عربي21:
2025-03-31@10:33:31 GMT

تأثير غزة على الناخبين العرب

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

من المتوقع أن يكون لحرب إسرائيل على الفلسطينيين في غزة تأثير كبير على الأميركيين العرب في انتخابات نوفمبر المقبلة. وتنبثق هذه الملاحظة الرئيسية من استطلاع رأي وطني أُجري في منتصف سبتمبر الجاري على 500 ناخب أميركي عربي مسجل بواسطة شركة «جون زغبي ستراتيجيز» لصالح المعهد العربي الأميركي.

لقد أعادت هذه الهجمات المدمرة التي استمرت عاماً كاملاً على غزة تشكيل هيئة الناخبين الأميركيين العرب، مما أدى إلى تغيير النظرة تجاه الحزب «الديمقراطي» وتقليل الحماس للتصويت، والتأثير سلباً على الميل للتصويت لنائبة الرئيس كامالا هاريس.

على مدار ثلاثة عقود من استطلاع آراء الأميركيين العرب، كانت الجالية تفضل «الديمقراطيين» باستمرار، بنسبة دعم ثابتة 2:1 على مدار السنوات. ومع ذلك، فإن تعامل إدارة بايدن مع الأزمة في غزة قد أضعف هذا الدعم، حيث بات الأميركيون العرب الآن منقسمين بالتساوي بين الحزبين - بنسبة 38.5% لكل منهما.

وبهامش طفيف (46% إلى 44%)، يفضل الناخبون في المجتمع أن يسيطر الجمهوريون على الكونجرس المقبل. تظل نسبة الإقبال على التصويت بين الأميركيين العرب دائماً حوالي 80%. ولكن هذا العام، يقول 63% فقط إنهم متحمسون للتصويت في نوفمبر، وهو ما قد يؤثر على نسبة الإقبال. لقد أثر هذا الوضع أيضاً على فرص هاريس في الفوز بأصوات الأميركيين العرب في منافستها مع الرئيس السابق دونالد ترامب.

ففي حين حصل بايدن على 59% من أصوات الأميركيين العرب في 2020، مقابل 35% لترامب، يظهر استطلاع هذا العام تعادلاً شبه كامل بنسبة 41-42% في مواجهة بين مرشحين متعددين. والأخطر بالنسبة لهاريس هو أن ترامب يتفوق بين الناخبين المحتملين بنسبة 46% مقابل 42%. رغم أن بعض «الاستطلاعات» غير العلمية اقترحت أن مرشحاً من طرف ثالث قد يحظى بأغلبية أصوات الأميركيين العرب، إلا أن استطلاع المعهد العربي الأميركي يظهر أن جميع مرشحي الطرف الثالث مجتمعين يحصلون على 12% فقط من أصوات المجتمع. بدلاً من ذلك، يستفيد ترامب من غضب المجتمع بسبب فشل إدارة بايدن في معالجة الأزمة في غزة.

ربما يكون هذا الأمر مفاجئاً نظراً لسجل ترامب وتصريحاته الأخيرة، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تفسر ذلك. قد تكون هناك رغبة في معاقبة «الديمقراطيين» على الصدمة التي استمرت عاماً كاملاً. بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من سجل ترامب السيئ في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ودعمه لأهداف الحرب الإسرائيلية، فإن استطلاع المعهد العربي الأميركي يُظهر أن المجموعات الفرعية التي كانت مرتبطة سابقاً بالحزب «الجمهوري» تعود لدعمه. وعلاوة على ذلك، يقول 81% من الأميركيين العرب إن غزة ستكون عاملاً مهماً يحدد اتجاهات تصويتهم في الانتخابات الرئاسية.

وعند سؤالهم عما إذا كانت هاريس ستطالب بوقف إطلاق النار الفوري وتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق للفلسطينيين في غزة أو حجب الدعم الدبلوماسي والعسكري عن إسرائيل حتى وقف إطلاق النار وانسحاب قواتها من غزة، فإن دعم الأميركيين العرب لهاريس في هذه الحالة سيرتفع إلى حوالي 62%. هذا الدعم الجديد لهاريس سيتضمن ثلث ناخبي ترامب تقريباً، بينما سيختفي الدعم تقريباً للمرشحين من أطراف ثالثة. وإذا قام ترامب بالمطالب نفسها تجاه إسرائيل، فإنه سيستفيد أيضاً، حيث سيرتفع دعمه إلى 56% مع زيادة تأتي من ربع ناخبي هاريس ونصف أصوات المرشحين من أطراف ثالثة. وفي حين أن هذه التدابير ضرورية ومهمة لإنهاء الحرب، قد يعتبر الإعلان عن تغيير في السياسة من هذا النوع أثناء الحملة الانتخابية مهمة صعبة.

وكان يمكن لخطوات أقل دراماتيكية أن تساعد في كسب المزيد من دعم الأميركيين العرب. على سبيل المثال، فقدت هاريس فرصة مهمة برفضها دعوة أميركي فلسطيني له عائلة في غزة ليكون متحدثاً في مؤتمر الحزب «الديمقراطي». وعندما سئل الناخبون عما إذا كان توجيه مثل هذه الدعوة سيحدث فرقا في تصويتهم، كان الرد بالإيجاب وبنسبة كبيرة.

وكان من الممكن أن ترتفع نسبة تصويت الأميركيين العرب لصالح هاريس إلى 61%. لقد تم إهدار هذه اللحظة، ولكن إذا أتيحت فرص أخرى، وكانت هاريس لا تزال ترغب في دعم الأميركيين العرب، فلا ينبغي تفويتها.

على مدار 30 عاماً من استطلاع آراء الناخبين الأميركيين العرب، لم نشهد شيئاً يشبه الدور الذي تلعبه الحرب على غزة في سلوك الناخبين. لقد أثرت الفظاعات المستمرة لمدة عام في غزة والكارثة التي تواجه لبنان الآن على كل مجموعة فرعية داخل المجتمع، مع وجود اختلافات طفيفة بين الطوائف الدينية والبلدان الأصلية والمهاجرين أو المولودين في الولايات المتحدة والنوع والفئات العمرية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، سيراقب الأميركيون العرب، وكذلك، كما أظهرت استطلاعاتنا للناخبين الأميركيين بشكل عام، الناخبون الشباب والناخبون غير البيض الذين يشاركونهم نفس الاهتمامات، لمعرفة ما إذا كانت مخاوفهم العميقة تجاه غزة ولبنان ستحظى بالتقدير والاحترام مع وعد بالتغيير.

(الاتحاد الإماراتية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة انتخابات امريكا غزة انتخابات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمیرکیین العرب بین الأمیرکیین فی غزة

إقرأ أيضاً:

نجم «رأس الغول»

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم ارتباطًا وثيقًا، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، فقد استخدموها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم «رأس الغول»، والذي يقع فـي كوكبة نجمية تسمى «حامل رأس الغول» وهذا النجم أحد أكثر النجوم إثارة للاهتمام بين الفلكيين، فهو من النجوم المتغيرة، حيث يتغير لمعانه بشكل دوري، مما جعل الفلكيين العرب يشبهونه بالكائن الأسطوري المنتشر فـي الثقافة العربية القديمة وهو كائن الغول، الذي ورد فـي أشعار العرب وقصصهم منذ العصر الجاهلي، ووصفوه بأوصاف تتمثل فـي أنه يستطيع تغيير أشكاله وألوانه، وهذا الوصف يتطابق مع الملاحظة التي لاحظوها على هذا النجم، فلذلك أطلقوا عليه هذا الاسم بسبب هذا التغير غير المعتاد فـي سطوعه.

كان العرب ينظرون إليه بعين الريبة، إذ لاحظوا تغير لمعانه الدوري، وهو أمر لم يكن مألوفًا فـي عالمهم الفلكي، فهو ليس كغيره من النجوم الثابتة اللمعان، بل يتبدل سطوعه كل بضعة أيام، حتى يبدو كأنه يتنفس نورًا ويخبو مجددًا

ولكن العلم الحديث كشف لنا سبب هذا التغير وهو أن هذا النجم ليس مفردا وأخبرنا أن هذا النجم كونه نجمًا ثنائيًا كسوفـيًا، حيث يدور نجم خافت أمام نجم أكثر لمعانًا، حاجبًا بعضًا من ضوئه عن الأرض، هذا الاكتشاف، الذي تحقق فـي القرن السابع عشر، أكد صحة ملاحظات العرب الأوائل، الذين ربطوا هذا التغير بصفات الغول الأسطوري فـي تراثهم. ويمكن رؤية هذا النجم فـي سلطنة عُمان، فـي السماء الشرقية بعد غروب الشمس فـي أواخر سبتمبر، ويصل إلى أعلى نقطة له فـي السماء «الزوال» حوالي منتصف الليل فـي نوفمبر، ثم يغرب فـي السماء الغربية قبل الفجر. مع تقدم الموسم، يتحرك ظهوره نحو الغرب، ويصبح غير مرئي بحلول أواخر الربيع.

أما من حيث المعلومات الفلكية عن هذا النجم فإن النجم الرئيسي فـي هذه الأنجم الثلاثة يبعد عن الأرض حوالي 93 سنة ضوئية، ويقدر حجم قطره بثلاثة أضعاف قطر شمسنا، بينما تبلغ درجة حرارة سطحه حوالي 12,000 كلفن، وهو أكثر بكثير عن حرارة شمسنا. وقد أورد الشعراء العرب منذ القديم «نجم الغول» فـي قصائدهم، كما أنهم عبروا فـيها عن العلاقة بين الغول الأسطوري وتغير ألوانه وتبدلها، فهذا الشاعر والفلكي العباسي أبو الحسين الصوفـي يقول:

ورأسها كواكب متصله

بالعنق من كواكب المسلسله

وبعدها حامل طويل رأس الغول

صورة شخص مائل طويل

شبيه إنسان طويل القامة

بيده غول عظيم الهامة

وهذا الشاعر العباسي الشهير أبو العلاء المعري يقول فـي «رأس الغول»:

لَو عُدتُ مِن أَسَدِ النُجومِ بِجَبهَةٍ

أَو بُتُّ فـي ذَنَبٍ لِشبوَةِ شائِلِ

أَو كُنتُ رَأسَ الغولِ وَهوَ مُوَقَّرٌ

فـي الشهبِ لَم آمَن تَهَجُّمَ غائِلِ

كانَ الشبابُ ظَلامَ جِنحٍ فَاِنجَلى

وَالشَيبُ يَذهَبُ فـي النَهارِ الزائِلِ

أما الشاعر ابن زقاعة الذي عاش فـي العصر المملوكي فـيقول:

والضيح بالرومي قيل السلحفا

وكذلك اللوزآ فـي الاسمية

برشاوش للغول يحمل رأسه

من تحته فرس طويل القامة

من خلفه العيوق شبهه الذي

يسمى ببطليموس مثل أعنة

ومن الشعراء المشهورين الذين ذكروا «الغول» الشاعر الأموي الأخطل الذي يقول:

وَلَقَدْ تَشُقُّ بِيَ الْفَلاةَ إِذَا طَفَتْ

أَعْلَامُها وَتَغَوَّلَتْ عُلْكُومُ

غُولُ النَّجاءِ كَأَنَّها مُتَوَجِّسٌ

بِاللُّبْنَتَيْنِ مُوَلَّعٌ مَوْشومُ

باتَتْ تُكَفِّئُهُ إِلَى مَحْنَاتِهِ

نَكْباءُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ وَغُيُومُ

بينما نجد الشاعر ابن المعتز يقول فـي «الغول» بيتين وهما:

أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ

سر وَخَفِّف يا ثَقيلُ

أَينَ ضَوءُ الصُبحِ عَنّي

غالَتِ الأَصباحَ غولُ

فـي حين يقول شاعر الخمريات أبو نواس فـي «نجم الغول»:

أَقولُ وَقَد بَدا لِلصُبحِ نَجمٌ

خَليلِيَ إِنَّ فِعلَكَ بي جَميلُ

أَرِحني قَد تَرَفَّعَتِ الثُرَيّا

وَغالَت جُنحَ لَيلي عَنكَ غولُ

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يوزع شيكات بقيمة مليون دولار على الناخبين وسط سباق انتخابات المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن
  • تأثير المضادات الحيوية على القدرات المعرفية
  • هل نجح الاحتلال في إلغاء تأثير المصلين والأقصى في شهر رمضان؟
  • مفوضية الانتخابات:1079 مركزًا في عموم العراق مفتوحة لتحديث بيانات الناخبين
  • شابان تحت تأثير المخدرات يثيران الذعر .. فيديو
  • ترامب في مواجهة سميثسونيان.. حملة على التنوع وتاريخ الأميركيين المهمشين
  • إيلون ماسك يوضح تأثير منصبه في إدارة ترامب على شركاته
  • استطلاع : 70% من الإسرائيليين لا يثقون بحكومة نتنياهو
  • المفوضية تصدر تعليمات جديدة حول «لجان تسجيل الناخبين»
  • نجم «رأس الغول»