ضحايا التنمر والعنصرية أكثر عرضة للتطرف.. خبراء علم نفس يضعون روشتة للوقاية
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
في عالمنا المعاصر، ومع الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، تتصاعد الأصوات المحذرة من خطر التطرف الفكري الذي يهدد العديد من المجتمعات، ورغم تعدد الأسباب التي تساهم في ظهور هذا التطرف، هناك بعض الأسباب الأخرى التي تقود إليه، وهي بعيدة كل البعد عن مدى الإيمان بهذه الأفكار المتطرفة.
ومن أبرز هذه الأسباب التنمر والعنصرية.
نسلط في السطور التالية الضوء على العلاقة بين ظاهرتي التنمر والعنصرية والسقوط في فخاخ التطرف، مع تقديم روشتة واضحة للأهل لحماية أبنائهم من هذا الخطر، وهو ما يأتي في ضوء حملة توعوية أطلقتها «الوطن» بعنوان «تعزيز قيم الهوية الوطنية»، تحت شعار «اختر طريقك.. في الوطن النجاة والآمان»، والتي تهدف إلى حماية أبناء المجتمع من تيارات التطرف والشر التي لا تجر عليهم إلا بالضرر، وجاءت هذه الحملة ضمن 3 أخريات لمواجهة الانحراف والتطرف الاجتماعي والفكري والديني، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية».
التنمر والعنصرية والانجراف في تيارات التطرفوتتمثل العلاقة بين ظاهرتي التنمر والعنصرية والانجراف في تيارات التطرف في أن هاتين الظاهرتين تشكلان جرحًا عميقًا في نفوس ضحاياهما؛ إذ يزرعان فيهم مشاعر الإحباط والغضب والعداء تجاه المجتمع، وهذا الشعور بالظلم والتهميش يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالأفكار المتطرفة التي تقدم لهم وعودًا بالانتقام والقوة، حسب الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«الوطن».
وتقود ظاهرتا التنمر والعنصرية إلى التطرف من خلال زرع بعض التأثيرات السلبية في نفوس ضحاياهما، منها الشعور بالهوية المفقودة؛ إذ يبحث الضحايا عن هوية جديدة تعوضهم عن الهوية التي فقدوها بسبب التنمر والعنصرية، وقد تجذبهم الأفكار المتطرفة لأنها تقدم لهم إحساسًا بالانتماء والهوية القوية، كما يدفع الشعور بالظلم والمهانة العديد من الضحايا إلى البحث عن طرق للانتقام من المجتمع الذي أساء إليهم، وقد يجدون في التطرف الفكري وسيلة لتحقيق هذا الانتقام.
تأثيرات نفسية عميقة للتنمر والعنصريةتترك ظاهرتا التنمر والعنصرية آثارًا نفسية عميقة على الضحايا، مثل الاكتئاب والقلق وانعدام الثقة بالنفس، وهذه الآثار النفسية تجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالتطرف الفكري، كما أن المتطرفين يستغلون ضعف الضحايا ونزعاتهم الانتقامية لتجنيدهم في صفوفهم، ويقدمون لهم الدعم النفسي والمادي، ويصورون لهم أنهم يحاربون الظلم والاضطهاد.
وهناك مجموعة من العوامل التي تساهم في زيادة الآثار السلبية لـ التنمر والعنصرية وتعزيز فرص التطرف، منها غياب الدعم الاجتماعي؛ إذ يفتقر العديد من ضحايا التنمر والعنصرية إلى الدعم الاجتماعي اللازم للتغلب على آثار هذه التجارب المؤلمة، وأيضًا الفراغ الفكري، وقد يستغل المتطرفون الفراغ الفكري لدى الشباب، لا سيما الذين يبحثون عن معنى للحياة.
حماية الأبناء من التأثيرات السلبية للتنمر والعنصريةوقدم «هندي» روشتة لأولياء الأمور لحماية أبنائهم من التأثيرات السلبية للتنمر والعنصرية، جاء في مقدمتها بناء علاقة قوية مع الطفل، من خلال الاستماع الفعال وتخصيص وقتًا للاستماع إليه دون مقاطعة، والتعبير عن الاهتمام بمشاعره وأفكاره، وأيضًا التواصل المفتوح وتشجيع الطفل على مشاركة كل ما يمر به، سواء كان ذلك إيجابيًا أو سلبيًا، فضلًا عن أهمية جعل الطفل يشعر بالأمان والثقة الكافية لمشاركة أي مشكلة يواجهها مع والديه.
كما يجب على الوالدين شرح معنى التنمر والعنصرية لأطفالهما، والتأكيد على أن هذه الأفعال غير مقبولة وغير أخلاقية، مع استخدم أمثلة واقعية من الحياة اليومية لتوضيح هذه المفاهيم، وأيضًا تشجيع الطفل على التعبير عن رأيه فيها.
مهارات حياتية يحتاجها الأطفالكما أشارت الدكتورة صفاء حمودة أستاذ الطب النفسي، بطب الأزهر، خلال حديثها لـ«الوطن»، إلى بعض الطرق التي تساعد أولياء الأمور في حماية أبنائهم من التأثر والسقوط فريسة لأضرار ومخاطر التنمر والعنصرية، منها تعليم الطفل مهارات الحياة المختلفة، مثل الثقة بالنفس؛ كونها تساعد الطفل في قبول نفسه كما هو بل وبحب وسعادة، وأيضًا مهارة حل المشكلات بطرق سلمية وبناءة، إلى جانب مهارة التواصل الفعال مثل التعبير عن المشاعر بطريقة واضحة ومحترمة.
من المهم أيضًا لأولياء الأمور تعليم الطفل التبليغ عن أي حالة تنمر يشهدها أو يتعرض لها، وتشجيعه على الدفاع عن نفسه بطريقة سلمية، مثل طلب المساعدة من شخص بالغ، مع التأكيد للطفل على أن التنمر ليس خطأه، وأن عليه رفض هذا السلوك: «مهم جدًا الانتباه لأي سلوك غريب يظهر على الطفل، زي الانطواء أو العزلة أو التوتر»، وفقًا لـ«حمودة»، وأنه في حال ملاحظة هذه العلامات لا بد من الحديث مع الطفل ومساعدته، والاستعانة بمتخصص إذا لزم الأمر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أضرار التنمر أفكار متطرفة التطرف الفكري أسباب التطرف الفكري وأیض ا
إقرأ أيضاً:
عضو شعبة الاستثمار العقاري يستبعد حدوث فقاعة عقارية ويضع مقترحات للوقاية منها
قال الدكتور مختار همام عضو شعبة الاستثمار العقاري باتحاد الغرف التجارية وعضو المجلس الاقتصادي بمحافظة سوهاج أن الدولة ساندت القطاع العقاري بشكل جيد جلال الفترة الماضية من خلال مد سنوات سداد أقساط الأراضي و منح مساحات بنائية زيادة من خلال الموافقة على ترخيص دور زيادة في كل منشآة و هذا ساعد بشكل كبير في مساندة القطاع العقاري في ظل تحديات تحرير سعر الصرف و ارتفاع اسعار الخامات من حديد و أسمنت .
و أشار إلى ضرورة إلتزام العميل بسداد الإفساط المستحقة في مواعيدها حتى لا تتأثر التدفقات النقدية للشركات العقارية مما يؤثر بالسلب على مواعيد التسليم و تأخر المطورين فيها .
ودعا د. مختار همام الى ضرورة إطلاق يد القطاع الخاص بشكل عام أكبر في الاستثمار في البلد لانه لديه من الكفاءات و الخبرات التي تؤهله لذلك .
وأوضح انه لا يتفق مع مقترحات تمويل القطاع المصرفي أو شركات التمويل العقاري لمشروعات عقارية تحت الإنشاء حتى نكون بمنأى عن حدوث فقاعة عقارية و يجب على الاقل ان يتدخل القطاع المصرفي عندما يكون المشروع مكتمل التنفيذ و لو بنسبة ٥٠٪ .
واستبعد د. مختار همام وجود فقاعة عقارية في مصر نتيجة لعدم تدخل البنوك في تمويل مشروعات تحت الإنشاء وكذلك مازال الطلب مرتفع على شراء العقار كأدخار او معيشة ورخص العقار المصري كسعر بالنسبة للمستثمرين الاجانب و مشتري العقارات مقارنة بأي دولة أخر وكذلك نسبة انشاء الوحدات السكنية سنويا مازالت أقل من المطلوب ولكن هناك تحدي في الاسعار نتيجة لتغير سعر العملة و المطورين العقاريين يعملون على حل هذا التحدي من خلال التقسيط على مدة زمنية كبير تصل إلى ١٣ سنة لدى البعض و مقدم حجز يصل إلى زيرو او ٥ ٪ لدى أغلب المطورين .