لبنان ٢٤:
2024-09-29@05:27:10 GMT

الحرب الشاملة... مَن يهدد بها ومَن يخوضها؟

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

الحرب الشاملة... مَن يهدد بها ومَن يخوضها؟

كتبت سابين عويس في" النهار": كل المؤشرات والمعطيات بدأت تؤكد أن الخوف من توسع المواجهات إلى حرب شاملة لم يعد كلاماً تهويلياً، وأن التساؤلات عن الحيثيات التي ستدفع إلى حرب كهذه، فيما تنحصر المواجهة بين طرفين لا ثالث لهما حتى الآن، هما إسرائيل و"حزب الله"، باتت مبررة، وخصوصاً بعد اغتيال إسرائيل الشخصية الأعلى هرمية ورتبة سياسية ومنزلة دينية ربما بعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد نصرالله.


من مؤشرات تدحرج المنطقه نحو حرب شاملة، انخراط حلفاء طرفي الحرب إلى جانبهما، الولايات المتحدة الأميركية مباشرة ومعظم الغرب المؤيد لإسرائيل، مقابل إيران الراعي الإقليمي الأول والأخير للحزب.

ولكن هل تكفي المواقف السياسية والتحذيرات الدولية من الانزلاق إلى الحرب الشاملة؟ وهل تبدو واشنطن وطهران على استعداد لخوضها اليوم؟
لا شك في أن ما بعد اغتيال نصرالله والاستهداف الكبير للضاحية الجنوبية، لن يكون كما قبله.

وفي الوقت الذي نقلت فيه وكالة "رويترز" عن مصادر أن المرشد الأعلى نُقل إلى مكان آمن مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة، كشفت المصادر أن إيران على اتصال بالحزب وحلفائها الإقليميين لتحديد ما وصفته بـ"الخطوة التالية"، ما يعني أن طهران بدأت تتحسس المخاطر المحدقة بالنظام بعد استهداف قيادة الحزب في بيروت.

في رأي مصادر ديبلوماسية مراقبة أن الكلام على مخاوف من احتمال اندلاع الحرب الشاملة ليس دقيقاً على قاعدة أن مثل هذه الحرب تتطلب أطرافاً لخوضها، ولا يبدو أن الأطراف التي يعول عليها للقيام بذلك في وارد الذهاب بعيداً في هذه الحرب. فالولايات المتحدة والغرب قد أعطيا إسرائيل تفويضاً للقضاء على الحزب باعتباره من الأذرع الأقوى لإيران في المنطقة، في حين تعكس المواقف الرسمية المتفاوتة والمتناقضة الصادرة عن طهران حالاً من الانقسام والتشتت في التعامل مع المعادلة الجديدة التي فرضها تغير قواعد اللعبة بعد استشهاد نصرالله. وفي رأي هذا المصادر أن لا أحد بات قادراً على الوقوف في وجه الوحشية الإسرائيلية التي باتت تعتبر أن هذه الحرب هي معركة وجودية ولن تتوقف آلتها العسكرية قبل أن تضمن أمان شعبها ومستوطناتها.

أما المواقف الإيرانية، فتضعها المصادر في خانة الإغراءات لواشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي من جهة وعدم تعريض النظام للخطر من جهة أخرى. لكن المصادر تخشى في المقابل أن تكون الشروط الإسرائيلية استفزازية وعالية السقوف، بحيث تعجز طهران عن القبول بها، على نحو المطالبة باستسلام أو هزيمة في شكل أو آخر.

في أي حال، وبقطع النظر عن الموقف المنتظر لـ"حزب الله" من اغتيال قائده، فإن البلاد دخلت في دائرة جديدة من التصعيد وسط أفق مجهول ومفتوح على كل الاحتمالات، بعدما انتقلت قواعد اللعبة والاشتباك إلى مستويات غير مسبوقة، محفوفة بالألغام والأخطار من أن ينتهي الجنون الإسرائيلي إلى غزو بري يعيد رسم معالم المنطقة، بعدما بدأ برسمها في غزة!
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

صحيفة: إسرائيل قفزت مرة واحدة إلى الحرب الشاملة

قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم السبت 28 سبتمبر 2024، إن إسرائيل بما قامت به قفزت مرة واحدة إلى الحرب الشاملة.

وأضافت الصحيفة، أنه "بمعزل عن النتيجة النهائية لغارة الضاحية الضخمة قبيل غروب امس، واصلت إسرائيل التصعيد في عدوانها مع رغبة بدفع المواجهة نحو سقف شبيه لما يفعله في غزة منذ نحو عام، ويكفي ما حصل خلال اسبوعين الى الان، وما فعلته امس، ليقفل الباب امام اي نوع من التسويات التي يريدها مباشرة او من خلال حليفه الأميركي".

وأشارت إلى انه "بالتالي، فان لبنان والمنطقة دخلا في مرحلة جديدة من المواجهة التي ستقود فعلا الى تغيير وجه المنطقة".

وتابعت "وقد عززت النزعة التوسعية للعدوان المواقف الصادرة عن الولايات المتحدة التي بررت لكل العمليات التي جرت سابقا، حتى انها لم تمارس اي ضغط او حتى ادانة لفظية، بل على العكس، ارسلت المزيد من الذخائر الى جيش الاحتلال الذي لم يخف في كل تسريباته التعاون الوثيق مع الاميركيين في كل ما يقوم به في لبنان، خصوصاً ان الاستخبارات العسكرية الاميركية تتعاون مع إسرائيل بشكل وثيق، وقد انعكس التورط الاميركي في الذعر الذي رافق اجراءات بادرت اليها القوات الاميركية المنتشرة في المنطقة، الى جانب اجراءات اخرى قامت بها بعثاتها الدبلوماسية في اكثر من دولة في المنطقة".

ولفتت إلى أن "إسرائيل لم تتأخر في تنفيذ تهديدات رئيس حكومتها بتوسيع الحرب ضد حزب الله، حتى اقدم على تنفيذ غارة ضخمة، ذات خلفية امنية، مستهدفا حيا سكنيا في الضاحية، معلنا ان الهدف كان اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله واعضاء في قيادة الحزب، قبل ان يقوم ليلا بحملة قصف على مبان سكنية في الضاحية، وقال انه استهدف السلاح البحري الخاص بالمقاومة، كما تزامنت الغارات مع مجموعة من الخطوات الميدانية عززت التقديرات بأن إسرائيل تستعد لشن حملة برية في الجنوب او البقاع، او القيام بعمليات انزال او اقتحامات في عدد من المناطق".

وبحسب ما كشف الإعلام العبري، فإن التخطيط لعملية الاستهداف في الضاحية الجنوبية، بدأ منذ وقت طويل، كما أُقرّ في "الكابينت" المصغّر، قبل سفر نتنياهو الى نيويورك.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن وزير الجيش يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، هما من أشرفا على العملية، من مقرّ قيادة القوات الجوية في تل أبيب. ونقل مراسل إذاعة الجيش عن مصادر عسكرية قولها إن "هذه عملية مهمة جداً يمكنها تغيير الشرق الأوسط"، وأوضح أنه "ستكون هناك أيام صعبة هنا. نحن مستعدون أيضًا لأشياء أخرى، فنحن نتطلع إلى جميع الساحات، بما في ذلك إيران والعراق واليمن وسوريا". وعلى صعيد الجبهة الداخلية، فُتحت الملاجئ في تل أبيب وغوش دان والمنطقة الوسطى، استعداداً "لردّ عنيف من حزب الله".

ووسط صمت ساد الاوساط الخاصة بالمقاومة وحزب الله حيال ما حصل منذ ما بعد ظهر امس، فان الجميع تعامل مع الحدث على انه الضربة التي فتحت الحرب على ابعد مما كان يعتقد كثيرون، وما اكد نوايا إسرائيل بشن حرب مفتوحة ضد لبنان على غرار ما فعلته في غزة، خصوصا ان سلاح الجو المعادي واصل لليوم الخامس عمليات القصف على اهداف تبين انها مدنية بمعظمها، وشملت مناطق عدة في الجنوب والبقاع، مع استمراره في توجيه ضربات الى النازحين المنتشرين في مناطق عدة من جبل لبنان، لاثارة أهالي هذه المناطق على النازحين بدعوى انهم من حزب الله.

وفيما كانت المحادثات السياسية قد توقفت نهائيا، سارع الجانب الاميركي الى التنصل من الجريمة، مكررا الدعوة الى حل سياسي.

كما لم ينس الاميركيون تكرار ما سبق ان فعلوه في غزة، بنشر معلومات عن "استياء كبير" لدى الرئيس الاميركي جو بايدن وادارته من سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . علما ان الوفد اللبناني الذي شارك في اجتماعات نيويورك، قال ان اسرائيل ليست في وارد اي اتفاق، وانه لا توجد ضغوط اميركية جدية على تل ابيب، وان الاجواء سلبية للغاية.

كذلك فتح العدو الباب أمام تهديد الدولة اللبنانية نفسها، عندما قال ان الطيران الحربي يراقب مطار بيروت ومرفأ بيروت كل الوقت، وانه لن يسمح بوصول اسلحة الى حزب الله من اي بلد اخر، قاصدا ايران، فيما ابلغت الولايات المتحدة الحكومة العراقية بأن قوافل المساعدات العراقية المتوجهة الى لبنان برا او جوا قد تكون هدفا للاسرائيليين الا في حال وافقت الحكومة العراقية على تفتيشها من قبل الاميركيين قبل انطلاقها الى بيروت.

وفي مؤشرات على نية إسرائيل توسيع العدوان، قررت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية اعلان حالة الطوارئ في كل إسرائيل، وأُعلن عن فتح الملاجئ ودعوة المستوطنين الى البقاء في حالة استعداد لاي طارئ، مع توقعات بأن يقوم حزب الله برد واسع، علما ان المقاومة واصلت حتى ليل امس تنفيذ عملياتها بقصف مناطق صفد وطبريا وكريات شمونة بالصواريخ.

وبحسب الصحيفة فإنه "حتى ساعات الفجر الاولى، كان الاحتلال يكرر أنه قصف "المقرّ المركزي لقيادة حزب الله"، بينما تولت وسائل الإعلام العبرية نقل التسريبات بأن "هدف الغارات هو نصر الله". وفيما تجنّب المتحدّث باسم الجيش قبيل منتصف الليل، الإجابة عن أسئلة الصحافيين حول "مصير نصر الله". ونقل اعلاميون عن نتنياهو، قوله بالنسبة لنتائج العملية: "فلننتظر".

وفي وضع لم يكن فيه احد يتوهم بأن حكومة نتنياهو تستعد لخطوات تحدّ من التصعيد، كان رئيسها ينجز الفصل الخاص به من مسرحية امام الامم المتحدة. وقام تماما بما سبق لمراسلين اجانب في القدس ان ابلغوه الى ادارتهم بان مكتب نتنياهو دعاهم الى مشاهدة خطاب خاص. وبعد مقدمة باهتة حول الرغبة بالسلام، انطلق نتنياهو الى الهدف الفعلي بالحديث عما يجري في غزة قائلا إن "المطلوب لإنهاء الحرب أن تستسلم حماس وتُفرِج عن جميع الرهائن، وإن لم تفعل ذلك سنواصل القتال".

ورغم الحنق الذي بدا واضحا عليه جراء انسحاب عشرات الوفود من القاعة بمجرد اعتلائه المنصة، بالتزامن مع صفير وهتاف ضد الوحشية الإسرائيلية، تحدث نتنياهو مجددا عن ان ما يقوم به يستهدف بناء شرق اوسط جديد، عارضا الخريطة التي تميز تحالف السلام بوجه الخريطة التي تمثل "تحالف الشر".

وانتقل للحديث عن حربه ضد لبنان، وقال إن "العمليات ضد حزب الله ستتواصل، طالما أن الأخير يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولديها كل الحق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنيها إلى ديارهم بأمان، لذلك سنواصل عملياتنا إلى أن نحقق أهدافنا".

وقال ان "حزب الله أطلق أكثر من 8 آلاف صاروخ منذ الثامن من تشرين الأول، لذا على إسرائيل أن تهزم حزب الله، ولن تسمح له بالعودة إلى الحدود والتخطيط لـ7 أكتوبر آخر، وطالما أنه يختار مسار الحرب، فإن لها الحق في إزالة هذا التهديد من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم".

وبعد تكراره اكثر مرة ان ايران تقف خلف كل ما تتعرض له اسرائيل، وانها تقف خلف حماس وحزب الله. وجه نتنياهو تهديدا مباشرا الى إيران، وقال: "لدي رسالة لطغاة طهران. إذا قصفتمونا سنقصفكم. وليس هناك أي مكان في إيران لا يُمكن لذراع إسرائيل الطويلة الوصول إليه، وينطبق ذلك على الشرق الأوسط برمته". قبل ان ينتقل الى شن هجوم اكبر على الأمم المتحدة معتبراً أن "إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة بشكل مضاعف من بقية دول العالم مجتمعة في السنوات الأخيرة، وصمة عار".

وأضاف أن "إسرائيل كانت قريبة أكثر من أي وقت مضى، من تطبيع العلاقات مع السعودية، ثم جاء هجوم أكتوبر"، مشيراً إلى أنه "علينا أن نستمر في الخطة التي بدأناها في اتفاقيات أبراهام، بما في ذلك تحقيق اتفاقية سلام تاريخية، بين إسرائيل والسعودية".

وشوهِدت مقاعد كل من فلسطين، إيران، قطر، الكويت، الجزائر، والسعودية فارغة قبل بدء الكلمة، مع انسحاب مزيد من الوفود فور بدء الكلمة. ونقلت منصات إسرائيلية أن "أكثر من عشرة مندوبي دول في الأمم المتحدة خرجوا من القاعة بعد دخول نتنياهو"، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن "مندوب السعودية لم يجلس في القاعة خلال الخطاب خلافاً للسنة الماضية".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات مشابهة

  • نصر الله وحزبه خسر الحرب قبل ان يخوضها
  • هآرتس: نتنياهو طلب تأجيل قرار اغتيال نصر الله حتى عودته من نيويورك لكنه وافق لاحقا بسبب “الفرصة العملياتية التي ظهرت”
  • صحيفة: إسرائيل قفزت مرة واحدة إلى الحرب الشاملة
  • استهداف نصر الله والضاحية الجنوبية: الضربة الإسرائيلية تستدرج الحرب الشاملة
  • المواقف الإيرانية تثير التساؤلات.. كيف يتلقفها حزب الله؟!
  • وزير خارجية إيران: طهران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الحرب الشاملة في لبنان
  • البيت الأبيض: لا نعتقد أن الحرب الشاملة هي الحل
  • بلينكن: الحرب الشاملة ستكون سيئة على جميع الأطراف المشاركة فيها
  • الحرب على لبنان.. بين احتمالات التصعيد ووقف اطلاق النار!