سيدُ “زمن الانتصارات” شهيداً على طريق القدس: مسؤوليةُ إكمال المشوار
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
يمانيون../
“هذا الطريقُ سنكملُه حتى لو استشهدنا جميعا”.. كانت هذه أكثرَ كلمات سماحة الأمين العام لحزب الله القائد السيد حسن نصر الله التي تردّدت على ألسنة الجميع بعد الإعلان الصعبِ عن ارتقائه شهيدًا على طريق القدس بغارات العدوّ الصهيوني على لبنان، وهي كلماتٌ ربما لم يفلح ترديدُها في إخفاء الخسارة الكبيرة التي شعر بها الكل، لكنها عبرت بشكل كافٍ عن إرادَة صُلبة وعزيمة على مواصلة المشوار وحرمان العدوّ من أن يحقّق أي مكسب من هذه الخسارة.
ارتقاء سيد المقاومة وفاتح زمن الانتصارات في مواجهة العدوّ الصهيوني، جاء في ظل تصعيد “إسرائيلي” كبير يدفع بالمواجهة نحو مرحلة جديدة كان حزب الله قد وضع “الحساب المفتوح” عنوانًا لها، وهو عنوان من المرتقب أن يتحول – بعد ما حدث – إلى استراتيجية أوسع وأكثر زخمًا؛ فإلى جانب ما يمثله استهداف قيادة المقاومة من تمادٍ كبير لا يمكن أن يمر بدون رد كبير جِـدًّا، فَــإنَّ التصعيد الذي جاء ضمنه هذا الاستهداف كان هو أَيْـضاً بمثابة إعلان حرب مفتوحة تجاوز فيه العدوّ كُـلّ الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك من خلال الاستباحة الواسعة للمدنيين والمناطق السكنية في لبنان، وهو تصعيد لم يكن الرد عليه لينحصر على جبهة الإسناد اللبنانية في ظل وحدة ساحات المقاومة، وبالتالي فَــإنَّ هبة المحور كانت حتمية أصلًا، وأصبحت اليوم أكثر من ذلك.
وبغض النظر عن عنوان “الحرب الشاملة” التي تردّد بكثرة في التحليلات والقراءات السياسية والعسكرية خلال الأيّام الماضية، فَــإنَّه من المؤكّـد أنه ما بعد الاستباحة الواسعة للبنان واستهداف قيادة المقاومة الإسلامية سيكون مختلفًا بشكل كبير عما قبله، وليس ذلك لاعتبار الثأر الواجب فقط، بل لضرورة إرساء معادلة ردع استراتيجية صارمة في وجه العدوّ الذي يسعى بجهد كبير لتوجيه ضربات مركزة ثقيلة على قوى المقاومة، وبغض النظر عن تأثير هذه الضربات على الميدان، فَــإنَّ المعركة تفرض على المحور بأكمله مواجهة هذه الضربات بما يردع العدوّ.
لقد جاءت شهادة سيد المقاومة في قلب مواجهة محتدمة، وبالتالي فَــإنَّ الوقت لا يسمح بالتركيز على الخسارة، بل على الأهداف التي عمل سماحته لتحقيقها، وعلى رأس ذلك التحدي الذي أطلقه قبل ارتقائه بشأن استحالة عودة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلّة، واستحالة توقف عمليات الإسناد، بدون وقف الإبادة الجماعية في غزة، وهو ما لا يكفي لتحقيقه مواصلةُ الضربات من قوى المقاومة فقط، بل تصعيدها لتوسيع نطاق هذا التحدي داخل عمق العدوّ.
إن النصرَ الشخصي الذي حقّقه سماحة الشهيد القائد بتضحيته الكبيرة يجب ألا يُعزل عن هدف النصر الاستراتيجي الكبير الذي ضحى مِن أجلِ الوصول إليه، ومهمة إكمال المشوار لا تقتصر على التماسك العاطفي اليوم؛ لأَنَّ المعركة مفتوحة، ومن المهم حرمان العدوّ من أية مساحة للاستفادة من تصعيده ضد لبنان ونجاحه في الوصول إلى قيادة المقاومة.
————————————————
– المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ف ــإن
إقرأ أيضاً:
معاذ أبو شمالة: اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا
متابعات ـ يمانيون
أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس بصنعاء معاذ أبو شمالة، أنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية.
جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير” المنعقد بالعاصمة صنعاء بمشاركة واسعة من أكثر من 50 ناشطً وباحثًا وأكاديميًا من مختلف دول العالم.
وأوضح أن العدو الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية لأهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتفاق وابتزاز رخيص.. مؤكدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا ورفض أي مشاريع أخرى أو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة.
وقال “إننا نرسل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون غدًا في قمتهم ونؤكد لهم أننا معكم في الموقف الرافض لتهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية، وأن هذا المشروع وغيره من المشاريع تهدف لتعزيز سيطرة العدو على الأقصى والأرض الفلسطينية”.
واعتبر أبو شمالة، تلك المشاريع جرائم ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب.. مؤكدا أن أفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.
كما أكد أن معركة “طوفان الأقصى” ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني كونها تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.
وأفاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن “طوفان الأقصى”، أحيا في الأمة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي أذهل العالم.