قيادي في الاتحاد الاشتراكي: المد الإسلامي عجز عن إقامة المشروع الوطني التحرري واليسار فشل بسبب انشقاقاته
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
قال جواد شفيق، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن التجارب كلها أثبتت من السودان إلى مصر، مرورا بالتجربتين المغربية والتونسية، بأن المد الإسلاموي، عاجز أن ينجز المشروع الوطني التحرري الذي فشلت فيه قوى اليسار، ومع ذلك يستمر في توظيف الدين.
وحذر القيادي في حزب الوردة، الذي كان متحدثا في مداخلة له على هامش مشاركته في أشغال المؤتمر العام للمنتدى الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، من الصعود المدوي لليمين المتطرف، ومن تكاثر الظاهرة الترامبية، لأن كل المؤشرات بالنسبة إليه تقول خاصة في أوربا، وفي أمريكا وفي بعض بلدان أمريكا اللاتينية للأسف الشديد، إنه ذاهب لمزيد من الصعود، والهيمنة، قبل أن يقول إن كلاهما سواء الإسلاميين أو اليمين المتطرف الحليف للكنيسة، باتا يتشابهان من حيث تحالفهما الديني وهويتهما المنغلقة.
الجواب عن هذا التحذير من هذا المد، هو أن قدر البشرية لا محالة في الديمقراطية الاجتماعية، لأنها تحقق للمواطن إنسانيته في حريته وكرامته وحقوقه وعيشه، يضيف شفيق، متحدثا من أرض الكنانة.
المسؤول السياسي داخل الاتحاد الاشتراكي، عرج على أسباب فشل اليسار في بناء الدولة الاجتماعية، وتحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية، التي قال إن مردها انشقاقات لم تكن بخلفية سياسية، مستدلا بالتجربة المغربية، حين كان هناك حزبان يساريان فقط بالمغرب في الثمانينات، الآن نحن أمام عشرين حزبا، يضيف شفيق، وكل هذه الأحزاب التي توالدت عن هذين الحزبين.
عضو المكتب السياسي للاتحاد، يرى أن ظاهرة الانشقاقات هذه لم تكن أبدا بخلفية سياسية، كانت مرتبطة برغبة في اقتسام السلطة داخل الحزب، وبغياب الديمقراطية وبغياب التشبيب، وتضاؤل نسبة التنخيب، والقدرة على استقطاب الشباب، وإدماج النساء (الجندرة)، وهو الأمر الذي ينطبق في نفس الآن على اليسار في مصر وتونس، وعلى كل البلاد العربية.
وفق التحليل الذي ذهب إليه شفيق، فإن التحديات التي تواجه اليسار، موضوع ذو بال، لأنه بات يشكل اهتماما بالغا، خاصة مع الصعود المدوي لليمين المتطرف في بقاع عديدة من العالم، من أبرزها ما عاشته البرازيل مع رئيسها السابق، ومرورا بالظاهرة الترامبية، وما نعيشه الآن في فرنسا، والنمسا وإيطاليا، وفي الانتخابات الأخيرة للبرلمان الأوربي.
حسب شفيق دائما، هناك تحديات مطروحة على اليسار العربي، أمام التشتت والضعف، وصعود الخطاب الرسمي والشعبوي، والإسلاموي الممثل في حركة الإخوان المسلمين بكل امتداداتها وتشعباتها؛ ولاسبيل له للخروج من حالة التشرذم والفرقة إلا بتوحيد الصفوف، وتقوية العمل المشترك، رغم خصوصية وتطور كل قطر وبلد.
القيادي الاتحادي دعا فصائل اليسار إلى ضبط عقارب العمل السياسي اليساري على التحولات التي يشهدها العالم، فلا يمكن أن نفكر للمغرب العربي في مستقبله، بثورة وخطاب 1956، أو بالخطاب الذي أنتج بعد هزيمة 1967، أو بخطاب مركز حول الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، يجب أن يكون تفكير اليسار رحبا، يضيف شفيق، يمكنه من فهم التشكيلات الاجتماعية، بما في ذلك توحيد مفهوم الدولة.
كلمات دلالية الاتحاد الاشتراكي الاسلاميين الانشقاقات جواد شفيق فشل اليسار مؤتمر مصر
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الاتحاد الاشتراكي الاسلاميين الانشقاقات مؤتمر مصر
إقرأ أيضاً:
«الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يمثل قطاع الدواء أحد الأعمدة الرئيسية لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الصحي، حيث يلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات المواطنين وضمان توفير الأدوية بأسعار مناسبة وجودة عالية ومع التحديات المتزايدة التي تواجه هذا القطاع في السنوات الأخيرة، أصبح من الضروري اتخاذ خطوات جادة وفعالة لإزالة العقبات وتوفير بيئة مواتية للنمو والتطوير.
وفي هذا السياق، جاءت استجابة الحكومة، ممثلة في الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، للمطلب المقدم من شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، لتؤكد حرص الدولة على دعم الصناعات الدوائية والعمل على إيجاد حلول عملية للمشكلات التي تعترض طريقها ويأتي هذا التحرك يعكس استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز القطاع الصناعي ككل، وجعله أحد المحركات الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.
حيث استجاب الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، لمطلب الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، بتشكيل لجنة تضم عددًا من المختصين، من بينهم الدكتور عوف، لدراسة التحديات التي تواجه قطاع الدواء والعمل على إزالة العقبات التي تعرقل تطوره.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن ناشد الدكتور علي عوف الحكومة، عبر بيان رسمي سابق، بضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمناقشة المشكلات التي يعاني منها قطاع الدواء وأشار في بيانه إلى أهمية هذا القطاع الذي يضم أكثر من 2000 شركة ومصنع وموزع، تمثل كيانًا كبيرًا يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجات السوق المحلي.
وقد عبرت شعبة الأدوية عن امتنانها لهذه الاستجابة السريعة من الحكومة، حيث أرسلت برقية شكر وتقدير إلى الفريق كامل الوزير وأشادت بالاجتماعات الدورية التي يعقدها الوزير مع المستثمرين لبحث مشكلاتهم والعمل على حلها بفعالية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الدولة لتعزيز القطاع الصناعي ووضعه ضمن أولويات التنمية.
وأكد الدكتور علي عوف أن تشكيل اللجنة يُعد تطورًا إيجابيًا يعكس اهتمام الحكومة بقطاع الدواء، الذي شهد تحديات كبيرة في الفترة الأخيرة. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير الصناعات الدوائية بما يدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي ويقلل الاعتماد على الواردات.
استجابة وزير الصناعةوفي هذا السياق يقول محمود فؤاد رئيس المركز المصري للحق في الدواء، يعتبر قطاع الدواء أحد الركائز الأساسية التي تدعم منظومة الصحة العامة والاقتصاد الوطني ومع تنامي التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي، جاء قرار وزير الصناعة بتشكيل لجنة مختصة بالتعاون مع شعبة الأدوية خطوة هامة لمعالجة الأزمات وتعزيز مكانة الصناعة الدوائية.
وأضاف فؤاد، أن استجابة وزير الصناعة لمطالب شعبة الأدوية التي تتعلق بتحديات تواجه القطاع، مثل نقص المواد الخام وغيرها مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج، والتغيرات التنظيمية خطوة جيدة لدعم القطاع من خلال تبني سياسات تسهم في تخفيف الأعباء على الشركات المصنعة، وتعزيز قدرتها على المنافسة محليًا ودوليًا.
تشكيل لجنة مختصةوفي نفس السياق يقول محمود علي طبيب صيدلي، أن الإعلان عن تشكيل لجنة متخصصة تضم ممثلين عن شعبة الأدوية، وخبراء في الصناعة، ومسؤولين حكوميين بداية الطريق الصحيح لضبط سوق الدواء وطالب علي اللجنة بدراسة المشكلات المطروحة ووضع حلول عملية قابلة للتنفيذ مثل تقييم العقبات التنظيمية والإدارية واقتراح سياسات لدعم المنتجين المحليين إلى جانب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ووضع آليات لضمان توفير الأدوية بأسعار معقولة.
وأضاف «علي»، رغم أهمية هذه المبادرة، يبقى نجاحها مرهونًا بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة حيث تحتاج الحكومة إلى توفير الدعم المالي والفني اللازم لضمان تحقيق النتائج بالإضافة إلى أن تشكيل لجنة لبحث تحديات قطاع الدواء خير دليل على الاهتمام الحكومي بصناعة الدواء، التي تعد دعامة أساسية للأمن الصحي والاقتصادي، موضحًا أن التنفيذ الفعال لتوصيات اللجنة، يمكن أن يشهد القطاع نقلة نوعية تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية وتحفيز الاستثمار في هذه الصناعة الحيوية.