مريم الشحي: «أصوات من رأس الخيمة» رحلة في نغم الموروث
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
الباحثة الإماراتية مريم الشحي، إحدى أعضاء فريق مشروع «استكشاف التقاليد الموسيقية للشحوح»، تتحدث بسعادة عن مشاركتها في المشروع الذي أشرف عليه كارلوس خويديس، الأستاذ المشارك في الموسيقى بجامعة نيويورك أبوظبي، كذلك اختيار بحثها «موسيقى صوت الشحوح» من قبل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي ومتحف زايد الوطني، ضمن عشرة باحثين، حصلوا على منح من «صندوق متحف زايد الوطني».
تقول مريم الشحي عن بحثها الفائز، الذي سيصدر في كتاب بعنوان «أصوات من رأس الخيمة»: هي محاولة احتضان كل الأصوات التي شكلت الموروث الشعبي الموسيقي والشفهي لقبيلة الشحوح، التي تعيش في مناطق رؤوس الجبال وتتفرع إلى مناطق مختلفة في الإمارات وعُمان. ويسرد الكتاب الموروث بطابع إبداعي، حيث يعرّف القارئ على التقاليد الموسيقية المختلفة التي وجب علينا تدوينها والمحافظة عليها للأجيال القادمة. ومنحة متحف زايد الوطني تعكس رؤية المتحف من خلال التشجيع الدائم على البحث العلمي، الأدبي، والإبداعي. وكطالبة ماجستير في جامعة كولومبيا، أحرص على ترسيخ بحثي وعملي لخدمة الإمارات وزيادة مخزونها محلياً وعالمياً. حصولي على المنحة كان تشجيعاً كبيراً لي لأسخّر وقتي لصالح مشروع يعرض موسيقى وتقاليد قبيلة الشحوح بطريقة إبداعية ليتعلم كل أفراد المجتمع عن ألحاننا الجميلة.
وتتابع: تعاونت مع الرسامة زينب بدوي، لكي نسرد قصة التقاليد الموسيقية بشكل متجانس منذ يناير هذا العام. وينقسم الكتاب إلى عناوين تحتضن الندبة، الرزيف، الرواح، الدان، المهوبي، التهويدة، وموسيقى طحن القهوة بأسلوب سردي مبسط. العمل مع رسامة ممتع جداً لأن كل يوم هناك تجربة جديدة وتحدٍّ أكبر، خصوصاً أننا نحاول أن نواكب التوجهات الإبداعية والتكنولوجية مثل استخدام الورق الشفاف والطباعة على الصور. ونحن الآن في مرحلة الطباعة التجريبية، ونترقب النسخة النهائية قريباً، بإذن الله.
شغف وفضول
وعن سبب اختيارها للكتابة في التراث والموسيقى خصوصاً، تقول مريم: كوني من قبيلة الشحي، نشأت وحولي لهجة مختلفة عن لهجات أقراني في المدرسة وتقليد يسمى «الندبة» لم أفهم معناه. عندما تخرجت في المدرسة والتحقت بجامعة نيويورك أبوظبي، تعرفت على الدكتور كارلوس جيديس الذي كان شغوفاً بتعلم التقاليد الموسيقية لقبيلة الشحوح، وطلب مني أن أعمل معه كباحثة ومترجمة. هذه الفرصة زادتني فضولاً وشغفاً للتقرب من أفراد القبيلة والتعرف أكثر عن عاداتنا وتقاليدنا الموسيقية. بعد أن دوّنا هذه الموسيقى الجميلة مع فريق الدكتور كارلوس، كرست علمي وعملي لدراسة أدب القبائل وثقافاتهم، فعملت على كتاب «بطاقات بريدية من رأس الخيمة» كمشروع تخرجي في جامعة نيويورك أبوظبي، وأعمل حالياً في جامعة كولومبيا على رسالة الماجستير التي تدوّن وتقارن لهجة الشحوح باللهجة الإماراتية المحلية واللغة العربية. اخترت أن أكتب عن موسيقى الشحوح بشكل قصصي سردي، خصوصاً أننا نفتقر السلاسة والبساطة التي سيفهمها كل أفراد المجتمع، صغيراً وكبيراً. أغلب البحوث الموجودة عن هذا الموضوع تتناول الجانب التقني، فبإذن الله، يكون هذا أول كتاب عربي يسرد التقاليد الموسيقية لقبيلة الشحوح من ناحية إبداعية. أخيراً، كل هذا الفضول والشغف لزيادة مخزوننا من المصادر يدفعني للعمل والإبداع في البحث لنضيف مخزوناً أدبياً يبقى للأجيال القادمة.
وتضيف الشحي: الإمارات بلد غني بالتراث الشفهي ومؤخراً تسعى الدولة لتدوين هذا التراث بكل الطرق الإبداعية. لدينا مخزون كبير من الموسيقى والقصص والشعر والأدب الشفهي. وهذا التراث يصعب نقله وتدوينه للأجيال القادمة دون سعي وجهد الباحثين والمؤسسات المعنية. هذا التراث يعزز الهوية الثقافية الوطنية، ودور الباحثين في هذا السياق مهم للغاية، حيث يعملون على توثيق وتدوين هذه الكنوز الشفوية، مما يسهم في تحويلها إلى موارد ثقافية واقتصادية تجذب السياح والمستثمرين في المجال الثقافي. أخبار ذات صلة «الشارقة للتراث» يدشّن نصباً تذكارياً في كوريا الجنوبية موسيقى رؤوس الجبال
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رأس الخيمة جامعة نيويورك أبوظبي متحف زايد الوطني الإمارات عمان
إقرأ أيضاً:
الأنبا توما حبيب يترأس المناولة الاحتفالية بكنيسة السيدة العذراء مريم بكوم غريب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس مساء أمس الإثنين، الأنبا توما حبيب مطران الأقباط الكاثوليك بسوهاج القداس الإلهي والمناولة الاحتفالية بكنيسة السيدة العذراء مريم بكوم غريب، وذلك بمشاركة الآباء الرعاة الأب يوسف فوزي والأب أغسطينوس كميل، والأب إيهاب اليسوعي، والأب ديو والشماس انسلموا من جمعية المرسلين الأفارقة.
وفي عظته تحدث الأب المطران الى الأبناء المحتفى بهم عن أجمل مناسبة في حياتهم تظل عالقة في الأذهان طوال الحياة. ثم تأمل نيافة المطران عن تأسيس سرّ الإفخارستيا "أخذَ خُبزًا وبارَكَ". ويمكننا نتأمَّل في الأبعاد الثّلاثة للسّرّ الذي نحتفل به: الشّكر والذكرى والحضور.
أولًا الشكر، فالشكر ليس مجرد كلمات تخرج من الفم، بل هو أسلوب حياة يعيش به المؤمن الحقيقي، مقتديًا بالمسيح الذي شكر الآب في كل شيء. يقول بولس الرسول: “اشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم” (1 تسالونيكي 5: 18). فكيف يمكننا أن نعيش حياة الشكر الحقيقية؟ كما إنّ كلمة "إفخارستيا" تعني "شكر": "أن نشكر" الله على عطاياه، وبهذا المعنى فإنّ علامة الخبز مهمّة. إنّه الطعام اليومي، الذي نحمل به إلى المذبح كلّ ما نحن عليه وما نملكه: الحياة، والأعمال، والنّجاحات، وحتّى الفشل، كما ترمز العادة الجميلة لبعض الثّقافات المتمثّلة في جمع الخبز وتقبيله عندما يقع على الأرض: لكي نتذكّر أنّه أثمن من أن يُرمى، حتّى بعد وقوعه. لذلك تعلِّمنا الإفخارستيا أن نبارك عطايا الله ونقبلها ونُقبِّلها دائمًا، كعلامة شكر، ولكن ليس فقط في الاحتفال، وإنما في الحياة أيضًا.
ثانيًا الذكرى، "تبريك الخبز" يعني أن نتذكّر. ولكن ماذا؟ بالنّسبة لشعب إسرائيل القديم، كان الأمر يتعلّق بأن يتذكّر تحرّره من العبوديّة في مصر وبداية خروجه نحو أرض الميعاد. وبالنّسبة لنا هو أن نعيش مجدّدًا فصح المسيح، وآلامه وقيامته من بين الأموات، التي بها حرّرنا من الخطيئة والموت.
ثالثًا الحضور، الخبز الإفخارستيّ هو حضور المسيح الحقيقيّ. وبهذا هو يحدّثنا عن إله ليس بعيدًا وغيّورًا، بل قريبًا ومتضامنًا مع الإنسان؛ لا يتركنا أبدًا، بل يبحث عنا، وينتظرنا ويرافقنا على الدوام، لدرجة أنّه يضع نفسه أعزلًا بين أيدينا. وحضوره هذا يدعونا أيضًا لكي نقترب من الإخوة حيث تدعونا المحبّة.