توقعات اغتيال حسن نصر الله.. التوترات السياسية والتصريحات المثيرة
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
توقع محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس العربي الإسلامي، اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في مقابلة أجريت معه على قناة «العربية» قبل ساعات من تنفيذ العملية التي استهدفت "نصر الله".
واثارت تصريحات الحسيني التي أطلقها بشأن مصير نصر الله تفاعلًا كبيرًا على الساحة الإعلامية وبين المتابعين للشأن السياسي في المنطقة.
تأتي تصريحات الحسيني في ظل تصاعد التوترات بين حزب الله والعديد من الأطراف الإقليمية والدولية، بما في ذلك إسرائيل.
يتهم الحسيني حزب الله بأنه أداة في يد إيران، مشيرًا إلى أن العلاقات بين حزب الله وطهران قد تتعرض للخيانة في أي لحظة.
وقال الحسيني مخاطبًا نصر الله: "اجمع شملك واكتب وصيتك"، مضيفًا أن من اشترك مع حزب الله اليوم قد باعهم.
جاءت هذه التصريحات في وقت حساس للغاية، حيث يشير الحسيني إلى أن إيران قد تتخلى عن نصر الله وتبيع "رأسه" لأهداف أخرى، ما يعني أن نصر الله قد يكون في مرمى الاستهداف من قبل قوى إقليمية أو دولية، وخصوصًا إسرائيل التي تعتبر حزب الله تهديدًا دائمًا لأمنها.
هل كانت إسرائيل وراء العملية؟يأتي اغتيال حسن نصر الله في سياق تاريخ طويل من الصراع بين حزب الله وإسرائيل. بعد توقع الحسيني لاغتيال نصر الله، بدأت التساؤلات تثار حول كيفية تنفيذ العملية ومن كان وراءها.
حسب ما تم تداوله، فإن إسرائيل كانت قد نفذت عمليات مشابهة في الماضي، ما يجعل احتمال تورطها في هذه العملية أمرًا واردًا.
تاريخيًا، استهدفت إسرائيل قادة في حزب الله، وكان أشهرهم عماد مغنية، القيادي البارز الذي تم اغتياله في دمشق عام 2008.
لذا، فإن هذه العملية الأخيرة تثير الشكوك بأن إسرائيل قد تكون وراء اغتيال نصر الله، رغم عدم وجود تأكيد رسمي حتى الآن.
الحسيني وتوقعاته: تصعيد أم تحذير؟يعتبر محمد علي الحسيني من الشخصيات المثيرة للجدل في المنطقة، وكان دائمًا ما يوجه انتقادات حادة لحزب الله وإيران.
في تصريحاته الأخيرة، كان الحسيني مباشرًا وصريحًا عندما قال إن نصر الله قد أصبح الهدف الأول، وإن الأوضاع قد تغيرت لدرجة أن إيران نفسها قد تتخلى عنه.
تأتي هذه التصريحات في ظل تزايد التوترات بين القوى الإقليمية، وخاصة بعد تطورات الصراع الإسرائيلي الإيراني في المنطقة.
ويدفع هذا التصعيد إلى الاعتقاد بأن الحسيني كان يرسل رسالة تحذيرية لنصر الله، مفادها أن الخطر الحقيقي يأتي من الحلفاء الذين ربما خانوه.
انعكاسات اغتيال نصر الله على الوضع الإقليميمن المؤكد أن اغتيال حسن نصر الله، إن كان قد حدث بالفعل، سيترك تداعيات كبيرة على الساحة السياسية في لبنان والمنطقة ككل.
حزب الله يعتبر أحد أهم الأطراف السياسية والعسكرية في لبنان، وله نفوذ واسع في الداخل اللبناني وفي المنطقة ككل.
لذا فإن غياب نصر الله قد يؤدي إلى فراغ كبير في قيادة الحزب، وقد يؤثر على توازن القوى في لبنان وسوريا والمنطقة.
إضافة إلى ذلك، من الممكن أن يؤدي اغتيال نصر الله إلى تصعيد عسكري بين حزب الله وإسرائيل.
فمن المعروف أن الحزب يمتلك قوة عسكرية كبيرة وله وجود قوي على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وإذا تم التأكد من أن إسرائيل هي من نفذت العملية، فإن ذلك قد يشعل مواجهة مباشرة بين الطرفين، وقد تكون تداعياتها وخيمة على المستوى الإقليمي.
ردود الفعل السياسية والدوليةحتى الآن، لم تصدر ردود فعل رسمية من قبل حزب الله أو إيران حول تصريحات الحسيني أو عن أي عملية اغتيال تستهدف حسن نصر الله.
ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام العربية والدولية تتداول الموضوع بكثافة، وهناك حالة من الترقب بشأن الخطوة التالية التي قد يقوم بها حزب الله.
على المستوى الدولي، من المرجح أن تؤدي هذه التطورات إلى زيادة الضغوط على إيران وحزب الله.
قد تستغل القوى الغربية هذه الفرصة لزيادة العقوبات أو تعزيز الضغوط الدبلوماسية على إيران وحزب الله في إطار سياسة "الضغط الأقصى" التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اغتيال حسن نصر الله التصريحات التوترات التوترات السياسية اغتیال حسن نصر الله اغتیال نصر الله بین حزب الله فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: اغتيال سليماني منع تهديداً مرعباً
رأى الكاتب الإسرائيلي، أماتسيا برعام، أنه لو لم يتم اغتيال قائد "فيلق القدس" الجنرال الإيراني قاسم سليماني، لكان هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أكثر تدميراً لإسرائيل.
وقال برعام في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه في الثالث من يناير (كانون الثاني) عام 2020، قتلت طائرة مسيرة أمريكية سليماني بالقرب من بغداد، وكانت إسرائيل شريكة في التخطيط، لكن حسب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل يومين من تنفيذ العملية، شعر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالخوف وتراجع.
حلقة الناروأوضح برعام، وهو باحث إسرائيلي كبير، أن سليماني كان المهندس الرئيسي لحلقة النار حول إسرائيل، والتي تم تفعيلها جزئياً في 8 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وكان من المفترض أن يتم تفعيل تلك الحلقة بالكامل عندما تهاجم إسرائيل المشروع النووي العسكري الإيراني، أو عندما تضعف إسرائيل بدرجة كافية.
قاسم سليمانيويقول الكاتب الإسرائيلي تحت عنوان "السيناريو المرعب الذي تم تجنبه.. قرار واحد لترامب أنقذ إسرائيل"، إن سليماني جمع بين الموهبة التنظيمية والكاريزما الشخصية والتفكير الاستراتيجي والاستعداد للمخاطرة، مع التعصب الديني والقومية الإيرانية.
وكان زعماء تنظيم "حزب الله" اللبناني، والميليشيات في العراق، وحتى المتمردين الحوثيين، معجبين به ويخشونه، وفي إيران، كان هو الشخص الذي يتمتع بأكبر قدر من التأثير على المرشد الأعلى علي خامنئي.
ومنذ عام 1997، عندما تم تعيينه قائداً لفيلق القدس، أصبح المهندس الرئيسي لاستراتيجية إيران في الخارج، وبعد إقصائه، تم استبداله بإسماعيل قاآني، واصفاً إياه بـ"ضابط غير كفي وغير فعال".
وبحسب الكاتب، منذ عام 1979، أعلنت طهران بشكل علني أن هدفها هو القضاء على إسرائيل، وكان سليماني شريكاً كاملاً في هذا الأمر، ولكن قبل السابع من أكتوبر، لم يكن سليماني قد أوصى بعد بشن حرب شاملة، ولكن اعتبر النظام الإيراني المظاهرات التي اندلعت في إسرائيل في إطار الثورة القانونية بمثابة مؤشرات على تفكك المجتمع الإسرائيلي، وأن الجيش الإسرائيلي بدأ يتفكك، وأن ثمة تباعداً بين تل أبيب وواشنطن.
قرار يحيى السنواروأوضح أن حزب الله والعراقيين والحوثيين انتظروا الضوء الأخضر من طهران للتحرك في إطار حلقة النار، ولكن زعيم حماس يحيى السنوار لم ينتظر، مشيراً إلى أن سليماني لو كان على قيد الحياة، لما كان السنوار يتخذ تلك الخطوة دون إذن.
خطة سليمانيوفي قراءة لأنماط عمل سليماني، قال الكاتب إنه بمجرد أن تضرب الفوضى والشلل الجيش الإسرائيلي سيسعى إلى اغتنام الفرصة، مع الإدراك أن حلقة النار لن تتسبب في القضاء على إسرائيل، ولكن من شأنها أن تحدث أضراراً جسيمة، مضيفاً أن سليماني كان يعطي تعليمات لحزب الله بإطلاق كل صاروخ وقذيفة، وآنذاك كانت ستعزو كتائب الرضوان شمال إسرائيل في وقت لا يكون الجيش الإسرائيلي مستعداً، بالإضافة إلى إطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران على القواعد الجوية، فضلاًعن إصداره تعليمات للميليشيات العراقية بقصف المدن الإسرائيلية بكل قوة، مستطرداً: "كانت إسرائيل ستنجو ولكن بثمن كارثي".
قرار ترامبواختتم مقاله قائلاً إن قرار ترامب بالقضاء على سليماني كان صحيحاً، بينما كان قرار إسرائيل بعدم المساعدة في القضاء عليه، ومن ثم عدم القضاء على السنوار خاطئاً.