منذ أن عصفت الحروب والأزمات بلبنان، لم يخرج من اللبنانيين سوى التضامن الوطني الصرف ،وأينما وقعت المصيبة شمالا، جنوبا ،شرقا أو غربا كان لسان حال اللبنانيين واحدا : الوقوف إلى جانب الوطن وابنائه. ففي ظل وضع حرج كهذا، تسقط الحواجز وينبري اهل البلد الواحد الى التماسك والوحدة.   عندما وقعت أحداث غزة ، ورفعت قوى الممانعة وتحديدا حزب الله شعار إسناد الجبهات ،جاء موقف القوى المسيحية معارضا لإدخال لبنان في أتون الحرب لعدة اعتبارات أساسية.

لم يكن الدافع هنا إلا المصلحة الوطنية ،وتحركت قوى المعارضة وفق هذا الأساس مع تشديدها على قدسية القضية الفلسطينية وإدانة العدوان الإسرائيلي الهمجي. كان التباين في مسألة الحرب بين قوى المعارضة والممانعة واضحا وتعاظم مع مرور الوقت، وفي لبنان، لكل فريق الحرية في مقاربة الأمور والتعبير عنها. وازاء ما حصل مؤخرا من عدوان اسرائيل مختلف الاتجاهات واستشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فقد أجمعت القوى السياسية في البلاد على الادانة وتظهير صورة التضامن الوطني بوجه عدو غاشم لا يقيم وزنا لأي اعتبار انساني أو اخلاقي.

لم يعكس هذا الاستنكار الفريق المقرب من "الممانعة" فحسب، بل جاءت الإدانة لقتل الابرياء من القوى المسيحية على اختلاقها ما أظهر بعدا وطنيا، فالعدو واحد وفق ما كان تعبير هذه القوى منذ زمن .وتفيد مصادر في المعارضة ل " لبنان٢٤ " أن أي مواقف هنا تفسر في غير مكانها، والوقت ليس للتساجل إنما للتضامن والتأكيد على بعض المسلمات في حين يبقى المبدأ بشأن رفض جر لبنان إلى الحرب هو السائد .وتوضح المصادر أن معظم قوى المعارضة أخذت على عاتقها عدم الإدلاء بأية مواقف، واكتفت بالأدانة والتأكيد أن ما جرى في البلاد هو خرق للقوانين الدولية، والقرار برفض الحرب لا يفسد في الود قضية.   وترى هذه المصادر أن المعارضة لا تحاول إلا تبيان أحقية فصل المسار عما يجري في غزة وعدم تكبد لبنان خسائر في ارواح مواطنيه من أي طائفة أو لأي جهة انتموا كما خسائر في الاقتصاد وفي أي مجال. فهذه الحرب واقعة على الجميع من دون استثناء. وتفيد المصادر أن هذه الخسارة مني بها الجميع حتى أن حزب الله يقر بها، مشيرة إلى أن الأحزاب المسيحية على تضامنها وشجبها لهذا الخرق العدواني، تنطلق من مقاربة أساسية في رفض إدخال لبنان في الحرب وعلى استعداد لتكرار ماهية انعكاساتها في أي وقت، لكن وقائع الميدان مقلقة للغاية.

وتؤكد المصادر أن التضامن الذي تجلى مع الانفجارات كان على مساحة الوطن من خلال التبرع بالدم والنخوة والمساعدة، والتعاطي السليم من دون رمي مواقف لمجرد رميها ، فهذا الأمر كان مطلوبا وتم تعميمه.

تعرض أي منطقة لبنانية لأي اعتداء إسرائيلي واستهداف اي لبناني هو محور شجب وادانة ، وليس غريبا على اللبنانيين والقوى المحلية أن تبادر لأي عمل انساني ووطني بعزيمة بهدف الدعم بالدرجة الأولى ، فلبنان كان ولا يزال وطنا لجميع أبنائه ولا بد من المحافظة عليه أيضا.   المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قوى المعارضة المصادر أن

إقرأ أيضاً:

البرهان من نواكشوط .. رسائل للداخل والخارج

بعث رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، من العاصمة الموريتانية نواكشوط برسائل في عدة إتجاهات في ختام زياراته لعدد من الدول في غرب أفريقيا.

ووصف البرهان المعركة الحالية في السودان بأنها “معركة الشعب السوداني بكل قطاعاته المختلفة الذي يدافع عن شرفه وعرضه وسكنه ووطنه”.

و قال البرهان إن “أهل السودان جميعهم قرروا أن يقضوا على هذه المليشيا المجرمة القاتلة الناهبة المغتصبة من آل دقلو والمرتزقة والعملاء المتعاونين معهم”، و تابع: “ليس لدينا حديث كثير حديثنا في الميدان حتى القضاء على هولاء المجرمين القتلة”.

ونقل تعميم نشره إعلام مجلس السيادة الإنتقالي أن البرهان أكد عدم اعتراضهم على أي سلام، قائلاً: “نحن مع السلام وإيقاف الحرب لكن بشرط عدم وجود هولاء الجنجويد والمرتزقة وأي جهة وشخص ساعدهم”.

و قال البرهان وهو يخاطب حشداً من الجالية السودانية في نواكشوط إنه “قدم تنويراً وشرحاً عن الحرب التي تدور في البلاد لكل القادة في دول غرب أفريقيا الذين ليس لديهم معلومات و حقائق وإتضحت لهم الرؤية الصحيحة بأن السودان يواجه غزواً واستعماراً جديداً تقف من خلفه قوة استعمارية جديدة تدعهم بالمال والسلاح والمرتزقة”.

و جزم البرهان بأن هذه القوى الاستعمارية الجديدة مهما دعمت وصرفت على هولاء المجرمين فإن الشعب السودان سيقف ويقاتل هؤلاء الجنجويد ومن يساندهم سياسياً وعسكرياً.

و أعلن البرهان أن “أي شخص يضع السلاح ويعود إلى رشده ويعود إلى حضن الوطن نقول له مرحباً، واليوم لدينا العديد من المجموعات سلمت نفسها ورحبنا بهم”.

و حول العلاقات مع القوى السياسية قال البرهان إننا “سنقيس علاقتنا في المستقبل مع القوى السياسية بالداخل بموقفها الآن من الحرب المفروضة على شعبنا، وعلاقتنا في المستقبل مع الدول الخارجية ستكون مرتبطة بالمواقف في هذه الحرب حتى نبني وطناً معافى من المجرمين والمرتزقة والعملاء والخونة”.

نواكشوط – المحقق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 73% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد اتفاق تبادل الأسرى
  • غالبية إسرائيلية تؤيد صفقة تبادل الأسرى
  • ثلاثة مرتكزات في عملية التأليف الحكومي
  • صحة غزة تنشر إحصائية شهداء العدوان الإسرائيلي
  • المعارضة تشجع الرئيس المكلف: لتكن حكومة تصريف أعمال
  • ثلاث رسائل رئيسية في زيارة ماكرون للبنان
  • 466 يوما من المجازر.. عربي21 ترصد أبرز نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة (شاهد)
  • غزة في قلب مصر.. أخيرًا بعد 470 يومًا من العدوان الإسرائيلي ..التوصل إلى اتفاق لإنهاء إطلاق النار .. دبلوماسيون: انتصر الشعب الفلسطيني ونجحت الدبلوماسية المصرية القطرية بالوساطة الأمريكية
  • البرهان من نواكشوط .. رسائل للداخل والخارج
  • الجيش الإسرائيلي يفجر منازل ويجرف طرقات جنوب لبنان