تداعيات اغتيال نصر الله على حزب الله ومحور المقاومة.. قراءة في آراء الخبراء (خاص)
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
مع اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، تتباين الآراء حول تداعيات هذا الحدث الجلل وتأثيراته على المشهد الإقليمي. الخبراء في الشؤون الدولية يؤكدون أن هذا الاغتيال يمثل ضربة قاصمة لحزب الله، ويثير تساؤلات حول مستقبل المقاومة في المنطقة. وفيما يلي تسليط الضوء على آراء بعض المتخصصين في هذا الشأن.
قال المتخصص في الشؤون الدولية، يسري عبيد، إن اغتيال نصر الله يمثل ضربة قاصمة للحزب، إذ لم يكن اغتيالًا فرديًا بل وقع خلال اجتماع للقيادة العليا مع قيادات من الحرس الثوري الإيراني، مما أسفر عن مقتل جميع الحاضرين. ورأى عبيد أن هذه العملية تمثل اختراقًا خطيرًا لحزب الله، مشيرًا إلى أن الحزب الآن يمر بفترة من فقدان القيادة السياسية والعسكرية، مما يجعله يعيش حالة من عدم الثقة وانهيار الروح المعنوية.
وأضاف عبيد، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن الدليل على هذه الأزمة هو عدم قيام الحزب بأي رد فعل قوي حتى الآن على اغتيال نصر الله، الذي كان زعيمًا لمحور المقاومة في المنطقة. وأكد أن هذا الاغتيال سيؤثر بشكل كبير على توازنات القوة في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في محور المقاومة.
اغتيال نصر الله قد يشعل حربًا إقليمية ويمدد العدوان على غزةفي سياق متصل، صرح الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي أن اغتيال نصر الله سيؤدي إلى واقع جديد في المنطقة، حيث يتضح خلال الأيام المقبلة ما إذا كان هذا الواقع سيشهد توسع رقعة الحرب وتحولها إلى صراع إقليمي. وأوضح أبو عطيوي، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن الاغتيال سيؤثر بشكل كبير على المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب على غزة، مما يؤدي إلى إطالة أمد العدوان بسبب تصاعد الاشتباكات في الجبهة الشمالية مع حزب الله.
وأكد أبو عطيوي أن هذا التصعيد سيترك أثرًا سلبيًا على قطاع غزة، حيث سيستمر العدوان الإسرائيلي، مما يزيد من عدد الضحايا ويدمر المزيد من المنازل. كما أشار إلى ضرورة ممارسة المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، ضغوطًا على إسرائيل لوقف التصعيد، وفتح المجال للتهدئة والاستقرار في غزة ولبنان.
المقاومة فكرة لا تموت.. والقيادات تتغير لكن الاستراتيجية واحدةمن جانبه، أكد الدكتور خالد سعيد، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن فكرة المقاومة ستظل حية بغض النظر عن اغتيال القيادات. ولفت إلى أن الشخصيات تتغير لكن الاستراتيجية تبقى ثابتة، مشيرًا إلى أن حزب الله، مثل حركة حماس، يمتلك خططًا وسيناريوهات للتعامل مع أي تغييرات قيادية.
وفي تصريحات خاصة لـ "الفجر"، ختم الدكتور خالد سعيد بالقول: "الاستراتيجية هي التي تحكم مسار المقاومة، مما يجعل الفكرة مستمرة في مواجهة التحديات."
ختامًا، يُظهر اغتيال نصر الله تأثيرات عميقة على حزب الله ومحور المقاومة، ويثير تساؤلات حول مستقبل هذه القوى في ظل التغيرات السياسية والأمنية المتسارعة في المنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اغتيال نصر الله اغتيال نصر الله على حزب الله حزب الله ايران حسن نصرالله لبنان اسرائيل اغتیال نصر الله فی المنطقة لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
القوى المعارضة لـحزب الله… إضعافه هدف كاف!
تستمر القوى السياسية اللبنانية في عملية تفاوض حثيثة وقاسية من أجل الوصول الى تشكيل حكومة جديدة بعد انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتكليف القاضي نواف سلام لرئاسة للحكومة. وعليه فإنّ هذه القوى تسعى لتحسين واقعها وشروطها ومكاسبها في المرحلة المقبلة التي يمكن القول بأنها بدأت في الداخل اللبناني.لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذه المرحلة، ماذا ستحقق القوى السياسية في حال استطاعت ان تُحرز تقدّماً سياسياً على خصومها في الداخل اللبناني، وهل من الممكن فعلياً "تقريش" هذا التقدّم على المستويين الاقليمي أو الداخلي على المدى الطويل، سيّما وأن الحكومة الحالية لن يطول عمرها لأكثر من عام ونصف العام في حال تأليفها غداً.
الحكومة ليست معياراً للانتصار أو الخسارة، ورغم ذلك فإنّ القوى المُعارضة لحزب الله تعتقد أن تقدّمها داخل الحكومة وعزل "الحزب" أو إضعاف حصّته سيعني حتماً انعكاساً سياسياً مباشراً ومصلحة كاملة من التطورات الاقليمية، إذ إنّ هذه القوى لا يمكن لها الاستفادة من خسارة "حزب الله" الاقليمية والعسكرية الا في الواقع السياسي الداخلي.
في سياق متّصل فإنّ هذه القوى ستستفيد أيضاً على المدى الطويل، خصوصاً وأنها ستبني في المرحلة المقبلة تحالفات مع مختلف الطوائف اللبنانية وتبدأ بفتح معركتها في السّاحة الشيعية بهدف إضعاف "حزب الله" حتى وإن لم تنجح في ذلك الا أنّ تكتّلاتها قد تُفسح المجال أمامها للفوز في الانتخابات النيابية المقبلة والحفاظ على حضورها لاربع سنوات جديدة، وهذا الامر يبدو كافياً بالنسبة اليها في هذه المرحلة.
في المقابل فإنّ "حزب الله" لا يحتاج سوى الى تكريس حضوره الحالي، أي أنه ليس في وارد الطموح الى مستوى مرتفع جداً من التقدم السياسي، بل إنه بعد كل الضربات التي تلقّاها يبدو أن أقصى تطلّعاته هي الحفاظ على واقعه السياسي الحالي، وهذا بحدّ ذاته سيُعدّ انتصارًا يساهم في تعزيز قوّته بعد إعادة ترميمها وبدء مرحلة جديدة من أجل الوصول الى استعادة كامل قوّته السياسية ونفوذه في الداخل اللبناني.
المصدر: خاص لبنان24