حكايات مُفجعة.. كيف بات اغتصاب النساء سلاحا في الحرب الأهلية بالسودان؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
كشف تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، أنه عقب 17 شهرا من الحرب الأهلية في السودان، لاقيت مجموعة من النساء، قدمن من منطقة تسمى "دار السلام"، تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وسرنّ لأربع ساعات إلى سوق في منطقة تسيطر عليها القوات المسلحة على حافة أم درمان، حيث يتوافر طعام أرخص سعرا. روت تفاصيل توصف بـ"المفجعة".
وتقول النساء السودانيات، إن "أزواجهن لم يعد بإمكانهم مغادرة منازلهم؛ خوفا من مقاتلي قوات الدعم السريع الذين يوسعونهم ضربا ويأخذون ما بحوزتهم من مال، أو يحتجزونهم ويطالبون بدفع أموال نظير إطلاق سراحهم".
وأوضحت إحداهن، في حديثها لـ"بي بي سي": "إننا نتحمل هذه المشقة لأننا نريد إطعام أطفالنا؛ إننا جائعون وفي حاجة ماسة إلى الطعام". وحين سُألت النساء عن "الاغتصاب"؛ خيّم الصمت على المكان، ثم انفجرت إحداهن بالقول: "أين العالم؟ لماذا لا تساعدوننا؟".
وأضافت: "العديد من النساء هنا واجهن انتهاكات، لكنهن لا يتحدثن عن ذلك. ما جدوى الحديث على أية حال؟!"، مردفة: "بعض الفتيات تجبرهنّ قوات الدعم السريع على الاستلقاء في الشوارع ليلا. وإن عُدنَ متأخّرات من السوق، تحتجزهن قوات الدعم لخمسة أو ستة أيام".
وتساءلت: "في العالم الذي تنتمين إليه، إذا خرجت ابنتك، هل سوف تتركينها؟! ألن تذهبي لتُفتشي عنها؟ لكن خبّرينا، ماذا نملك في يدنا؟ ما باليد من حيلة، ولا أحد يكترث لأمرنا. أين العالم؟! لم لا تمدون يد العون لنا؟!".
ويؤكد تقرير الشبكة البريطانية "بي بي سي" أن: "العنف الجنسي بات سمة مميزة للصراع الممتد، الذي بدأ كنزاع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، قبل أن يجتذب جماعات مسلحة محلية ومقاتلين من البلدان المجاورة".
ونقل التقرير نفسه، عن المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، قوله إن "الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب". فيما وثّقت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، في الآونة الأخيرة، العديد من حالات الاغتصاب والتهديد بالاغتصاب من قبل أفراد الجيش.
وبحسب بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، فإن: "قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت عنفا جنسيا واسع النطاق، يرقى إلى انتهاكات للقانون الدولي".
وفي حديثها لـ"بي بي سي" تروي مريم، وهو اسم مستعار، قد فرت من منزلها في دار السلام بالسودان للجوء إلى شقيقها. وهي تعمل الآن في كشك لبيع الشاي. إنه "في وقت مبكر من الحرب، رجلين مسلّحين اقتحما منزلها وحاولا اغتصاب ابنتيها، إحداهما تبلغ من العمر 17 عاماً والأخرى ذات 10 أعوام".
وقالت: "طلبتُ من الفتاتين الوقوف خلفي، وقلت لقوات الدعم السريع: إذا كنتم تريدون اغتصاب أحد، فليكن أنا"، مضيفة: ""ضربوني وأمروني بخلع ملابسي. قبل أن أخلعها، طلبت من فتياتي المغادرة. أخذوا الأطفال الآخرين وقفزوا فوق السياج. ثم استلقى أحد الرجال فوقي".
من جهتها، فاطمة، وهو اسم مستعار، حكت أن إحدى جاراتها، وهي فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، حملت هي أيضا، بعد أن اغتصبها أربعة جنود من قوات الدعم السريع هي وأختها البالغة من العمر 17 عاما.
وتابعت بالقول: "إن الناس استيقظوا على صوت صراخهما، وخرجوا لتفقّد الأمر، لكنهم فوجئوا برجال مسلحين هددوهم بإطلاق الرصاص إذا لم يعودوا إلى منازلهم"؛ وفي صباح اليوم التالي، وجدوا الفتاتين وقد بدت علامات الاعتداء على جسديهما، في حين حُبس شقيقهما الأكبر في إحدى الغرف.
قالت فاطمة: "خلال الحرب، منذ وصول قوات الدعم السريع، بدأنا نسمع عن حالات اغتصاب، إلى أن شهِدناها بأنفسنا عند جيراننا. كانت تساورنا الشكوك في البداية [حول التقارير] لكننا نعلم أن قوات الدعم السريع هي التي اغتصبت الفتاتين".
إلى ذلك، أبلغت قوات الدعم السريع المحقّقين الدوليين أنها اتخذت جميع التدابير اللازمة لمنع العنف الجنسي وغيره من أشكال العنف التي تعد انتهاكات لحقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن روايات الاعتداء الجنسي عديدة ومُحكمة، وتترك أثراً لا يزول. وفقا لتقرير الشبكة البريطانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الحرب الأهلية السودان العنف الجنسي السودان الحرب الأهلية العنف الجنسي اغتصاب النساء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع بی بی سی
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الحرب في السودان تزداد خطورة على المدنيين بعد الهجمات في ولاية الجزيرة
الخرطوم - قال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة 17يناير2025، إن الحرب في السودان تزداد خطورة على المدنيين بعد مقتل أكثر من عشرة أشخاص في هجمات ذات طابع إتني في ولاية الجزيرة في وسط السودان.
وكتب تورك على موقع "اكس" أن الحرب التي يتواجه فيها الجيش السوداني مع قوّات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023 "تأخذ منعطفا أكثر خطورة على المدنيين"، مشيرا إلى "أدلّة على جرائم حرب وفظائع أخرى".
واستعاد الجيش السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة السبت، طاردا قوات الدعم السريع التي سيطرت على هذه الولاية في كانون الأول/ديسمبر 2023.
وقالت جماعات لحقوق الإنسان الاثنين إن 13 شخصا على الأقل، بينهم طفلان، قتلوا في هجمات لها طابع اتني استهدفت أقليات في الولاية الزراعية.
وتُتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ أعمال عنف اتني ما دفع الولايات المتحدة إلى اتهامها بارتكاب إبادة جماعية الأسبوع الماضي، لكن وردت أيضا تقارير عن استهداف مدنيين بسبب انتمائهم العرقي في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية الخميس، فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان متهمة قواته بتنفيذ هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات واستخدام التجويع كسلاح حرب.
وتأتي العقوبات بعد أسبوع من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، متهمة مجموعته بارتكاب إبادة جماعية.
ووصف الجيش السوداني العقوبات الأميركية بأنها "غير أخلاقية" وقال إنها "تفتقر لأبسط أسس العدالة والموضوعية".
واتُّهم الجانبان باستهداف مدنيين وبقصف مناطق مأهولة بالسكان عشوائيا، مع اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي وعنف جنسي منهجي وبحصار بلدات بأكملها.
Your browser does not support the video tag.