يمانيون../
نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي باستشهاد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “رضوان الله عليه، السبت 25 ربيع الأول 1446هـ/ 28 سبتمبر 2024م:

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْــــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَــنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران:169-171]. صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيم.

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم.

ببالغ الحزن، والأسى، والألم، تلقينا نبأ مصاب أُمَّتِنا الإسلامية، ومجاهديها الأحرار، باستشهاد أخينا وحبيبنا العزيز، المجاهد الكبير، سماحة الأمين العام لحزب الله السيد/ حسن نصر الله “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”.

وفي هذا المقام، نتوجَّه بِأَحَرِّ التعازي وخالص المواساة، إلى أسرته الكريمة، وإلى إخوتنا وأخواتنا في حزب الله، وإلى الشعب اللبناني، وإلى سماحة مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيد/ الخامنئي “حَفِظَهُ الله”، وإلى كل المنتمين إلى جبهات الجهاد في سبيل الله تعالى، في كل محور الجهاد والمقاومة، وجبهات الإسناد لفلسطين، وإلى الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وإلى كل أحرار الأمة، وإلى كل المسلمين، ونقول للجميع: عظَّم الله أجركم وأجرنا في هذا المصاب العظيم، الذي هو خسارةٌ على الأمة الإسلامية بكلها.

وأمَّا شهيدنا العزيز، فهنيئاً له الشهادة، هنيئاً له هذا الختام، والقربان إلى الله تعالى بروحه الزكيَّة، بعد مسيرةٍ عظيمةٍ من الجهاد في سبيل الله تعالى، بذل فيها جهده، وعمره، وكل طاقته وقدراته، لله وفي سبيل الله، نجماً مضيئاً في سماء المجاهدين، وقائداً عظيماً، ومباركاً وموفَّقاً، حاملاً لراية الإسلام والجهاد، ومجسِّداً لقيم الإسلام وأخلاقه، وعزيزاً شامخاً، ثابتاً صابراً، شجاعاً أبياً، مخلصاً، وصادقاً، وناصحاً، وأميناً، ووفياً، عرفه بذلك العدو والصديق، والمحب والمبغض، وقد حقق الله على يديه، وبجهده وجهد وأيدي رفاقه في حزب الله، الإنجازات العظيمة، والانتصارات الكبيرة، والنقلات المهمة، إلى سماء المجد والعزة.

إنَّ المقام أمام هذا القربان العظيم، في سبيل الله تعالى، هو مقام الاحتساب والصبر، ومع الحزن الغضب على أعداء الله تعالى، وأعداء الإنسانية بكلها: اليهود الصهاينة المجرمين.

وفي مقدِّمة الصابرين، المحتسبين، الثابتين: إخوتنا وأخواتنا الأعزاء في حزب الله، وجمهور المقاومة، الذين يعون جيداً أنَّ مسيرة الجهاد في سبيل الله تعالى هي أيضاً مسيرة شهادة، وأنَّ التضحيات في سبيل الله تعالى هي جزءٌ من الجهاد نفسه، وعطاءٌ عظيمٌ إلى ربنا الله العظيم، كما هي أيضاً شهادةٌ على القيم العظيمة، وعلى المظلومية أيضاً.

إنَّ حزب الله، في قياداته، وكوادره، ومجاهديه، ومنتسبيه، وجمهوره، حمل الرُّوحيَّة الإيمانية الحسينية في ميدان الجهاد من يومه الأول، وواجه بها التحديات، والصعوبات، والمراحل القاسية، وإنَّ المقام الآن هو السير في خطى الربَّانيين، الذين قال الله عنهم في القرآن الكريم: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران:146-148]، نعم، المقام هو مقام صبرٍ، واحتسابٍ، وثباتٍ، وثقةٍ بالله تعالى، أنَّ هذه التضحيات الكبيرة، والمظلومية العظيمة، لن تضيع هدراً، وأنَّ الله تعالى سيتقبَّلها، ويكتب بها لعباده المؤمنين، الصابرين، المحتسبين: النصر وحسن العاقبة.

إنَّ أهمَّ وأعظم ما ينبغي في هذا الظرف الحسَّاس والمهم، هو: السعي لتخييب أمل الأعداء الصهاينة المجرمين، الذين يعوِّلون على جريمتهم الفظيعة، في كسر الروح المعنوية، وإضعاف جبهة حزب الله، التي هي جبهةٌ رائدةٌ، ومتصدِّرةٌ، وقويةٌ في مواجهة العدو الصهيوني، منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه مسيرة حزب الله الجهادية؛ ولــذلك فإنَّ الوفاء لشهيد المسلمين، شهيد الإنسانية، سماحة الأمين العام لحزب الله “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، هو بمواصلة المشوار الجهادي، بعزمٍ، وصبرٍ، وثباتٍ، واستعانةٍ بالله تعالى، وثقةٍ به، وتوكلٍ عليه.

وكما خابت آمال الأعداء الصهاينة، بعد قتلهم للشهيد المجاهد الكبير/ إسماعيل هنيَّة “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”؛ ستخيب آمالهم- بإذن الله تعالى- في جريمتهم الكبرى، باستهداف الشهيد السيد/ حسن نصر الله “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”.

أمَّا على مستوى جبهات الإسناد، ومحور الجهاد والمقاومة، والجبهة الكبرى: جبهة فلسطين، فمهما كان حجم التضحيات، فذلك لا يعني أبداً الاستكانة، ولا الوَهَن، بل المزيد من الصبر، والثبات، والعمل، والحافز الكبير، والتَّوجُّه نحو التصعيد، ونحو تطوير الأداء.

أمَّا العدو الصهيوني، فهو يتصوَّر أنَّه أحرز بجريمته نصراً:

-من حيث حقده، وعقدة الانتقام التي يحملها.

-ومن حيث النزعة الإجرامية والعدوانية.

-ومن حيث النتائج والتأثير.

وهكذا كان عندما ارتكب جريمة الاستهداف للشهيد السيد/ عباس الموسوي “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، وهكذا كان عندما استهدف القادة الكبار في حزب الله، كـ/ الشيخ راغب حرب، وعماد مغنية… وغيرهم “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِم”، وهكذا كان أيضاً في الجبهة الفلسطينية، عندما ارتكب جريمة قتل الشهيد/ أحمد ياسين، وبعده القادة المجاهدين، كالشهيد الدكتور/ عبد العزيز الرنتيسي… وغيره “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِم”، وكذلك كان عندما ارتكب جريمة قتل الشهيد المجاهد الكبير/ إسماعيل هنيَّة “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، فهل تحققت النتائج التي يأملها؟! هل خلت له الساحة، واستسلم المجاهدون؟! أم أنَّهم بعد كل ذلك ازدادوا تصميماً، وتفانياً، وثباتاً، وحملوا الراية، وواصلوا المشوار، وحقق الله على أيديهم الانتصارات تلو الانتصارات.

إنَّ العدو الصهيوني يبوء بوزر جرائمه الكبرى، في قتل أبناء الأمة، من قادةٍ ومن غيرهم، ولكنه لن يحقق آماله، ولا النتائج التي يحلم بها، وزواله- في نهاية المطاف- حتميٌ، وفق وعد الله تعالى الذي {لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم:6].

وفي هذا المقام، نؤكِّد أننا إلى جانب إخوتنا في حزب الله، وأنَّ جبهات الإسناد ومحور الجهاد، وأنَّ راية الإسلام ستبقى، وتستمر، وترتفع، رغم أنف العدو الصهيوني، ولسنا في هذا المقام بصدد الحديث عن التفاصيل تجاه الترتيبات العملية، ولا تجاه دلالات الموقف، فهذا يأتي في مقام العمل، وفي الحديث لاحقاً إن شاء الله، إلَّا أننا نؤكِّد على أن يضطلع الجميع بدورهم، فالمعركة قائمة، والعدو الصهيوني هو عدوٌ للإسلام والمسلمين، ويشكِّل خطورةً على المجتمع البشري بكله، إننا لن نخذل الشعبين العزيزين، ورفاق الدرب المجاهدين في لبنان وفلسطين.

كما أني آمل من الجبهة الإعلامية، أن تكون في هذا الظرف المهم نشطةً، وآمل من فرسان الجهاد فيها أن يكثفوا الجهد، للتصدي لكل الحملات الشيطانية، الرامية إلى كسر الروح المعنوية، من قِبَلِ العدو الصهيوني، وعملائه المنافقين.

وختاماً، نؤكِّد لشهيدنا العزيز، ولرفاقه الشهداء السَّابقين في لبنان وفلسطين، أننا ثابتون، صابرون، محتسبون، وأنَّ دماءهم لن تذهب هدراً.

وَاللهُ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.

وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيم.

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سبیل الله تعالى العدو الصهیونی حسن نصر الله فی حزب الله الجهاد فی ر ض و ان فی هذا الله ع ب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله ينعي رسميا أمينه العام السيد حسن نصرالله

وقال حزب الله في بيان له اليوم: "لقد التحق السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من 30 عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم".

وأضاف بيان حزب الله: "إنّنا نعزي صاحب العصر والزمان (عج) وولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية جمعاء وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة، ونبارك لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقًا أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيدًا على طريق القدس وفلسطين، ونعزي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية".

وأكد أن "قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".

وختم حزب الله اللبناني بيانه بالقول: "وإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار".

 

مقالات مشابهة

  • الشيخ الرزامي يعزي باستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
  • الشيخ الرزامي يعزّي باستشهاد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله
  • نص كلمة قائد الثورة باستشهاد سماحة الأمين العامة لحزب الله السيد حسن نصر الله
  • السيد خامنئي يعلن الحداد العام لمدة خمسة أيام في إيران باستشهاد السيد حسن نصر الله
  • كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي باستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
  • قائد الثورة يؤكد أن دماء الشهيد المجاهد السيد حسن نصر الله ورفاقه السابقين بفلسطين ولبنان لن تذهب هدراً
  • الآن.. بدء كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
  • حكومة التغيير والبناء تنعى استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله
  • حزب الله ينعي رسميا أمينه العام السيد حسن نصرالله