إجراءات معقدة وصارمة.. لماذا يستغرق اتفاق تبادل السجناء بين واشنطن وطهران وقتا طويلا؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق مبدئي سيؤدي بالنهاية لإطلاق سراح خمسة أميركيين من أصل إيراني محتجزين في إيران وعدد غير معروف من الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة، بعد أن يتم تحويل مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة من البنوك في كوريا الجنوبية إلى قطر.
تم الإعلان عن الصفقة المعقدة، التي جاءت بعد أشهر من المفاوضات غير المباشرة بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين يوم الخميس عندما نقلت إيران أربعة من الأميركيين الخمسة من السجن إلى الإقامة الجبرية.
أما الأميركي الخامس فقد كان بالفعل قيد الإقامة الجبرية قبل الإعلان عن الصفقة.
ولا تزال تفاصيل تحويل الأموال والموعد النهائي لتنفيذ بنود الصفقة وكذلك تاريخ الإفراج عن الأميركيين والإيرانيين غير واضحة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
مع ذلك، يقول المسؤولون الأميركيون والإيرانيون إنهم يعتقدون أن الاتفاق قد يكتمل بحلول منتصف أو نهاية سبتمبر المقبل.
تفاصيل الاتفاقبموجب الاتفاق المبدئي، منحت الولايات المتحدة موافقتها لكوريا الجنوبية لتحويل أصول إيرانية مجمدة موجودة هناك من العملة المحلية "الوون" إلى اليورو.
سيتم بعدها إرسال هذه الأموال إلى قطر، التي كانت وسيطا في المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، ويتراوح حجمها بين ستة إلى سبعة مليارات دولار اعتمادا على أسعار الصرف.
تمثل هذه الأموال المبالغ المستحقة على كوريا الجنوبية لإيران، لكنها لم تدفع بعد، نتيجة شرائها نفطا إيرانيا قبل أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على مثل هذه المعاملات في عام 2019.
تؤكد الولايات المتحدة أنه بمجرد وصول الأموال إلى قطر، سيتم الاحتفاظ بها في حسابات مقيدة ولن يتم استخدامها إلا لشراء سلع ذات طبيعة إنسانية، مثل الأدوية والغذاء.
عارض البعض في إيران هذه المعطيات وزعموا بأن طهران ستكون لها سيطرة كاملة على الأموال، فيما لم تعلق قطر علنا على الكيفية التي ستراقب بها عملية صرف الأموال.
في مقابل كل هذا، ستفرج إيران عن خمسة أميركيين من أصل إيراني محتجزين منذ عدة سنوات في البلاد، وهم كل من رجل الأعمال سياماك نيازي إلى جانب المستثمر عماد شرقي وداعية حماية البيئة مراد طهباز الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية.
ولم تُعلن هوية المواطن الأميركي الرابع الذي سُمح له بمغادرة السجن، ولا المواطن الخامس الخاضع بالفعل للإقامة الجبرية.
حاليا، تم وضعهم جميعا تحت حراسة مشددة في فندق في طهران، وفقا لمحامي مقيم في الولايات المتحدة يدافع عن أحدهم.
لماذا سيستغرق الاتفاق وقتا طويلا؟لا تريد إيران الحصول على الأموال بالعملة الكورية الجنوبية، لأنها تعتقد أن عملية تحويلها للدولار أو اليورو ستكون صعبة.
ويقول مسؤولون أميركيون إنه في حين أن كوريا الجنوبية تعمل على تحويل الأموال، إلا أنها تشعر بالقلق من أن تحويل 6 أو 7 مليارات دولار من الوون إلى عملات أخرى في وقت واحد سيؤثر سلبا على سعر الصرف وعلى اقتصادها.
بالتالي، فإن كوريا الجنوبية تسيّر العملية ببطء، حيث تقوم بتحويل مبالغ صغيرة من الأصول المجمدة لتحويلها في نهاية المطاف إلى البنك المركزي في قطر.
بالإضافة لذلك، يتعين على كوريا الجنوبية تجنب استخدام النظام المالي الأميركي أثناء عملية تحويل الأموال، لإن ذلك قد يعرضها لعقوبات أميركية.
بالتالي فقد تم ترتيب سلسلة معقدة وتستغرق وقتا طويلا من التحويلات من خلال بنوك دولة ثالثة، لم يعلن عنها.
لماذا الآن؟بالنسبة لإيران، أدت سنوات من العقوبات الأميركية إلى تراجع اقتصادها الذي يعاني أصلا من عدة مشاكل.
سابقا، أدى الحديث عن إحراز تقدم في المحادثات بشأن الأصول الإيرانية المجمدة إلى حصول تقدم ضئيل فيما يتعلق بتعزيز مستوى العملة الإيرانية المتراجعة.
بالتالي فإن الإفراج عن هذه الأموال، حتى لو تم صرفها في ظل ظروف صارمة، يمكن أن يوفر دفعة اقتصادية لطهران.
هل ستطلق واشنطن سراح إيرانيين معتقلين؟يوم الجمعة، حرصت وزارة الخارجية الإيرانية على الإشارة لهذا الموضوع، لكن المسؤولين الأميركيين رفضوا التعليق بشأن هوية أو عدد السجناء الإيرانيين الذين قد يفرج عنهم نتيجة الاتفاق.
وكانت وسائل إعلام إيرانية حددت في السابق عدة سجناء إيرانيين لديهم قضايا مرتبطة بانتهاكات لقوانين التصدير الأميركية والقيود المفروضة على التعامل مع إيران.
وتشمل تلك الانتهاكات تحويل الأموال عبر فنزويلا ومبيعات معدات ذات استخدام مزدوج تقول الولايات المتحدة إنها يمكن ان تستخدم في برامج عسكرية ونووية لصالح إيران.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة کوریا الجنوبیة
إقرأ أيضاً:
"الوقت حاسم".. الأمم المتحدة تدعو لمحادثات بشأن الاتفاق النووي مع إيران
حثت مسؤولة كبيرة بالأمم المتحدة، القوى العالمية وإيران على العمل بشكل عاجل لاستعادة اتفاق عام 2015، الذي رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، مشددة على أن "نجاحه أو فشله يهمنا جميعاً".
ويُعرف الاتفاق الإيراني مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين، باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018، خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى في رئاسة الولايات المتحدة، وبدأت إيران في التحلل من التزاماتها النووية بموجب الاتفاق.
Ahead of the #UNSC meeting on #Iran's nuclear commitments as set out in Res. 2231, the E3 @GermanyUN, @franceonu @UKUN_NewYork warned of the urgency of the Iran nuclear crisis.
Iran must change course, de-escalate, and choose diplomacy. pic.twitter.com/ON6G2cWWdP
وقال روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، لمجلس الأمن "على الرغم من أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل، فإن الولايات المتحدة كانت واضحة أيضاً في أن حيازة إيران أسلحة نووية لا يمكن أن تكون خياراً أبداً. نحن مستعدون لاستخدام جميع مواطن قوتنا لضمان هذه النتيجة".
والتقى دبلوماسيون أوروبيون وإيرانيون أواخر الشهر الماضي، لمناقشة ما إذا كان بإمكانهم العمل على نزع فتيل التوتر الإقليمي، بما في ذلك ما يتعلق بالبرنامج النووي لطهران، قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل، لولاية ثانية مدتها 4 سنوات.
وقالت رئيسة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري دي كارلو، لمجلس الأمن، الذي أورد الاتفاق في قرار عام 2015: "الوقت حاسم"، وأضافت: "بينما يقع العبء على المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة، فإن نجاحهم أو فشلهم يهمنا جميعاً. لا تستطيع المنطقة تحمل المزيد من عدم الاستقرار".
Ahead of the #UNSC meeting on #Iran's nuclear commitments as set out in Res. 2231, the E3 @GermanyUN, @franceonu @UKUN_NewYork warned of the urgency of the Iran nuclear crisis.
Iran must change course, de-escalate, and choose diplomacy. pic.twitter.com/ON6G2cWWdP
وأبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن، في رسالة في وقت سابق من هذا الشهر، أنها مستعدة- إذا لزم الأمر- لتفعيل ما تسمى "العودة السريعة" لفرض جميع العقوبات الدولية على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي. وستفقد هذه الدول القدرة على اتخاذ مثل هذا الإجراء في 18 أكتوبر (تشرين الأول) من العام المقبل، عندما تنتهي صلاحية قرار الأمم المتحدة لعام 2015 بشأن الاتفاق.
وقال جيمس كاريوكي نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة للمجلس، أمس الثلاثاء: "سنتخذ جميع الإجراءات الدبلوماسية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، بما في ذلك تفعيل العودة السريعة (للعقوبات) إذا لزم الأمر".
وأبلغ السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني، المجلس بأن الاستعانة "بالعودة السريعة" للعقوبات على طهران سيكون "غير قانوني وغير بناء".
وقال "ما تسمى بالعودة السريعة (للعقوبات) ليست أداة لتهديد إيران. لقد أوضحت إيران تماما أن مثل هذه الخطوة الاستفزازية ستقابل برد حازم ومتناسب".
Today, #UNSC discussed the implementation of #JCPOA.
Slovenia ???????? expressed concern over the size and unclear nature of Iran's nuclear program. It called on Iran to cooperate fully with the IAEA.
???????? joins the SG's call for a diplomatic solution to restoring #JCPOA's objectives. pic.twitter.com/ZTGqpNRXJ0
ومن جهتها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة هذا الشهر، إن إيران تعمل على تسريع تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، ما يقارب مستوى 90% تقريباً اللازم لصنع الأسلحة.
وتقول الدول الغربية إنه لا توجد حاجة لتخصيب اليورانيوم إلى مثل هذا المستوى المرتفع، في إطار أي برنامج مدني، وإن أي دولة أخرى لم تفعل ذلك من دون إنتاج قنابل نووية. وتنفي إيران سعيها إلى الحصول على أسلحة نووية وتقول إن برنامجها سلمي.
وقالت ديكارلو لمجلس الأمن إن "وكالة الطاقة الذرية غير قادرة على أن تضمن للمجتمع الدولي الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني".