الجزيرة:
2025-05-02@06:47:15 GMT

كيف علّق بايدن وهاريس على اغتيال نصر الله؟

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

كيف علّق بايدن وهاريس على اغتيال نصر الله؟

واشنطن ـ عرفت علاقات الولايات المتحدة وحزب الله اللبناني العداء مع تفجير السفارة الأميركية وثكنات قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت عام 1983، التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 300 أميركي، وألقي باللوم فيها على حزب الله.

ومنذ تصنيف الولايات المتحدة لحزب الله منظمة إرهابية أجنبية عام 1997، تذبذبت العلاقات اللبنانية الأميركية صعودا وهبوطا.

ويشير تقرير نشرته -قبل نهاية يوليو/تموز الماضي- خدمة أبحاث الكونغرس، وهي الجهة البحثية التي تمد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بدراسات وتوصيات وتفاصيل القضايا المختلفة التي ينظرونها، إلى أن "الحكومة الإيرانية تزود حزب الله بمعظم تمويله وتدريبه وأسلحته، فضلا عن المساعدات السياسية والدبلوماسية والنقدية والتنظيمية"، ويضيف أن "لدى حزب الله ترسانة تقدر بـ120 إلى 200 ألف صاروخ وقذيفة".

من هنا لم يفاجأ المراقبون الأميركيون ببيانات البيت الأبيض الداعمة لعملية اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في بيروت مساء أمس الأول الجمعة.

في بيان صدر من البيت الأبيض السبت، لم يلتزم الرئيس جو بايدن بموقف حيادي تجاه عملية الاغتيال، حيث عبّر عن "ارتياحه" لاغتيال نصر الله، مشيرا إلى أن حزب الله مسؤول عن قتل مئات الأميركيين على مدى عقود.

مطالبة بالحذر

وطالب بايدن الأميركيين، خاصة الموجودين في الشرق الأوسط بالحذر، وقال إنه أمر القوات الأميركية في المنطقة بتعزيز "وضعها الدفاعي" لردع العدوان والحد من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا، مضيفا "أن مقتل نصر الله بغارة جوية إسرائيلية هي قسط من العدالة يقدم لضحاياه العديدين، بما في ذلك الآلاف من الأميركيين والإسرائيليين والمدنيين اللبنانيين".

وفي بيان خاص بها، كررت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس، موافقة بايدن ودعمه للهجمات التي اغتالت زعيم حزب الله.

وقالت هاريس "كانت يدا حسن نصر الله ملطخة بالدماء الأميركية، وعلى مدى عقود من الزمان، أدت قيادته لحزب الله إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وأدت إلى مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء في لبنان وإسرائيل وسوريا وحول العالم، واليوم يتمتع ضحايا حزب الله بقدر من العدالة".

ثم أضافت هاريس "لدي التزام ثابت بأمن إسرائيل، وسأدعم دائما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران".

ضبط النفس

وفي حديث للجزيرة نت، قال أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، والمسؤول السابق بحلف شمال الأطلسي (الناتو) ديفيد دي روش "لقد قُتل نصر الله وسيتم استبداله، لكن ما تعلمناه من مقتل قاسم سليماني وما بعده هو أن القيادة مهمة، وسيكون من الصعب على حزب الله التعافي من غياب نصر الله".

وأضاف أن حسن نصر الله كان يتمتع بمهارات اتصال كبيرة، وخلفية دينية ومعرفية واسعة، كما أنه كان نموذجا يحتذى به من أنصاره، وكذلك تمتع بروح الدعابة، وسيكون من الصعب وجود خليفة له لديه الإمكانيات نفسها.

واستغرب الخبير العسكري الأميركي ممارسة حزب الله لضبط النفس بعدم شن ضربات صاروخية الآن على داخل إسرائيل، وقال إنه من الصعب معرفة سبب قيامه بذلك، مضيفا "من المنطقي أكثر أن نفترض أنه لم يعد لديهم القدرة على شن ضربات داخل إسرائيل، ويكمن الخطر في أن حزب الله لديه الآن حافزا كبيرا لشن بعض الضربات ضد المصالح الإسرائيلية لإثبات وجوده".

فرصة

من ناحية أخرى، انتشى أنصار إسرائيل في المراكز البحثية اليمينية القريبة من حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبويتز إنه "على مدى 9 أيام فقط، قضت إسرائيل على قيادة حزب الله، وبلغت ذروتها في اغتيال حسن نصر الله".

جدير بالذكر أن واشنطن تدعم مطالب إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود حتى يتمكن نحو 60 ألف شخص تم إجلاؤهم من العودة إلى شمال إسرائيل، وقد سعى المسؤولون الأميركيون للمساعدة في التوسط في ترتيب لنزع فتيل التوترات والسماح بعودة النازحين في كل من إسرائيل ولبنان، إلا أن هذه الجهود فشلت على صخرة اغتيال نصر الله.

ويبدو أن المسؤولين الأميركيين ما زالوا يتوقعون المساعدة في الدفاع عن إسرائيل في حالة نشوب صراع واسع النطاق، وتدخل إيران عسكريا ضد إسرائيل انتقاما لاغتيالها إسماعيل هنية زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في طهران قبل شهرين، واغتيالها نصر الله الجمعة في بيروت.

وأشار نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر إلى "إمكانية تغيير اغتيال نصر الله قواعد اللعبة إذا عمل البيت الأبيض وحكومة نتنياهو معا لخلق الضغط والنفوذ على النظام الإيراني ومحوره ووكلائه، إذا لم تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل معا لاستخدام هذا التحول الهائل في الزخم، فستكون فرصة ضائعة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اغتیال نصر الله حسن نصر الله الدفاع عن حزب الله

إقرأ أيضاً:

عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»

البلاد- بيروت
فيما تواصل إسرائيل قصف الجنوب والضاحية والبقاع في محاولة لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، يراوغ الحزب في ملف تسليم السلاح، متمسكًا بشروطه، فيما تبذل الدولة اللبنانية جهودًا شاقة لبسط سيادتها دون الانزلاق إلى صدام داخلي أو استفزاز آلة القتل الإسرائيلية.
وفي أحدث تطور، زار رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، بيروت، أمس (الأربعاء)، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. اللقاء شهد تأكيدًا لبنانيًا على ضرورة تفعيل اللجنة والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من خمس تلال جنوبية لا تزال تحتلها، إضافة إلى إطلاق الأسرى اللبنانيين. كما قدم جيفرز خلفه، الجنرال مايكل جاي ليني، الذي سيتولى رئاسة اللجنة خلال المرحلة القادمة، وهو قائد قوة المهام في القيادة المركزية الأمريكية.
اللقاء جاء قبيل مغادرة عون إلى الإمارات برفقة وزير الخارجية يوسف رجّي، في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات وجذب الدعم العربي لجهود الأمن والإصلاح وإعادة الإعمار، في ظل ظرف دقيق يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا فوريًا.
بالتوازي، واصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه جنوب الليطاني، حيث أعلن الرئيس عون في لقاء مع وفد معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، الثلاثاء، أن الجيش يطبق القرار 1701 رغم العراقيل الميدانية المتمثلة ببقاء إسرائيل في خمس نقاط حدودية. وأكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه”، وأن عملية سحب السلاح ستتم بالحوار، تجنبًا لأي اضطرابات أمنية.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة فؤاد سلام أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية وسواها تشكّل “خرقًا واضحًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مطالبًا بتفعيل آلية المراقبة الدولية. كما شدد خلال استقباله وفد نقابة الصحافة على أن لبنان ملتزم بالاتفاق وعلى إسرائيل أن تلتزم أيضًا، مضيفًا أن بقاء الدعم الأمريكي والفرنسي مهم لضمان ذلك.
ورغم إعلان حزب الله دعم الدولة، بدا موقفه أكثر تصلبًا في الخطاب الأخير لأمينه العام نعيم قاسم، الذي وضع ثلاثة شروط مسبقة قبل أي حوار حول السلاح: انسحاب إسرائيل، وعودة الأسرى، وبدء إعمار ما دمرته الحرب. وهو ما رآه مراقبون تناقضًا مع موقفَي رئيس الجمهورية والحكومة، وتراجعًا عن مضمون البيان الوزاري الذي نال ثقة “الحزب” نفسه.
السلطة الرسمية اللبنانية تراوح مكانها في ملف السلاح، متسلّحة بالتهدئة والحوار كسبيل لتفادي صدام داخلي، بينما يربط الحزب مصير سلاحه بتحولات الإقليم، خصوصًا في ضوء المفاوضات بين طهران وواشنطن. وعلى الأرض، لم تتوقف إسرائيل عن شن الغارات، متذرعة بعدم تفكيك قدرات الحزب، ومتمسكة بالبقاء في نقاط حدودية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية أمريكية فرنسية أواخر نوفمبر الماضي.
وكان الاتفاق نص على وقف الأعمال العدائية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني، وتوسيع انتشار الجيش اللبناني وقوات “يونيفيل”، إلا أن التنفيذ تعثر وسط مماطلة إسرائيلية ومراوغات من حزب الله.
بين تصعيد إسرائيلي لا يهدأ، ومناورات حزب الله ومواقفه المتباينة حول حصر السلاح، تقف الدولة اللبنانية في مفترق طرق حرج. فالمضي نحو السيادة يتطلب مواجهة مزدوجة: مقاومة الضغوط الخارجية دون الخضوع لها، ومراكمة التوافق الداخلي دون الانفجار من الداخل.

 

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم| إسرائيل تقصف محيط القصر الجمهوري في سوريا.. أمريكا: لن نلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا بعد الآن.. وهاريس: رؤية ترامب تخدم الأثرياء
  • سوريا.. إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق
  • جيش الاحتلال يزعم استهداف عنصر بقوة الرضوان التابعة لحزب الله
  • غزة: إسرائيل تفرج عن مسعف فلسطيني بعد نحو شهرين من مقتل 15 من زملائه وتحظر عليه الكلام
  • عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
  • الولايات المتحدة استهدفت نحو 1000 موقع في اليمن
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • تحذيرات من اغتيال الاحتلال للأسير عبد الله البرغوثي.. حالته خطيرة
  • الفرقة السادسة مشاة تصد هجوماً على الفاشر وتعلن مقتل قائد الهجوم
  • 3 رسائل عن قصف الضاحية.. ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟