كم هي عالية، كم تلاحق السحب صعوداً، وتملأ الوديان هبوطاً، إنها تجيء من رؤوس الجبال كما تجيء الأغنيات النابضات بالأفراح، هي الموسيقى إذاً.. مرايا الناس وثقافاتهم، نغمٌ جامعٌ للبهجات في الأعراس. هي الموسيقى إذاً.. في صورة الغلاف، في ذاكرة عدسة المصور الفوتوغرافي سالم الصوافي، وهي توثق جانباً من تقاليد الأعراس لقبيلة الشحوح، في لحظة اكتمال المائدة المبسوطة على أرض طيبة، في دعوة مفتوحة للتشارك، في مشهد مبارك.
هي الموسيقى إذاً.. هنا في صمت المشهد تقودنا نغماتها إلى جوهر ملف هذا العدد الذي نضيء من خلاله على مشروع «استكشاف التقاليد الموسيقية للشحوح»، مشروع استثنائي تشير مقدمته إلى أهدافه الثمينة بـ «التوصل إلى فهم أفضل للممارسات الموسيقية القبلية في دولة الإمارات وعلاقاتها بين الثقافات»، وكذلك «تطوير منهجية لتسجيل التقاليد الموسيقية لدولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي بأبعادها المتعددة، مع إنتاج محتوى سمعي بصري عالي الجودة يمكن استخدامه لأغراض الأرشفة، ونشر هذه التقاليد للجمهور على نطاق أوسع».
في الصورة، كما في الملف الخاص، ثمة تفاصيل كثيرة تضج بالحياة، بالزمن، بأصالة المكان وأهله. مشهد تليق به النغمات العميقة القادمة من قلوب الناس، ومن رؤوس الجبال. مشهدٌ لا تمر معانيه إلينا إلا عبر النغمات، ألم يقل الفيلسوف الصيني القديم لاوتزو: «الموسيقى تأتي في المرتبة الثانية بعد الصمت، عندما يتعلق الأمر بما لا يوصف». أخبار ذات صلة مريم الشحي: «أصوات من رأس الخيمة» رحلة في نغم الموروث «الشارقة للتراث» يدشّن نصباً تذكارياً في كوريا الجنوبية
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الوديان الموسيقى سالم الصوافي الإمارات
إقرأ أيضاً:
حكاية زلزال شكَّل أجمل غابة في العالم.. ما سر الحدائق الغارقة؟
على عكس ما اعتادت أعيننا أن تراه بعد انتهاء الزلازل، والمتمثل في الغبار والدمار وأحيانًا فيضانات مرعبة، ولكن اختلف الأمر في منطقة كازاخستان، إذ كُتب لإحدى الغابات أن تنمو هناك والسر في ذلك هو وجود زلزال قوي، وتسمى بالغابة الغارقة، وبدأت قصتها عندما حدث زلزال في عام 1911، ما أحدث انهيارا أرضيا في المنطقة، وغمرت المياه المكان لتتسبب في نمو أشجار الغابات هناك، وفق موقع «serialhikers».
حكاية زلزال شكَّل أجمل غابة في العالم.. ما سر حدائق كازاخستان الغارقة؟في عام 1911، هزَّ زلزال بقوة 7.7 درجة منطقة كازاخستان وكان مركزه الجبال المحيطة ببحيرة كاندي أو كيندي، ما تسبب في حدوث انهيارات أرضية، ونتيجة لذلك تشكل الغابة بعد احتجاز مياه نهر كيندي وغمر جذوع أشجار التنوب بالكامل، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن أشواك وجذوع الأشجار لا تزال مرئية وسليمة بعد أكثر من قرن من الزمان، لأن مياه النهر الباردة «لا تزيد عن +6 درجة مئوية» تحافظ عليها.
كيف تشكَّلت الغابة الغارقة؟بعد الانهيار الأرضي غمرت مياه الأمطار الجبال المحيطة البحيرة التي تشكَّلت حديثًا وأغرقت الأشجار وتشكلت الغابة الغارقة، ومع الوقت كل ما تبقى فوق الماء هو جذوع أشجار بلا أغصان تبرز نحو السماء مثل الأعمدة، ومع ذلك، تحت سطح الماء نمت بيئة جديدة تمامًا مكونة من طحالب ونباتات مائية أخرى، ما يخلق شكلًا خياليًا لغابة كثيفة تحت الماء.
بحيرت أخرى تأثرت بالزلزالوعلى الرغم من أن 4 بحيرات تأثرت بالزلزال، وهي بحيرات كاندي وكولساي 1 و2 و3، لكن بحيرة كيندي هي المكان الوحيد الذي ظهرت فيه جذوع الأشجار تبرز من الماء، أما البحيرات الأخرى لها نفس الجذوع ولكنها مغمورة بالكامل، وفي بعض الأحيان تظهر هذه الأسماك إلى أعلى المياه، لذا فإن ممارسة رياضة التجديف والأنشطة الترفيهية على البحيرات تكون مقيدة، وهذه البحيرة تبدو في أجمل شكل لها بفترة الصيف من يونيو إلى سبتمبر، وهو الوقت المثالي للتخييم في الجبال أيضًا.