لبنان ٢٤:
2024-11-21@18:48:18 GMT

هل عجّلت الانتخابات الأميركيّة قرار اغتيال نصرالله؟

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

هل عجّلت الانتخابات الأميركيّة قرار اغتيال نصرالله؟

كتب جورج عيسى في" النهار": منذ دخلت الولايات المتحدة المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، وهي عادة تبدأ يوم عيد العمال الذي تحتفل به البلاد أوائل أيلول سرت تحليلات بخصوص ما ستفعله إسرائيل في الشرق الأوسط خلال هذه الفترة. بدأت إسرائيل تصعّد عملياتها ضد "حزب الله" في لبنان أواسط الصيف، لذلك قال محللون إن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو سيواصل الحرب حتى يوم الانتخابات تقريباً.


افتقر هذا التحليل إلى الإجابة على نقاط أساسية: كيف أمكن أن تغض إدارة بايدن الطرف عن حرب قد تكلف حزبها البيت الأبيض؟
لم يكن هناك من جواب شافٍ على السؤال. من جهة، كان الديموقراطيون بحاجة إلى الصوت العربي الغاضب مما يجري في غزة، وهو صوت متركز في ولاية ميشيغان المتأرجحة. هناك، تبدو المرشحة الديموقراطية ونائبة بايدن كامالا هاريس متقدمة بهامش ضئيل على منافسها دونالد ترامب (1.8 نقطة مئوية بحسب آخر معدل استطلاعات ريل كلير بوليتيكس).
 
 أظهر بايدن أنه واحد من الرؤساء الأميركيين الأكثر حرصاً على المصالح الإسرائيلية، إن لم يكن أحرصهم على الإطلاق. لهذا السبب ربما، لم يفرض بايدن خلف الكواليس ما يكفي من الضغط على نتنياهو كي ينهي حربه على غزة. تصح تلك الفرضية على مسار نتنياهو في حربه على "حزب الله". لكن مجدداً، لا تحل هذه الفرضية نقطة ضعفها الأساسية.
 
 سيدعم بايدن نتنياهو في حربه، لكنه لن يصل إلى حد دعمه له على حساب دعمه لنائبته. إذا كانت الحرب على غزة ستضعف قاعدة التصويت العربية لهاريس، بل قاعدة التصويت الشبابية لها بشكل عام، فسيتوجب على بايدن ضغط الفرامل على المساعدات السياسية والديبلوماسية والعسكرية لإسرائيل. بعد انتهاء الانتخابات، سيكون بإمكان الديموقراطيين العودة إلى مساندة حليفتهم إذا احتفظوا بالبيت الأبيض.
العقبة الأخرى أمام معرفة جوهر الحسابات الدقيقة لبايدن وإدارته هي معرفة ما إذا كانت أميركا قادرة فعلاً على ممارسة الضغط الكافي على حلفائها لتغيير سلوكهم. على عكس الشائع، يبدو أن ثمة حدوداً للنفوذ الأميركي على الحلفاء. لم تستطع أميركا دوماً فرض إملاءاتها على حليفتها سايغون خلال حرب فيتنام، وكذلك على حليفتها كابول خلال العقد الماضي تقريباً. كان حلفاء أميركا يدركون في خضم تحالفهم أن الولايات المتحدة لن تتخلى عنهم لأن البديل عنهم سيئ أو أسوأ. في نهاية المطاف، لن تقوم واشنطن بدعم أعدائها فقط لأنها مستاءة من حلفائها. لذلك، تمتع الحلفاء بهامش لتخييب ظن أميركا.
 
 حتى في التطورات الأحدث، تبدو الولايات المتحدة عاجزة عن التحكم بسلوك حلفائها. ما يحصل في أوكرانيا دليل فاقع على ذلك. لم ترد إدارة بايدن مثلاً أن تطلق كييف هجومها على كورسك. وذكرت تقارير أن إدارة بايدن طلبت من أوكرانيا عدم استهداف المنشآت النفطية في روسيا، خشية من أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة وانعكاس ذلك سلباً على الاقتصاد الأميركي، وبالتالي، على الآفاق الانتخابية للديموقراطيين.
 
 على افتراض صحة تلك التقارير، لا يحتاج متابعو الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى الكثير من الجهد لمعرفة أن كييف لم تلتزم بهذا الطلب، هذا إن لم تصعّد هجماتها على المنشآت النفطية بشكل أكبر. من هنا، تبدو وجهة النظر التي تقول إن الضغوط الأميركية على الحلفاء ليست دوماً ناجحة وجهة نظر منطقية.
 
مع ذلك، لا يعني ما سبق أن الضغط الأميركي، ولو كان قاصراً عن تحقيق أهدافه بشكل دائم، هو ضغط غير معرقل.
 
نقطة التحول؟
بالعودة إلى الأمثلة السابقة، لا تزال أوكرانيا ملتزمة بالخط الأحمر الأميركي القاضي بعدم السماح لها باستخدام الصواريخ البعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية. ورضخت حكومة كابول لطلب إدارة ترامب القاسي والمتمثل بالإفراج عن آلاف مقاتلي "طالبان" من السجون الأفغانية. كذلك، بدا أن لتمرد نتنياهو على قرارات بايدن حدوداً.
 
يوم الأربعاء، أصدرت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها بياناً دعا إلى وقف "فوري" لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بحيث يؤدي إلى توفير مساحة "نحو التوصل إلى تسوية ديبلوماسية". في حين أنه لم يكن من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى وقف إسرائيل الحرب، أمكن قول إن مساحة المناورة أمام الحكومة الإسرائيلية بدأت تضيق. يمكن أن يكون الواقع الجديد قد سرّع مواصلة نتنياهو تصعيد الحرب حتى أوصله إلى اغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله.
 
لكن قد تكون الصورة أوسع بقليل من الضغط الحالي الذي يمكن أن تمارسه إدارة بايدن. ربما وسّع نتنياهو إطار عملياته تحديداً لاستباق لفوز هاريس بالرئاسة. يعني فوز هاريس، بحسب الباحث السابق في "معهد هدسون" لي سميث، أربعة أو ثمانية أعوام أخرى من بيت أبيض مكتظ بمساعدي أوباما السابقين والمصممين على حماية إيران ووكلائها.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إدارة بایدن

إقرأ أيضاً:

أميركا توضح: ذهبنا إلى الحل الدبلوماسي في لبنان بعد إضعاف الحزب

اعتبرت الحكومة الأميركية أن إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله وأن نهاية الحرب قد تكون قريبة، مشيرة إلى أنّ إسرائيل على مدار الشهرين الماضيين، كانت فعالة جدا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل دبلوماسي الآن.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي في واشنطن الأربعاء: "ما رأيناه هو أن إسرائيل حققت عددا من الأهداف المهمة".

يأتي ذلك بالتوازي مع وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقا لتقارير إعلامية.

ومن المتوقع أن يقدم مسودة اتفاق أميركية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. (سكاي نيوز)

مقالات مشابهة

  • ماذا يعني قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت؟
  • ماذا يعني قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت؟
  • بعد 35 يوما من اغتيال السنوار.. «الجنائية الدولية» تطالب باعتقال نتنياهو
  • «الكرملين»: إدارة بايدن تواصل صب الزيت على نار الصراع في أوكرانيا
  • مبعوث بايدن يلتقي نتنياهو اليوم لبحث وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • أميركا توضح: ذهبنا إلى الحل الدبلوماسي في لبنان بعد إضعاف الحزب
  • لبنان وسوريا ما بعد انتخابات أميركا
  • نتنياهو يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصر الله: «أمرت بتصفيته»
  • نتنياهو يتحدث عن تفاصيل قرار اغتيال حسن نصر الله
  • نتنياهو يكشف تفاصيل اغتيال حسن نصر الله