على الرغم من بتر أطرافه الأربعة، وتركيب أخرى صناعية، إلا أنه لم يستسلم لليأس والحزن، بل أصبح كريج ماكينلاي، نائب برلماني بريطاني، والملقب بـ«النائب الآلي»، مصدرًا للعزيمة والإرادة، ونشر صورًا له وهو في إحدى الصالات الرياضية، يمارس تمارين الضغط على ساقه، في جو يدعو للبهجة والتفاؤل.

شعر «ماكينلاي» بآلام شديدة في جسده منذ عام، فذهب إلى الفراش ليرتاح قليلا، لكن آلامه لم تنتهي واشتدت في أثناء الليل، وأصبح وجهه شاحبًا، ويديه وقدميه باردتان جدًا، لتنقله زوجته إلى المستشفى في سيارة إسعاف، وخلال نصف ساعة فقط تحول جسده إلى لون أزرق غريب جدًا، بسبب إصابته بمرض «الإنتان المناعي» وبعدها قرر الأطباء بتر أطرافه الأربعة، وتركيب أخرى صناعية، بحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية.

«ماكينلاي» يواجه صعوبات الحياة

نشر «ماكينلاي» صورًا عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يمارس تمرين الضغط على الساق، بوجه بشوش وروح متفائلة جدًا، على عكس ما كان يعتقد البعض قبل عام، بعد سماع قصته الحزينة، إذ كانوا يشعرون بأنه جسد بلا روح، ليفاجيء الجميع بجلوسه داخل صالة للألعاب الرياضية.

وكان «ماكينلاي» في هذا الوقت منذ عام بغيبوبة تامة، وعلى أجهزة التنفس الاصطناعي، بعد فقدانه أطرافه وتركيب أخرى صناعية، ولكن إرادته كانت أقوى من صعوبات الحياة، إذ اتجه إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي وكأن شيئًا لم يكن، إذ اعتبر الحزن والتشاؤم رد فعل يهدد الحياة، ويضعف الجهاز المناعي.

«ماكينلاي» يغير نظرة الآخرين له

نقل «ماكينلاي» إلى المستشفى في سبتمبر الماضي، ودخل في غيبوبة لمدة 16 يومًا، وأخبر الأطباء زوجته أن فرصة بقائه على قيد الحياة تبلغ 5٪ فقط، وحتى إن عاش ستترك عملية البتر الرباعي له حياة لا تستحق العيش، إلا أنه غير وجهة نظر الجميع، باصراره على تغيير حياته، إذ أصبح يقاتل في صالة الألعاب الرياضية بعد عام بأطرافه الاصطناعية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فقد أطرافه أطراف صناعية طرف صناعي سيارة إسعاف مستشفى

إقرأ أيضاً:

جراحة بلا حدود.. الروبوت الطبي يختصر المسافات ويصنع ثورة في عالم الطب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد العالم الطبي إنجازًا غير مسبوق في مجال الجراحة عن بُعد، حيث تمكن فريق طبي من إجراء أول عملية جراحية باستخدام روبوت على مريض يبعد آلاف الكيلومترات. هذه العملية، التي تعد الأولى من نوعها عالميًا، تمثل قفزة هائلة نحو توسيع نطاق الرعاية الصحية لتشمل المناطق النائية، كما تعزز إمكانية تبادل الخبرات والمعرفة بين الأطباء حول العالم بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

في 11 سبتمبر 2024، نجح الدكتور ألبرتو بريدا، رئيس قسم جراحة المسالك البولية والأورام في مؤسسة Fundació Puigvert في برشلونة، في إجراء عملية دقيقة لاستئصال ورم في الكلى لمريض في بكين، الصين. ما جعل العملية استثنائية هو أن الدكتور بريدا كان يتحكم في الروبوت الجراحي من مدينة بوردو في فرنسا، بينما كان المريض في مستشفى على بُعد أكثر من 8000 كيلومتر. 

الروبوت الطبي الذي استخدم في هذه العملية مكَّن الجراح من إزالة ورم يبلغ حجمه 3.5 سم من كلية رجل يبلغ من العمر 37 عامًا، وذلك عبر التحكم الكامل بالأذرع الآلية للروبوت من مسافة بعيدة.

تفاصيل العملية تبرز مدى التطور الذي وصلت إليه التكنولوجيا الطبية الحديثة. المريض كان في مستشفى في بكين، حيث تم تحضيره لإجراء العملية الجراحية، بينما كان الدكتور بريدا يشرف على سير العملية من بوردو، مستخدمًا تقنيات متقدمة للاتصال والتحكم عن بُعد. بحسب تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت"، كان التأخير الزمني بين الأوامر التي يصدرها الدكتور بريدا وحركة الروبوت ضئيلاً للغاية، حيث بلغ 132 ميلي ثانية فقط، وهو زمن قصير جداً وغير ملحوظ بالعين المجردة. هذا التأخير المحدود كان عاملاً حاسمًا في نجاح العملية، حيث تتيح هذه التقنية تفاعلاً فوريًا تقريبًا بين الطبيب والروبوت، مما يضمن دقة الجراحة وسلامة المريض.

إنجاز هذه الجراحة يمثل تحولًا جوهريًا في مفهوم الرعاية الصحية، حيث يمكن للروبوتات الجراحية أن تصبح أداة رئيسية لتقديم الرعاية في المناطق النائية أو التي تفتقر إلى الجراحين المتخصصين. تخيل، على سبيل المثال، إمكانية إجراء عملية جراحية معقدة في منطقة نائية في إفريقيا أو في قرية نائية في آسيا بواسطة جراح مقيم في إحدى المدن الكبرى في أوروبا أو أمريكا الشمالية. هذا التطور قد يفتح الباب أمام تحسين مستوى الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.

الدكتور بريدا ليس غريبًا عن هذا النوع من الابتكارات، ففي فبراير 2024، أجرى تجربة أولية لاستخدام الروبوت الجراحي نفسه في عملية تدريبية على خنزير في مستشفى في شنغهاي، الصين، بينما كان يتحكم في الروبوت من أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية. كانت هذه التجربة جزءًا من سلسلة من الأبحاث والاختبارات التي ساعدت في تطوير هذه التكنولوجيا وتطبيقها في العملية الناجحة التي أجراها في سبتمبر.

أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الجراحة عن بُعد هي التأخير في الاتصال بين الجراح والروبوت. السرعة والدقة هما عاملان حاسمان في الجراحة، ويجب أن يكون التأخير الزمني بين الأوامر وحركة الروبوت أقل من 200 ميلي ثانية لضمان نجاح العملية وسلامة المريض. في حالة هذه العملية، كان التأخير الزمني أقل من المتوقع، ما جعل الجراحة تتم بدقة وسرعة مذهلة.

بفضل هذا الإنجاز، يمكن أن تفتح التكنولوجيا الروبوتية آفاقًا جديدة في الطب، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها أو التي تعاني من نقص في الجراحين المتخصصين.

مقالات مشابهة

  • تيارت / نصيرة .. معاناة أم وأطفالها الأربعة داخل غرفة من الحجر بقرية العسايلية
  • شعلة كربلاء لا تنطفئ .. والراية لن تسقط
  • محافظ أسيوط: مواصلة صيانة وتركيب كشافات جديدة لرفع كفاءة منظومة الإنارة بمركز البداري
  • محافظ أسيوط: مواصلة صيانة وتركيب كشافات جديدة لرفع كفاءة منظومة الإنارة بمركز البداري   
  • التخطيط لإنشاء منطقة صناعية متكاملة بالعاصمة الإدارية بالتعاون مع تركيا (فيديو)
  • الإمارات تكشف سبب مقتل وإصابة «13» من جنودها
  • جراحة بلا حدود.. الروبوت الطبي يختصر المسافات ويصنع ثورة في عالم الطب
  • الأوقاف: فتح باب مشاركة الأئمة والخطباء في الكتابة حول محاورها الاستراتيجية الأربعة
  • الأوقاف تفتح باب المشاركة في الكتابة حول محاورها الاستراتيجية الأربعة