أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 12 عنصرًا من الفصائل الموالية لإيران جراء هجوم استهدف مواقعهم في مدينة دير الزور وريفها الشرقي. ووفقًا للمصادر، نفذت طائرات حربية مجهولة عدة غارات جوية استهدفت مقرات عسكرية للفصائل الإيرانية، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة. يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه محافظة دير الزور نشاطًا عسكريًا مكثفًا من الميليشيات المدعومة من إيران، وسط استعدادات لشن هجمات على مواقع قوات سوريا الديمقراطية.

طائرات حربية مجهولة

 شنت طائرات حربية مجهولة غارات على مواقع الميليشيات الإيرانية في مدينة دير الزور وريفها الشرقي، بالإضافة إلى ضربات جوية استهدفت مواقع قرب الحدود السورية العراقية في منطقة البوكمال، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد المرصد أن الغارات شملت خمس ضربات استهدفت مقرات عسكرية ورادارات في حي هرابش وجبل ثردة قرب مطار دير الزور، وكذلك مقرًا في شارع بورسعيد بحي العمال.

ووفقًا للمرصد، أسفرت هذه الغارات عن مقتل 12 عنصرًا من الفصائل الموالية لإيران. كما أشار إلى استهداف مواقع أخرى في ريف دمشق وحمص، قرب الحدود اللبنانية، في عمليات يُعتقد أن إسرائيل كانت وراءها، حيث شهدت محافظة دير الزور نشاطًا عسكريًا مكثفًا للميليشيات المدعومة من إيران استعدادًا لشن هجمات على قوات سوريا الديمقراطية المتمركزة على ضفاف نهر الفرات الشرقية.

في غضون ذلك، أكدت مصادر أن ميليشيا "لواء الباقر" المدعومة من الحرس الثوري الإيراني بقيادة نواف البشير، كثفت تحركاتها في دير الزور، تخطط لعمليات ضد قوات سوريا الديمقراطية. ويأتي هذا التطور وسط تصعيد بين حزب الله وإسرائيل، عقب مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت مقرًا في الضاحية الجنوبية ببيروت.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المرصد السوري هجوم دير الزور طائرات مجهولة دیر الزور

إقرأ أيضاً:

فيلم لي .. سيرة ذاتية تمزج بين يوميات مراسلة حربية وعارضة أزياء

لا شك أن صناعة السينما اتجهت مع التطور الزمني الذي لحق بها إلى انتهاج شتى أساليب السرد السينمائي الذي كانت الغاية منه هي الوصول إلى المشاهد وتقديم قصة تروى وتحقق الفائدة والمتعة في آن واحد.

هذا التنوّع السردي يمكن النظر إليه من زوايا متعددة ومنها مساحة ما يروى بالصورة على الشاشة باستخدام الأدوات والوسائل التي ترسخ دور الصورة ووظيفتها حاملةً في ثناياها تلك التفاصيل التي يراد إيصالها إلى المشاهد.

هذه المقدمة تنطبق على هذا الفيلم للمخرجة إيلين كوراس والمأخوذ عن كتاب للمؤلف أنطوني بينروس، والذي بني في قسم أساس منه على محور السيرة الذاتية لتلك الشخصية الاستثنائية لي ميللر التي واكبت العديد من التحولات الثقافية والإنسانية والسياسية سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة قبيل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية.

فالركن الأول في تلك السردية الاستثنائية المرتبطة بهذه الشخصية هو مواكبة لي لتطور عالم الموضة والأزياء؛ إذ ارتبطت بفئة واسعة من المصممين والعارضين والعارضات وكانت هي شخصيًا إحدى تلك العارضات وارتبطت باريس في ذهنها تلك المدينة المفعمة بالحياة والشاعرية.

لكن السؤال المهم فيما يتعلق بتلك الشخصية التي عاشت مع تلك الطبقة الاستثنائية والمخملية غالبا في المجتمع الفرنسي، هو ماذا يعني لها انتقال أوروبا وبما فيها فرنسا وصولا إلى الولايات المتحدة إلى حالة المواجهة والحرب باشتعال نيران الحرب العالمية الثانية؟

هذا السؤال شكّل في ثناياه تحولا وجوديا استثنائيا غيّر مسارات السرد الفيلمي إلى جدلية معقدة ارتبطت بشخصية (لي) في حد ذاتها وكيف يمكن الموازنة بين الدوافع الذاتية والمحركات الموضوعية، الذات الأقرب لحياة الترف والدعة في مقابل واقع حياتي مقبل على أهوال الحرب.

لقد كانت هذه الجدلية كافية لكي نشهد تحولا دراميًا ملفتًا في حياة تلك المرأة فبعد أن كانت المجلة الشهيرة واسعة الانتشار " فوغ" محملة بصور وتحقيقات الأزياء والموضة ها هي "لي" تقرر أن تكون مجلة الترف نفسها هي التي تنشر صورا لها سوف تلتقطها بنفسها ليس بصفتها عارضة أزياء معنية بالموضة بل بصفتها مصوّرة حربية، وحيث يكون الانتقال من الحياة المدنية المترفة إلى ثكنات الجنود ومرابض المدافع بمثابة كابوس كبير بالنسبة لها لكنها لن تتراجع عنه.

هذه المعالجة السردية قدمت لنا أنساقًا متوازية من السرد اشتغلت على ثلاثة مقاربات سردية أولها مرحلة ما قبل الحرب في باريس وحياة الموضة والرفاهية والحفلات ثم مرحلة الحرب ودخول "لي" مصورة حربية ثم الرحلة الثالثة ممثلة في المراجعة الذهنية عن طريق الاستذكار – فلاش باك – وهي تروي سيرتها وذكرياتها لشاب مهتم لن نعلم إلا في القسم الأخير أنه ابنها.

وفي هذا الصدد يقول الناقد ديف غيانيني في موقع سيسشن فيلم: "لاشك أن هذا الفيلم استند إلى نوع السيرة الذاتية وأنا لا أقول أنه لا يمكن بعد الآن صناعة فيلم سيرة ذاتية جيد، لكن يبدو أن الأمر أصبح أكثر صعوبة مع مرور الوقت.

الأمر في هذا الفيلم يتعلق ببنية السيناريو وكيفية تأطير القصة السينمائية من خلال مقابلة تجرى مع "لي" وهي امرأة طاعنة في السن، قناعتي أن التصميم والحل الإخراجي لم يكونا غير متقنين بما فيه الكفاية.

ثمة عدد لا يحصى من الطرق التي يمكن للمخرج أن يؤطر بها مثل هذه القصة. الجانب الإيجابي الوحيد هو أنه يوفر طريقة لعرض عمل لي ميلر الفوتوغرافي المتنوع والغزير".

بالطبع يرتكز هذا النقد على مدخل ونهاية الفيلم والذي يقوم على فكرة الاسترجاع والاستذكار من خلال لقاء "لي" مع ذلك الشاب الذي سوف يظهر فيما بعد أنه ابنها ولكن الأمر في الواقع لم يكن إلا خيال من طرفه وفيما هو جالس في وسط ركام من الصور الفوتوغرافية مما صورته أمه.

الاعتراض الفني على تلك المعالجة السينمائية القائمة على الاستذكار دفعت باتجاه قراءات متعددة للبنى السردية التي سادت في هذا الفيلم والتي لجأ إليها الثلاثي من كتاب السيناريو بطريقتهم الخاصة.

أما الناقد شين بيركيتا من موقع موقع سي دو ريفيو فيقول: "إن الطريقة التي حُكِيت بها هذه القصة هي في الأساس نسخة طبق الأصل من أفلام سبقتها؛ فالمرأة العجوز التي تحكي قصة حياتها التي عاشتها ذات يوم تشبه قصة فيلم تيتانيك، وهو أمر ملفت للنظر؛ لأن هذا الفيلم كان أيضًا من بطولة وينسليت، ولكن على الرغم من أنني شاهدت هذه النسخة من السرد مرات عديدة من قبل في أفلام أخرى إلا أن الموضوع نفسه كان مثيرًا للاهتمام. ومع ذلك، فقد قلل هذا النوع من المعالجة من أي دراما تمت إثارتها أو الاشتغال عليها لمشاهدة "لي ميلر" وهي تقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة من رصاص العدو وقنابله إبان الحرب العالمية الثانية".

ولعلّ هذه مقاربة أخرى تستكمل ما كنا قد تحدثنا عنه بصدد أنساق السرد المتشابهة والتي وجد هذا الناقد مثالًا لها من خلال فيلم تيتانيك الذي يقوم على استذكار تلك العجوز أحداث رحلتها وذكرياتها على ظهر تلك السفينة وما جرى من وقائع في حينه.

ربما كان هذا الجانب فيما يتعلق بإدارة أفعال الشخصية الرئيسية كافيًا لإحالتنا إلى نوع السيرة الذاتية وهو ما حاولت المخرجة إيجاد توازن فعال في أدوار الشخصيات خاصة الشخصية الرئيسية لكن ذلك التوازن لم يصل إلى هدفه ونهاياته بل تشعب إلى جوانب متعددة من جوانب حياة وسيرة "لي" ولهذا مثلا بدت علاقتها مع رولاند الذي أحبته وتزوجته وكأنه علاقة سطحية وليست ذات تأثير كبير على مسارها بينما تعمقت في شخصية صديقها ديفيد، وهكذا اختلت التوازنات المنطقية والموضوعية بين الشخصيات.

أما إذا انتقلنا في إطار المعالجة السينمائية إلى دور الاسترجاع – فلاش باك – في السرد الفيلمي وهل كان حقا بمثابة قوة دافعة وإيجابية للأحداث أم أنه سبب للتراجع، واقعيًا إننا كنا أمام إشكالية تتعلق بوجود أساليب عديدة في طريقة معالجة قصص السيرة الذاتية فضلا عن البناء السردي وأنساق السرد لكن يبدو أن المخرجة لجأت إلى أكثر المعالجات تحفظًا فلم تغامر في اتخاذ مسار آخر مختلف قد تواجه صعوبة في السيطرة على مساراته مع أن غزارة القصة الفيلمية كانت مشجعة بما فيه الكفاية لخوض مثل تلك المغامرة.

...

إخراج: إيلين كوراس

عن كتاب – حياة لي ميللر للكاتب أنطوني بينروس

سيناريو: ليم دوس، ماريون هيوم، جون كولي

تمثيل: كيت وينسليت – بدور لي ميللر، اندي سومبيرغ – في دور ديفيد، اليكسندار سكارسغارد – في دور رولاند.

التقييمات: آي أم دي بي 7 من 10 روتين توماتو 71 من 100، ميتاكريتيك 74 من 100.

مقالات مشابهة

  • قوات سوريا الديمقراطية ترفض تسليم إدارة السجون لحكام دمشق الجدد والسبب.. عناصر داعش
  • مقاتلو العشائر العربية السورية يسيطرون على مواقع لقسد في دير الزور (شاهد)
  • “نفط عدن” تطالب “الحكومة الموالية للتحالف” بالتدخل لإنقاذها من الانهيار 
  • هجوم بالمسيرات يستهدف مواقع للانتقالي شرق أبين
  • السفيرة الألمانية لدى تركيا: نتباحث مع قوات سوريا الديمقراطية
  • تجدد المعارك بين قسد وفصائل موالية لتركيا شمال سوريا.. والشرع: سنضم الجميع للجيش
  • مقتل 8 من قوات سوريا الديمقراطية في معارك شمال وشرق البلاد
  • فيلم لي .. سيرة ذاتية تمزج بين يوميات مراسلة حربية وعارضة أزياء
  • مصدر مسؤول:ترامب بعث رسالة شديدة اللهجة للسوداني عن دعمه المستمر لإيران وميليشياتها
  • الخارجية العراقية: تحييد الفصائل شأن داخلي عراقي وسنوسع التمثيل الدبلوماسي مع سوريا