حزب الله وإسرائيل.. تصعيد عسكري واغتيالات تعيد المنطقة إلى حافة الحرب
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، حيث تصاعدت حدة التوترات بشكل غير مسبوق عقب سلسلة من الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في الحزب. وكانت الضربة الأكثر تأثيرًا هي اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في عملية مفاجئة أثارت ردود فعل غاضبة وأعادت المنطقة إلى شفير الحرب.
في ظل هذا الوضع المتأزم، يبرز سؤال ملح: ماذا بعد؟ وكيف ستؤثر هذه الاغتيالات على ميزان القوى في المنطقة؟ وهل سنشهد تصعيدًا أكبر يقود نحو مواجهة شاملة؟
لقد قمنا بتصفية الحساب
منذ ساعات اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تل أبيب "صفت الحساب" باغتيال الأمين العام لحزب الله. وصرح: "لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من الإسرائيليين والعديد من مواطني الدول الأخرى، من بينهم مئات الأميركيين وعشرات الفرنسيين"، حسب تعبيره.
وخلال تصريحاته، رأى أنَّ إسرائيل وصلت إلى "ما يبدو أنه منعطف تاريخي" في الحرب ضد "أعدائها"، قال نتنياهو إنّ "المهمة لم تنته بعد والأيام القادمة ستحمل مزيدًا من التحديات".
خطط حزب الله لاغتيال مسؤلين إسرائيليينأعلنت إسرائيل مؤخرًا أن حزب الله اللبناني خطط لاغتيال مسؤولين دفاعيين إسرائيليين بارزين، من بينهم موشيه يعلون، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق. وجاءت هذه المعلومات على خلفية اتهام رجل يبلغ من العمر 73 عامًا من مدينة عسقلان بالضلوع في هذه المؤامرة. وقد كشفت أجهزة الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك جهاز الشين بيت، تفاصيل التحقيق حول هذا المخطط وأدوار المتورطين فيه.
المشتبه به، وهو رجل أعمال إسرائيلي كان يقيم لفترات طويلة في تركيا، أقام علاقات وثيقة مع مواطنين أتراك وإيرانيين. وفقًا للتحقيقات، وافق المشتبه به، في أبريل الماضي، على لقاء رجل أعمال إيراني ثري يُدعى "إيدي" من خلال وساطة شخصين تركيين، وذلك لمناقشة أعمال تجارية. وقد تمت الاجتماعات في مدينة سامنداغ التركية، حيث التقى المشتبه به مع ممثلين أرسلهما رجل الأعمال الإيراني.
رغم أن "إيدي" لم يكن قادرًا على مغادرة إيران، استمر الاتصال بينه وبين المشتبه به من خلال مكالمات هاتفية. وفي مايو، عاد رجل الأعمال الإسرائيلي إلى تركيا للقاء وسطاء إيرانيين آخرين، وعندما فشل رجل الأعمال الإيراني مرة أخرى في مغادرة بلاده، قام المشتبه به بتهريبه إلى إيران عبر الحدود البرية في شرق تركيا، وفقًا لما ذكرته أجهزة الأمن الإسرائيلية.
نتياهو يرسم مستقبل الصرع.. ماذا بعد اغتيال نصر الله؟" نحن الآن أمام ما يبدو أنه نقطة تحول تاريخية"، مشيرا إلى "أن القضاء على نصر الله كان خطوة مهمة لتحقيق الهدف الذي حددناه، وهو إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم".
وأوضح أنّ "تصفيته... تعزّز (فرص) عودة أسرانا في الجنوب وكلما رأى (زعيم حركة حماس يحيى) السنوار أنّ حزب الله لن يأتي لمساعدته بعد الآن، زادت فرص إعادة مخطوفينا" الذين احتجزوا خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
كذلك قال نتنياهو "ليس هناك مكان في إيران أو الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراعنا الطويلة".
وقال أيضًا "قال عنا نصر الله إننا "خيوط عنكبوت" لكن أثبتنا أننا "أوتار فولاذية".
رد حزب اللهبعد تفجيرات "البيجرز" في جنوب لبنان، ظهر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ليتحدث عن رد الحزب المتوقع وطبيعة خطته المستقبلية. وأكد نصر الله في خطابه أنه لن يكشف عن توقيت أو مكان الرد على الهجمات، مشيرًا إلى أن "الخبر هو ما سترونه، وليس ما تسمعونه"، مما يعكس سياسة الغموض والتحدي التي يعتمدها الحزب في مواجهة التوترات مع إسرائيل.
كما وجه نصر الله رسائل تحدٍ مباشرة لإسرائيل، مؤكدًا أن جبهة لبنان ستظل مشتعلة ولن تهدأ قبل وقف الحرب على غزة، رغم التضحيات الكبيرة التي يقدمها الحزب. وأضاف: "أقول لنتنياهو وغالانت، لن تتمكنوا من إعادة سكانكم إلى الشمال، والسبيل الوحيد لذلك هو إنهاء العدوان على غزة والضفة الغربية"، موضحًا أن المقاومة لن تتراجع في موقفها.
وبالفعل تحقق ما توعَّد به نصر الله، فتم إطلاق صواريخ قادر 1 وفادي 1، 2، ما يعني أنَّ القتال، كان مستمرًا حتَّى قبل استهداف حسن نصر الله.
بعد استهدافه وإعلان مقتله، اكتفى الحزي ببيان، أبَّنه فيه وعاه بسيد الشهداء، لم يصدر أي تحذير، فهل هذا الصمت هو بمثابة إعلان مرحلة جديدة من التهدئة بين إسرائيل وحزب الله، أم أنَّ هذا هو السكون الذي يسبق العاصفة؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
تحد واضح لرئيس أمريكا.. ماذا يعنى تصعيد روسيا هجومها عبر خط المواجهة فى أوكرانيا؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
زادت العمليات الهجومية للجيش الروسي عبر خط المواجهة، وفقا لمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعى لضباط أوكرانيين، وتحليل للمعلومات من هيئة الأركان العامة فى كييف والجنود الذين تحدثوا إلى شبكة «سى إن إن» الأمريكية.
وليس واضح بعد ما إذا كانت هذه بداية هجوم كبير فى الربيع من قبل قوات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والذى تحذر منه أوكرانيا منذ بعض الوقت. ومع ذلك، يبدو أن الزعيم الروسي غير مهتم بإغضاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى سيتخذ قراره فى غضون أسابيع إذا كان الكرملين جادا بشأن التوصل إلى السلام، حسبما قال وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، الأسبوع الماضي.
أين يدور القتال الحالي؟
لعدة أشهر، اندلعت بعضا من أعنف المعارك فى جنوب بلدة باكروفسك، وهى كانت مركز لوجستى رئيسى للقوات المسلحة الأوكرانية فى منطقة دونيتسك.
وحقق الجيش الأوكرانى العديد من النجاحات التكتيكية الصغيرة منذ بداية العام، مما أدى إلى تراجع تقدم الجيش الروسي ودفعه نحو باكروفسك، حتى مسافة بضعة كيلومترات فقط من وسط البلدة.
لكن قال ضابط استطلاع أوكرانى متمركز فى المنطقة، فى تصريحات للشبكة، إنه خلال الأيام الـ١٠ الماضية، أصبحت القوات المسلحة الروسية أكثر نشاطا مرة أخرى ودفعت بالمزيد من الجنود والمركبات لشن هجمات فى المستقبل.
وأضاف الضابط، الذى رفض الكشف عن هويته لـ«سى إن إن»، «نرى ذلك من خلال الصور التى تلتقطها الطائرات بدون طيار (المسيرات)، ونسمع الروس وهم يتحدثون عن ذلك على الراديو».
ولكن مع الدفاع المستميت عن باكروفسك، قد يكون الجهد الرئيسى للجيش الروسى فى المنطقة هو التقدم غربا وليس شمالا، وفقا للشبكة.
وأعرب عدد من الجنود الأوكرانيين، فى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، عن مخاوف من تطويق محتمل فى موقع واحد وخرق خط الدفاع فى مكان آخر.
وقال جندى أوكراني، عبر حسابه على «تيليجرام»: «دخل خط المواجهة فى هذه المنطقة مرحلة نشطة. الروس لن يتوقفوا»، وأضاف إن الهدف من التقدم الروسى هو بلدة تسمى نوفوبافليفكا. وتابع: «سيدخلون منطقة دنبروبتروفسك، هذه إحدى المهام الرئيسية التى حددتها القيادة الروسية».
وسيكون التحرك نحو دنبروبتروفسك لحظة مهمة لأنها ستكون المرة الأولى التى تطأ فيها أقدام القوات الروسية هناك، وفقا لـ«سى إن إن».
وقال مسؤولو دنبروبتروفسك، أن القوات الروسية على بعد ستة كيلومترات فقط من المنطقة، بينما يتم بالفعل إجلاء الأشخاص الذين يعيشون على طول الحدود.
وبالنسبة لبوتين، وربما المفاوضين الأمريكيين أيضا، يمكن اعتبار أى سيطرة روسية على جزء من دنبروبتروفسك ورقة مساومة مفيدة فى مفاوضات مستقبلية مع أوكرانيا، بحسب الشبكة.
اندفاع روسى على طول الخط الأمامي
لوهانسك هى منطقة واقعة فى أقصى شرق أوكرانيا، والتى تتمتع فيها قوات بوتين بأكبر قدر من السيطرة، فقط بقيت بضعة مواقع فى أيدى أوكرانيا. هنا أيضا، حققت القوات الروسية مكاسب مستمرة فى الأسابيع الأخيرة، خاصة فى شمال بلدة ليمان.
وأظهر تحليل البيانات الذى أجرته «سى إن إن» للاشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية، التى سجلتها هيئة الأركان العامة الأوكرانية، زيادة فى النشاط للجيش الروسي، خلال الأسبوعين الماضيين، على طول جميع مواقع الخط الأمامي.
كيف يقاتل الروس؟
أبلغ الجنود الأوكرانيون عن مجموعة متنوعة من التكتيكات الروسية فى الأسابيع الأخيرة.
فى جنوب منطقة دونيتسك، كشف ضابط أوكرانى عن أن القوات الروسية تتقدم فى أعمدة تتكون من عربات مدرعة، بما فى ذلك حوالى أربع إلى خمس مركبات مشاة قتالية ودبابات.
ولم يخف شكوكه فى احتمالات حدوث تقدم روسى كبير.
وقال القائد الأوكرانى ستانيسلاف بونياتوف، عبر حسابه على «تيليجرام»، إن القوات الروسية هناك تكبدت خسائر فادحة لكنها مستمرة فى القتال دون هوادة. وأضاف: «وحدة واحدة فى هذه المنطقة تخسر من عشرة إلى ٥٠ روسيا يوميا».
ما هو مصير الحرب ومفاوضات السلام؟
فى أفضل السيناريوهات، من المرجح أن تستغرق جهود أوروبا المكثفة لإعادة تسليح أوكرانيا، وسط شكوك حول الدعم العسكرى الأمريكى لكييف، بضع سنوات حتى تؤتى ثمارها، وفقا لـ«سى إن إن».
ويقول المحللون إنه بينما قطعت صناعة الدفاع الأوكرانية خطوات كبيرة، فإنها لا تزال تعتمد على حلفائها.
وتحت ضغط من واشنطن، يظل الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، ملتزما علنا بإنهاء الحرب، طالما أنه اتفاق سلام عادل وآمن ولا يسمح لروسيا باستئناف القتال لاحقا.
من جانبه، يقول الكرملين إنه يريد السلام أيضا، ولكن فقط إذا تمت معالجة الأسباب الجذرية للصراع، مما يعنى تراجع أوكرانيا عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى «الناتو» وأن تخضع إلى نفوذ موسكو، بحسب الشبكة.
ولكن إعلان بوتين، الأسبوع الماضي، عن أكبر عملية تجنيد منذ أكثر من ١٠ سنوات، وطموحه المعلن لبناء جيش يضم ١.٥ مليون جندى نشط، يشير أكثر إلى حملة استنزاف أكثر من أى نية للتوقف.