الوطن:
2025-03-10@12:26:48 GMT

علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!

تسببت جرائم الكيان الصهيونى ضد الشعبين الفلسطينى واللبنانى فى صناعة حفرة من جحيم بطول وعرض منطقة الشرق الأوسط بعمقها الجغرافى والتاريخى.

استراتيجياً الكيان الصهيونى أول الضحايا، ستلتهم نيران تلك الحفرة وجوده وليس فقط قدرته على البقاء والعيش فى سلام واستقرار.

دول الإقليم وأنظمته السياسية تملك فرصة، ربما تكون الوحيدة، للنجاة، فليس أمامها سوى استدعاء سفينة نوح من أعماق تراثها.

هذه المرة يحتاج بناء السفينة إلى إعادة تقييم الرؤية الاستراتيجية لدى كل دولة من دول الشرق الأوسط لجيرانها فى الإقليم، خاصة أولئك الذين كانت تنظر لهم كمنافسين، أو كطرف آخر للصراع على النفوذ.

بشكل أساسى كل من مصر والسعودية وتركيا وإيران، القوى الأربع الفاعلة الحقيقية فى الشرق الأوسط، معنية بتدشين سفينة النجاة مما هو قادم.

بدون هذه السفينة قد تجد دول المنطقة نفسها متورطة فى حرب إقليمية شاملة بسبب تمدد الإرهاب الصهيونى.

الشرق الأوسط عائم على كنز من الثروات المتعددة والمتنوعة التى أنتجتها حضاراته وثقافاته المختلفة، وشعوبه بما لديها من إرث ربما تكون قادرة على إنتاج قيم حديثة وحضارة جديدة، بعد أن فُرض عليها خيار المقاومة بكل أشكالها السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المسلحة بالمنهج العلمى العقلانى.

قد تبدو اللحظة الراهنة بائسة، ومع ذلك يمكن القول إن طبيعة التحديات وأدوات المواجهة لم تتبلور، لكنها حتماً ستتجلى أمام الجميع فى اللحظة التى يدركون فيها أن بقاءهم مرهون بالأخذ بخيار المقاومة.

الكيان الصهيونى لم يعد يشكل تهديداً للأمن القومى الخاص بالشرق الأوسط فقط باحتلاله لدولة فلسطين وحروبه التى يشنها ضد شعوب المنطقة، فقد بات يشكل تهديداً وجودياً باستخدامه اللاإنسانى للتكنولوجيا الحديثة والتطور العلمى لإبادة الشعوب المجاورة وفرض سيطرته الأبدية عليها واستعبادها بعد تحقيق حلمه بما يسمى إسرائيل الكبرى، غير أن ذلك ليس كل شىء، فقد صنع الاحتلال الصهيونى حفرة النار التى سيصلى بها.

فبفرض أن جيش الاحتلال تمكّن من تحقيق انتصار عسكرى حاسم على المقاومة فى فلسطين ولبنان، لن يستطيع العيش بسلام واستقرار، حيث ستتمكن فصائل المقاومة الحالية من إعادة بناء نفسها مع استيعاب دروس الماضى والحاضر، وستظل تشكل بؤراً جديدة للمقاومة تهدد أمنه وتجعله فى حالة استنفار، وقد تتخذ أشكالاً أكثر عنفاً وشراسة، لأنها ستكون ردة فعل على جرائم الإبادة الوحشية المرتكبة فى فلسطين ولبنان والمتوقع امتدادها كمرحلة أولى فقط إلى سوريا والعراق واليمن.

الشهيد الأردنى ماهر الغازى، الذى قتل ثلاثة مستوطنين على معبر الكرامة الحدودى، إحدى بشائر تلك البؤر، التى ربما بدأت تتشكل على وقع مشاهد الدم.

ملحوظة على الهامش: ماهر ابن قبيلة الحويطات حفيد الشيخ عودة أبوتايه الحويطى الفارس الذى استطاع الإطاحة بقلعة العقبة أثناء الثورة العربية ضد الاحتلال العثمانى.

وقد خرج من ظهر عودة أبوتايه وعمر المختار وأدهم الشرقاوى ملايين لن يقوى الكيان الصهيونى على مواجهتها.

ومن المفارقات العجيبة أنه قد تكمن مصلحة الكيان الصهيونى فى عدم مقدرته على حسم حربه فى غزة وجنوب لبنان عسكرياً، مما يضطره إلى التراجع التكتيكى فى الميدان العسكرى والسياسى، كما قال المرشد الإيرانى مؤخراً، من باب حفاظه على حماية ما تبقى من قدرات حزب الله البشرية والعسكرية بعد تلقيه ضربات موجعة على يد جيش الاحتلال.

تراجُع الكيان الصهيونى عن مغامراته العسكرية يقوده إلى اتفاق سياسى شامل يُخرجه من مأزق غزة، ويحقق هدفه من الحرب على لبنان بإعادة أكثر من 120 ألف إسرائيلى من مدن وقرى الشمال.

مصلحة الكيان الصهيونى تكمن أيضاً فى الاستجابة لضغوط التحالف الدولى من أجل إقامة دولة فلسطين الذى أعلنت عنه المملكة السعودية مؤخراً فى الأمم المتحدة، وهو تحالف يضم الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبى، وهدفه إعلان قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية والانخراط فى مفاوضات سلام شامل وعادل.

أغلب الظن أن الكيان الصهيونى ماضٍ إلى الهاوية بتمسكه بتحقيق النصر المطلق على المقاومة، وهذا هو المستحيل بعينه تكتيكياً واستراتيجياً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جرائم الكيان الصهيونى حزب الله الشعب الفلسطينى الشعب اللبنانى الکیان الصهیونى الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن

الثورة نت/..

قالت مجلة “تايم” الأمريكية إن قرار إدارة ترامب بتصنيف حركة “أنصار الله” (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية لن يؤثر بشكل كبير على الحركة وقوات صنعاء، حيث يرى الخبراء أن القرار يأتي كمحاولة استعراض من جانب الإدارة الجديدة لتمييز نفسها عن إدارة بايدن”.
ونشرت المجلة، الجمعة، تقريراً ذكرت فيه أن “العديد من الخبراء يتفقون على أن هذه الخطوة تتعلق أكثر بالموقف السياسي المحلي وليس بإحداث تغيير على الأرض، ويقول البعض إنها قد تؤدي في الواقع إلى تفاقم التهديد الذي يتعرض له الشحن البحري”.
ونقل التقرير عن نادر هاشمي، الأستاذ المشارك في شؤون الشرق الأوسط والسياسة الإسلامية في جامعة جورج تاون، قوله إن “إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين قد لا يكون له سوى تأثير جانبي على الحوثيين”. وأضاف: “العقوبات المصاحبة للتصنيف لا تضعف هذه البلدان حقاً، أعتقد أنها في الغالب مجرد استعراض وفرصة لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن وتقديم نفسها على أنها تقف حقاً ضد أعداء أمريكا”.
وقال هاشمي: “إذا استمر الحوثيون في شن الهجمات على السفن، فإن هذا التصنيف من شأنه أن يساهم في تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، لكنه لا يساعد في تحسين الوضع، وبهذا المعنى، قد تكون هناك تكلفة اقتصادية أكبر إذا تم إطلاق النار على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، وإجبارها على اختيار مسارات مختلفة، أو إذا كانت هناك الآن أسعار تأمين أعلى يتعين فرضها بسبب التهديد بالهجوم، وسيتعين على المستهلكين دفع ثمن هذه النفقات الإضافية إذا فرضت الشركات رسوماً أعلى لإرسال سفنها عبر الشرق الأوسط”.
كما نقل التقرير عن أبريل لونجلي ألي، الخبيرة البارزة في شؤون الخليج واليمن في المعهد الأمريكي للسلام قولها إنه: “عندما يتعرض الحوثيون للضغط، فإنهم عادة ما يستجيبون عسكرياً، لقد هددوا لفترة من الوقت بالرد، سواء داخل اليمن أو خارجها”. وأضافت أنه “في حين تم وضع تدابير لمنع أسوأ التأثيرات على المجال الإنساني، فإن الأمر يعتمد حقاً على كيفية تفسير القطاع الخاص والنظام المصرفي الوطني للقيود المفروضة هناك”، لافتة إلى أن “القطاع الخاص في اليمن هش بشكل لافت للنظر”.
واعتبرت ألي أن “الخطر الحقيقي الذي يهدد الاقتصاد اليمني وسبل عيش اليمنيين يتمثل في مسألة الإفراط في الامتثال”، مشيرة إلى أن “بعض الأطراف ربما تتجنب التعامل مع اليمن تماماً خوفاً من الوقوع في مشاكل مع وزارة الخزانة الأمريكية التي تنفذ العقوبات، وهذا له تأثير ضار على مستوى البلاد، لذا يتعين علينا أن نرى كيف ستسير الأمور”، حسب ما نقلت المجلة.
ووفقاً للتقرير فإن “المدافعين عن حقوق الإنسان يحذرون من أن التصنيف الأمريكي قد يؤدي إلى خنق المساعدات الإنسانية من مصادر أخرى، والتي يحتاج إليها 80% من السكان بشكل حرج”.

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
  • فرصة تاريخية أمام أمريكا في الشرق الأوسط
  • قراءة إسرائيلية في مواقف ماليزيا تجاه حرب غزة وعلاقتها مع حماس
  • الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
  • أوزغور أوزيل: نقف إلى جانب القضية الفلسطينية
  • مصر تحاصر مخطط الشرق الأوسط ضدها
  • لأول مرة في الشرق الأوسط.. أبوظبي تستضيف المؤتمر العالمي لسياحة الحوافز
  • غزة تنتمي للشعب الفلسطيني| موقف مفاجئ من الصين وأمريكا حول خطة مصر
  • خطة مصر بشأن غزة تعزز مكانتها في المنطقة
  • وزير خارجية الصين: ندعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة والمبادرة العربية لحل الدولتين