الرُهاب النفس اجتماعي الناجم عن العدوان الإسرائيلي لدى المواطنين في الاقليم
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
الرُهاب النفس اجتماعي الناجم عن #العدوان_الإسرائيلي لدى #المواطنين في الاقليم..
ا.د #حسين_محادين*
(1)
ببساطة علمية، الرُهاب هو #الخوف_الصارخ ازاء حدث كبير واقعا ونتائج غامض لم يوجد له جواب علمي او حتى سياسي مقنع وبالتالي يبقى مبعثا على القلق والتردد في يومياتنا هنا مواطنيين وحكومات وهما هنا لغايات الرصد والتحليل حربا لبنان وغزة انموذجان.
(2)
اقول ، إن الصراع العسكري والدموي المسلح والتهجير السكاني المتنام في لبنان والاقليم انما يمثل الحلقة الاوسع من الحرب النفسية بين القطبين المتحاربين، وهما عربا ومسلمين واسرائيل على طرفي صراع ايدلوجي ونفسي جغرافي/ سياسي ووجودي على المدى البعيد، خصوصا بعد ان وظفت واستثمرت اسرائيل وبنجاح كل من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في اختراقاتها واغتيالاتها الاستخباراتية والسياسية والايدلوجية لكل من حزب الله وايران معا ولكن على ارض غزة ولبنان في ذات الجدلية والوقت معا..ولعلي اجتهد راصدا ومحللا للواقع، بأن الضرب العسكري في لبنان ولكن العين الاسرائيلة شاخصة فعلا نحو غزة ومآلاتها في ذات الوقت.
(3)
لعل من ابرز ما حققته الحرب الإسرائيلية للاسف من صدمات نفس/ اجتماعية في تدميرها لابرز بنى حزب الله على مرأى من عيون العرب والمسلمين .
(4)
لا ضير من الاعتراف ولغايات التشخيص الدقيق لواقع ومآلات الحرب الراهنة اقليميا وعالميا تنها قد تجلت وباختصار كثيف فيما هو آتِ:-
أ- لقد نجحت اسرائيل المحتلة بامتدادها الغربي بقيادة امريكا في اعادة “هيبتها وقوتها” التكنولوجية والاستخباراتية تحديدا، وبالتالي العسكرية بعد ان تشظت تلك الهيبة السابقة بعيد نجاح اختراقات المقاومه الاسلامية للعدو وهي المدعومة من ايران وحزب الله معا في غزة يوم 7 اكتوبر الماضي ترابطا مع صمود نسبي بالمعنى الزمني للمقاومة الاسلامية ونجاحها في احتفاضها في الاسرى الإسرائيليين في انفاق غزة للان وهذه ورقة الضغط الثقيلة على حكومة اليمين الاسرائيلي ورئيسها نتانياهو.
ب- لقد تراجعت كثيرا ثقة المواطنيبن العرب والمسلمين المنقسمون بدورهم على انفسهم مع او ضد ما جرى لحزب الله من جهة، ومن جهة مقابلة هول الذي جرى ويجري في الاقليم من امكانية التغلب على العدو التاريخي لهم بعد نجاح اسرائيل في حرب لبنان وخلخلتها نسبيا لمفهوم محور الصمود والمقاومة بعمقه وسلاحه الإيراني”الاسلامي”
والسوري وحتى الفلسطيني الحماسي تحديدا، وامكانية هزيمة اسرائيل حاليا بالمعنى الشمولي في ظل اشهارها الميداني والعملياتي لسطوتها المسلحة على دول الاقليم “الشرق اوسطي” ترابطا مع تفوقها الجوي والتكنولوجي والاستخباراتي استنادا للعلم وتوظيفاته الاحدث وليس فقط انطلاقا ايدلوجيتها التوسعية تاريخيا وحتى اليوم.
ج- بعيدا عن التجميل والمراوغات التعبيرية عربيا لهزيمتنا الماثلة في لبنان ، اجتهد قائلا..ربما ساهمت كل من الوقائع والنتائج المرحلية لحرب لبنان الدائرة لآن ، ساهمت في دفع الوجدان الشعبي العربي المرهق اصلا بكل عناوينه الى التكيف المرحلي مع العدو الإسرائيلي بعيد تنامي القناعة الشعبية الكبيرة من قِبل الدول بالمعنى الرسمي والمواطنيين العرب المسلمين معا، بأن اسرائيل المحتلة بعمقها الغربي الداعم مستمرة في تسيدها على الاقليم في ظل سيادة القطب الغربي العولمي الواحد ،وانها قادرة على فعل ما تريد دون اي روادع عسكرية او حتى ما يُسمى مجازا بالشرعية الدولية، وبالتالي هي المهيئة والمخولة فكرا توسعيا وعسكريا في القيام بمهمة تضبيط الاقليم بسكانه الكُثر، دوله وموارده المُستلبه بما يخدم سيادة الغرب العولمي حماية لقاعدتهم المدلله والمتفوقة فعلا في ضوء الحرب المستمرة على مجموع دول الاقليم وهي اسرائيل اولا واخيرا.
د – ان التشخيص العلمي الدقيق اولى محطات العلاج لكل المرارات والخسائر التي نعيشها فكريا وعلميا وعسكريا عربا ومسلمين على امتداد التاريخ المعاصر ..فهل نحن فاعلون..؟.
*استاذ علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلي المواطنين
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. عيترون الجنوبية تودع شهداءها بين ركام الحرب
جنوب لبنان- من داخل مقبرة عيترون، وقفت الحاجة أكرم منصور تحتضن صورة ابنها الشهيد حسين عواضة، الذي ظل جسده 40 يوما على الأرض قبل أن يُوارى الثرى.
بعينين مغرورقتين بالدموع وحزن ظاهر، نعت فلذة كبدها بصوت متهدج تخنقه العبرات، واستذكرت شبابه وأحلامه التي خبت قبل أوانها، ووصفته بالبطل.
وقفت الأم عاجزة أمام الوجع، وفي حديثها للجزيرة نت، لم تُخفِ الحسرة على الثمن الباهظ الذي دفعه الشباب بدمائهم، مؤكدة أن العودة إلى عيترون اليوم ما كانت لتتحقق لولا تضحيات الشهداء.
وعلى كرسيها المتحرك، تجلس خديجة السيد وتحمل في عينيها وجعا تعجز الكلمات عن وصفه، لم يكن هذا حالها دائما، لكن قذائف الاحتلال الإسرائيلي قلبت حياتها رأسا على عقب في بلدة عيترون، حيث كانت تعيش بأمان مع بناتها الخمس، قبل أن يسقط صاروخ غادر على منزلها، ويتركها بجراح لا تلتئم جسديا ولا نفسيا.
بصوت يختلط فيه الغضب بالحزن تقول للجزيرة نت "تعرضت للقصف أنا وبناتي الخمس، إسرائيل دولة عدوانية لا تستقوي إلا علينا".
لم تكن خديجة وحدها من دفع الثمن، فقد ودّعت عائلتها 5 شهداء، وفقدت إخوتها الذين سقطوا تحت نيران الاحتلال. ورغم الألم توجه رسالة لا تعرف الانكسار "وراء هؤلاء الشهداء الخمسة، هناك 50 شخصا سيأخذون بثأرهم".
بالدموع والورود، ودعت بلدة عيترون الواقعة في قضاء بنت جبيل، الجمعة، 104 شهداء وشهيدات من أبنائها في موكب جنائزي مهيب جسد فداحة الخسارة.
إعلانونقلت الجثامين من مدافن "الوديعة" إلى مقبرة جماعية خصصت لشهداء العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أسفر عن سقوط 123 شهيدا، وهو العدد الأكبر بين بلدات وقرى الجنوب اللبناني.
ومع ساعات الصباح الأولى، جمعت الجثامين في مقام النبي ساري في عدلون حيث انطلقت قافلة الشهداء موحدة باتجاه بلدة عيترون، وخلال مرور الموكب في عدد من البلدات الجنوبية أقيمت نقاط تكريمية لتقديم التحية الأخيرة لهؤلاء الشهداء.
ووفق ما أعلنت منصة "عيترون الإعلامية" فقد بلغ عدد الشهداء 78 مقاتلا من حزب الله، إضافة إلى 45 شهيدا مدنيا، بينهم 11 طفلا و20 امرأة، فضلا عن وجود عدد من المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم بعد.
وتعد عيترون الواقعة عند الحدود الجنوبية للبنان، من أكثر البلدات اللبنانية التي دفعت ثمنا باهظا في هذا العدوان، حيث شهدت أكبر حصيلة من الشهداء مقارنة بغيرها من قرى الجنوب.
ولم يقتصر تشييع شهداء بلدة عيترون على أهلها فقط، بل توافد عليها أبناء البلدات المجاورة والبعيدة ليشاركوا في موكب تشييع مهيب، تعبيرا عن تضامنهم مع أبناء البلدة.
وفي هذا السياق، قال غسان حجازي للجزيرة نت "لا تربطنا علاقة قرابة مع الشهداء لكنهم جميعا أبناء لنا، لقد دفعنا جميعا ثمنا باهظا بالدماء من أجل العودة إلى بلداتنا الجنوبية".
وأضاف "نحن في خندق واحد، وقد واجهنا العدو الإسرائيلي بكل شجاعة، واليوم نرفع رؤوسنا بفخر واعتزاز بشهدائنا الذين قدموا أرواحهم فداء لأرضنا".
يقول رئيس بلدية عيترون الجنوبية سليم مراد "بلدة عيترون، بلدة الشهداء، قدمت أغلى التضحيات حيث بلغ عدد شهدائها نحو 123 شهيدا، ونودّع اليوم 104 منهم على طريق الحرية".
ويضيف في حديثه للجزيرة نت "نحن نودّع شهداءنا اليوم وكلنا يقين بأن خيارنا هو المقاومة، فهذه الأرض لا تنحني بفضل تضحيات أبنائها ودمائهم الطاهرة، سنزرع أجسادهم ودماءهم لتزهر انتصارا حاضرا ومستقبليا وسنحمي أرضنا بدمائنا وشموخنا".
إعلانويشير رئيس البلدية إلى أن بلدة عيترون تعرضت للقصف والدمار الشديد، مما أدى إلى تدمير البنى التحتية والمنازل والممتلكات لتصبح شاهدة على إجرام العدو.
ويوضح أن الأضرار العامة في البلدة تتراوح بين 60% و65%، إضافة إلى الانهيار الكامل للحركة الاقتصادية. ويستدرك أن الدماء التي سالت تبقى هي الأثمن".
وخلف العدوان الإسرائيلي دمارا واسعا في الأحياء القديمة، حيث توغلت الجرافات الإسرائيلية داخل البلدة، ودمرت عددا كبيرا من المنازل التاريخية التي يعود عمرها لعقود طويلة. وكانت غالبية البيوت مشيدة بحجارة صخرية صلبة تجسد تاريخ البلدة وإرثها العمراني.
وامتد الدمار ليصل ما يقارب ألف منزل من أصل آلاف المنازل المنتشرة في أرجاء البلدة، التي لا يزال جزء من محيطها محتلا حتى اليوم، ضمن 5 نقاط لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتفظ بها.