في الساحل الشمالي.. مصريون محاصرون بين حرارة الطقس ولهيب الأسعار
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
كان شهر يوليو الماضي هو الأكثر حرارة على الإطلاق في العالم منذ بدء مركز مرصد كوبرنيكوس الأوروبي إصدار بيانات بهذا الشأن في الأربعينيات من القرن الماضي، ولم تكن مصر بعيدة عن ذلك، حيث شهدت ارتفاعا أكثر من المعتاد في درجات الحرارة، مما جعل الحل الأمثل لعدد كبير من المواطنين هو الهروب إلى الشواطئ.
اعتاد المصريون في ظل ظروف اقتصادية صعبة قضاء إجازة الصيف على شواطئ البلاد، واختلفت الوجهات بناء على القدرات المادية لكل أسرة، فهناك من يخطف يوما واحدا على أحد الشواطئ العامة القريبة، وهناك من يقضي أشهر الصيف كاملة في مناطق يرتادها الأثرياء.
في بلد يزيد سكانه عن 100 مليون نسمة، تزداد الفوارق بشكل كبير، لكن يحرص الغالبية على الترويح عن أنفسهم والذهاب إلى الشواطئ، حتى لو جاء توفير المال عبر ما يُعرف في مصر بـ"الجمعية"، وهي أن يجمع مجموعة من زملاء العمل أو الأقارب أو الأصدقاء مبلغا شهريا ثابتا، يحصل عليه أحدهم كل شهر.
وتبحث شريحة، أكثر قدرة مادية، عن خصوصية أكبر وهدوء بعيدا عن الزحام الشديد على الشواطئ العامة، لذا يختار كثيرون منهم منطقة "الساحل الشمالي" الواقعة شمالي مصر، التي تعتبر أقرب بالنسبة لسكان الإسكندرية أو القاهرة ومحافظات الدلتا، مقارنة بسواحل البحر الأحمر، سواء في الغردقة أو شبه جزيرة سيناء.
لهيب الأسعاركل هذه الطبقات المصرية تأثرت بارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي، وبجولة بحث قصيرة في مواقع حجز الغرف، سواء في الفنادق أو الشاليهات، نجد أن الأسعار متفاوتة بالطبع بسبب المساحة الضخمة للساحل الشمالي، الذي يمتد لنحو 300 كيلو متر ما بين مدينتي الإسكندرية ومرسى مطروح، أقصى غربي مصر على ساحل البحر المتوسط.
في المتوسط لا يقل سعر اليوم في غرفة فندقية أو شاليه بغرفة واحدة عن 1500 جنيه، وهو أمر نادر أو يكون في منطقة بعيدة عن الخدمات وأماكن التنزه والحفلات.
يذكر أن الحد الأدنى للأجور في مصر تم تعديله في يونيو الماضي ليصل إلى 3 آلاف جنيه (97 دولار).
بعض المصريين يبحثون عن خصوصية أكبر بعيدا عن زحام الشواطئ العامةوقال الشاب الثلاثيني، محمد عصام، إنه يقضي إجازته الصيفية في قرية بالساحل الشمالي بعيدة نسبيًا عن "أماكن الأثرياء"، موضحًا لموقع "الحرة" أن "سعر الإيجار للشاليه يتراوح من 2500 إلى 3 آلاف جنيه يوميًا، لكن الأسعار الأخرى للمستلزمات اليومية لم ترتفع بشكل كبير أو جنوني كما في المناطق الأخرى".
أما الأماكن التي يرتادها الأثرياء في الساحل الشمالي، فبجانب ارتفاع أسعار أماكن الإقامة، فإن هناك قواعد صارمة بشأن اختيار من يدخلون إلى الشواطئ والمطاعم وأماكن السهر والحفلات.
وبحسب حديث عدد من الأشخاص الذين ارتادوا بعض هذه الأماكن، فإن "مجرد الدخول يمكن أن يكلف نحو 1500 جنيه مصري، إلى جانب وجبة خفيفة يمكن أن يدفع الشخص مقابلها نحو ألف جنيه آخر".
شكاوى من الجميعووصف كثيرون الأسعار في العديد من مناطق الساحل الشمالي بأنها "مبالغ فيها وغير منطقية بالمرة"، في وقت تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية وتداعيات سنوات من الاضطرابات وجائحة كوفيد وتأثيرات الحرب الأوكرانية.
#عمرو_دياب يحيي حفلاً في #الساحل_الشمالي.. والتذاكر تصل لـ80 ألف جنيه pic.twitter.com/gdURaif51V
— ناس ???????? ✪ (@Nass_News) August 11, 2023وقفزت الأسعار بشكل هائل في خضم أزمة في العملة الصعبة، تسببت في خفض قيمة الجنيه 3 مرات منذ مارس 2022، لذا يرى الكثيرون في مصر بأن ظروفهم المعيشية تدهورت.
وبالاقتراب قليلا من القرى والفنادق الفارهة في منطقة الساحل الشمالي، تمتلك أسرة سعاد غالي شاليهًا، تبدأ أسعار الإيجارات في المنطقة المحيطة به من 4500 جنيه (145 دولار) في الليلة الواحدة، ويرتفع حسب عدد الغرف والقرب من البحر.
لكنها أشارت أيضًا إلى ارتفاع أسعار بشكل عام، بصورة أثر ت على حياتهم، فبدأت الأسرة التي تعيش في الإسكندرية في شراء المستلزمات الأساسية من المدينة قبل التوجه إلى الساحل الشمالي، حيث يقضون أغلب فترات الصيف.
التضخم في مصر.. بيانات حكومية "متضاربة" أم نجاح مؤقت؟ أصدرت جهتان حكوميتان في مصر بيانات "غير متطابقة" عن معدل التضخم السنوي في مصر، بينما يكشف مختصون لموقع "الحرة" حقيقة تلك البيانات وتوقعاتهم حول ارتفاع أو انخفاض الأسعار خلال الفترة القادمة وتأثير ذلك على المواطن المصري.وتابعت في حديثها لموقع "الحرة": "القرية التي نقضي بها الصيف عائلية بشكل كبير، ولا يوجد بها أماكن للسهر والاحتفالات وما إلى ذلك، لكن زادت أسعار الإيجارات والمستلزمات الأساسية اليومية بنحو 40 بالمئة مقارنة بالعام الماضي".
وأوضحت أنه على "سبيل المثال، دفعت الأسرة في شهر يوليو من العام الماضي فاتورة كهرباء بقيمة 800 جنيه، لكنها ارتفعت لتصل في نفس الشهر من العام الجاري إلى 1400 جنيه (أكثر من 45 دولارا)".
هروب إلى الخارجقررت غدير عادل، التفكير بشكل مختلف والابتعاد عن الأسعار المبالغ فيها مقابل الخدمة التي تحصل عليها سواء على الشواطئ أو في أماكن الإقامة، وخططت على مدار أشهر للقيام برحلة في أوروبا بأموال قالت إنها "تقريبا نفس ما تنفقه في مصر لو قررت قضاء أيام من الصيف في الساحل الشمالي".
حصلت عادل على تأشيرة وتذاكر طيران بحوالي 600 يورو (20 ألف جنيه مصري)، وزارت ألمانيا والتشيك وإسبانيا والنمسا والبرتغال. وقالت "للحرة" إنها كانت "تقتصد وتعيش في أماكن إقامة مشتركة" (هوستل) أي غرفة بها نحو 4 أشخاص، وتنفق نحو "30 يورو يوميا في المتوسط".
أهم حاجه إذا فترة طويلة حاول يكون أكلك من البيت ... القاهرة حلوة في شهر أكتوبر نوفمبر.... أنا الصيف إذا تحبوا البحر روحوا مرسى مطروح الكورنيش الجديد أرخص وأفضل ومدينة كاملة وبحرهم خيااال... ارخص من الساحل الشمالي إذا الله موسع عليك روح الساحل الشمالي بس ليه حد يستغلك
— Ayat (@Ayatbenali) August 11, 2023يعني ذلك أنه يمكنها إنفاق 300 يورو في بلد أوروبي خلال 10 أيام، بجانب نحو 600 يورو ثمنا للتأشيرة وتذاكر الطيران. وفي هذا الصدد قالتك "لو أنفقت ألف يورو فقد أنفقتها في رحلة لدول أوروبية".
الألف يورو تعادل نحو 34 ألف جنيه مصري، وبحساب ثمن إيجار شاليه في المناطق الهادئة في الساحل الشمالي، والتي تصل إلى 3 آلاف جنيه في اليوم الواحد، سيكون إيجار 10 أيام نحو 30 ألف جنيه، ناهيك عن الطعام والمصروفات اليومية الأخرى باهظة الثمن.
يشار إلى أن سعر الليلة الواحدة في فنادق فخمة في الساحل الشمالي، قد يصل إلى نحو 60 ألف جنيه مصري (حوالي 1900 دولار)، وقد يتعدى ذلك في بعض الأحيان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الساحل الشمالی جنیه مصری ألف جنیه فی مصر
إقرأ أيضاً:
ما خطورة الأقدام المبللة؟
روسيا – أشار الدكتور سيرغي ستيبانوف أخصائي الفيزيولوجيا المرضية في قسم التخصصات الطبية الأساسية بجامعة التعليم الروسية إلى خطورة تبلل الأقدام على الصحة.
ووفقا له، يمكن أن تؤدي الأقدام المبللة إلى تخفيض حرارة الجسم وحتى التجمد إذا كانت درجة حرارة الهواء -5. وتكمن خطورة هذه الحالة في أن الماء يسحب بسهولة الحرارة من سطح الجسم. لذلك عندما تكون الأقدام مبللة يفقد الجسم الحرارة تدريجيا، ما يؤدي إلى تعرضه لإجهاد شديد، وضعف منظومة المناعة بشكل حاد، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بعدوى فيروسية.
ويشير الأخصائي، إلى أنه عندما يتبلل الحذاء والأقدام يجب بأسرع وقت تجفيف الحذاء أو استبداله وتجفيف القدمين وتغيير الجوارب. كما يمكن استخدام طبقة عازلة، مثل السيلوفان (Cellophane) مؤقتا، ولكن من الأفضل الدخول إلى مكان دافئ وتدفئة القدمين باستخدام ماء دافئ وتجفيفهما وارتداء جوارب دافئة.
ويقول: “يمكن أن تتجمد الأقدام المبللة في حالة درجات الحرارة السالبة، وعلى الأكثر يكون تجمدها من المستوى الأول الذي يتميز بشحوب الجلد أولا، ومن ثم احمراره، ويمكن أن تظهر فقاعات. والإسعافات الأولية في هذه الحالة هي غسل القدمين وتجفيفهما وارتداء جوارب دافئة، وبعدها مباشرة مراجعة أقرب مركز طبي. ولا ينصح أبدا بممارسة العلاج الذاتي بما فيه استخدام المراهم قبل استشارة الطبيب المختص”.
المصدر: صحيفة “إزفيستيا”