الوطن:
2024-09-29@04:23:43 GMT

أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها

تستعد مدينة الإسكندرية لاستقبال الدورة الأربعين لمهرجانها السينمائى لدول البحر المتوسط فى الفترة من الأول من أكتوبر القادم وحتى الخامس من الشهر نفسه، الدورة التى تحمل اسم الفنانة الكبيرة نيللى، وتكرم مجموعة متميزة من السينمائيين المصريين والأجانب.

وتقدم ضمن فعالياتها احتفاء خاصاً بالسينما الفلسطينية التى لا يشغلها بالتأكيد إلا القضية والوطن والشعب الذى يحمل على كتفيه هماً أظن أن شعباً غيره لم يحمل مثله على مدى عقود وعقود، وهى ليست المرة الأولى التى يعطى فيها مهرجان الإسكندرية هذا الاهتمام بالسينما الفلسطينية، فالقضية تاريخاً وحاضراً فى ضمير ووجدان كل مصرى وعربى، وفلسطين المكان والمكانة هى إحدى دول حوض البحر المتوسط، وما يمر به أهلنا فى غزة وسائر الأرض المحتلة يستحق منا التعاطف والمشاركة وجدانياً - على الأقل - إذا كنا كأفراد أو مؤسسات ثقافية لا نملك غيرهما.

وشىء مهم أن يحتفل المهرجان هذه السنة بدورته الأربعين، وهذا معناه أن تسعاً وثلاثين دورة سابقة قد تحدت كل الصعاب كى تحافظ على بقائها واستمراريتها، مهرجان الإسكندرية هو المهرجان السينمائى المصرى الوحيد الذى لم تنطفئ أنواره حتى فى أثناء الظروف الصعبة التى مرت بها مصر بين 2011 و2013 أو فى ظل أزمة كورونا.

وهو أمر يستحق أن تباهى به الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما التى تقيم المهرجان، وأعلم جيداً أن وراء هذا الاستقرار وتلك الاستمرارية جهداً شاقاً يقوم به على مدى سنوات رئيس الجمعية ورئيس المهرجان الناقد السينمائى الأمير أباظة مهما اختلف أو تبدل فريق العمل الذى يشاركه تلك المسئولية الصعبة.

وعلى أية حال فإن شعب الإسكندرية يستحق هذا الجهد المضنى من أجل الحفاظ على مهرجانهم، وقد لمست بنفسى على مدى سنوات المهرجان تلك الحفاوة التى يستقبل بها أهل الإسكندرية هذا الحدث الفنى المهم وضيوفه من المصريين والعرب والأجانب، وكيف يشعر السكندريون أنهم فى عُرس حقيقى ينتظرونه بلهفة كل عام، ولمَ لا وهم شعب متذوق للفنون بوجه عام وللسينما على وجه الخصوص؟

لمَ لا وقد عرفت مصر والمنطقة العربية وسائر أفريقيا الفن السابع عن طريق بوابة الإسكندرية التى شهدت العرض السينمائى الأول فى نوفمبر 1896 بعد أقل من عام على العرض السينمائى الأول فى العالم كله والذى شهدته العاصمة الفرنسية باريس بمقهى كابوسين فى الثامن والعشرين من ديسمبر 1895 على يد الأخوين أوجست وليس لوميير؟

ولمَ لا وقد قدمت عروس البحر المتوسط للسينما المصرية عشرات النوابغ فى الفن السينمائى من بينهم عمر الشريف ويوسف شاهين على سبيل المثال لا الحصر؟

وإذا كان المهرجان يلقى دعماً أدبياً ومادياً من جانب وزارة الثقافة فإن محافظة الإسكندرية بكل هيئاتها وإداراتها تقف على قدميها كل عام كى تكون فى ظهر المهرجان لوجيستياً ومعنوياً وربما مادياً أيضاً، ولولا هذه المساهمات السكندرية المعتادة لربما فقد المهرجان كثيراً من عوامل قوته وأسباب استمراره.

ومع هذا كله فإن المهرجان بحاجة فى الدورات القادمة إلى مزيد من المساندة والدعم من جانب كل المعنيين بالأمر فى ظل كل المتغيرات الاقتصادية المتسارعة والتقلبات السياسية التى تشهدها المنطقة، وعلى المعنيين أن يدركوا أن هذا المهرجان العتيد هو الثانى من حيث الأهمية والقِدم بعد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى خرج أيضاً من رحم الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.

وأن مسئولية الحفاظ على بقائه واستمراريته لا يمكن الارتكان فيها على جهود أفراد مهما أوتوا من جهد وحماس، فالسينما تستحق، والعاصمة الثانية لمصر تستحق، وشعب الإسكندرية يستحق، وكل المهتمين بالفن السابع يستحقون هذه النافذة التى يطلون منها على تجارب وثقافات جيرانهم فى حوض البحر المتوسط.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإسكندرية دول البحر المتوسط السينما الفلسطينية البحر المتوسط

إقرأ أيضاً:

اكتشاف مجتمع غير معروف سابقا من العصر الحجري في المغرب

#سواليف

اكتشف العمل الميداني الأثري في #المغرب أقدم مجتمع زراعي غير معروف سابقا من فترة ما قبل #التاريخ في شمال غرب إفريقيا.

وتكشف هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة Antiquity، لأول مرة عن أهمية المغرب (شمال غرب إفريقيا) في ظهور #مجتمعات معقدة في البحر الأبيض المتوسط ​​الأوسع.

وبفضل بيئة البحر الأبيض المتوسط، والحدود مع الصحراء الكبرى وأقصر معبر بحري بين إفريقيا وأوروبا، فإن المغرب يقع في موقع مثالي كمركز للتطورات الثقافية الكبرى والاتصالات بين القارات في الماضي.

مقالات ذات صلة علماء يزرعون “شجرة مفقودة” ذكرت في الكتاب المقدس من بذرة عمرها ألف عام عثر عليها بالقرب من القدس 2024/09/25

وفي حين أن أهمية المنطقة خلال #العصر_الحجري_القديم والعصر الحديدي والعصر الإسلامي معروفة جيدا، إلا أن هناك فجوة كبيرة في المعرفة بآثار المغرب بين نحو 4000 و1000 قبل الميلاد، وهي فترة من التغيير الديناميكي في معظم أنحاء البحر الأبيض المتوسط.

ولسد هذه الفجوة، قام يوسف بوكبوت، من المعهد الوطني لعلوم الآثار، وسيبريان بروودبانك، من جامعة كامبريدج، وخوليو لوكاريني، من المركز الوطني للبحوث والسياسات البيئية والمعهد الدولي لعلوم المحيطات والمحيطات، بتنفيذ أعمال ميدانية أثرية تعاونية ومتعددة التخصصات في وادي بهت بالمغرب.

ويقول البروفيسور بروودبانك: “لقد كنت مقتنعا لأكثر من ثلاثين عاما بأن علم الآثار في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​كان يفتقد إلى شيء أساسي في شمال إفريقيا في عصور ما قبل التاريخ المتأخرة. والآن، أخيرا، نعلم أن هذا كان صحيحا، ويمكننا أن نبدأ في التفكير بطرق جديدة تعترف بالمساهمة الديناميكية للأفارقة في ظهور وتفاعل المجتمعات المتوسطية المبكرة”.

وأضاف الفريق في الورقة البحثية: “لأكثر من قرن من الزمان، كان آخر ما لم نكن نعرفه عن عصور ما قبل التاريخ في البحر الأبيض المتوسط ​​هو الدور الذي لعبته مجتمعات سواحل إفريقيا الجنوبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط ​​غرب مصر. وتثبت اكتشافاتنا أن هذه الفجوة لم تكن بسبب أي نقص في النشاط ما قبل التاريخي الرئيسي، بل بسبب الافتقار النسبي إلى التحقيق والنشر. ويؤكد وادي بهت الآن الدور المركزي الذي لعبته بلاد المغرب في ظهور مجتمعات البحر الأبيض المتوسط ​​والمجتمعات الأفريقية الأوسع نطاقا”.

وتكشف النتائج أن الموقع كان أكبر مجمع زراعي من هذه الفترة في إفريقيا خارج منطقة النيل. وتشير جميع الأدلة إلى وجود مستوطنة زراعية واسعة النطاق، مماثلة في الحجم لمدينة طروادة في العصر البرونزي المبكر.

وعثر الفريق على بقايا نباتية وحيوانية مستأنسة غير مسبوقة، وفخاريات وأحجار، وجميعها تعود إلى العصر الحجري الحديث الأخير. وكشفت أعمال التنقيب أيضا عن أدلة واسعة النطاق على وجود حفر تخزين عميقة.

ومن المهم أن نلاحظ أن مواقع متزامنة ذات حفر مماثلة قد عُثر عليها على الجانب الآخر من مضيق جبل طارق في شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث أشارت اكتشافات العاج وبيض النعام منذ فترة طويلة إلى وجود صلات إفريقية.

ويشير هذا إلى أن المغرب كان له دور فعال في التطورات الأوسع في غرب البحر الأبيض المتوسط ​​خلال الألفية الرابعة قبل الميلاد.

مقالات مشابهة

  • علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!
  • أيمن زيدان يعتذر عن تكريم الإسكندرية السينمائي.. بسبب الحرب
  • تعرف على أعضاء لجان تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائى
  • السحر فى واقعنا المعاصر
  • "على الهامش" يمثل المغرب في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية
  • رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي: الفعاليات والتحضيرات مختلف هذا العام
  • السفينة المتحف ترسو في ميناء طنجة
  • 11 تكريم.. الأمير أباظة يكشف عن أسماء المكرمين في الدورة الـ 40 من مهرجان الإسكندرية
  • اكتشاف مجتمع غير معروف سابقا من العصر الحجري في المغرب