صحيفة صدى:
2024-09-29@09:32:19 GMT

عُذْراً دِمَشْق

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

عُذْراً دِمَشْق

عُذْراً دِمَشْق

عُذْرَاً يَا مَدِينَةِ النّقَاءِ

عُذْرَاً يَا عَاصِمَةِ نُزَار

وَمِنْ أَوَّلَ لِقَاءٍ

قَالَتْ

لِمَاذَا الْعُذْرِ

يابن الصَّحْرَاءَ

ثُمَّ أسْتدركت

بِسُؤَالٍ عَنِ الْأَصْدِقَاءِ

وَقَالَتْ

أَيْنَ جُدْرَانِ الْمَدِينَةِ

قُلْتُ لَهَا رَحَّلُوا إِلَى حَيْثُ الْبَقَايَا

وَأَيْنَ نَهْرٍ بَرَدَا

قُلْتُ تَبْقَى مِنْهُ الدُّموعَ

وَأَيْنَ جَبَلِ قَاسِيُونَ

قُلْتُ لِقَدِّ خَرْ مِنَ الْحُزْن

وَأَيْنَ زَهْرَةِ دِمَشْقِ

قُلْتُ لِقَدِّ ذَبُلَتْ

وَأَيْنَ وَرَق الْخَرِيف

فَقُلْتُ طَارَتْ بِلَا عَوْدَةٍ

ثُمَّ نَظَرَتْ عَلَى مَهْلًا

وَقَالَتْ هَلْ رَأَيْتُ قَصِيدَةَ الْمُتَنَبِّيِّ

قُلْتُ أَيْنَ هِي؟

قَالَتْ عَلَى حَجَرَاً أُمَوِيّ

قُلْتُ لَمْ أَرَاهَا بَعْدَ

قَالَتْ تَرَيُّث أذْن

فَقُلْتُ مَاذَا

قَالَتْ أَنَا دِمَشْق

فَقُلْتُ عُذْرًا مَرَّةً أُخْرى

عُذْرَا دمَشْق

 

.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

لماذا يظهر الناس ابتهاجا باخبار انتصارات الجيش؟

ربما لاحظ الكثيرون مثلي ان معظم أفراد الشعب خاصة في ا لوسط والشمال النيلي قد ابتهج بخير انتصارات الجيش " المبالغ فيها طبعا " لأن الوضع علي الارض لم يتغير كثيرا .
لكن دعنا نتحدث عن فرح الناس مع تسليمنا بحقيقة ان انتصارات الجيش حتي الان " متخيلة" بضم الميم . هذا الابتهاج في تقديري له عدة أسباب يمكن ان اجملها - حسب وجهة نظري - في العوامل التالية:
أولا تجاوزات وسرقات وقتل كان قد حدث من قبل أفراد قوات الدعم السريع سمعنا بها وتابعناها، ولكن ذلك لا ينقي حقيقة أن ضحايا الجيش من المدنيين لا تقل عن ضحايا تفلتات أفراد الدعم السريع في النهب و" الشفشفة " وقتل المدنيين الابرياء والذي غالبا ما يحدث بسبب سلاح الطيران واستهدافه لمناطق مكتظة بالمدنيين.
ثانيا اعلام الكيزان وتأثيره علي الناس وخوف كثير من هؤلاء النفر التصريح بارائهم خوفا من التخوين وهذا طبعا قاد إلي إضعاف المعسكر المناهض للحرب بشكل كبير. بالاضافة إلي الاحساس بالعجز والضعف الذي يتسبب فيه مناخ الحرب اللئيمة.
ثالثا وهو الاهم ، العامل الاثني، حيث اعادت الحرب بين الدعم السريع من جهة والجيش، إضافة إلي المشتركة وكتائب الاسلاميين من جهة ثانية ، اعادت إلي الاذهان ذكريات ما حدث علي أيام الخليفة ع الله التعايشي من كراهية وقتل بين ابناء الغرب وابناء البحر.
هذا جعل الرأي العام في وسط وشمال السودان يميل إلي تاييد الجيش خوفا من الاخر " الغرابي" وحتي " الأجنبي النيجيري أو التشادي حسب توصيف اعلام الفلول.
ونحن نعلم ان الانسان حينما تنتابه المخاوف من المحهول يفقد القدرة علي التفكير المنطقي ويتخذ مواقف خاطئة.
رابعا استطاع اعلام الكيزان حتي الان ان يبيع فكرة مفادها أن النصر الحاسم قد أصبح وشيك وهذا الوهم جعل بعض الناس ياملون في ان يساهم ذلك الحسم العسكري السريع والمتوقع في وقف الحرب، وقد جاء ذلك خصما علي المعسكر المناهض للحرب والذي تم تجريمه واتهامه بالانحياز لقوات الدعم السريع.
فعلي سبيل المثال أنا شخصيا اتي باخبار من طرف اعلام الدعامة ليس بهدف تأييدهم، ولكن بسبب الرغبة في فضح مزاعم البلابسة والفلول بنصر ساحق وسريع، ومساعدة الناس بالتالي علي متابعة واقع الحرب علي الارض دون تزييف ، ولكن للأسف لسبب ما ، ظل الناس يصدقون اكذوبة النصر الحاسم للجيش وكتائب الاسلاميين والمشتركة منذ اندلاع الحرب وحتي الان ، أي لأكثر من سنة ونصف علي القتل والنهب وتدمير البني التحتية المتآكلة أصلا.
خامسا فقد معسكر الحرب لليسار، أو مأ يعرف بالجذريين في معركة يلعب فيها الاعلام دورا كبيرا، لأنهم وعلي قلتهم، فما زالوا يشكلون دعما لاعلام الفلول لاغني للاخيرين عنه لانه يشكك في مواقف القوي الوطنية الاخري . وتأثير هؤلاء ياتي بسبب استقرارهم في الغرب وتمكنهم من السوشيال ميديا وكل اشكال الحراك لتوفر حرية التظيم والتعبير ، وقد ساعدوا اعلام الفلول علي نفي الشبهة عنهم بأعطاء الانطباع بأن الرأي العام المؤيد للجيش هو " رأي محايد". في ذات الوقت حقق هذا التأييد للجيش، حقق لهم احساسا نفسيا مريحا يمكن ان نصفه بالاحساس بالانتماء إلي المجتمع والاستمتاع بدفء العشيرة، خاصة وإن عبارة " شيوعية" ظلت دائما ما تؤرقهم وتسبب لهم احساسا بالإغتراب عن المجتمع وهو إحساس مؤلم مافي ذلك شك.
هذا ما خطر بذهني من عوامل يمكن ان تساعدنا علي فهم أسباب ذلك الابتهاج ولكني متأكد من أن التاييد الذي يجده الجيش لا علاقة له بمعادلة "القبول"او أي شرعية مرتبطة به لأن الناس في اغلبها مطلعة علي فساد قيادات الجيش وتمكين الاسلاميين فيه، وكل مواقف الجيش المناهضة لثورة ديسمبر ودورها في قتل شباب الثورة العزل .

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

مقالات مشابهة