وكالة سوا الإخبارية:
2024-12-22@11:53:14 GMT

الحرب تثقل كاهل موسم "البلح" في غزة

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

في تحدٍ لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يتسلق مزارع فلسطيني قمم أشجار النخيل مستعينا بحبل متين، لجني محصول هذا العام من البلح، رغم مخاطر القصف المحتمل في المنطقة، والتي قد تؤدي إلى إصابته، أو سقوطه أرضا.

وداخل أرض زراعية بمدينة دير البلح وسط القطاع، حيث تناثرت خيام النزوح، يبدأ مزارعون ونازحون في جني محصول البلح في موسمه الذي شكا مزارعون من قلة كمياته، وتردي جودته.

وغابت هذا العام عن قطاع غزة ملامح موسم جني "البلح"، والذي يتم افتتاحه سنويا في الفترة الممتدة بين أواخر سبتمبر/ أيلول وأوائل أكتوبر/ تشرين الأول.

ومن أبرز هذه الملامح، إشراك أصحاب حقول النخيل أقاربهم في عملية الجني لإتاحة الفرصة لهم للحصول على مورد رزق، فضلا عن توزيع عناقيد البلح على جيرانهم وأصدقائهم لتقوية الروابط الاجتماعية، فيما يوفر هذا الموسم فرص عمل لآلاف الفلسطينيين من المزارعين وغيرهم.

وكان هذا الموسم يعد مصدر دخل جيد لمزارعين وعاملين يتخذون من "البلح" مادة أولية لصناعتهم التحويلية كـ"العجوة والمربى والدبس"، لكن مع قلة الإنتاج يشعرون بالحزن.

وبسبب الحرب، لم يتمكن المزارعون من الاعتناء بأشجار النخيل عبر سقايتها، ورشها بالمبيدات اللازمة، ما أثر بدوره على كميات الإنتاج والجودة.

فيما استهدف الاحتلال خلال حربها المتواصلة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المثمرة، بعضها مزروعا بالنخيل.

كما تحولت الأراضي الزراعية المتبقية إلى مخيمات لإيواء النازحين الفارين من مناطقهم، التي استهدفها الجيش بكثافة نارية، باحثين من مناطق أقل خطرا.

تراجع الجودة والإنتاج

تقول صاحبة الأرض "أم يوسف" أبو جميزة، لوكالة "الأناضول"، إن موسم جني البلح تضرر بشكل كبير هذا العام بسبب الحرب، وحالة الخوف من البدء بجني الثمار من قمم النخيل.

وأضافت: "تضررت الأشجار بشدة بسبب قلة السماد والأدوية والمبيدات الحشرية، وأيضا غياب السقاية، بسبب انقطاع التيار الكهرباء المشغل لمولدات المياه".

وبعد أن كانت أبو جميزة تتفاخر بجودة حبات البلح التي تجنيها من حقلها الذي ترعاه وعائلتها بعناية، تشكو اليوم من "قلة الإنتاج وتردي الجودة".

واستكملت قائلة: "حبة البلح كانت ممتازة لكن الآن المحصول حباته صغيرة وكمياته قليلة، بالكاد قد نستطيع تحصيل تكلفته بعد بيعه".

وفي موسم 2023، كان عدد أشجار النخيل في القطاع يبلغ نحو 240 ألف نخلة، منها 180 ألفا مثمرة، حيث بلغت توقعات إنتاجها نحو 15 ألف طن.

لكن الحرب أثرت على موسم العام الماضي، كما أثرت على موسم هذا العام، حيث استهدف جيش الاحتلال مساحات زراعية واسعة منذ 7 أكتوبر.

إشراك النازحات

تحت أشجار النخيل، جلست مجموعة من السيدات النازحات أمام كميات من البلح، ليبدأن بفرزها ومن ثم نزع النوى منها.

ويعد الانتهاء من هذه المرحلة، تغسل السيدات الحبات من الغبار والتراب ويشرعن لاحقا بترتيبها داخل صوان حديدية تمهيدا لتجفيفها تحت أشعة الشمس.

عكفت "أبو جميزة"، على تعليم هذه المراحل للنازحات المتواجدات في أرضها، فأصبح لديهن فكرة عن صناعة العجوة بالطريقة التقليدية.

كما توفر هذه الصناعة للنازحات مصدر دخل بسيط يعينهن على توفير احتياجات أطفالهن في ظل ندرة السلع الغذائية وغيرها المتزامنة مع غلاء المتوفر منها.

وأشارت أبو جميزة إلى أن حدوث قصف قريب منها من شأنه أن يضر بهذه الحبات حيث تمتلئ بالمواد الكيماوية ودخان القذائف ما يدفعها لرميها وخسارة كل هذا الجهد.

توفير لقمة العيش

بدوره، قال النازح محمد البلبيسي الذي التجأ لأرض "أبو جميزة" قبل 5 أشهر، قادما من مدينة غزة، إنه يشارك في جني المحصول لتوفير لقمة العيش لأطفاله.

وتابع: "الظروف القاسية التي أفرزتها الحرب والنزوح، من تردي الوضع الاقتصادي وانعدام فرص العمل، دفعتنا للعمل مع أبو جميزة".

وأوضح أنهم يسعون بقدر الإمكان وحسب الأعمال المتوفرة لتوفير لقمة العيش لأطفالهم في ظل الظروف الصعبة.

ويعيش النازحون الفلسطينيون أوضاعا معيشية وصحية صعبة، في ظل حرمان غالبيتهم من فرص العمل التي شغلوها قبل اندلاع الحرب.

ويعجز هؤلاء عن توفير احتياجات عائلاتهم الأساسية، بسبب انعدام السيولة لديهم، فيما يعمل العشرات منهم في مهن يومية مرهقة بالكاد تساهم في توفير القليل لعائلاتهم.

وحسب تقرير صدر مؤخرا عن البنك الدولي، فإن كل سكان غزة يعانون الفقر مع بلوغ نسبته حاجز 100%، وإنه بعد 11 شهرا من الحرب، تقترب الأراضي الفلسطينية من السقوط الاقتصادي الحر، وسط أزمة إنسانية تاريخية في القطاع".

وإلى جانب الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب، فقد خلفت حرب الإبادة المستمرة أكثر من 137 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

المصدر : الأناضول

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: هذا العام

إقرأ أيضاً:

5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف الاحتلال منزلًا في دير البلح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون، الليلة، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في دير البلح وسط قطاع غزة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة أبو سمرة، في شارع المزرعة شرق مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء.

وجرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، فيما تواصل طواقم الإنقاذ البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45،227 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107،573 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • الجبلاوي: سوق اليوم الواحد من أهم المبادرات لتخفيف العبء عن كاهل المواطن
  • كيث يؤثر الانقلاب الشتوي على برجك الفلكي؟.. مفاجآت للجوزاء والعقرب
  • ارتفاع عدد ضحايا قصف منزل يؤوى نازحين فى دير البلح لـ12 شهيدا
  • 9 شهداء في قصف صهيوني على مدرسة تؤوي نازحين في غزة
  • 11 شهيدا في قصف للاحتلال بدير البلح
  • 5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف الاحتلال منزلًا في دير البلح
  • توقعات بتواصل انكماش الاقتصاد بإسرائيل
  • لجنة أمن ولاية الخرطوم توجه بتنفيذ حملة لازالة مخلفات الحرب في المناطق التي تم تطهيرها ببحري
  • الغردقة تستقبل سيلًا من السياح في موسم الكريسماس
  • بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة