قال جواد شفيق، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن التجارب كلها أثبتت من السودان إلى مصر، مرورا بالتجربتين المغربية والتونسية، بأن المد الإسلاموي، عاجز أن ينجز المشروع الوطني التحرري الذي فشلت فيه قوى اليسار، ومع ذلك يستمر في توظيف الدين.

وحذر القيادي في حزب الوردة، الذي كان متحدثا في مداخلة له على هامش مشاركته في أشغال المؤتمر العام للمنتدى الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، من الصعود المدوي لليمين المتطرف، ومن تكاثر الظاهرة الترامبية، لأن كل المؤشرات بالنسبة إليه  تقول خاصة في أوربا، وفي أمريكا وفي بعض بلدان أمريكا اللاتينية للأسف الشديد، إنه ذاهب لمزيد من الصعود، والهيمنة، قبل أن يقول إن كلاهما سواء الإسلاميين أو اليمين المتطرف الحليف للكنيسة، باتا يتشابهان من حيث تحالفهما الديني وهويتهما المنغلقة.

الجواب عن هذا التحذير من هذا المد، هو أن قدر البشرية لا محالة في الديمقراطية الاجتماعية، لأنها تحقق للمواطن إنسانيته في حريته وكرامته وحقوقه وعيشه، يضيف شفيق، متحدثا من أرض الكنانة.

المسؤول السياسي داخل الاتحاد الاشتراكي، عرج على أسباب فشل اليسار في بناء الدولة الاجتماعية، وتحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية، التي قال إن مردها انشقاقات لم تكن بخلفية سياسية، مستدلا بالتجربة المغربية، حين كان هناك حزبان يساريان فقط بالمغرب في الثمانينات، الآن نحن أمام عشرين حزبا، يضيف شفيق، وكل هذه الأحزاب التي توالدت عن هذين الحزبين.

عضو المكتب السياسي للاتحاد، يرى أن ظاهرة الانشقاقات هذه لم تكن أبدا بخلفية سياسية، كانت مرتبطة برغبة في اقتسام السلطة داخل الحزب، وبغياب الديمقراطية وبغياب التشبيب، وتضاؤل نسبة التنخيب، والقدرة على استقطاب الشباب، وإدماج النساء (الجندرة)، وهو الأمر الذي ينطبق في نفس الآن على اليسار في مصر وتونس، وعلى كل البلاد العربية.

وفق التحليل الذي ذهب إليه شفيق، فإن التحديات التي تواجه اليسار، موضوع ذو بال، لأنه بات يشكل اهتماما بالغا، خاصة مع الصعود المدوي لليمين المتطرف في بقاع عديدة من العالم، من أبرزها ما عاشته البرازيل مع رئيسها السابق، ومرورا بالظاهرة الترامبية، وما نعيشه الآن في فرنسا، والنمسا وإيطاليا، وفي الانتخابات الأخيرة للبرلمان الأوربي.

حسب شفيق دائما، هناك تحديات مطروحة على اليسار العربي، أمام التشتت والضعف، وصعود الخطاب الرسمي والشعبوي، والإسلاموي الممثل في حركة الإخوان المسلمين بكل امتداداتها وتشعباتها؛ ولاسبيل له للخروج من حالة التشرذم والفرقة إلا بتوحيد الصفوف، وتقوية العمل المشترك، رغم خصوصية وتطور كل قطر وبلد.

القيادي الاتحادي دعا فصائل اليسار إلى ضبط عقارب العمل السياسي اليساري على التحولات التي يشهدها العالم، فلا يمكن أن نفكر للمغرب العربي في مستقبله، بثورة وخطاب 1956، أو بالخطاب الذي أنتج بعد هزيمة 1967، أو بخطاب مركز حول الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، يجب أن يكون تفكير اليسار رحبا، يضيف شفيق، يمكنه من فهم التشكيلات الاجتماعية، بما في ذلك توحيد مفهوم الدولة.

 

كلمات دلالية الاتحاد الاشتراكي الاسلاميين الانشقاقات جواد شفيق فشل اليسار مؤتمر مصر

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الاتحاد الاشتراكي الاسلاميين الانشقاقات مؤتمر مصر

إقرأ أيضاً:

الشهابي: الحوار الوطني يجمع كل ألوان الطيف السياسي والفكري


كتب- عمرو صالح:
قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديموقراطي، إن الحوار الوطني يعمل على مناقشة القضايا التي تهم الشارع المصري والمتخصصين والجهات المعنية، إذ إنها السبب الذي دعا من أجلها الرئيس عبدالفتاح السيسي إنشاء الحوار الوطني.

وأضاف "الشهابي"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن فلسفة الحوار الوطني تجمع كل ألوان الطيف السياسي والفكري والحزبي المصري للنقاش في قضية من القضايا التي تؤرق المواطن والدولة المصرية.

ولفت إلى أنه من خلال المناقشات الحرة التي تعقد بالحوار الوطني بين كل أعضائه يتم باتخاذ أسلوب الموافقة ولا يكون التصويت على أساس الأغلبية، متابعًا: في حالة الموافقة على أي توصية تُرفع إلى رئيس الجمهورية، إذ أنه يتم رفع التوصية بكل الآراء التي كانت حولها.

وأشار إلى أن الحوار الوطني يعبر عن الشعب المصري تعبيرًا جيدًا، وعن كل أصحاب الرأي والفكر في مصر، فضلا عن أنه يناقش المسائل بموضوعية ودون تحيز، مؤكدًا، إن أولى النقاط التي سيتم المناقشة حولها في مجلس أمناء الحوار الوطني فكرة التحول من دعم عيني إلى دعم نقدي وكيفية تأثيرها على الشارع المصري، فضلا عن أنه سيؤثر على المواطن محدود الدخل، ويؤثر على تماسك واستقرار الشعب.

مقالات مشابهة

  • الحزب الاشتراكي بلبنان: عشرات الآلاف من اللبنانيين شُردوا بسبب العدوان الإسرائيلي
  • أمين عام المجلس الإسلامي العربي بعد مقتل حسن نصر الله: «هذا درس لكل من تخلى عن وطنه وعروبته وأمته»
  • الشهابي: الحوار الوطني يجمع كل ألوان الطيف السياسي والفكري
  • وزير الخارجية يترأس الاجتماع العربي الإسلامي لبحث التصعيد الإسرائيلي
  • البرلمان العربي يثمن ويشيد بالمبادرة السعودية بإطلاق تحالف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية
  • موجة كراهية الأجانب ستزداد.. اعتقال مغربي في سويسرا بعد مقتل طالبة بباريس يشعل الجدل السياسي في فرنسا
  • الاتحاد الاشتراكي المغربي: الشرعية الدولية غائبة في القضية الفلسطينية
  • وسائل إعلام تكشف عن اسم وشخصية قيادي حزب الله الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي
  • المشروع العربي مقابل إفلاس السلام المزعوم..!