهيمنة فصيل أو فئه
والله ولي التوفيق .
احمد عمر حضره
مقرر/ المكتب القيادي للتجمع الاتحادي
27 سبتمبر 2024
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التجمع الاتحادی المکتب التنفیذی المکتب السیاسی المکتب القیادی التوافق علی فی المکتب فی التجمع فی هیاکل
إقرأ أيضاً:
كاتبة تحذر من التطبيع مع جرائم الاحتلال في غزة.. غضبنا الأخلاقي لن يسمح بذلك
شددت الكاتبة في صحيفة "الغارديان" البريطانية، نسرين مالك، على أن السياسيون يعملون على تطبيع ما يحدث في قطاع غزة من جرائم على يد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن "غضبنا الأخلاقي لن يسمح بحدوث ذلك".
وقالت مالك في مقال نشرته الصحيفة المشار إليها وترجمته "عربي21"، إنه "كلما ازدادت المذبحة فظاعة، ازدادت معاقبة الناس على التعبير عن آرائهم. وهذا يوضح حجم المخاطر".
وأضافت أن "صور صادمة ولقطات مؤلمة ومنشورات عليها تشويش لا يكشفها إلا الموافقة على المشاهدة. منذ عام ونصف، تُخيم على ما يراه العالم من غزة عبارات التنويه [ببشاعة المحتوى]. أحيانا، تُوقفني المشاهد عن متابعة الأحداث إذ أستعيدها فجأة، ككابوس نُسي ثم استعاد ذاكرته بوضوح. مع غياب الشعور بالراحة لأن كل ذلك كان حلما".
وتابعت أنه "في الأسبوع الماضي، شاهدت لقطات تُظهر ما بدا أنه جثة رضيع ممزقة مقطوعة الرأس. رأيت أشلاء ممزقة مُجمعة في أكياس بلاستيكية. سمعت صراخ المحتضرين وصمت الموتى، بينما تلتقطهم الكاميرات متراكمين، بعضهم في عائلات بأكملها. إن هجوم إسرائيل على غزة يتحدى كل التوقعات. مع مرور الوقت، ومع تزايد عتبة ما يُعتبر لا يُطاق، تستمر أشكال القتل المُرعبة والمتنوعة في اجتياز حاجز الخدر".
وأشارت إلى أنه "في الوقت نفسه، تفعل السياسة أحد أمرين: إما أن تُخفف وطأة هذه الكارثة التاريخية، باللجوء إلى لغة مُملة تُشجع على العودة إلى طاولة المفاوضات، كما لو كانت مجرد خلاف مؤسف يُمكن حله بتهدئة النفوس قليلا، أو أن تُعكس الكارثة. إن الدعوة إلى وقفها، بدلا من أن تكون غريزة إنسانية طبيعية، أصبحت الآن دافعا يُعادل في بعض البلدان حد الاعتقال أو الترحيل".
وشدد على أن "هذه الرواية تجعل أهل غزة، الحاضرين دائما على شاشاتنا وجداولنا الزمنية في مجازرهم اليومية، بعيدين ومنعزلين. لقد رُحِّلت غزة إلى بُعد آخر لا تُطبَّق فيه أي قواعد. جغرافيا، عُزلت وانتُزعت من الأرض. لا يُسمح للصحفيين والسياسيين الأجانب بالدخول. يُقتل الصحفيون المحليون. تُمنع المساعدات الأجنبية. يُقتل عمال الإغاثة المحليون. تتحدث المحاكم الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بصوت واحد عن إجرام ما يحدث. وتتجاهلها أو تهاجمها الجهات الراعية الإسرائيلية دون اكتراث".
وقالت الكاتبة إنه "مع ذلك، ورغم جهود حجب الغرباء وإسكات من في الداخل، تتزايد الأدلة على عدم قانونية الحملة الإسرائيلية على غزة وعدم تناسبها. في الشهر الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية عاملين في الهلال الأحمر ودفنتهم مع مركباتهم. وتُظهر لقطات من هاتف محمول أن ادعاء إسرائيل بأن أنشطة الفريق مشبوهة كان كاذبا. وُجد العامل الذي صوّر الفيديو مصابا برصاصة في الرأس. قبل وفاته، طلب من والدته المغفرة على موته، لاختياره مهنة خطيرة كهذه. كم من هذه الجرائم، التي ارتُكبت ودُفنت تحت جنح الظلام في غزة، دون تسجيلات تُناقض ادعاءات إسرائيل، قد وقعت؟".
ووفقا للمقال، فقد يبدو الأمر "كما لو أن إسرائيل نجحت في لعب دور القاضي والمحلف والجلاد، وأنها تنجح، برعاية أمريكية وغربية، في عزل الفلسطينيين عن بقية البشرية. لكنها مهمة تتطلب الآن إكراها. تتصاعد الحرب وتُحبط أي مبرر، لذا يجب تطبيعها بالقوة. وقد تكون هذه القوة قمعية على المدى القصير، لكنها مُهينة على المدى الطويل. إنها تتطلب موارد ومواجهات وتقلّب. باستهداف الطلاب الذين يتحدثون ضد ما يحدث في غزة، تخوض الحكومة الأمريكية حربا مع جامعاتها، وأثارت صراعا داخلها. وبتحركها لترحيل الطلاب والأكاديميين، تورطت إدارة ترامب في صراع مع نظامها القانوني. إن جهود ألمانيا لترحيل المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لغزة توسع الاستبداد المقلق إلى أبعد من ذلك. إن تعبئة آلية الدولة ضرورية لأنه لم يعد من الممكن إسكات القلق بشأن حجم الأزمة في غزة بالتوبيخ وحده".
وأضافت الكاتبة أن "هذا الحشد والصراع المصاحب له يُسلطان الضوء أكثر على ما جرّت إسرائيل إليه بقية العالم. فهو لا يُنتج سوى شخصيات بارزة من المتظاهرين، مثل محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا وحامل البطاقة الخضراء، الذي يُملي، من خلال محاميه، تقارير مُدمرة حول ما يكشفه اعتقاله عن الحرب وعن نظام الهجرة والعدالة الأمريكي. كما يُوطّد هذا الروابط مع الفلسطينيين التي يسعى خصومهم إلى قطعها. وبرفع سقف الاحتجاج، يُظهر بوضوح أن هذه المخاطر مُلكٌ للجميع - الحق في حرية التعبير والإجراءات القانونية الواجبة، والحماية من تجاوزات الدولة، وممارسة أبسط مبادئ الإنسانية. المطلوب هو أنه لكي تكون آمنا من الاضطهاد، يجب عليك أن تقلع عينيك. فبدلا من إقصاء غزة عن السياسة الداخلية، أعاد حلفاء إسرائيل الحرب إلى الوطن".
"أضف ذلك إلى الموت والجوع اللذين يتفاقمان في غزة، وستحصل على وصفة لا للخوف، بل لزيادة الرغبة في الضغط الأخلاقي والشهادة"، حسب الكاتبة.
وشددت مالك على أنه "مع التنازل السياسي، لم ينطفئ ذلك النوع من الإدانة العاجلة ودق ناقوس الخطر الذي كان ينبغي أن يصدر عن القادة، بل انتقل. ففي الأسبوع الماضي وحده، كشفت مذكرات فيديو لجراح صدمات ومقابلة له على برنامج بي بي سي نيوزنايت عن المزيد من قتل الأبرياء، والمزيد من الأطفال الذين يستيقظون مشلولين، أو ببطون مليئة بالشظايا وهم ينادون على أمهاتهم. في لندن، أوقف احتجاج حركة المرور. وفي واشنطن العاصمة، رُفعت لافتة تحمل أسماء القتلى في احتجاج آخر. وفي جامعة كولومبيا في نيويورك، قيد الطلاب اليهود أنفسهم بالسلاسل إلى البوابات احتجاجا على احتجاز إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (آيس) لزملائهم".
وانتقلت رواية عمليات قتل الهلال الأحمر من الجثث إلى مسؤول الأمم المتحدة، إلى وسائل الإعلام. ويجري الآن تشكيل حكومة ظل للمساءلة، تتكون من أشخاص يئسوا منذ فترة طويلة من الثقة أو الأمل في المؤسسات السياسية. لقد حلّ نقيض التعب، وهو أمرٌ متوقعٌ منطقيا بعد عام ونصف، وفقا للمقال.
وقالت الكاتبة إنه "قد يبدو أن الحياة مستمرة، كما تستمر الحرب على غزة. قد يبدو أن الهزيمة قد حلّت، حيث تتصارع إسرائيل وحلفاؤها مع الناس والنظام العالمي بأسره لإجبار الحرب على الصمود. وقد أغرقت رئاسة دونالد ترامب المنطقة بصدمات متعددة، من الاقتصادية إلى السياسية. لكن الوضع الراهن مضطربٌ وهائج، لأن ما يحدث للكثيرين لا يُطاق، ولو أن الاحتجاج والإدلاء بالشهادة والمواجهة قد تُنقذ حياة واحدة أو تُعجّل نهاية الحرب ولو دقيقة واحدة، فإنها ستستمر".
وشددت على أنه "كل جثة، وكل مدينة تُسحق وتُصبح أنقاضا، وكل طفل مُدمى، لا وجود له في أرض بعيدة ميؤوس منها، بل في أعماق الناس. لأنه من المستحيل أن يُرى العالمُ الدمارَ اليوميَّ الذي يُصيبُ شعبا ويُرهَب أو يُرهَق حتى يعتاد عليه. قد يختار البعض تجاهله، أو تبريره، أو حتى دعمه، لكنهم لن يستطيعوا أبدا تطبيعه".