كتب- محمد شاكر:

يعقد منتدى المستقبل للفكر والإبداع، في تمام السابعة من مساء الثلاثاء المقبل 1 أكتوبر 2024، في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، ندوة نقدية لمناقشة رواية (كل الأبواب مواربة) للكاتب الروائي سمير فوزي.

ويناقش الرواية الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والناقد الدكتور محمود عبدالباري، وتدير الندوة القاصة عبير الحلوجي.

وقد صدرت رواية "كل الأبواب مواربة" حديثا عن دار "الناشر"، وتأتي بعد عدد من الأعمال السردية المتميزة للكاتب سمير فوزي، من بينها "العكاز"، و"عصافير الروح"، و"الشبراوية"، و"بيت ياجوري"، و"مفترق طرق"، وغيرها.

ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع أحد أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.

ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي إلى "أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".

وتعقد الندوة في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، الدور الثاني، 1 شارع كريم الدولة متفرع من ميدان طلعت حرب، وسط البلد.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حسن نصر الله السوبر الأفريقي النزلات المعوية في أسوان سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي منتدى المستقبل للفكر والإبداع حزب التجمع الوطني

إقرأ أيضاً:

تشريح النسيان .. قراءة في رواية «البيرق - هبوب الريح» لشريفة التوبي

الرواية العمانية والذاكرة

الجزء الثالث من ثلاثية البيرق ( 2025 – دار ناشرون وموزعون- الأردن) بدا مختلفًا عن جزئيه السابقين، وكأن الكاتبة فتحت نافذة على الخارج هذه المرة، والخبرة التي استفادتها من الجزئين السابقين ساعدتها في التعبير السلس عن مرحلة تاريخية حذرة، كما نضجت أيضا ـ في ذلك الطريق ـ مراوحات الرواية من وصف وتوزيع للأدوار وسبر للنفسيات. هذا الجزء حمل عنوانا فرعيا دالا «هبوب الريح». فإذا كان الجزءان الأولان «حارة الوادي»، و«سراة الجبل» يدوران في عالم محلي مغلق فإن الجزء الثالث انفتح على فضاءات عربية وأسفار، وكأنما العماني انتفض من سجنه الاجتماعي والسياسي والبيئي المغلق الطويل (في الجزئين السابقين) وبدأ يشق طريقه تحت الشمس (في الجزء الثالث).

إذن كان ثمة (ريح) سحبت بـ(هبوبها) الجميع في خفتها وغبار لواقحها، ريح حركت العقول في طريق التغيير. وكثيرا ما طُرح سؤال حول سبب اهتمام الرواية العمانية ـ التي تشهد حاليا حضورا عربيا وازنا، حيث نالت إشادات وجوائز ـ عن سبب اهتمامها بتسريد الفترة الماضية من الحياة العمانية، وكان الجواب الذي يتبادر بداهة هو أن التاريخ العماني السياسي لم يسجل أو لم يهتم به بسبب موانع رقابية، لذلك استثمرت الرواية هذا الكنز المدفون وبنت عليه متخيلها. وأظن أن ثمة سببا أكثر إقناعا يمكن طرحه ومناقشته وهو أن هذا التراث العماني، بكل بساطة، يريح كاتب الرواية أكثر في التعامل معه، وذلك نظرا لثراء ساحته، ولأنه تاريخ طويل في ظلماته ولكثرة المآسي التي اعترته فترات طويلة من الزمن، ما أدى إلى نشوب المظلم: الجهل والجوع والمرض؛ وهي بئر أو مستنقع عريض عاشت فيه عمان طوال عقود، والذاكرة ما زالت تحتفظ بشيء منه خاصة أولئك الذين شهدوا ثم حكوا عن أحوال عمان بين الحربين (العالميتين) وما أورثت تلك النزاعات دول الهامش والبعاد من انعكاسات اجتماعية يسهل اصطيادها كمادة ثرية للسرد. إلى جانب الثراء الميثلوجي والبيئي والطبيعي وتنوعه وتناقضاته التي توفرها ذاكرة المجتمع أكثر من حاضرها، والرواية كونها من بنات الحكي في أحد جوانبها، والحكي بدوره ابن الذاكرة، لذلك يمكن أن تتعامل الرواية مع هذه الذاكرة وعطاياها من زوايا كثيرة يصعب حصرها، وستظل هذه الذاكرة إلى أجل غير منظور مادة خصبة للرواية والقصة وأيضا للبحث التاريخي العماني. فالرواية في علاقتها بالتاريخ تمتلك هذه الميزة الخاصة ـ كما يقول بول ريكور ـ والتي من شأنها أن تحول شخصيات التاريخ من (أشباح) لا نعرف إلا القليل عن صفاتها وملامحها، إلى كائنات من لحم ودم يمكن تخيل تفاصيل حياتها بناء على معطيات وبيئة ووقائع ذلك الزمن القديم. وهو ما فعلته الرواية العمانية وما فتئت تغترف وتمتح من بحره اللجي، واصطياده من أعماق الذاكرة، في القلب من ذلك ما حركته الريح بهبوبها، كما سنرى مع مسك ختام ثلاثية شريفة التوبي.

شخصيتان رئيسيتان وآخرون وراءهما

تحرك فضاء الرواية شخصيتان وكل ما يرتبط بهاتين الشخصيتين هو من معطيات محيطهما الخاص والعام الملتصق انطلوجيا بهما، والشخصيتان هما حمود بن سيف ومبارك بن مرهون. الأول تبدأ حياته وزمنه في الرواية من القاهرة، حين كان يقضي وقته للدراسة قادما من السعودية، وفي القاهرة يشهد حفلة لأم كلثوم في نادي الضباط ويقرأ كتبا في مجالات شتى، فتهب عليه ريح التغيير وتفعم فضول الصبي الحالم فيه، لتحوله إلى أحد التيارات القومية التي كانت سائدة في مصر الستينيات. وهناك يلتقي بالرفقاء الذين شكلوا نواة ما عرف لاحقا بالجبهة الشعبية لتحرير ظفار، لينتقل بعدها من مصر إلى البحرين ثم العراق للتدريب ثم صلالة للقتال العملي. وعلى ضفاف هذه الرحلة المكثفة يلتقي بمجموعة من «رفاق السلاح» وكان من ضمنهم الفتاة «طفول» التي شكلت أيقونة للتحرر في أدبيات اليسار العماني، ولكنها تظهر هذه المرة من طبقة مسحوقة، حيث يعمل والدها بالسخرة مع شيخ من شيوخ ظفار، الأمر الذي يجعلها تهرب من طوقها الضاغط إلى سهوب الجنوب الخضراء كغزالة تنشد الحرية وقد وجدت بين الرفاق ساحة واسعة لأحلامها. بينما تظهر طفول في أعمال سردية أخرى في حالات مختلفة كطبيعة أي أيقونة يمكن التعامل معها من أكثر من زاوية، ولأن التعامل هنا مع رواية متخيلة تستند إلى التاريخي دون أن توثقه حرفيا، فإن هذا الأمر يتيح للكاتبة أن تلعب لعبتها الروائية كما تشاء، شريطة إقناع القارئ وتعيين حدود هذه اللعبة وأحداثياتها تعيينا واقعيا ملموسا، وهذا ما وفقت فيه الرواية، إلى الدرجة التي يمكن معها طرح السؤال الساذج: هل هذه الرواية حقيقية؟ ويمكن أن يأتي هذا السؤال حتى من سائل مطلع وقارئ للكتب والروايات.

في حين ظهرت شخصية حمود بن سيف جادة ملتزمة مهتمة بالقراءة ومعرفة الجديد وحالمة ومصرة على تحقيق حلمها بأي ثمن ومشدودة بإصرار إلى مبادئها، تظهر ـ بالمقابل ـ شخصية مبارك بن مرهون منذ البداية مستهترة ذات ميل شهواني إلى المتعة السريعة، لذلك أوجدت الرواية مبررا لسلوكها اللاحق. بينما ظلت شخصية حمود - بدافع من طبيعتها أيضا - حلمية متشبثة بموقفها حتى نهاية الرواية وغير مستعدة للتنازل وحتى للهروب، إلى أن تم إعدامه رميا بالرصاص.

لقد وثق حمود بابن طفولته وحارته مبارك، ونتيجة لصغر سنه وعدم خبرته بطبائع ونفسيات البشر قام بـ«تعبئته» وضمه إلى قائمة «جبهته» كما فعل مع آخرين تحت ضغط القيادة الخفية التي تطلب منه أن يتحرك في ضم آخرين للجبهة استثمارا للوقت. ليجد مستعدين لأن ينضووا إلى ساحة التنظيم، الذي لا يمكن إخفاء أهداف بسطائه الوطنية وغيرتهم على بلدهم وهم يرون بلدان العالم وقد ازدهرت وتنورت بينما العمانيون يعيشون في ظروف لا تنتمي إلى القرن العشرين، وكان للإنجليز بوصفهم بنية استعمارية ضاربة السبب المباشر في حالة التمرد الثوري التي تسكن ضمائر وصدور معظم شخصيات الرواية شبابا وشيبانا. حارة الوادي الصغيرة المحدودة تغدو بذلك نموذجا وعينة لأحلام العمانيين في ذلك الوقت، من جموح التمرد والبحث عن كوى الضوء والاستعداد لتقبلها من أي مكان تأتي، وهذا ربما ما يبرر الانتقال السريع لحمود من حركة الإمامة إلى الجبهة الشعبية دون أن يحفل بتناقض طبيعتيهما طالما أن كليهما ينشد التحرر من ربقة البؤس. كما سنرى أن حمود المتهم بأنه شيوعي متمرد نراه في تفاصيل حياته أنه الأكثر حرصا على عبادته والاهتمام بمشاعر والديه، وتتلخص عنده الفكرة الثورية فقط في حلم التحرر من الظلم والجهل والخوف أكثر من كون أن الفكرة ذات بعد أيدلوجي توسعي ومدفوعة وممولة من قوى كبرى وجدت في حاجات الناس وظروفهم الضاغطة مرتعا. وما نراه الآن من أفعال للصهيونية المتطرفة في القتل المجاني لأهلنا في غزة مدعات لأن يضعها ضمن هذه الحركات التاريخية المتطرفة والقاتلة الممولة من القوى الكبرى، والآيلة في النهاية إلى زوال طال الزمن أم قصر.

أدوار متعددة لشخصيات الرواية

تثري الرواية (التي اقتربت من 600 صفحة) بعدد وافر من الشخصيات المساندة، وكل منها يشكل حياة مستقلة وأحلاما ورؤى، لم (تقصر) الرواية في إيفاء كل شخصية من الشخصيات المساندة حقها من التعريف لمختلف جوانبها المعيشية والنفسية، وهي شخصيات تدور في محور ومجال الشخصيتين الرئيسيتين حمود ومبارك. مثل شخصية نفافة زوجة حمود، ووالده سيف ووالدته زهرة التي تفيض أمومة وقلقا على ولدها خاصة بعد أن تأخرت نفافة في الإنجاب. والشخصيات التي تدور حول مبارك أيضا أعطيت حقها من التعريف خاصة والده مرهون المزواج صاحب دكان القرية ووالدته مبيوعة القلقة وزوجته سلامة. هناك أيضا الشخصيات التي قام حمود بتجنيدها وإخفاء السلاح معها، هي الأخرى وجدت حظها في مساحات الرواية، بالإضافة إلى وصف البيئة العمانية وما تزخر به الرواية من حوارات للشخصيات حيث إن الحوارات في السرد وسيلة لكي تعبر الشخصيات عن دواخلها وأسرارها. والملاحظ أن الحوارات في هذه الرواية يجري معظمها همسا، وذلك نظرا لخطورة الوضع في زمن الرواية. حيث يمكن للإنسان أن يسجن عشر سنوات من أجل كلمة، أو حتى من أجل قصيدة كما حدث للأعمى ناصر بن صالح الذي حكم عليه بعشر سنوات بعد أن وشى به مبارك بأن (في رأسه) قصائد ومشاعر تسير مع أحلام الثورة.

بعد الطواف

شكلت رواية «البيرق» في جزئها الأخير «هبوب الريح» وثيقة لتفاصيل الماضي من ذاكرتنا، وتوثيقا لبيئة عمانية بكل ما اعتمل فيها من أحلام ونوازع وسماء يحوم تحت سحبها الموت بدون انقطاع، بيئة حذرة قاسية يصعب فيها التنقل ويسودها القلق والرعب الخفي والتوجس من المجهول، وذلك عبر شخصيات واقعية حتى في تخيلها، منزوعة نحو التغيير والحلم بحياة أفضل للجميع كما عند حمود، ومصائر تتصارع في هذه الحلبة دون سكون. وكثرة الصفحات في هذه الرواية يبررها الموضوع التاريخي المفعم بتفاصيل واسعة وممتدة يصعب تجاوزها أو المرور عليها.

محمود الرحبي كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • سلوى محمد علي ومحمود قابيل ينضمان إلى أسرة مسلسل "أثينا"
  • تدشين “دجِيرَة البركة” للكاتب حلواني
  • "ماذا يريد الله منا؟" للكاتب أحمد طه يشارك بمعرض القاهرة للكتاب
  • تشريح النسيان .. قراءة في رواية «البيرق - هبوب الريح» لشريفة التوبي
  • “مسك الليل” مسرحية جديدة للكاتب ميسرة صلاح الدين
  • خليجي 26.. حكم تركي لإدارة لقاء البحرين والعراق ومحمود عاشور لتقنية الفيديو
  • دار الإفتاء: حث الشرع على التزام الصدق وقول الحق في الأمور كلها دون مواربة أو مداهنة
  • جلالة السلطان وملك البحرين يناقشان هاتفيا عددا من الموضوعات
  • مكتبة الإسكندرية تطلق مشروع رقمنة أوراق للكاتب صلاح عيسى
  • يسري السعودي: لأول مرة في تاريخ الحج السياحي شركتين للطوافة