مسيرة جماهيرية حاشدة في البيضاء إحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
الثورة نت| محمد المشخر
خرج أبناء محافظة البيضاء اليوم في مسيرة جماهيرية حاشدة بمناسبة أحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام للعام الحالي 1445هجرية.وتحت شعار “البصيرة البصيرة”.
وفي المسيرة الجماهيرية الحاشدة الذي تقدمها وكيلا محافظتي البيضاء عبدالله أحمد الجمالي وصالح أحمد المنصوري وعبدربه ناصر العامري وشبوة أحمد الباقر الجنيدي ورئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص، أشار المشاركون، في المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي جابت شوارع وأحياء مدينة البيضاء، إلى أهمية إحياء هذه الذكرى للاقتداء بنهج الإمام زيد عليه السلام وحياته الجهادية وشجاعته في رفض الذل والخضوع ومواجهة قوى الطغيان والمستكبرين.
وتطرق المشاركون، إلى أهمية إحياء ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد بن على عليهما السلام، لاستلهام الدروس والعبر من نهجه لمواصلة الصمود والثبات في مواجهة العدوان ومرتزقته..
وأكد المشاركون المتحشدون، أهمية التعرف على شخصية الإمام زيد الثائر والعالم و المحدث و الفقيه والفارس و الشجاع و الثائر،.. منوها بأهمية الوعي والبصيرة والجهاد في مواجهة الطغيان الأمريكي والصهيوني..
اعتبر وكيل المحافظة، نائب رئيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي بالمحافظة، عبدالله أحمد الجمالي، الإمام زيد عليه السلام أحد عظماء الأمة، لافتا إلى ضرورة إحياء ذكرى استشهاد حليف القرآن لاستلهام الدروس والعبر من سيرته ومواقفه وشجاعته وبطولاته في مواجهة قوى الغزو والاحتلال.
وأكد الوكيل الجمالي، حاجة الأمة للارتباط بعظمائها و استلهام قيم العزة والقوة والشموخ، مشيرا إلى أهمية الاقتداء والتأسي بشخصيتي الإمام الحسين والإمام زيد عليهما السلام الذين وقفوا في وجه الطغاة والسير على دربهم وتجسيد مواقفهم في الواقع العملي..
واضاف الجمالي إن لقد أصبح واضحاً وجلي أن من خانوا الاوطان وتحالفوا مع العدوان خانوا القران و طبعوا مع قوى الشيطان وما حصل في حضرموت الطاهرة بالأمس القريب من قبل حكومة المرتزقة من استقبال سفير السويد التي سمحت كرارا ومرارا بإحراق القران الكريم أقدس المقدسات في الوقت الذي خرج شعبنا اليمني وشعوب محور الجهاد والمقاومة بمسيرات تنديدية ومطالبة شعوب العرب والمسلمين إلى المقاطعة السياسية والاقتصادية للدول المعادية للإسلام والمسلمين ومقدساتهم.. منوها إلى أن مرتباتنا من ثروتنا وقد قال الرئيس مهدي المشاط أننا بعون الله وقوة إرادتنا سوف ننتزع حقوقنا و(سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون)صدق الله العظيم..
من جانبه، استعرض عضو رابطه علماء اليمن بالمحافظة العلامة محمد أحمد السقاف، محطات من سيرة الإمام زيد وجهاده وعلمه وأمره بالمعروف والنهي عن المنكر، و إعلاء كلمة الله ورفع الظلم عن الناس و مقارعة الطغاة .
وأشار السقاف، إلى دوافع تحرك الإمام زيد في ثورته ضد جبروت الظلم والطغيان، انطلاقاً من استشعاره بالمسؤولية أمام الله عز وجل.
وأكد عضو رابطة علماء اليمن، أن ثورتي الإمام الحسين عليه السلام والإمام زيد عليه السلام حافظت على قيم الإسلام في مواجهة الظلم، لافتا إلى أن خيرية الأمة مشروطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار البيان الصادر عن المسيرة الجماهيرية الحاشدة الذي تلاه مدير الموارد البشرية بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة محمد عبدالرحمن الريامي، أن المسيرة القرآنية بنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل والامتداد لخط الإمام زيد علية السلام في استنهاض الأمة وتربيتها وفي مواجهة الطغاة والمستكبرين، ونحن كشعب يمني ومن واقع انتمائنا الايماني، ونحن معنيون بأن نتحرك وان نتصدى لاعدائنا الذين يستهدفوننا بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدف به في عصر الإمام زيد وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى اعدائنا، نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الايماني والأخلاقي وعلى مستوى إنقاذ الامة.
ودعا البيان، كافة أبناء أمتنا الإسلامية في كل البلدان الإسلامية إلى اتخاذ موقف حازم وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم وإحراق للمصحف الشريف وتمزيق و تدنيس له وأقل شي في ذلك هو:قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية وإذا لم يرق موقف الأمة إلى هذا المستوى البسيط المتاح السهل الممكن فذلك تفريط عظيم وتقصير كبير و تنكير موقف الأمة إلى هذا المستوى البسيط المتاح السهل الممكن فذلك تفريط عظيم وتقصير كبير و تنكير للقران الكريم وتنصل عن المسؤولية تجاه أهم مقدس من مقدسات المسلمين ولذلك العواقب الخطيرة عليهم..
واكد البيان على موقفنا المبدئي تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني العزيز و سعينا لتعزيز التعاون والتنسيق مع اخوتنا المجاهدين في فلسطين وأخوتنا في محور الجهاد والمقاومة وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الإسرائيلي.، كما نؤكد وقوفنا إلى جانب شعوب أمتنا في مظلوميتهم في البحرين وسوريا ولبنان والعراق وإيران وسائر الأقطار الإسلامية..
وطالب البيان.تحالف العدوان إلى وقف عدوانة على بلدنا وانهاء الحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار والكف عن المؤامرات الدنيئة الهادفة لاستقطاع اجزاء من البلاد، ومع استمرار الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز،فإننا نعتبر ذلك عدوانا مكتمل الأركان وشعبنا وقيادتها وجيشنا لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر..
وحذر البيان الامريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي لا تلعبوا بالنار وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية أو الإستمرار في احتلالكم لجزرنا لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليا بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر..
وحث البيان.، كافة أبناء شعبنا العزيز إلى الجهوزية الدائمة واليقظة والإنابة والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء لردعهم عن مواصلة عدوانهم و لانقاذ البلد من شرهم و طغيانهم وموامراتهم وان نستلهم من مدرسة الاسلام والعلامة الابرار كالامام زيد ورفاقه، دروس الثبات والوفاء والوعي والبصيرة.
تخللت المسيرة الجماهيرية الحاشدة، بحضور مدراء عموم المكاتب التنفيذية بالمحافظة ومدراء عموم المديريات والقيادات التنفيذية والمحلية والاشرافية والأمنية والمشايخ والوجهاء والاعيان والشخصيات الإجتماعية في مديريات محافظة البيضاء تقديم أوبريت لاشبال مدرسة أبي ذر الغفاري العلمية للبنين في مربع مديريات البيضاء قصيدتين شعريتين إبراهيم الحبابي وحمزة الاهدل نالت استحسان الجميع..
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام الإمام زید علیه السلام فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
أحمد عمر هاشم خطيبا لخطبة الجمعة بعنوان المال الحرام وحرمة التعدي عليه.. غداً
يلقي الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة غدًا من مسجد التقوى بقرية أبو رواش بمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، ويتلو قرآن الجمعة القارئ الشيخ محمود الخشت قارئ السورة بمسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها- بالقاهرة، بحضور قيادات محافظة ومديرية أوقاف الجيزة.
وحددت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة بعنوان: «المالُ العَامُّ وَحُرْمةُ التَّعَدِّي عَلَيْهِ»، مشيرة إلى أن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد أن المال العام منفعة عامة للجميع، وبيان حرمة التعدي عليه بأي صورة من الصور.
نص خطبة الجمعة :
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلهًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ المُتَأَمِّلَ فِي البَيَانِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ يَجِدُ وَعِيدًا شَدِيدًا وَتَرْهِيبًا حَادًّا مِنَ التَّعَدِّي عَلَى المَالِ العَامِّ بِأَيِّ صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ، حَيْثُ يَقُولُ نَبِيُّنَا صَلَوَاتُ ربِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ»، أَرَأَيْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ قُدْسِيَّةَ المالِ العَامِّ وَعَظَمَتَهُ؟! أَرَأْيْتُمْ مَاذَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إِنَّ المالَ العَامَّ هُوَ مَالُ اللهِ تَعَالَى.
أَيُّهَا المُعْتَدِي عَلَى المالِ العَامِّ أَفِقْ! أَنْتَ لَا تَعْتَدِي عَلَى مَالِ الوَطَنِ وَالمُوَاطِنِينَ فَقَطْ، أَنْتَ تَعْتَدِي عَلَى مَالِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ! أَعَلِمْتَ هَوْلَ الأَمْرِ وَشِدَّتَهُ وَعَظَمَتَهُ؟! إِنَّ المالَ العَامَّ هُوَ المالُ المُقَدَّسُ، إِنَّ التَّعَدِّي عَلَى المالِ العَامِّ جَوْرٌ وَبَغْيٌ عَلَى المالِ الَّذِي نُسِبَ إِلَى اللهِ تَعَالَى نِسْبَةَ صِيَانَةٍ وَحِمَايَةٍ وَحِفْظٍ! أَيُّهَا المُعْتَدي عَلَى المَالِ العَامِّ تَأَمَّلْ عِقَابَ الَّذِينَ يَعْتَدُونَ عَلَى مَالِ اللهِ بِتَضْيِيعِهِ وَسُوءِ التَّصَرُّفِ فِيهِ وَالأَخْذِ مِنْهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، إِنَّ الجَزَاءَ نَارٌ حَامِيَةٌ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ»، وَيَقُولُ صَلَوَات رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «أَيُّمَا لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ».
وَهُنَا يَتَحَرَّكُ فِي عُقُولِنَا جَمِيعًا سُؤَالٌ: مَا هُوَ المَالُ العَامُّ؟ وَنُجِيبُ فَنَقُولُ: المَالُ نَوْعَانِ، مَالٌ خَاصٌّ وَمَالٌ عَامٌّ، أَمَّا المال الخَاصُّ فَهُوَ مُمْتَلَكَاتُكَ أَنْتَ الشَّخْصِيَّةُ، مِثْلَ مَنْزِلِكَ، وَثَوْبِكَ، وَكِتَابِكَ، وَمَكْتَبِكَ، وَأَغْرَاضِكَ وَمُتَعَلّقَاتِكَ الشَّخْصِيَّةِ، وَهَذِهِ لَهَا حُرْمَةٌ عَظِيمَةٌ؛ حِمَايَةً مِنَ الشَّرْعِ لَكَ وَلِحُقُوقِكَ، حَيْثُ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ}، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ»، وَقَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»، فَهَذَا هُوَ المالُ الخَاصُّ.
وَأَمَّا المالُ العَامُّ فَهُوَ الَّذِي لَا تَمْلِكُهُ وَحْدَكَ، وَلَا يَخُصُّكَ وَحْدَكَ، وَلَا يَقْتَصِرُ نَفْعُهُ عَلَيْكَ وَحْدَكَ، بَلْ يَمْلِكُهُ النَّاسُ جَمِيعًا، وَيَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ جَمِيعًا، مِثْلَ المُوَاصَلَاتِ العَامَّةِ، وَالشَّوَارِعِ، وَالكَهْرُبَاءِ، وَالماءِ، وَالمَدَارِسِ، وَالمُسْتَشْفَيَاتِ، وَالمَرَافِقِ العَامَّةِ المُخْتَلِفَةِ، فَرُبَّما يَتَسَاهَلُ فِيهِ بَعْضُ النَّاسِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَمْلَاكِهِم الخَاصَّةِ، فَيَتَجَرَّأُونَ عَلَيْهِ وَيَعْتَدُونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَسْهِلُونَ أَمْرَهُ، أَلَا إنَّ هَذَا الأَمْرَ عَظِيمٌ! وَإِذَا كَانَ اللهُ تَعَالَى عَظَّمَ أَمْلَاكَكَ الخَاصَّةَ وَحَرَّمَ عَلَى النَّاسِ العُدْوَانَ عَلَيْهَا، فَهَلْ يُبَاحُ لَكَ أَنْتَ العُدْوَانُ عَلَى مَالِ النَّاسِ جَمِيعًا؟! وَهَلْ أَمْلَاكُكَ الخَاصَّةُ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِمَّا هُوَ مَمْلُوكٌ لِلنَّاسِ جَمِيعًا وَيَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ جَمِيعًا، وَأَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ؟!
إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الغَفْلَةِ عَنِ اللهِ وَعَنْ حُرُمَاتِ اللهِ أَنْ يَخْتَلَّ مِيزَانُكَ، وَأَنْ تَنْعَكِسَ الأُمُورُ وَتَلْتَبِسَ عَلَيْكَ، فَتُعَظِّمَ حُرُمَاتِ أَمْوَالِكَ وَأَمْلَاكِكَ أَنْتَ، وَتَسْتَبِيحَ مَا يَمْلِكُهُ وَيَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ جَمِيعًا، إِنَّ المالَ العَامَّ أَعْظَمُ حُرْمَةً، وَأَشَدُّ حِمَايَةً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُرْمَةِ المالِ الخَاصِّ، مَعَ شِدَّةِ تَعْظِيمِ حُرْمَةِ المالِ الخَاصِّ، يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ مَا المفلِسُ؟ قَالُوا: المفلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فقال: إنَّ المفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فيُعطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِه، فَإن فَنِيَتْ حَسَنَاتُه قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ أَخَذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، فَإِذَا كَانَ هَذَا الوَعِيدُ فِيمَنْ أَكَلَ مَالَ فَرْدٍ وَاحِدٍ «وَأَكَلَ مَالَ هَذَا»، فَكَيْفَ بِمَنْ أَكَلَ أَمْوَالَ شَعْبٍ، وَضَيَّعَ مُقَدَّرَاتِ وَطَنٍ؟! .
إِنَّ المِيزَانَ النَّبَوِيَّ فِي التَّعَدِّي عَلَى الأَمْوَالِ الخَاصَّةِ يُعَظِّمُ غُصْنًا ضَئِيلًا مَقْطُوعًا مِنْ شَجَرَةٍ، فَمَا الحالُ إِذَا كَانَ المالُ المُتَعَدَّى عَلَيْهِ عَامًّا مُتَعَلِّقًا بِذِمَمٍ كَثِيرَةٍ وَحُقُوقٍ مُتَعَدِّدَةٍ؟! يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ».
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا الكِرَامُ! تَحَمَّلُوا مَسْئُولِيَّاتِكُمْ تِجَاهَ وَطَنِكُمْ وَمُجتَمَعَكِمْ، حَافِظُوا عَلَى مَوَارِدِ وَمُقَدَّرَاتِ وَاقْتِصَادِ بِلَادِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ جَرَائِمَ الاخْتِلَاسِ، وَالرِّشْوَةِ، وَالتَّرَبُّحِ، وَتَسْخِيرِ الوَظِيفَةِ لِخِدْمَةِ مَصَالِحَ شَخْصِيَّةٍ، وَغَيْرَهَا مِنْ صُوَرِ التَّعَدِّي عَلَى المالِ العَامِّ غُلُولٌ وَخِيَانَةٌ وَإِثْمٌ مُبِينٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ}، وَتَأَمَّلُوا هَذِهِ الصُّورَةَ البَدِيعَةَ فِي حُسْنِ التَّعَامُلِ مَعَ المالِ العَامِّ، حِينَ طَلَبَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ (أَمِيرُ المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ) مِنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ أَنْ يُمِدَّهُ بِمَزِيدٍ مِنَ الأَوْرَاقِ الَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا فِي قَضَاءِ مَصَالِحِ المُسْلِمِينَ، فَوَجَّهَهُ إِلَى قَانُونٍ عَظِيمٍ فِي التَّرْشِيدِ وَالتَّدْبِيرِ، حِينَ كَتَبَ إِلَيْهِ: «أَدِقَّ قَلَمَكَ، وَقَارِبْ بَيْنَ أَسْطُرِكَ، وَاجْمَعْ حَوَائِجَكَ؛ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُخْرِجَ مِنْ أَمْوَالِ المُسْلِمِينَ مَا لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ».
وَيَا مَنْ تَبْتَغِي البَرَكَةَ فِي مَالِكَ وَأَهْلِكَ وَأَوْلَادِكَ، لَا تَأْكُلْ إِلَّا طَيِّبًا، لَا تُطْعِمْهُمْ إِلَّا طَيِّبًا، يَا مَنْ تُرِيدُ مِنَ الوَهَّابِ سُبْحَانَهُ إِجَابَةَ دُعَائِكَ وَتَحْقِيقَ آمَالِكَ، حَافِظْ عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ وَمَرَافِقِهِمْ وَمُمْتَلَكَاتِهِمُ العَامَّةِ؛ حَتَّى تَبْرَأَ ذِمَّتُكَ، وَيِطيبَ كَسْبُكَ، وَتُرْضِيَ رَبَّكَ، وَتَنْصَحَ لِوَطَنِكَ وَأُمَّتِكَ، وَلْيَكُنْ هَادِيكَ قَوْلُ المَوْلَى جَلَّ وَعَلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، وَحَادِيكَ قَوْلُ المُصْطَفَى صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «أَطِبْ مَطْعَمَكَ؛ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ».
اللَّهُمَّ أَفِضْ عَلَى بِلَادِنَا الخَيْرَاتِ وَالبَرَكَاتِ وَابْسُطْ فِيهَا بِسَاطَ الأَمَانِ وَالمَحَبَّةِ وَالرَّخَاء.