الوطن:
2025-02-07@12:28:22 GMT

علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!

تسببت جرائم الكيان الصهيونى ضد الشعبين الفلسطينى واللبنانى فى صناعة حفرة من جحيم بطول وعرض منطقة الشرق الأوسط بعمقها الجغرافى والتاريخى.

استراتيجياً الكيان الصهيونى أول الضحايا، ستلتهم نيران تلك الحفرة وجوده وليس فقط قدرته على البقاء والعيش فى سلام واستقرار.

دول الإقليم وأنظمته السياسية تملك فرصة، ربما تكون الوحيدة، للنجاة، فليس أمامها سوى استدعاء سفينة نوح من أعماق تراثها.

هذه المرة يحتاج بناء السفينة إلى إعادة تقييم الرؤية الاستراتيجية لدى كل دولة من دول الشرق الأوسط لجيرانها فى الإقليم، خاصة أولئك الذين كانت تنظر لهم كمنافسين، أو كطرف آخر للصراع على النفوذ.

بشكل أساسى كل من مصر والسعودية وتركيا وإيران، القوى الأربع الفاعلة الحقيقية فى الشرق الأوسط، معنية بتدشين سفينة النجاة مما هو قادم.

بدون هذه السفينة قد تجد دول المنطقة نفسها متورطة فى حرب إقليمية شاملة بسبب تمدد الإرهاب الصهيونى.

الشرق الأوسط عائم على كنز من الثروات المتعددة والمتنوعة التى أنتجتها حضاراته وثقافاته المختلفة، وشعوبه بما لديها من إرث ربما تكون قادرة على إنتاج قيم حديثة وحضارة جديدة، بعد أن فُرض عليها خيار المقاومة بكل أشكالها السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المسلحة بالمنهج العلمى العقلانى.

قد تبدو اللحظة الراهنة بائسة، ومع ذلك يمكن القول إن طبيعة التحديات وأدوات المواجهة لم تتبلور، لكنها حتماً ستتجلى أمام الجميع فى اللحظة التى يدركون فيها أن بقاءهم مرهون بالأخذ بخيار المقاومة.

الكيان الصهيونى لم يعد يشكل تهديداً للأمن القومى الخاص بالشرق الأوسط فقط باحتلاله لدولة فلسطين وحروبه التى يشنها ضد شعوب المنطقة، فقد بات يشكل تهديداً وجودياً باستخدامه اللاإنسانى للتكنولوجيا الحديثة والتطور العلمى لإبادة الشعوب المجاورة وفرض سيطرته الأبدية عليها واستعبادها بعد تحقيق حلمه بما يسمى إسرائيل الكبرى، غير أن ذلك ليس كل شىء، فقد صنع الاحتلال الصهيونى حفرة النار التى سيصلى بها.

فبفرض أن جيش الاحتلال تمكّن من تحقيق انتصار عسكرى حاسم على المقاومة فى فلسطين ولبنان، لن يستطيع العيش بسلام واستقرار، حيث ستتمكن فصائل المقاومة الحالية من إعادة بناء نفسها مع استيعاب دروس الماضى والحاضر، وستظل تشكل بؤراً جديدة للمقاومة تهدد أمنه وتجعله فى حالة استنفار، وقد تتخذ أشكالاً أكثر عنفاً وشراسة، لأنها ستكون ردة فعل على جرائم الإبادة الوحشية المرتكبة فى فلسطين ولبنان والمتوقع امتدادها كمرحلة أولى فقط إلى سوريا والعراق واليمن.

الشهيد الأردنى ماهر الغازى، الذى قتل ثلاثة مستوطنين على معبر الكرامة الحدودى، إحدى بشائر تلك البؤر، التى ربما بدأت تتشكل على وقع مشاهد الدم.

ملحوظة على الهامش: ماهر ابن قبيلة الحويطات حفيد الشيخ عودة أبوتايه الحويطى الفارس الذى استطاع الإطاحة بقلعة العقبة أثناء الثورة العربية ضد الاحتلال العثمانى.

وقد خرج من ظهر عودة أبوتايه وعمر المختار وأدهم الشرقاوى ملايين لن يقوى الكيان الصهيونى على مواجهتها.

ومن المفارقات العجيبة أنه قد تكمن مصلحة الكيان الصهيونى فى عدم مقدرته على حسم حربه فى غزة وجنوب لبنان عسكرياً، مما يضطره إلى التراجع التكتيكى فى الميدان العسكرى والسياسى، كما قال المرشد الإيرانى مؤخراً، من باب حفاظه على حماية ما تبقى من قدرات حزب الله البشرية والعسكرية بعد تلقيه ضربات موجعة على يد جيش الاحتلال.

تراجُع الكيان الصهيونى عن مغامراته العسكرية يقوده إلى اتفاق سياسى شامل يُخرجه من مأزق غزة، ويحقق هدفه من الحرب على لبنان بإعادة أكثر من 120 ألف إسرائيلى من مدن وقرى الشمال.

مصلحة الكيان الصهيونى تكمن أيضاً فى الاستجابة لضغوط التحالف الدولى من أجل إقامة دولة فلسطين الذى أعلنت عنه المملكة السعودية مؤخراً فى الأمم المتحدة، وهو تحالف يضم الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبى، وهدفه إعلان قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية والانخراط فى مفاوضات سلام شامل وعادل.

أغلب الظن أن الكيان الصهيونى ماضٍ إلى الهاوية بتمسكه بتحقيق النصر المطلق على المقاومة، وهذا هو المستحيل بعينه تكتيكياً واستراتيجياً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جرائم الكيان الصهيونى حزب الله الشعب الفلسطينى الشعب اللبنانى الکیان الصهیونى الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الحاج أبوحنان الصهيونى

الحاج أبوحنان رجع تانى عبارة أطلقها المصريون بعد عودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للبيض الأبيض.. والحقيقة لقب أبوحنان يرجع للإعلامى عمر أديب فهو أول من أطلق لقب أبو حنان على ترامب فى ولايته الأولى للبيض الأبيض فى ٢٠١٦ وظهور نجلته ايفانكا ترامب فى البيت الأبيض وعملها مستشارة غير رسمية لوالدها، وتتمتع إيفانكا ترامب بجمالها الخارق وإطلالتها الجذابة.
ولقب أبوحنان يعود فى الأصل إلى عبارة رددها الفنان حجاج عبد العظيم فى مسرحية «حكيم عيون» على والد الفنانة مريم نوح (حنان) والذى كان يرغب فى علاج عيون مريم عند طبيب العيون المرحوم علاء ولى الدين (نادر) والذى كان فى الأصيل تمرجى وليس طبيباً للعيون..وبعد عودة أبو حنان للبيض الأبيض كان له العديد من التصريحات والقرارات المثيرة للجدل والعجب..ضمن هذه القرارات هو تهجير الفلسطينيين من فلسطين وترحيلهم إلى مصر والأردن وعدد من الدول.. الغريب والعجيب أن ترامب يقوم بترحيل المهاجرين الغير شرعيين من أمريكا ويقول أن أمريكا للأمريكيين.. فلو أن أبوحنان صاحب مبدأ وقناعة من ترحيل المهاجرين الغير شرعيين فعليه أن يأمر بترحيل الإسرائيلين من فلسطين وليس العكس.. الإسرائيليون هم من اتوا من أمريكا وأوروبا ودول أخرى إلى فلسطين فهم المهاجرون الغير شرعيين ومن الأولى ترحيلهم وليس ترحيل أصحاب الأرض الأصليين وهم الفلسطينيون!..
الشعب الفلسطينى يا أبو حنان ليس مهاجراً غير شرعى ليتم ترحيله إلى أراضى أخرى.. الأراضى هى أراضيهم والمنازل التى دمرتها إسرائيل منازلهم، وسوف يعيدون بنائها..الفلسطينيون هم أصحاب الديار..يا أبو حنان الفلسطينيون الذين هجّروا من ديارهم هجٌروا قسروا منذ عام ٤٨ وحتى اليوم.. رد مصر وقيادتها السياسية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى جاء واضحا وضوح الشمس فى نهار يوليه برفض تهجير الفلسطينيين وفى تصريحات واضحة وحاسمة وجازمة أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى ردا على تصريحات أبو حنان قائلاً: «هذا الظلم التاريخى لا يمكن لمصر المشاركة فيه، مضيفا إن موقف مصر تاريخى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والمتمثل فى إقامة الدولة الفلسطينية والحفاظ على مقومات تلك الدولة وبالأخص شعبها وإقليمها».
وفى رسالة طمأنة للشعب المصرى قال: «بطمئن الشعب المصرى أنه لا يمكن أبدا التساهل أو السماح بالمساس بالأمن القومى المصرى»،
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن «الحل لهذه القضية هو حل الدولتين وإيجاد دولة فلسطينية وهذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها.
واختتم حديثه قائلا: «تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه». أليس هذا كافيا للرد على أبوحنان؟
من ناحيتها ردت المملكة الأردنية الهاشمية برفضها لتصريحات ترامب وقالت: الأردن يرفض تهجير الفلسطينيين إلى خارج أراضيهم وترفض إقامة وطن بديل للفلسطينيين.. وترفض حل القضية على حساب الأردن.
وزراء خارجية عدد من الدول العربية من بينهم مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن وممثل عن دولة فلسطين عقدوا اجتماعا فى القاهرة وأصدروا بياناً عبروا فيه عن رفضهم القاطع لأى خطط لضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية، مؤكدين أن ذلك سيجعل حل الدولتين غير قابل للتطبيق، وسيدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
كما أكدوا أن ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى وتهديدًا للأمن الإقليمى، وأشار الوزراء إلى دعمهم الكامل لرفض الفلسطينيين مغادرة أراضيهم، مشيرين إلى أن أى محاولات لتهجيرهم ستزيد من تعقيد مشكلة اللاجئين وتضيف تحديات جديدة، ما يعمق الأزمة ويفاقم النزاع.. فهل يكف أبوحنان عن تصريحاته المتكررة بترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن وقوله المتكرر بأنهم سيفعلون أى سيقبلون التهجير؟
[email protected]

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • عادل عزام يكتب: «يا كولر ارفع إيدك.. شعب مصر هو سيدك»
  • تهجير الفلسطينيين جريمة حرب.. دبلوماسيون: تقويض للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط
  • «غزة والضفة» لفلسطين.. رفض دولي لـ«التهجير» (ملف خاص)
  • ترامب المظلوم.. وكلوديا الثائرة!
  • الكيان الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين جنوب طوباس
  • د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى صفحات تاريخ الوطن !!
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • محمد عبدالقادر يكتب عن رحلة المخاطر والبشريات
  • الحاج أبوحنان الصهيونى